|
||||||||
العصر
الإسلامي حرص
القرآن
الكريم
والرسول (ص)
على حض
المؤمنين
على طلب
العلم فقال
الله تعالى
في كتابه
العزيز: (قل
هل يستوي
الذين
يعلمون
والذي لا
يعلمون) وقال:
(وقل ربي
زدني علماً). وقال
الرسول: "
طلب العلم
فريضة على كل
مسلم ومسلمة
" كما قال: "
لان تغدو
فتتعلم
باباً من
العلم خير من
ان تصلي مائة
ركعة " وقال:
" حضور
مجلس عالم
أفضل من صلاة
ألف ركعة
وعيادة ألف
مريض وشهود
ألف جنازة "
فقيل " يا
رسول الله
ومن قراءة
القرآن؟ "
فقال: وهل
ينفع القرآن
إلا بالعلم؟"
وكانت فدية
أسرى غزوة
بدر أن
يعلموا
اطفال
المسلمين
القراءة
والكتابة. ولقد
كان القرآن
الكريم أول
كتاب دون في
اللغة
العربية
وكان صاحب
الفضل
الأكبر في
انتشار
التعليم بين
المسلمين
فاقبلوا على
دراسة اللغة
العربية
توصلا
لقراءة
القرآن
وفهمه.
والقرآن
الكريم هو
الذي حفظ
اللغة
العربية
وأبقى لها
نقاءها. ولقد
انصرف
المسلمون
زمن
الراشدين
على نشر
دينهم
وتوطيد
دعائم ملكهم
فلم يهتموا
بالعلوم إلا
ما كان منها
متصلاً
بتدوين
القرآن. وفي
عصر
الأمويين
انتشر
الإسلام
واتسعت رقعة
ملكه واختلط
العرب
بالاعاجم
ففشا اللحن
بينهم
واختلفت
وجهات النظر
في مسائل
الدين
فالتفتوا
إلى العناية
باللغة
وتدوين
قواعدها كما
بدأوا
يعملون
النظر في
أمور دينهم
ويجتهدون
فيه فنشأت
علوم اللغة
والعلوم
الشرعية. كان
العرب في
بداوتهم
يعتمدون على
السماع في
ضبط لغتهم
والابقاء
عليها فلما
دخل الناس في
دين الله
أفواجاً
فسدت ملكة
اللغة في
المدن وفشا
اللحن بين
العرب وصعب
تعلم اللغة
على الأعاجم
مما اضطر
العرب إلى
وضع قواعد
للغتهم
واجبرهم على
العناية
بعلوم اللغة
من فصاحة
وبلاغة وأدب
وشعر. كانت
عناية
المسلمين
بدينهم
بالغة فنشأ
عندهم علم
اللغة
والتفسير
والقراءات
وعلم الكلام
وغيرها. ولقد
بحثوا أمور
الدين
صغيرها
وكبيرها
وألفوا فيها
مئات الكتب
وجمعوا
أحاديث
الرسول
وفسروا
القرآن
وشرحوا
الحديث
وحالوا
التوفيق بين
الفلسفة
والدين. ولما
اتسع سلطان
المسلمين في
عهد
العباسيين
وفرغوا من
وضع علوم
الدين
واللغة أو
كادوا،
التفتوا إلى
علوم
اليونان
والفرس
والهنود وما
حوته من
فلسفة ومنطق
وطبيعيات
ورياضيات
وما تفرع عن
ذلك من طب
وصيدلة
وكيمياء
وحساب وجبر
وهندسة وفلك
وسياسة. وقد
بدأوا عهدهم
بالترجمة
والنقل وما
ان اتقنوا ما
نقلوا حتى
انتقلوا إلى
التحقيق
والتأليف. أول من
اهتم من
خلفاء
العباسيين
بالترجمة
أبو جعفر
المنصور فقد
كان شغوفاً
بالطب
والفلك
والهندسة
فأمر بأن
تترجم له
الكتب فيها
ثم جاء
المأمون
وكان عالماً
فاضلاً حر
التفكير
مؤمناً
بالعقل
فانتصر في
زمانه مذهب
المعتزلة
القائل
باعمال
العقل في
النصوص
الدينية
مستعيناً
بالفلسفة
اليونانية
على ذلك وكان
من جراء ذلك
أن أمر بنقل
كتبها إلى
العربية
فنقلت كتب
المنطق
والفلسفة
أولاً ثم
جميع فروع
العلم
ثانياً ولا
سيما كتب
الطب والفلك
والفيزياء
ثم استمرت
هذه النهضة
وتزايدت
الكتب
المترجمة
حتى ترجمت كل
الكتب
اليونانية
التي وقعت في
أيدي
المسلمين.
ولم يكتف
العرب
بترجمة
الكتب عن
اليونان فقط
بل ترجموا عن
الفارسية
والهندية
أيضاً. ما كاد
المسلمون
يتدارسون
هذه الكتب
المترجمة
حتى نشطوا
إلى تحقيق
مسائلها
وشرحها
وتلخيصها
ومناقشتها
والزيادة
عليها
فأبقوا على
التراث
اليوناني ثم
زادوا عليه
وأغنوه
فاخترعوا
وابتكروا
والفوا
وتركوا
للغرب
تراثاً هيأه
لنهضته
الحاضرة. وإذا
كانت الدنيا
هدف التربية
عند اليونان
والرومان
وكانت
الآخرة
والتحضير
لها غاية
التربية
المسيحية،
فقد حض
الإسلام على
الجمع بين
الأثنين. قال
تعالى في
كتابه
العزيز (وابتغ
فيما آتاك
الله الدار
الآخرة ولا
تنس نصيبك من
الدنيا)
وقال (ص): "
أعمل لدنياك
كأنك تعيش
أبداً وأعمل
لآخرتك كأنك
تموت غداً ".
وعلى هذا فقد
كانت غاية
التربية
الإسلامية
أن تهيئ
الطفل لدنيا
يعيش فيها
كعضو نافع
رافه
بالمقدار
الذي لا يفسد
دينه ولا
يصرفه عن
آخرته. لقد
كان القرآن
الكريم أصل
التعليم
وأساس
التربية
الأسلامية
في كل
الأقطار
الإسلامية،
إلا أن
الطريقة
كانت تختلف
من قطر إلى
آخر فاهل
المغرب
كانوا
يقتصرون في
تعليم
أولادهم على
دراسة
القرآن
وتعليمهم
القراءات
المختلفة
والكتابة
وقلما
يخلطون ذلك
بسواه من
الحديث أو
الفقه أو
الشعر قبل أن
يتقن الوليد
قراءة
القرآن
ويجاوز سن
البلوغ.
ولذلك فقد
كان اهل
المغرب أقوى
على حفظ
القرآن
ورسمه من
سواهم. أما
أهل الأندلس
فقد كانوا
يعلمون
القرآن
ولكنهم لا
يقتصرون
عليه بل
يخلطون به
رواية الشعر
وقواعد
اللغة
ورواية
الأخبار
والكتابة
والحساب
وتقويم
البلدان فلا
يعتنون
بالقرآن
أكثر من
عنايتهم
بسواه بل
انهم كانوا
يعتنون
بالخط ولذلك
فقد كان
المتعلم
الأندلسي لا
يكاد يبلغ سن
الشباب حتى
يكون قد أخذ
ببعض العلم
في كل الفروع. وأما
أهل المشرق
فقد كانوا
يخلطون
التعليم
كأهل
الأندلس إلا
إنهم يعتنون
بالقرآن
اكثر من غيره
ولا يعتنون
بالخط عناية
أهل الأندلس
به وإنما
كانت له
معاهد خاصة
ومعلمون
متخصصون. ولقد
أشار بعض
المربين إلى
خطأ
الأبتعاء
بالقرآن
وقالوا
بوجود
الأبتداء
بعلوم اللغة
حتى يتقنها
الطالب
فيتمكن من
فهم القرآن
فلقد قال
القاضي أبو
بكر العربي
بوجوب
البداءة
بتعليم
الشعر وعلوم
اللغة
والانتقال
من ذلك إلى
تعليم
الحساب حتى
إذا أتقن
الوليد ذلك
انتقل إلى
دراسة
القرآن
فيتيسر له
فهمه. ولقد
قال " يا غفلة
أهل بلادنا
في أن يؤخذ
الصبي بكتاب
الله في أول
أمره يقرأه
ما لا يفهم
وينصب في أمر
غيره أولى
بالتقديم
منه " ولقد
وافقه ابن
خلدون على
ذلك فقال " هو
لعمري مذهب
حسن إلا أن
العادات لا
تساعد عليه "
. تلك هي
طريقة
التعليم في
المدارس
الابتدائية
أو ما يمكن
أن يسمى
بالمدارس
الابتدائية
أما في
المرحلة
التالية من
التعليم فقد
كانت حلقات
الدرس تعقد
في الجوامع
وكان
الأستاذ
يتناول
مسائل العلم
بالشرح
والتفصيل
والنقد وكان
طلابه
يسألونه
ويستفتونه
وكانت
الطريقة
التحليلية
هي الطريقة
السائدة كما
كان منطق
أرسطو يسيطر
على هذه
الحلقات.
ومما يستحق
الذكر في هذا
الصدد رسائل
أخوان الصفا
وعددها إحدى
وخمسون
رسالة تضمنت
العلوم
الطبيعية
والرياضية
والفلسفة
والمنطق وما
وراء
الطبيعة.
ولقد إبتدأت
هذه الرسائل
بالبحث في
الموضوعات
الحسية
وتدرجت منها
إلى
الموضوعات
العقلية ثم
أنتهت إلى
الأمور
الإلهية
فعرضت
العقائد
الاسلامية
وفصلت ونقدت
وأشير إلى
الخرافات
التي شابت
الدين وقيل
بوجوب
تطهيره عن
طريق العقل. ولم
تقتصر
الدراسات
العالية على
الجوامع
فحسب بل
تعدتها إلى
المستشفيات
والرباطات
والمنازل
الخاصة حيث
كان
الاثرياء
يستقدمون
المعلمين
والعلماء
إلى مجالسهم
ليتعلم
أطفالهم أو
لمتابعة
بحوثهم. وفي
أواسط القرن
الخامس
للهجرة بنى
نظام الملك
الطوسي وزير
ملك شاه
السلطان
السجلوقي
المدارس
المستقلة
الخاصة
بالتدريس
مما يشبه
مدارس اليوم
وأجرى على
هذه المدارس
الارزاق
الكثيرة
ووقف لها
الاملاك
الغنية مما
كفل لها
العيش وكتب
لها الحياة.
ولقد بنى
نظام الملك
المدارس
التي سميت
باسمه في
بغداد
واصبهان
ونيسابور
وأشهر هذه
المدارس
المدرسة
النظامية في
بغداد على
شاطئ دجلة
بناها سنة 457
هـ وعين لها
الاساتذة
لتدريس علوم
الدين
والدنيا
وكان من
اساتذتها
الامام
الغزالي. ولقد
اقتدى
السلاطين
والامراء
بنظام الملك
في تأسيس
المدارس
فامتلأت بها
دمشق وحلب
وحمص وحماه
والقاهرة
والاسكندرية
وقرطبة
واشبيلية
وطليطلة
وغرناطة حتى
لقد روى ابن
جبر الذي طاف
بعض أقطار
العالم
الاسلامي في
القرن
الهجري
السادس انه
شاهد 20 مدرسة
في دمشق و30
مدرسة في
بغداد ولقد
قيل بأنه كان
في غرناطة 17
مدرسة عليا و120
مدرسة صغيرة
وقد اسس
الحكم
المستنصر في
قرطبة 27
مدرسة
مجانية
لتعليم
أولاد
الفقراء
ودفع رواتب
المعلمين من
جيبه الخاص. أما
دور الكتب
فيرجع الفضل
في انشائها
إلى خلفاء
العباسيين
الاول فقد
انشأ هارون
الرشيد بيت
الحكمة وجمع
فيه كل ما
كان قد نقل
إلى العربية
من كتب العلم
وما قد وضع
من كتب في
علوم الدين
وكل ما وصلت
إليه يداه من
كتب اليونان
والفرس ولما
ولي المأمون
أضاف إليه
الكثير من
كتب العلم
اليونانية
والسريانية
والفارسية
والهندية
والقبطية
والعربية.
ولقد كان
للبيت قيّم
يدير شؤونه
ويتولى
اموره ثم
قامت دور
للكتب أخرى
في بغداد
أشهرها
المكتبة
السابورية
التي أسسها
وزيره بهاء
الدولة
سابور بن
ازدشير وقد
كانت هذه
المكتبة تضم
الالوف من
الكتب وقد
احترقت هذه
المكتبة
أثناء
مهاجمة
السلجوقيين
لبغداد. وفي
القاهرة اسس
الخليفة
الفاطمي
العزيز
بالله مكتبة
كبرى قيل
أنها كانت
تحوي أكثر من
مليون ونصف
مجلد. وفي
الاندلس
انشئت في
قرطبة
واشبيليه
وغرناطة
وغيرها
مكتبات
عظيمة فلقد
أنشأ الحكم
بن الناصر
مكتبة في
قصره بقرطبة
بلغ عدد
مجلداتها
مئات الالوف
(400000) وكان يرسل
التجار
لشراء الكتب
من أسواق
العالم
ويأمرهم
بالبذل في
هذا السبيل. مشاهير
التربية في
العصر
الاسلامي اهتم
كثيرون من
مفكري
الاسلام
وفلاسفته
بأمور
التربية
ونبغ منهم
فيها عدد
وفير نذكر
منها ابن
سينا
والغزالي
والقاضي أبو
بكر العربي
وابن خلدون
وغيرهم
وسنقتصر على
ذكر اشهرهم
وهما الامام
الغزالي
وابن خلدون. الغزالي
ـ (450 ـ 505 هـ) نشأ
بطوس وتعلم
مبادئ
العلوم فيها
ثم سافر إلى
نيسابور
فلمع نجمه
وصار فقيهاً
من أكبر
فقهاء
الشافعية ثم
لقي نظام
الملك فقدره
هذا الأخير
حق قدره وفوض
إليه
التدريس
بمدرسة
بغداد
النظامية
فبدأ عمله
فيها سنة 484 هـ .
درس الغزالي
في هذه
المدرسة
أربع سنوات
ثم تزهد وقصد
الحج ومن
البلد
الحرام ذهب
إلى دمشق
فالاسكندرية
ثم عاد إلى
وطنه وقضى
بقية عمره في
التدريس
والوعظ. ألف
الغزالي ما
يزيد على
سبعين
كتاباً يدور
معظمها على
مهاجمة
الفلسفة
والدفاع عن
الدين واشهر
كتبه (أحياء
علوم الدين)،
وفيه نجد
معظم آرائه
التربوية
التي سنشير
إليها فيما
يلي: كان
الغزالي
يعتقد ان
صناعة
التعليم
أشرف
الصناعات
ويستشهد على
ذلك بتعظيم
الرسول (ص)
للمعلمين
وقوله: "
وإنما بعثت
معلماً "
وهو يرى ان
الإنسان هو
أشرف مخلوق
على الأرض
وان أشرف ما
في الإنسان
قلبه وبما ان
المعلم
مشتغل
بتطهير
القلب
وتقريبه من
الله فإن
صناعته أشرف
الصناعات. اما
هدف التربية
عند الغزالي
فهو الفضيلة
والتدين.
يقول: "
الخلق الحسن
صفة سيد
المرسلين
وأفضل أعمال
الصديقين،
وهو على
التحقيق شطر
الدين وثمرة
مجاهدة
المتقين
ورياضة
المتعبدين "
ويقول: "
على المعلم
ان ينبه
المتعلم على
ان الغرض من
طلب العلوم
التقرب إلى
الله تعالى
دون الرياسة
والمباهاة ". وهو
يرى ان الطفل
يأتي إلى
الحياة
ونفسه صحيفة
بيضاء خالية
من كل نقش
وتصوير وان
المربي،
أباً
ومعلماً، هو
الذي ينقش
على هذه
الصحيفة ما
شاء من خير
وشر، يقول: "
والصبي
أمانة عند
والديه
وقلبه
الطاهر
جوهرة نفيسة
ساذجة خالية
من كل نقش
وصورة وهو
قابل لكل ما
ينقش عليه
ومائل على كل
ما يمال به
إليه " ولهذا
فقد كان
الغزالي
يعلق أهمية
كبيرة جداً
على التربية
ويعتقد أن في
مكنة المربي
أن يصوغ
المتربي على
الخير أو
الشر. ولسنا
هنا في صدد
التصدي لهذه
النظرية
وبيان خطئها.
ولكن المهم
ان نشير إلى
انها كانت
نظرية
الكثيرين من
العلماء في
القرون
الغابرة
وكانت سبباً
في الأهمية
الكبرى التي
نسبوها إلى
التربية. وقد
عقد الغزالي
في كتابه (احياء
علوم الدين)
فصلاً في
تربية
الصبيان في
أونشوئهم
كما تحدث في
موضع آخر عن
تربية
الكبار. تربية
الطفل ـ
خلاصة آراء
الغزالي في
تربية الطفل
هي: 1 ـ
وجوب
العناية
بتربية
الطفل منذ
اليوم الأول
من حياته
وذلك لأن
نفسه صحيفة
بيضاء فكل ما
ينقش عليها
يترك أثره،
فالواجب ان
تكون مرضعته
وحاضنته
امرأة صالحة
ذات دين. 2 ـ
وجوب تعويده
الاخشيشان
في المأكل
والمفرش
فيعود الخبز
القفار
أحياناً
لئلا يرى
الادم حتماً
ويحبب إليه
القصد في
المطعم
والقناعة
بالخشن منه،
كما يحبب
بالثياب
البيض دون
الملونة
وذلك لأنهما
شأن النساء
والمخنثين.
وأخيراً يجب
ان يمنع
الفرش
الوطيئة حتى
تتصلب
أعضاؤه كما
يجب ان يمنع
من النوم
نهاراً لأنه
يورث الكسل. 3 ـ
وجوب
الاستعانة
على تأديب
الصبي
بحيائه،
فالحياء
هدية من الله
تعالى
وبشارة تدل
على اعتدال
الخلق وصفاء
القلب. 4 ـ
يعلم الطفل
في المكتب
القرآن وسير
الصالحين
والانبياء
لينغرس حبهم
في قلبه
ويمنع عن
اشعار العشق
وأهله ويجنب
مخالطة من
يزعم ان ذلك
من الظرف
ورقة الطبع. 5 ـ
الرياضة
البدنية:
تقوي جسم
الطفل
وتملأه
نشاطاً
ولذلك فإنه "
يعود في بعض
النهار
المشي
والحركة
والرياضة
حتى لا يغلب
عليه الكسل "
كما " ينبغي
أن يؤذن له
بعد
الانصراف من
المكتب ان
يلعب لعباً
جميلاً
يستريح إليه
من تعب
التعلم بحيث
لا يتعب في
اللعب فإن
منع الصبي من
اللعب
وإرهاقه إلى
التعلم
دائماً يميت
قلبه ويبطل
ذكاءه وينغص
عليه العيش
حتى يطلب
الحيلة في
الخلاص منه "
. 6 ـ
وجوب تعويد
الطفل مكارم
الأخلاق
وتجنيبه
سيئها. فيعود
الصبر
والشجاعة
وإكرام
العشير
واحترام
الكبير وقلة
الكلام وحسن
الاصغاء
وترك المين
وطاعة
الوالدين
والمعلم
والمؤدب
ويمنع عن لغو
الكلام
وفاحشه
والتفاخر
على اقرانه
بما يملك
أبواه. ويجب
ان يمنع عن
قرناء السوء
الذين تنتقل
اخلاقهم إلى
معاشريهم
انتقال
الوباء من
المريض إلى
الصحيح. 7 ـ
يكافأ الطفل
على جميل
خلقه وحميد
فعله وفي ذلك
تشجيع له على
الخير وباعث
على الاكثار
منه. 8 ـ
وجوب
الاقتصاد في
اللوم
والتعنيف
عند وقوع
الذنب لأن
كثرة العتاب
والتوبيخ
مما " يهون
عليه سماع
الملامة
وركوب
القبائح
ويخفف وقع
الكلام في
قلبه " . 9 ـ حين
يبلغ الطفل
سن التمييز
يعلم ما
يحتاج إليه
من حدود
الشرع ولا
يسامح بترك
الصلاة
والطهارة
وحين يصل سن
البلوغ
يوقفه
المربي على
الشريعة
والآداب
فإنه في هذه
السن تتولد
فيه القوى
العقلية
التي تساعده
على الادراك. 10 ـ لا
يؤخذ
الغلمان
جميعاً
بطريق واحدة
ولا يعاملون
المعاملة
نفسها بل يجب
ان يختلف
علاجهم
باختلاف
أمزجتهم
وطبائعهم
وأسنانهم
وبيئاتهم.
يقول: " وكما
ان الطبيب لو
عالج جميع
المرضى
بعلاج واحد
قتل أكثرهم
كذلك المربي
لو اشار على
المريدين
بنمط واحد من
الرياضة
أهلكهم
وأمات
قلوبهم.
وإنما ينبغي
ان ينظر في
مرض المريد
وفي حاله
وسنه ومزاجه
وما تحتمله
نفسه من
الرياضة
ويبني على
ذلك رياضته "
. وبما
ان الغزالي
أمام صوفي
فقد ذهب إلى
أن أقوم
الطرق لكسب
الفضائل هي
مجاهدة
النفس
وترويضها
على الاعمال
التي
يقتضيها
الخلق
المطلوب. ومن
أجمل ما يقول
" وجميع
الاخلاق
المحمودة
تحصل بهذا
الطريق،
وغايته أن
يصير الفعل
الصادر عنه
لذيذاً "
والطريقة
التي أرشد
إليها في
الترفع عن
الأخلاق
السيئة هي
السلوك مسلك
المضادة لكل
ما تهواه
النفس وتميل
إليه. وهو
يرى ان يسلك
المربي سبيل
التدرج مع
الغلمان
الذين لا
يقدرون على
ترك الخلق
السيء دفعة
واحدة وذلك
بأن " ينقله
المربي من
الخلق
المذموم إلى
خلق مذموم
آخر أخف منه "
. سبق
القول ان
الغزالي علم
في المدرسة
النظامية
ببغداد.
والمدرسة
النظامية هي
أشبه ما تكون
بكليات
اليوم وقد
كان علماء
عصره ونوابغ
الطلاب في
زمانه
يحضرون
دروسه ولذلك
فقد اهتم
بالكتابة عن
آداب
المتعلم
والمعلم
وطرق
التعليم
وآداب
المتعلم
وأهمها: 1 ـ
وجوب تقديم
الخلق
الصحيح
القويم على
ما عداه فان
الطالب
السيئ الخلق
أبعد الناس
عن العلم
الحقيقي
النافع. 2 ـ
وجوب
الانصراف عن
الدنيا
والرحلة في
طلب العلم
والبعد عن
الأهل لأن
هذه
العلاقات
تصرف الطالب
عن العلم. 3 ـ ان
يتواضع
ويلقي زمام
أمره إلى
المعلم
ويذعن
لنصيحته.
ويؤخذ على
الغزالي
مبالغته في
هذا الصدد
حتى انه قال
بأن خطأ
المرشد أنفع
للطالب من
صوابه هو. 4 ـ
وجوب
الابتداء
بالطريقة
الحميدة
الواحدة
التي يرضى
عنها استاذه
ثم بعد ذلك
يتعرف على
المذاهب
المختلفة
وذلك خشية
اندهاش عقله
وحيرة ذهنه. 5 ـ
ينظر الطالب
في كل العلوم
المحمودة ثم
يشتغل
بالأهم منها
وإذا ساعده
الصبر عاد
إلى باقيها. 6 ـ
وجوب مراعاة
الترتيب في
العلم
الواحد
مبتدئاً
بالأهم
والأحسن. 7 ـ
وجوب اتقان
الفن الواحد
قبل
الانتقال
إلى الآخر. 8 ـ ان
يبتغي
المتعلم وجه
الله في علمه
فلا يطمع في
رياسة أو مال
أو جاه. 1 ـ
الحدب على
المتعلمين
ومعاملتهم
معاملة
البنين. 2 ـ ان
يعلم لوجه
الله لا يريد
جزاء ولا
شكوراً. 3 ـ ألا
يألو جهداً
في نصح
المتعلمين
وزجرهم
واطلاعهم
على أنواع
العلم. 4 ـ أن
يلجأ إلى
التعريض لا
التصريح
والرحمة لا
التوبيخ في
زجر
المتعلمين.
فالتصريح
يهتك حجاب
الهيبة
ويهيج الحرص
على الاصرار. 5 ـ ألا
يقبح في نفس
المتعلم
العلوم التي
لا يعلمها هو
وان يراعي
التدريج في
الارتقاء
بالتعلم من
رتبة إلى
رتبة. 6 ـ ان
يقتصر
بالمتعلم
على قدر فهمه
فلا يلقي
إليه بما يجل
عن فهمه
واستعداده
وان يلقي
عليه الجلي
المفهوم ولا
يذكر له انه
يدخر عنه
تدقيقات
أعلى من
منزلته لئلا
ينصرف قلب
المتعلم عن
السهل الجلي. 8 ـ ان
يعمل المعلم
بعلمه فلا
ينهى عن خلق
ويأتي مثله
وذلك لأن
العلم يدرك
بالبصائر
والعمل
بالأبصار
وأرباب
الأبصار
أكثر. ولد
بتونس ودرس
فيها الفقه
والحديث
وعلوم اللغة
والعلوم
الفلسفية
فنبغ وكتب
لبعض الملوك
ثم رحل إلى
الاندلس حيث
زها نجمه
ووزر
لملوكها ثم
سافر لمصر
وولي قضاء
المالكية في
القاهرة ثم
انقطع للدرس
والتأليف.
أشهر كتبه
كتاب (العبر
وديوان
المبتدأ
والخبر في
أيام العرب
والبربر)
والمشهور من
هذا الكتاب
مقدمته
المعروفة
بمقدمة ابن
خلدون التي
ترجمت إلى
معظم لغات
العالم
والتي وضع
فيها أسس علم
الاجتماع
الحديث وقال
فيها بمبدأ
النشوء
والارتقاء
وعرض فيها
لكثير من
مسائل
التربية.
ولقد كان ابن
خلدون يشعر
شعوراً
واضحاً بأنه
يضع في
مقدمته هذه
أسس علم جديد
مستقل ذي
موضوع خاص هو
العمران
البشري
والاجتماع
الإنساني.
يقول في
مقدمته "
واعلم ان
الكلام في
هذا الغرض
مستحدث
الصفة غريب
النزعة غزير
الفائدة...
وكأنه علم
مستنبط
النشأة.
ولعمري لم
أقف على
الكلام في
منحاه لأحد
من الخليقة "
وآراء ابن
خلدون في علم
الاجتماع
قيمة تكاد
تنطبق على
أحدث الآراء
واصدق
النظريات
اليوم. وفي
هذه المقدمة
يعرض ابن
خلدون لمذهب
النشوء
والارتقاء،
أو ما يشبه
مذهب النشوء
والارتقاء
حين يقول "
انظر إلى
عالم
التكوين كيف
ابتدأ من
المعادن ثم
النبات ثم
الحيوان على
هيئة بديعة
من التدريج،
آخر أفق
المعادن
متصل بأول
أفق النبات
مثل الحشائش
وما لا بذر
له،وآخر أفق
النبات مثل
النخل
والكرم متصل
بأفق
الحيوان مثل
الحلزون
والصدف ولم
يوجد لهما
إلا قوة
اللمس فقط
ومعنى
الاتصال في
هذه
المكونات ان
آخر أفق منها
مستعد
بالاستعداد
القريب
ان يصير أول
أفق الذي
بعده واتسع
عالم
الحيوان
وتعددت
انواعه
وانتهى في
تدريج
التكوين إلى
الإنسان
صاحب الفكر "
. ولابن
خلدون كما
أسلفنا آراء
تربوية قيمة
ترتكز على
أسس نفسية
صحيحة
غالباً
نجملها فيما
يلي: 1 ـ
الاعتماد في
البدء على
الأمثلة
الحسية، ذلك
أن المبتدئ
ضعيف الفهم
فلا بد من
أمثلة حسية
تعينه على
فهم ما يلقى
إليه. 2 ـ ألا
يؤتى
بالغايات في
البدايات
فلا يؤتى
بالتعاريف
والقوانين
في أول الامر
مما يكره
الطفل
بالعلم
ويصعبه عليه. 3 ـ
يكون تلقين
العلوم
للمتعلمين
مفيداً إذا
كان على
التدريج
شيئاً
فشيئاً
وقليلاً
قليلاً. يلقي
على المتعلم
مسائل في كل
باب من الفن
هي أصول ذلك
الباب ثم
يقرب له في
شرحها على
سبيل
الاجمال
ويراعي في
ذلك قوة عقله
واستعداده
لقبول ما
يردد عليه
حتى ينتهي
إلى آخر الفن
وعند ذلك
تحصل له ملكة
في ذلك العلم
إلا أنها
ضعيفة
وحينئذ يرجع
به إلى الفن
ثانية فيخرج
من الاجمال
ويستوفي له
الشرح ثم
يرجع به
ثالثة فلا
يترك له
عويصاً ولا
مبهماً
ويذكر له ما
هناك من وجوه
الاختلاف
فيخلص من
الفن وقد
استولى على
ملكته. هذا
وجه التعليم
المفيد وهو
انما يحصل في
ثلاثة
تكرارات وقد
يحصل للبعض
في أقل من
ذلك. 4 ـ ألا
يطول على
المتعلم في
الفن الواحد
بتفريق
المجالس
وتقطيع ما
بينها لأن
ذلك ذريعة
للنسيان
وانقطاع
مسائل العلم
بعضها عن بعض. 5 ـ ألا
يخلط على
المتعلم
علمان معاً
فإنه حينئذٍ
قل ان يظفر
بواحد منهما
لما في ذلك
من تقسيم
البال
وانصرافه عن
كل واحد
منهما إلى
تفهم الآخر
فيستغلقان
معاً. 6 ـ إن
الشدة على
المتعلمين
مضرة بهم فان
ارهاق الحد
في التأديب
مضر بالتعلم
سيما في
اصاغر الولد
لأنه من سوء
الملكة. ومن
كان مرباه
بالعسف
والقهر من
المتعلمين
أو المماليك
أو الخدم سطا
به القهر
وضيق على
النفس في
انبساطها
وذهب
بنشاطها
ودعا إلى
الكسل وحمل
على الكذب
والعبث
خوفاً من
انبساط
الايدي
بالقهر عليه...
وقد قال أبو
محمد بن ابي
زيد في كتابه
الذي ألفه في
حكم
المعلمين
والمتعلمين:
لا ينبغي
لمؤدب
الصبيان أن
يزيد في
ضربهم إذا
احتاجوا
إليه على
ثلاثة اسواط
". 7 ـ أن
يعتمد في
تهذيب
الأطفال على
القدوة
الحسنة فان
الأطفال
يأخذون
بالتقليد
والمحاكاة
أكثر مما
يأخذون
بالنصح
والارشاد. 8 ـ
الرحلة إلى
الأقاليم
النائية في
طلب العلم
فإن ذلك يزيد
في تجارب
المتعلم
ويكسبه
معارفاً
وعلوماً لا
تتاح له لو
أقام جميع
حياته في
بلده. 9 ـ
البداءة في
التعليم
بكتاب الله،
يقرؤه
التلميذ
ويحفظه ثم
ينتقل منه
على غيره من
العلوم وقد
وافق ابن
خلدون على
البداءة
بتعليم علوم
العربية
والانتقال
منها إلى
الحساب ومنه
إلى القرآن
ثم استدرك
فقال: " ولكن
العادة لا
تسمح به " . 10 ـ
العلوم على
صنفين: علوم
مقصودة
بالذات
كالعلوم
الشرعية
وغيرها من
العلوم،
وعلوم آلية
كاللغة
والحساب.
فينبغي الا
يوسع الكلام
في العلوم
الآلية بل
يقتصر فيها
على القدر
الذي يساعد
على فهم
العلوم
المقصودة
بالذات. 11 ـ ألا
يطالب
المعلمون
تلاميذهم
استقصاء
المؤلفات
واستيعاب ما
كتب في كل
علم فإن في
ذلك إعاقة
لهم عن
التحصيل فلا
يفي عمر
المتعلم كله
بما كتب في
صناعة واحدة. 12 ـ يجب ان يتجنب المعلمون وضع المتون المتحضرة وتكليف تلاميذهم حفظها واستخراج المسائل من بينها وذلك لأن ألفاظ المختصرات عويصة دائماً. لقد قصد أصحاب هذه المختصرات تسهيل الحفظ على المتعلمين فاركبوهم صعباً يقطعهم عن تحصيل الملكات " .
|
||||||||
|