|
||||||||
خصائص النخل الحيوانية |
||||||||
[ 14 ] (والأرض
وضعها
للأنام *
فيها فاكهة
والنخل ذات
الأكمام) (سورة
الرحمن،
الآيات: 10 ـ11). خصائص
النخل
الحيوانيّة: لقد
جاء ذكر
النخل في هذه
السورة
المباركة
بعد ذكر
الفاكهة،
وهو ذكر خاص
بعد عام، إذ
إن النخل من
جملة
الفواكه
التي خلقها
الله (عز وجل)،
له أكمام وهي
الأغلفة
المغطيّة
لثمرة(التمر). وانمّا
جاء ذكر
النخل
تخصيصاً
لاشتمال هذه
الفاكهة على
خصائص
تتجلّى فيها
القدرة
الإلهيّة
اكثر مما هو
في سواها من
الثمار. فمن
خصائص النخل
انه اقرب
أنواع النبت
إلى الحياة
الحيوانية،
فقد ورد عن
الإمام أبي
عبد الله
الصادق (ع)
انه قال (استوصوا
بعمتكم
النخلة
خيراً،
فإنّها خلقت
من طينة آدم،
ألا ترون انه
ليس من
الشجرة تلقح
غيرها)[1]
وهذه
الرواية
تشير إلى قرب
حياة النخل
من الصفة
الحيوانية (وأن
كان هذا
القرب
محدوداً)،
فعندما يذبح
الحيوان
ويتم فصل
رأسه من بدنه
يموت، وفي
النخل أيضاً
لو اصيب
رأسها بضرر
ليبست. تلقيح
النخل،
والحب بين
ذكره وانثاه: ومن
خصائص النخل
الأخرى، أن
الانثى يتم
تلقيحها من
الذكر الذي
هو من جنسها،
والتلقيح
ضروري لأجل
تحقيق
التوالد
والتناسل،
ولأجل ان
يعطي النخل
ثمرة يستلزم
التقليح كما
هو الحال في
الحيوانات,
والمتخصصون
في هذا
المجال
مطلعون على
هذه الحقيقة
حيث يتم
التلقيح
بواسطة
العبوات
الدائرية
التي ينتجها
ذكر النخل من
ذات جنس
الأنثى. وهناك
خصوصية أخرى
عجيبة يتميز
به النخل وهي
العلاقة
والحب بين
الذكر
والأنثى وهي
عين مثيلتها في
الحيوانات،
إذ إن الله (عز
وجل) جعل في
هذه الشجرة
قدرة خفيّة
على التقارب
بين الزوجين
من هذا
النبات، فقد
نقل بعض
الثقات انه
قد حصل في
أحد بساتين
النخيل ان
كانت نخلة
انثى تقع على
مسافة عشرة
أقدام من
ذكرها، وما
أن مرّت ستة
شهور حتى
اقتربت
النخلتان من
بعضهما
البعض بحيث
أصبحت
المسافة بين جذعيهما لا
تعدو الشبر
الواحد!!،
ولعلّهما
يتعانقان
بأن ترمي كل
نخلة برأسها
على الأخرى
ليحتضنا
فيما
بينهما،
ويشبكان
سعفهما سوية
لكي نعلم (إن
الله على كل
شيء قدير). دور
الحبوب في ترميم
خلايا بدن
الإنسان: (والحبّ
ذو العصف
والريحان)
هذه الآية
معطوفة على
الآيات التي
سبقنها بحيث
تكون في
واقعها (فيها
الحب ذو
العصف
والريحان)،
فعندما ذكر
الله تعالى
الأرض،
وتطرّق إلى
ذكر الفواكه
ثم خص بالذكر
النخل، جاء
ليخص الحبوب
بالذكر،
باعتبار أن
الحبوب
تشتمل على
الوفرة في
المواد
الغذائية
التي يتغذى
عليها
الإنسان
والحيوان،
فهي طعام
لذيذ ومغّذٍ. وبما
أن البدن من
حيث تركيبته
مادي، فهو
يتضرر في
خلاياه
المكونة
لانسجة
البدن عندما
تصدر عن ذلك
البدن حركة
أو جهد
ليؤمّن
بواسطتها
الطاقة
الحرارية
اللازمة
للقيام
بالفعاليات
المختلفة،
وبذلك كانت
خلايا البدن
في تعويض
دائم لأجل
مواصلة
تجديد القوى
الجسمانية،
فمثل البدن
كمثل
المصباح
والموقد
الذين
يحتاجان إلى
النفط أو
الزيت أو
الكهرباء
لأجل ان
يستطيعا
مواصلة
عملهما
وتأدية
دورهما،
لذلك كانت
أبدان
الإنسان
والحيوان
تتلاشى
وتموت في حال
تعطّل وصول
المواد
الغذائية
لها لفترة
محدودة من
الزمن،
وكلّنا
مطلّع على
حال البدن
عندما يبتلى
بالأمراض
والاوجاع
كيف يكون
مخيفاً
ضعيفاً، لأن
المزاج عند
المرض يخرج
عن الاعتدال
فلا يميل
إذّاك إلى
تناول
الطعام، أو
لا تتحقق
عملية هضم
الطعام
بصورة صحيحة
أو بشكل
طبيعي،
فعندئذ لا
تحصل
التغذية
السليمة
فيهزل البدن
ويضعف ولما
كانت خلايا
أنسجة البدن
تتفسّح
وتتحلّل
وتموت، كان
البدن في أمّس
الحاجة
وبشكل
متواصل إلى
تعويض تلك
الخلايا
والانسجة،
ولا يتم هذا
التعويض إلا
من خلال
تناول
الحبوب
واللحوم
والفواكه
وتأتي
الأولوية في
الأهمية
للحبوب باعتبارها
تضم في
تركيبها
مختلف أنواع
الفيتامينات
التي يقل
وجودها في
غيرها من
المحاصيل
النباتيّة،
فالرز
والقمح
والشعير
والذرة فيها
من المواد
الغذائية ما
يقل في نظيرها من
النباتات،
ولقد أولت
الروايات
الواردة عن
أهل البيت (ع)
لهذه
المحاصيل
أهمية كبيرة كما سنرى
عما قليل:ـ الرز،
شفاء لا داء معه: روي
عن الإمام
الصادق (ع) في
أهمية الرز
أنه قال: (كل
شيء يحتمل
معه الداء
والدواء، ما
خلا الرز،
فإنه شفاء لا
داء فيه)[2]
و(صادف) أن
تشرّف رجل من
أهل العراق
بالحضور عند
الإمام
الصادق (ع)،
فنقل هذه
الرواية على
تفصيلها
الآتي الذي
نجد فيه
الكفاية في
التدليل
على
موضوعنا،
يقول: كانوا
قد طبخوا
الرز في دار
الإمام (ع)،
فدعاني
الإمام
لتناول
الطعام، قلت
له: لقد
تناولت
طعامي يا
مولاي، فقال
الإمام (ع): ان
افضل هدية
كان يقدمها
لي أهل
العراق
ليلاً هي
الرز)[3]
وانظروا إلى
جمال بيان
وتعبير من
قال إن الرز
يقال له في
الفارسية (بِرِنجْ)
وهي لفظة
مخففة لكلمة
(بيرنج) التي
تعني (لا ضرر
فيه). الشعير،
غذاء فيّاض
بالبركة،
وهو طعام
الأنبياء (ع): والشعير
هو الصنف
الآخر من
الحبوب الذي
أولته
روايات أهل
البيت (ع)
أهمية خاصة،
فقد جاء عن
الإمام
الرضا (ع)
قوله (فضل
خبز الشعير
على البُر[4]،
كفضلنا على
الناس، وما
من نبي إلاّ
وقد دعا لأكل
الشعير
وبارك عليه،
وما دخل
جوفاً إلاّ
واخرج كل داء
فيه، وهو قوت
الأنبياء
وطعام
الأبرار،
أبى الله أن
يجعل قوت
الأنبياء
إلاّ شعيراً[5].
وورد
في كتب الطب
القديمة أن
الشعير يوجب
انتفاخ
البطن ويمكن
تلافي ذلك
بأكل التمر،
وهو (الشعير)
طعام نوراني
ينير قلب
المؤمن. وللعدس
أيضاً خواص
جسمية
وروحية
اشتملت على
ذكرها
الورايات،
فهو يؤدي إلى
ترقيق القلب
ويغزر
الدمعة، فقد
روي إن نبياً
شكا إلى رب
العالمين
جفاف عينه
وقلة دمعه،
فأُمر بأكل
العدس[6]،
وعن النبي
يحيى (ع) يروى
أنه كان يكثر
من أكل
العدس، وكان
بكاء يحي
مضرباً
للأمثال من
حيث كثرته
وغزارة دمعه. واللوبياء
هي الأخرى من
الحبوب
الممدوحة،
وقد ذكرها
المرحوم
المامقاني
في آدابه
وسننه. وجميل
جداً أن
يتناول
المرء
المؤمن
الأطعمة
المستحبة
التي مدحها
أهل البيت (ع)
باعتباره
تابعاً
لمحمد وآله (ص)
فيأكلها
رغبة في
طاعتهم
وموالاتهم.
وقد ورد عن
الإمام
الصادق (ع): (من
أكل سفرجلة،
أنطق الله
الحكمة على
لسانه
أربعين
يوماً)[7]
وقد ذكرنا فيما
سبق ان هذه
الفوائد
لا تعمّ إلاّ
المؤمن
الصالح الذي
يتناول
طعامه بقصد
التبرّك
واتباعاً
لسنن أهل
البيت (ع)،
ولأجل
الاستفادة
من نعمة الله
ورحمته لما
لهذه النعم
من بركة
ظاهرة
وباطنة. تجنّب
تناول
الثمار غير
الناضجة: وقد
شدّد أهل
البيت (ع) على
قاعدة عامة
مفادها
النهي
كراهية عن
أكل الفواكه
والحبوب غير
الناضجة،
والشاهد على
ذلك ما ذكره
الإمام (ع) من
قوله تعالى (كلوا
من ثمره إذا
أثمر) (سورة
الأنعام،
الآية: 141). لأن
الثمرة غير
الناضجة
عديمة النفع
ان لم تكن في
الأغلب
تشتمل على
الضرر. وعن
الباذنجان
يقول الإمام
(ع): إذا اشتّد
الحر ونضج
التمر فلا
ضير فيه[8]
أي عندما
يأتي أوان
نضجه، ومع كل
ذلك ينبغي
مراعاة
القاعدة
الصحية
الإلهية في
قوله تعالى (كلوا
واشربوا ولا
تسرفوا) (سورة
الأعراف،
الآية: 31). لأن
أحد أضرار
الاسراف
في تناول
الأطعمة هو
حصول قسوة
القلب، حتى
وان كان
الاسراف هذا
في الاكثار
من تناول
العدس الذي
يؤدي تناول
قليله إلى
رقة القلب،
لأن الإكثار
من تناول
الأطعمة
يؤدي إلى
امتلاء
المعدة
وتلكؤها في
عملية
الهضم،
فيحصل الهضم
الناقص
وتبقى بعض
المواد
الغذائية
غير مهضومة
فتفسند في
باطن
الإنسان
وتسبب في
خروج
الأبخرة
الفاسدة
التي تتصاعد
نحو الدماغ
فتؤدي إلى
إفساد إدراك
المرء
وتعطّله. رواية
لطيفة لضمان
السلامة: يروى
عن أمير
المؤمنين (ع)
أنه قال لإنبه
الإمام
الحسن (ع) (لا
تجلس على
الطعام إلاّ
وأنت جائع،
ولا تقم عن
الطعام إلاّ
وأنت
تشتهيه،
وجوّد
المضغ، وإذا
نمت فأعرض
نفسك على
الخلاء،
فإذا
استعملت هذا
استغنيت عن
الطب) ومسألة
أكل الطعام
على الجوع
إنما أكدّ
عليها الإمام (ع)
باعتبار وجود
الكراهية في
أكل الطعام
دون وهود
الشهوة له،
اما عن معنى
القيام عن الطعام
في حالة الشهية
له، فهو يعني
ترك تناول
الطعام قبل
الشبع
بلقيمات
مثلاً، ولعل
البعض يعتقد
بغير ذلك، إذ
يقال إن بطن
الجائع يتسع
لاربعين
لقمة، وعن
تجويد المضغ
فهو تناول
الطعام بشكل
يحصل معه
المضغ
الكافي حيث
يختلط به
اللعاب
بالصورة
التي ييسر
للمعدة
عملية الهضم
بشكلها الصحيح،
وتجويد
المضغ
يستوجب تجنب
الشارهة
والسرعة في
الأكل،
وكثيراً ما
يحصل لمن
يتناول
طعامه دون
حصول حالة
المضغ
الكافي،
الكثير من
الاضرار
والأدواء
الناشئة عن
حصول الخلل
في برنامج
عملية الهضم
في المعدة،
ناهيك عن عدم
حصول المرء
على الفائدة
المطلوبة من
موضوع الأكل
ذاته، لذا
اُستحبت
كثرة المضغ
وتصغير
اللقمة. سوء
الاستفادة
يعود
بالأضرار: ومن
الأمور
الأخرى التي
تعد في كفران
النعم هو ما
يتناوله
الإنسان من
ألوان
الأطعمة، ثم
يدعي بعد ذلك
انه قد أصابه
الضرر من تلك
الاطعمة،
يقول الإمام
الصادق (ع) (الكفر
بالنعم هو أن
يقول الرجل
أكلت كذا وكذا
فضرّني)[9]
نعم لأن
الضرر
الناشئ
إنّما كان
بسبب تناول
الطعام دون
أن يشتهيه،
أو بسبب
الخلط في
تناول عدة
أكلات، أو
بسبب
الافراط في تناول
الاطعمة،
وليس بسبب
لون الطعام
المتناول،
فمن يتصور ان
الرقي أو
البطيخ أو
العسل أو
اللبن ضار
بذاته؟! إذاً
يجب أن نعرف
ان بعض
الاكلات
تستوجب
تناول معها
ما يحول دون
حصول الضرر
لبدن
الإنسان،
فمن يتناول
اللبن عليه
ان يطعم معه
الرقي (خصوصاً
فيمن طوى
مرحلة
الشباب
وبالصورة
التي يكون
سبيلهم في
تناول
الطعام
يترّفع عما
يفعله
الصبيان
والاطفال
حينما تمتد
أياديهم إلى
كل ما يرونه
أمامهم،
لأننا ندرك
ان الله
تعالى قد
أحسن في صنعه
وابداعه،
فهو لم يخلق
الضرر
والسوء،
وانما منشأ
الضرر
والسوء هو
عدم وجود
الاستخدام الصحيح
للأشياء،
والسوء
والضرر
منشأه
انعدام
الاعتدال،
والاعتدال
نابع من
العدل،
وعندما يقال
لنا اعدلوا
فمعنى ذلك ان
نتجنّب
التفريط
بالعدل بوضع
كل شيء في
موضعه
المناسب،
إذاً يجب على
المزكوم ان
يتجنّب
تناول العسل حميّة. كثرة
النوم
منشأها
الافراط في
تناول
الأطعمة: وفي
موضوع
الافراط في
تناول
الطعام، (جاء رجل إلى
الإمام
الصادق (ع)
وشكا له كثرة
نومه قائلاً:
يا بن رسول
الله (ص) إني
لكثير
النوم،
فأوصاه
الإمام (ع)
قائلاً: أقلل
من طعامك)،
نعم لأن
تناول لقمة
اضافية تجعل
المرء
مضطراً إلى
الاكثار من
عب الماء،
وهذا يؤدي
إلى كثرة
النوم، لأن
كثرة عب
الماء تؤدي
إلى زيادة
رطوبة
الأبدان،
وهي رغم ذلك
غير ممدوحة
لتأكد حصول
الضرر من
جرّائها،
وحال المكثر
من شرب الماء
كحال إغراق
الشجر
بالماء
سقياً الذي
يعود عليها
بالموت
المحتّم.
لذلك كان
الافراط في
تناول
الطعام
مستدعياً
لكثرة النوم
(وخصوصاً في
اللّيل)
فيحرم
الإنسان
نفسه من نيل
الأوطار في
تهجد
الأسحار،
فيفوته قطار
السحر.
ويسبقه ركب
طلاب
المغفرة،
ويبقى
المسكين
غارقاً في
سبات نومه
الثقيل
محروماً من
بركات
التهجد رغم
نداء الملك
وأقرانه
بصوت عالٍ (إلا
هل من سائل،
إلا هل من
تائب، إلا هل
من مستغفر). ولقد
جاء عن كيفية
شرب الماء
انه يستحب
شربه مصّاً
وعلى دفعات
ثلاث يقول
بعد كل دفعة (الحمد
لله)، ولو
عزز هذا
القول بذكر
عطش الإمام
الحسين (ع) في
عقيب الدفعة
الثالثة
لكتب الله
تعالى له
بذلك القول
مائة ألف
حسنة (خصوصاً
لمن يشرب
بارد الشراب
في قائظ
الأيام وهو
ظمآن). (والحب ذو
العصف
والريحان *
فبأي آلاء
ربكما
تكذبان) (سورة
الرحمن،
الآيات:12 ـ13). سبعمائة
حبة في حبة
واحدة: إن
الله عز وجل
أودع الأرض
أنواع
الحبوب التي
تشكل
بمجموعها
مادة غذائية
مهمة
للإنسان
والحيوان
على حد سواء (كالحنطة
والشعير
والرز
والعدس
والحمص
واللوبياء
والذرة
والماش)،
ولكل نوع من
أنواع هذه
الحبوب
خصائص معينة
يصطلح عليها
اليوم (بتركيبات
الفيتامينات)
التي تعود
على الأبدان
بعظيم النفع
والفائدة،
بل إن
فقدانها (الفيتامينات)
يكون باعثاً
أساسياً
لابتلاء
البدن
بمختلف
الأمراض
والعلل. وعن
معنى عبارة (ذو
العصف) فإن
العصف هو
التبن أو
الأوراق
والسيقان
الرقيقة
المتبقية من
السنابل بعد
استخلاص
الحبوب
منها، كما في
قوله تعالى (كمثل
حبة انبتت
سبع سنابل في
كل سنبلة
مائة حبة،
والله يضاعف
لمن يشاء) (سورة
البقرة،
الآية: 261).
والمضاعفة
الإلهية هنا
تحصل بفعل
البركة
الربانية
ومددها،
ولعل البركة
تنعدم نتيجة
ارتكاب
الناس
لألوان
المعاصي
ومنها منع
الزكاة
فيؤدي ذلك
إلى انخفاض
مقدار
العطاء
الإلهي. شيوع
الفساد في
المجتمع
يفسد
الطبيعة: فقد
ورد في رواية
منقولة عن
أهل البيت (ع) (لو
لم يعص الله
في أرضه لما
بقيت من شجرة
دون ثمر،
ولما أثمرت
من شجرة
ثمراً مرّاً
أو محفوفاً
بالأشواك)
وهذه حقيقة
يؤكدها قوله
تعالى (ظهر
الفساد في
البر والبحر
بما كسبت
أيدي الناس) (سورة
الروم،
الآية: 41). إذاً
مبعث
المرارة
والسوء هو
فساد
الإنسانية
فيترتب على
ذلك حصول
الأثر
القهري على
الطبيعة
المبصرة
للنبوة
والشاهدة
للامامة،
المخبرة
عنهما (رغم
عدم ادراكنا
لذلك بواسطة
حواسنا) وهو
أمر لا ينكر
على أية حال
كما يعززه
قوله عز وجل (ولو
ان أهل القرى
آمنوا
واتقوا
لفتحنا
عليهم بركات
من السماء
والأرض ولكن
كذّبوا
فأخذناهم
بما كانوا
يكسبون) (سورة
الأعراف،
الآية: 96). إذاً
حصيلة
البذرة
الواحدة هو
أضعاف
ما يبذر
الإنسان من
سنابل
وحبوب، له
الحب الخالص
ولحيواناته
العصف غذاءً
وزاداً،
ولعل في الحب
نفسه غذاء
للحيوانات
كما تشير هذه
الآية لذلك (متاعاً
لكم
ولأنعامكم) (سورة
النازعات،
الآية: 33). وتأسيساً
على ما سبق
يكون معنى
قوله تعالى (والحب
ذو العصف)
هو ان الله
تعالى قد جعل
الحب ذو
العصف مما
تنبت الأرض
حباً خالصاً
وتبناً يعيش
عليهما
الإنسان
والحيوان. الريحان،
الزرع طيب
الرائحة: (والريحان)
ـ للريحان
معنى عام،
وهو ما يطلق
على كل نبتة
لها عطر،
سواء كان ذلك
العطر
منبعثاً عن
أغصانها
وأوراقها أو
عن أزاهيرها
وأورادها،
إذاً يكون
الريحان
اسماً لكافة
الزروع
ومختلف
النباتات ذات
الروائح
الطيبة،
وفوق كل ذلك
نجد ان
الازاهير
والاوراد
التي خلقها
الله تعالى
مما لا نحصي
لها عدداً
تتباين في
ألوان
عطورها،
ولعل الورد
الأحمر هو
اكثر تلك
الاوراد
انتشاراً،
إذ نجد رواية
تصفه بأنه من
أوراد
الجنان، بل
وتذهب إلى
اكثر من ذلك
فتعّد عطره
انموذجاً
لعطر محمد (ص)،
وان اصل
شجرته في
الجنان في
المقام
المحمود
لمحمد وآله (ص). الورد
الأحمر،
عطره محمديّ: فقد
نقل كتاب
بحار
الأنوار عن
الإمام
الصادق (ع)
قوله (من
وقعت في يده
وردة، ثم
شمّها
ووضعها على
عينه وصلى
على محمد
وآله، غفر
الله له
ذنوبه ولو
كانت عدد
الرمال،
وزاد في
حسناته بذلك
المقدار حتى
يلقيها
أرضاً). قلم
القدرة يخط
على الورد: ولما
كان ذلك
الحديث
الشريف قد
جرّنا إلى
هذا المقام،
فلا نرى
ضيراً من ان
ننقل لكم هذه
الرواية
التي ذكرها
صاحب بحار
الأنوار
لتستضيء بها
بصائر
قلوبنا. (يقول
عبد الله بن
سنان،
استأذن رجل
على الإمام (ع)،
فأذن له
الإمام
وسأله: من
أين؟ فأجابه
الرجل: من
بلاد الصين،
فسأله
الإمام (ع):
أطَرَق
اسمنا
أسماعكم في
تلك البلاد؟
(في الحقيقة
ان الإسلام
وصل إلى
أقاصي الأرض
وادانيها
ومنها بلاد
الصين، ولكن
الحكام
الطواغيت من
آل أمية وبني
العباس
كانوا
يحولون دون
وصول أسماء
أهل البيت (ع)
إلى إسماع
الناس،
وعليه
فللمرء أن
يتخيّل كيف
كان وضع
المسلمين
أبّان عصر
الإمام (ع)!؟)
فقال الرجل:
بلى يا بن
رسول الله (ص)،
فنحن من أهل
ولايتكم،
ولدينا شجرة
ورد تورد
أوراداً قد
نقشت على تلك
الاوراق يد
القدرة
الإلهية
عبارة (لا
إله إلا الله
محمد (ص) رسول
الله) عندما
يطلع عليها
الصباح، ثم
لا تلبث أن
تكتسي تلك
الاوراق
عصراً
بعبارة (لا
إله إلاّ
الله علي (ع)
خليفة رسول
الله (ص). ولعل
هناك الكثير
الكثير من أمثال هذه
النماذج
والظواهر
والحوادث
التي عملت
فيها يد
القدرة
الإلهية
جاءت على غير
المألوف لدى
الناس ، وقد
شاهدها
الكثيرون
وسمع بها
آخرون مما لا
يستبعد
العقل
البشري
حصولها[10]. إذاً
فمعنى (الريحان)
هو ما يصدق
إطلاقه على
كافة العطور
والروائح
الطيبة التي
أودعها
الباري عز
وجل في
النباتات
والزروع،
وهو من جملة
آيات الله
التي لا
تحصى، إذ خلق
الله
الريحان
للإنسان
كيما يشمّه
فيتعرف على
القدرة
الأزليّة
ويدرك بنور
العقل خالق
الورود
والعطور
فيؤمن به،
ويثني عليه
حامداً. الحسنان
(ع) ريحانتا
رسول الله (ص): وكلمة
الريحان
الواردة في
هذه السورة
المباركة
تذكّرنا
بأحد ألقاب
الحسنين (ع)
وإحدى كنى
الإمام أمير
المؤمنين (ع)
كما تصرح
بذلك هذه
الرواية،
تقول
الرواية (إن
الإمام علي (ع)
دخل يوماً
على رسول
الله (ص)
فسلّم عليه،
عندها رد
عليه الرسول
(ص) قائلاً:
وعليك السلام يا والد
ريحانتي).
ونحن نعلم ان
النبي (ص) لم
يقل ما قاله
اعتباطاً (حاشا
لرسول الله)،
بل لأن
الحسنين
يفوحان بعطر
الجنة، إذ إن
النبي (ص)
عندما حانت
ساعة رحيله
عن الدنيا
الفانية،
كان الحسنان
قد جلسا على
صدره الشريف
في أوان
احتضاره
ولما أراد
الإمام علي (ع)
أن ينزلهما
عنه، قال له
الرسول (ص):
دعمها لي
لأشمّهما
وأتزوّد من
ريحهما[11]
إذاً أليس من
حق عشاق
الحسين (ع) أن
يكونوا ممن
لا يبغوا عن
الحسين وعن
الحور العين
في الجنة
حولاً؟، بل
طوبى لهم،
وطوبى لمن
يشم في ساعة
حضور الموت
ريح الحسين (ع)،
ثم تفيض روحه
على ذكره وقد
أعبقت بعطره
الشريف.
[1]
بحار
الأنوار (142)
باب التمر). [2]
بحار
الأنوار (م14)
باب الأرز. [3]
المصدر
السابق. [4]
البُر:
القمح أو
الحنطة. [5]
سفينة
الحبار (ج1، ص375). [6]
بحار
الأنوار،
المجلد
الرابع عشر. [7]
سفينة
البحار (1، ص629). [8]
بحار
الأنوار،
المجلد
الرابع عشر. [9]
سفينة
البحار (ج2، ص599). [10]
هناك
نماذج لمثل
هذه
الظواهر
التي
اختطتها يد
القدرة
الإلهية
ومن
الحواديث
غير
المألوفة
نقلها
السيد
المؤلف(رض)
في كتابه (القصص
العجيبة)
يمكن
الرجوع إليها
لمن طلب
الاستزادة. [11]
بحار
الأنوار،
المجلد
السادس.
|
||||||||
|