|
||||||||
الأرض
زائلة هي
الأخرى
ما
هي
الدنيا؟
وما هي
ملذّاتها؟ فواكه
الأرض هي
من نعم
الله
إغسلوا
الفاكهة
وكلوها
وأنتم
تذكرون
الله
التمر..
خبز وطعام
ودواء
وفاكهة
تلقيح
ذكر النخل
لأنثاه
والعشق
المتبادل
بينهما
الحبوب
تجبر ما
يتحلل من
الجسم
الشعير
غذاءٌ
غنيٌ
بالبركة
وهو طعام
الأنبياء
يجب عدم
تناول
الثمار
غير
الناضجة
إساءة
الإستهلاك
مجلبة
للضرر
فساد
الإنسان
مؤثر في
الطبيعة
أيضاً
|
||||||||
الأرض
زائلة هي
الأخرى
قلنا
إنّ الله
تعالى ومن
أجل رفاه
الخلائق. جعل
الأرض على
نحوٍ تكون
فيه مناسبة
للحياة
والراحة، لا
صلبة بحيث لا
يمكن
الزراعة
والبناء
فيها، ولا
رخوة إلى حدّ
أنّ الرّجل
لا تقرّ
فوقها
بتاتاً، بل
جعلها
مناسبة
لحياة
موجوداتها. إن
كل حادثٍ
فإنٍ ومن
كلمة (الوضع)
في هذه
الآيات
يستفاد أنّ
الأرض حادثة
وهي ستزول في
النهاية كما
يُصرّح بذلك
تعالى في
الآية
المباركة من
سورة (والفجر):
(كلاّ
إذا دُكّت
الأرض دكّاً
دكّاً)[1].
وفي علم
الهيئة
الحديث
استنتجوا
كذلك أنّ
للأرض أجلاً
إذا ما بلغته
حلّ موتها
وفناؤها. هذا
وقد وضعوا
إحتمالات
عدّة لكيفية
زوال الأرض،
أهمّها
ثلاثة
إحتمالات: تبرُّد
الأرض أو
الإصطدام
بكوكب سيّار
أو.. الإحتمال
الأول: هو
تبرُّد
الأرض كما
يتبردّ جسم
الحيوان
عندما يحلّ
أجله. فالنار
التي في
جوفها والتي
تذيب الحديد
فوراً، يأتي
يوم تخمد فيه
وربما يحدث
ذلك
متزامناً مع
قيام
القيامة،
وحدوث
انفجارات
داخل جوف
الأرض،
واشتعال
البحار[2].
ثم بعد ذلك
تبرد أي أنها
تكون قد ماتت
في الحقيقة[3]. الإحتمال
الثاني: هو
أنْ يحلّ
موتها
بالتصادم مع
كرة أرضية
أخرى. الإحتمال
الثالث: هو
أنْ تكون
الشمس في
طريقها إلى
الشيخوخة
فيقل أو
ينتهي نورها
وحرارتها
وتزول
بالتالي
جاذبيتها
أيضاً وهكذا
تتلاشى
الأرض كذلك
لأنها
كغيرها من
كواكب
المنظومة
الشمسية
متعلقة
بالشمس. هذه
الإحتمالات
قدّمها
علماء
الهيئة أمّا
ما هو مُهم
بنظرنا فهو
ما يقوله
القرآن
الكريم من
أنّ الأرض
تتبدّل[4]
وبتعبير
الإمام امير
المؤمنين:
تبدّل بأرض
لم يعصَ فيها
الله أبداً[5]. إذاً
فكما أنّ جسم
الإنسان لا
يبقى كذلك
محلّ
إستراحته
والمكان
الذي ظهر فيه
وإتخذ لنفسه
فيه محلاً
وأفرح قلبه
به، لا يبقى
أيضاً: ما
هي الدنيا؟
وما هي
ملذّاتها؟ قال
أحد علماء
الأخلاق:
رأيت في
المقبرة
عالماً ينظر
إلى القبور
نظرة
متحيّرة، ثم
ينظر إلى
الجهة
الأخرى حيث
كانوا
ينظفون
الحمامات
والمزبلة
التي بقربه،
فتقدّمت
إليه وقلت: بما
تفكّر؟. قال:
إني أفكر في
الدنيا
ونعمها فهذه
هي نعمتها
تسكن تحت
التراب،
وهذه أيضاً
نعمتها هي
الأخرى، وهي
نجاسة،
وأوساخ،
وثياب
ممزّقة
ورثّة. وذلك
هو مضمون
رواية
ذكرتها لكم
في وقت من
الأوقات
والآن أعود
وأذكركم
بها، تقول
الرواية: الدنيا
جيفة
طلاّبها
كلاب
وعامروها
مخرّبون
وهناك ملكٌ
ينادي كُلّ
يوم: يابن
آدم لد للموت
وابن للخراب. طبعاً
لا يظن أحدٌ
أنّ القصد هو
أن يعمّر
الإنسان
البيوت بل
القصد هو أنْ
لا يعمل على
أنْ ترسو
سفينة حياته
في مرفأ
الدنيا ولا
تغادره. لا
تتصور أنك
باقٍ إلى
الأبد لتغفل
بعد ذلك عن
آخرتك. متى
تنطلق قافلة
الأموات؟
جاء
في (كشكول)
الشيخ
البهائي: إن
أحد وزراء (هارون
الرشيد) رأى (بهلول)
في إحدى
المقابر
فقال له: يا
بهلول كيف
حدث أنْ تركت
المدينة
والناس وجئت
لتستقر في
المقبرة؟ قال
البهلول: إني
جئت إلى عند
قومٍ لا
يؤذونني،
أتكلم معهم
حيث لا غيبة،
وتهمة، ولا
كذب. سأل
الوزير: وهل
يكلمونك؟ قال
البهلول:
نعم، ومن ذلك
أنني عندما
سألتهم:
أيتها
القافلة
المحملة إلى
متى تبقين
هنا ومتى
تنطلقين؟ أجابوا:
نحن ننتظركم
لننطلق معكم. بلى
(إنّ
الأوّلين
والآخرين
لمجموعون
إلى ميقات
يومٍ معلومٍ)[6]. نسأل
الله أن نكون
قد فكّرنا
بزاد السفر
وإلا
فالقياة
مهما تأخّر
موعدها آتية
لا محالة. نسأل
الله أنْ
تنزع قلوبنا
من الدنيا
ونعلّقها
بالآخرة. فواكه
الأرض هي من
نعم الله
(فيها
فاكهةٌ)
بعد أنْ ذكر
تعالى نعمة
خلق الأرض
وجعلها
مناسبة
للحياة
تطرّق ـ جلّ
ذكره ـ
لمجموعة من
النعم حتى
يكون ذلك
بمثابة
زيادة
لبصيرة
واعتبار
العموم. يذكر
أولاً نعمة
الفاكهة
لنتفكّر كيف
أنّه يوجد من
التراب
والماء
أنواعاً
وأقساماً من
الفواكه مع
كل ذلك
التباين
الذي بينها.
فهو يوجد
الثمار مرّة
الطعم،
وحلوة،
وحامضة، مع
أنها جميعها
تنبت من تراب
واحدٍ وتسقى
بماءٍ واحد[7]،
هذا مع
الإختلاف في
درجات الطعم.
إنّ بعض
الفواكه
يؤكل لبّه
كالرمان،
وبعضها
الآخر يؤكل
لبّه وقشره
كالثمر
والمشمش. إنه
تعالى خلق كل
هذه الأشياء (لتعلموا
أنّ الله على
كلّ شيءٍ
قديرٌ)[8]. حلاوة
العنب
وحموضة
الحصرم من
أين أتيتا؟
خذوا
بعين
الإعتبار
فاكهة ظريفة
كالعنب
مثلاً.
حاولوا أنْ
تذكروا
حموضة
الحصرم ومن
ثم صيرورته
حلو الطعم
بالتدريج.
هذه الطعوم
من أين أتت؟
كيف حدث أنْ
صار حامضاً
ثم أين ذهبت
هذه
الحموضة؟
كيف إنقلبت
إلى حلاوة؟
أوليس من
اللائق أنْ
يشكر من يأكل
العنب
صانعه؟. يروى
أنّ رسول
الله(ص) كلما
كانت تصل إلى
يده للمرّة
الأولى
فاكهة قد
نضجت
لتوّها، كان
يأخذها
ويقبّلها ثم
يضعها على
عينه ويقول: (أللهم
كما أريتنا
أوّله في
عافية أرنا
آخره في
عافية). حقاً
إذا لم ترافق
العافية هذه
النّعم لا
تكون لذيذة. إنه
من اللائق
أنْ يضع
المؤمن
العنب
والرّمان
حبة حبة في
فمه وهو حاضر
القلب وقور
ذاكر لله
تعالى
ويتلذّذ
بنعمة الله.
خاصة ما جاء
عن أكل
الإمام(ع)
للرّمان. فقد
روي أنّ أمير
المؤمنين
علياً(ع) كان
يفرش قطعة من
القماش حتى
لا تضيع
حبّات
الرّمان ثم
يأكلها
جميعها[9].
وروي أيضاً
أنّ نور
الرّمان
يبقى في
القلب مدة
أربعين
يوماً فيما
يتعلق بالذي
يأكل
الرّمان يوم
الجمعة وإذا
أكل إثنين
يبقى حتى
ثمانين
يوماً وهكذا..[10].
من البديهي
أنّ
الإنتباه،
وحضور القلب
كله له تأثير
في نورانية
القلب وإلاّ
فالكافر
والمنافق لم
يبقوا
لأنفسهم
قلوباً حتى
يشرق فيها
النور. فيما
يتعلق
بالتفاح
والإجاص جاء
في الأثر
أيضاً أنهما
من فاكهة
الجنة (أصلهما
من الجنة
وفيها وهذا
نموذج مصغّر
عنهما) وليس
فيهما أي ضرر
خاصة
الإجّاص. إغسلوا
الفاكهة
وكلوها
وأنتم
تذكرون الله
بشكل
عام فيما
يتعلق
بالفواكه
فقد أمروا
أنْ يغسلوها
ثم يأكلوها
وكذلك أنْ لا
يتركوا قول (بسم
الله الرحمن
الرحيم)
أثناء
تناولها. فيما
يتعلق ببعض
الفواكه فقد
روي أيضاً
أنه إذا
أكلها الشخص
على أنها
كانت
مستحسنة من
قبل رسول
الله(ص) فإنه
لا يصيبه أي
ضرر (بفضل
أكله لتلك
الفاكهة)[11]
مثلاً أمير
المؤمنين(ع)
ورسول الله(ص)
كانا يحبان
الرُّطب[12]. ولهذا
فيما يتعلق
بالرّطب
خاصة فإنه
تعالى بعد
ذكر مطلق
الفاكهة،
يذكرها
ويقول: (والنخل). التمر..
خبز وطعام
ودواء
وفاكهة
(والنّخل
ذات
الأكْمام)
من بين
الفواكهة
الأرضية،
النّخلُ
الذي هو ذات
أكمام.
الأكمام: جمع
كم بمعنى
الغلاف.
فالنخل قبل
أنْ ينضج
يكون لا يزال
تحت غطاء.
كيف تتجلى
عظمة القادر
فأنتم لم
تكونوا قد
زرعتم أكثر
من نواة تمر
واحدة. والآن
انظروا بكم
واحدة
تعوّضون؟
خشب الشجرة
وما يفرّع
منها لإشعال
النار،
وثمرتها
الحلوة
واللذيذة
التي هي في
نفس الوقت
خبز وطعام،
غنيّة
بالمواد
الغذائية
وخاصة كم هي
نافعة
لإزالة
الرطوبة
والبلغم.
فالشرع
المقدّس أمر
أنْ نأكل سبع
حبات من
التمر قبل
النوم ثم لا
نأكل بعد ذلك
شيئاً حتى
ننام، من
يفعل ذلك فقد
فاز فإنه
قاتل للدود
وكذلك يزال
بلغمه[13].
إذاً التمر
هذه الفاكهة
اللذيذة هي
في نفس الوقت
طعام،
ودواء،
والإستمتاع
والتنويع.
وهي تعطي بدل
نواة واحدة
آلافاً
مثلها من أجل
إكثار هذا
النوع. (والأرض
وضعها
للأنام فيها
فاكهةٌ
والنّخلُ
ذات الأكمام). شبه
النخل
بالحيوان
ذكر
النخل بعد
ذكر الفاكهة
هو ذكر للخاص
بعد ذكر
العام. لقد
أوجد سبحانه
وتعالى في
الأرض أنواع
الفاكهة من
بينها النخل
الذي له غلاف.
وذكر النخل
بالخصوص هو
للإمتياز
الذي له، وقد
أعملت
القدرة فيه
أكثر. من
بين
إمتيازات
النخل عن
غيره من
الأشجار، هو
أنه أقرب
منها جميعها
إلى الحياة
الحيوانية.
في الرواية
المنقولة عن
الإمام
الصادق(ع) في
المجلّد (14) من
بحار
الأنوار أنه(ع)
عبّر عن
النخلة
بالعمّة[14]
أي إنه مع
أنها أقل
درجة من
الحيوان لكن
يكاد
بالإمكان
رؤية جانبٍ
حيواني في
هذا النبات. إن
يقطع رأس
الحيوان،
يمت كذلك
شجرة النخل
إذا أصاب
رأسها مكروه
يبست. تلقيح
ذكر النخل
لأنثاه
والعشق
المتبادل
بينهما
من
خصائص النخل
تلقيح ذكره
للأنثى. ففي
باب توالد
وتناسل
الحيوانات
من اللازم أن
يتم
التلقيح،
ولكن شجرة
النّخل، حتى
تحمل،
يلزمها
التلقيح مثل
الحيوانات
فيها الذكر
والأنثى،
وأهل
الإطلاع
يعرفون
جيداً كيف
يتم التلقيح
بواسطة
اللقاح
الخاص
للشجرة
الذكر. الخصوصية
العجيبة
الأخرى هي
العشق
المتبادل
بين ذكر
وأنثى هذه
الشجرة وهي
من خصائص
الحيوان. إن
الله سبحانه
وتعالى قد
أعمل قدرته
وجعل هذه
الخاصية في
هذه الشجرة
نقل بعض
الموثوقين
أنه كان في
بستان
النخيل
مسافة عشر
خطوات على
سبيل المثال
بين الشجرة
الذّكر
والشجرة
الأنثى. بعد
ستة أشهر
شقوا الأرض
واقتربوا
إلى بعضهم
البعض بحيث
لم تعد
المسافة
التي تفصل
بينهم أكثر
من شبر واحد. أحياناً
يُقرّبون
رؤوسهم
ويضعونها
على بعضها
البعض
وأحيان أخرى
يلقون
بأغصانهم
على بعضها
البعض (لتعلموا
أنّ الله على
كلّ شيءٍ
قديرٌ). الحبوب
تجبر ما
يتحلل من
الجسم
(والحبّ
ذُو العصف
والرّيحان). هذه
الآية
معطوفة على
الآيات
السابقة أي:
وفيها الحبّ...
بعد أنْ قال
إنه جعل في
الأرض
الفواكه
بشكل عام،
وبعد أنْ ذكر
خصوص النخل
يذكر تعالى
بعد ذلك كله
الحبوب التي
تحتوي على
المواد
الغذائية
بكمية وافرة
وهي في نفس
الوقت
مغذيّة
وموجبة
لتلذذ
الإنسان
والحيوانات. الجسم
هو تركيب
ماديّ مقرون
بالحركة
والحرارة،
وأجزاؤه
تتحلل
باستمرار،
وهو بحاجة
دائمة إلى ما
يجده ويجدد
له قواه، وهو
بمثابة
المصباح
الذي يجب
مدّه
باستمرار
بالنفط، أو
الزيت، أو
الكهرباء،
حتى يبقى
منيراً ولا
ينطفئ. وجسم
الإنسان أو
الحيوان إذا
بقيت المواد
الغذائية لا
تصله لمدة من
الزمن فإنه
يموت. أثناء
المرض لماذا
يضعف الجسم؟
لأنه إذا هبط
المزاج عن
حدّ
الإعتدال
يفقد الشهية
إلى الطعام
أو أنّ
الطعام لا
يُهضم بشكل
جيّد فإن لم
يكن هناك
تغذية
سليمة،
يَخفُ الجسم
ويضعف. إن
الجسم في
طريقه إلى
التحلل
ولذلك يجب
أنْ يُعوّض
ما يفقده من
هذه الحبوب
والفواكه
واللحوم
خاصة وأن في
الحبوب ما
يصطلح على
تسميته
بالمقويات
التي لا وجود
لها في أشياء
أخرى. إن
الأرز،
والقمح،
والشعير،
والذرة،
تحتوي على
مواد غذائية
لا نظير لها،
وقد اهتمت
روايات أهل
البيت(ع)
بذلك
وللمثال: رُوي
عن الإمام
الصادق(ع)
أنه قال: إن
في كل شيء
داءً وشفاء
ما عدا الأرز
الذي هو شفاء
من دون داء[15]. واحدٌ
من أهل
العراق،
تشرف يوماً
بحضرة
الإمام
الصادق(ع)
ناقل
الرواية هو
نفسه وهي
رواية طويلة
نكتفي منها
بمقدار
الشاهد: يقول:
كانوا قد
طبخوا
أرّزاً في
منزل الإمام(ع)
فقدم إلي منه
لآكل وقال:
أنا أكلت. ثم
قال: إن أفضل
هديّة يأتون
بها إليّ
ليلاً في
العراق هي
الأرز[16]. الشعير
غذاءٌ غنيٌ
بالبركة وهو
طعام
الأنبياء
من
الحبوب التي
إهتّم بها في
روايات أهل
البيت(ع):
الشعير.
ويروى أنّ
الرُّسُل(ع)
دعوا إليه
لبركته
وبركة آكله[17]
ولم يوجد
رسولٌ لم
يأكل خبز
الشعير[18]. في
كتب الطب
القديم
كتبوا أنه
يُسبب النفخ.
طبعاً يمكن
علاجه بأكل
التمر.
إجمالاً
الشعير هو
غذاء نوراني
يُسبب
تنوُّر قلب
المؤمن. العدس
أيضاً هو من
الحبوب التي
ذكرت لها
فوائد جسمية
وروحية. منها
أنه يسبب رقة
القلب
وزيادة دمع
العين. أحد
الأنبياء
شكا إلى رب
العالمين من
قساوة قلبه،
وقلة بكائه،
فأُمر أنْ
يأكل عدساً[19]
ويروى أنّ
النبي يحيى(ع)
كان يأكل
العدس
كثيراً
وبكاء يحى(ع)
مضرب مثل. من
الحبوب
الأخرى
الممدوحة:
اللوبيا. وقد
ذكره
المرحوم
المامقاني(ره)
في الآداب
والسُّنن. من
الحسن أن
يأكل الممن
مقتدياً في
ذلك بمحمّدٍ(ص)
وآله(ع) ومن
باب أنه
ممدوحٌ من
قبل أهل
العصمة
والطهارة(ع).
مثلاً قالوا(ع):
كُلُّ من
يأكل
السفرجل،
فإن الله
ينوّر قلبه
أربعين
يوماً[20].
لو أخذنا
بنظر
الإعتبار
الشرح
المختصر
الذي قلته في
الليالي
الماضية،
فذلك لا يحدث
لأي شخص كان
بل يحدث
للمؤمن
الصالح فقط
إذا قصد
التبرك
والإقتداء
بالإمام،
وكذلك
الإفادة من
نعمة ورحمة
الله تعالى
إذا وُجدت.
فإن لذلك
بركة مادية
ومعنوية
كذلك. يجب عدم
تناول
الثمار غير
الناضجة
قاعدة
عامة أيضاً
رويت عن أهل
البيت عليهم
السلام وهي
أنه يجب أنْ
لا تؤكل
كُلُّ ثمرة
أو أي نوعٍ
من الحبوب
إذا لم يكن
ناضجاً
فأكله مكروه.
والشاهد على
هذا الأمر
إستفادة
الإمام(ع) من
القرآن
الكريم هناك
حيث قال: (كُلوا
من ثمر إذا
أثمر)[21].
إذا فالثمرة
غير الناضجة
لا تملك تلك
المنفعة
المرجوّة بل
ما أكثر
الضرر الذي
تسببه. فيما
يتعلّق
بالباذنجان
يقول: إذا
صار الطقس
حاراً ونضج
التمر فما به
من ضرر[22]
أي بوقته شرط
أنْ لا يُسرف
فيه: (كُلُوا
واشربوا ولا
تُسرفوا)[23].
التخمة تسبب
قساوة القلب
حتى في العدس
الذي يسبب
قليله رقة
القلب. فإذا
أكل كثيراً
لا تعود
المعدة
قادرة على
هضمه، فيفسد
بالتالي،
ويصعد
البخار
الفاسد إلى
الدماغ،
ويفسد
الإدراك هو
الآخر. رواية
لطيفة لضمان
السلامة
رُوي
عن أمير
المؤمنين
عليه السلام
أنه قال: من
ضمن لي ثلاثة
امور ضمنت له
السلامة (مضمون
الرواية مع
شرح لها): الأول:
أنْ لا يأكل
طالما لا
يشتهي الأكل
فالأكل دون
شهية مكروه. الثاني:
توقف عن
الأكل قبل
أنْ تشبع ولو
بلقمة واحدة
فإن ذلك أفضل
مع أنهم
يعملون عكس
ذلك عادةً
ويقولون:
الشبعان
يبقى لديه
مجال ليأكل
أربعين لقمة
أخرى. الثالث:
أنْ يمضغ
جيداً
اللقمة التي
يضعها في فمه
أي أنْ لا
يعجل
ويبتلعها
فكلما بقيت
في الفم
أكثر،
وإختلطت
بالبصاق،
ومضغت
بواسطة
الأسنان،
كان هضمها
سهلاً على
المعدة،
وبالعكس
فأحياناً قد
يتم دفعها
قبل أنْ تهضم
جيداً بحيث
إنها تكون
مضرة
بالإضافة
إلى عدم
إشتمالها
على المنفعة
وعندما لا
يُهضم
الطعام
جيداً فإن كل
قوى الجسم
تتأذى لذلك
وتتضايق. من
المستحب أن
يتناول
اللقمة
صغيرة في
حجمها،
ويبقيها في
فمه لفترة
زمنية طويلة
نوعاً ما[24]. إساءة
الإستهلاك
مجلبة للضرر
من
بين الأمور
التي تُعد
كفراناً
بالنعمة،
أنْ يأكل
الشخص طعاما
ثم يقول: لقد
أضرّني هذا
الطعام[25].
إن الطعام لم
يضرّك، بل
أنت الذي
أخطأت بأكله.
يجب أنْ تكون
على علمٍ من
وضع مزاجك
أنْ لماذا
أكلت دون
شهية، أو بلا
مُبرِّر، أو
أكثرت من
الطعام؟ فهل
الشمّام
الأخضر،
والبطيخ، أو
العسل، أو
اللبن أغذية
سيّئة؟ إذا
كنت قد أكلت
اللبن فيجب
أنْ لا تأكل
البطيخ خاصة
الشخص
الكبير في
السن يجب أن
لا يكون
كالأطفال
يأكل كل ما
يصل إلى يديه.
إن الله
تعالى خلق
فأحسن خلقه...
خلق ما هو
عديم الضرر
ولكن طالما
لم يُحسن
إستعماله
فإنه يؤدي
إلى الضرر.
فكل ما هو
سيءّ هو لعدم
رعاية
الإعتدال.
فأعدلوا... لا
تفقدوا
العدل من
أيديكم.
إجعلوا كل
شيء في محلّه
فالمصاب
بالزكام
عليه ألا
يأكل العسل. كثرة
النوم نتيجة
للتخمة
قال
شخص للإمام(ع):
أنا أنام
كثيراً.
فأمره(ع)
بالإقلال من
أكل الطعام
لأنه من أكل
لقمة أكثر
شرب ماءً
أكثر، ومن
فعل ذلك
إزداد نومه
لأن سوائل
الجسم تزداد.
بالمناسبة
الإكثار من
شرب الماء
ليس جيداً
لأنه مثل
الشجرة
تماماً إذا
ما أكثروا من
صب الماء
بالقرب من
جذعها فإنها
تعطي نتيجة
عكسية. على
كل حال فإن
التخمة
وبالتالي
الحرمان من
فيض التهجد
سببه
الإكثار من
الأكل خاصة
في الليل.
يمضي السحر
وقافلة
المستغفرين
تمضي معه،
وهذا
المسكين لا
يزال نائماً.
نداء الملك: (هل
من سائل! هل
من تائب! هل
من يستغفر!)
لا يزال
مرتفعاً
وذلك الذي لا
يزال نائماً
يكون قد حرم
نفسه من هذه
البركات. فيما
يتعلق بشُرب
الماء
فالمستحب
القيام بذلك
على نحو
المصّ،
وبرويّة، بل
القيام به
على دفعتين
وقول (الحمد
لله) ما
بينهما،
وإذا ما أتى
على ذكر شفتي
الحسين(ع)
العطشى في
آخر ذلك كان
له مئة ألف
حسنة خاصة
إذا فعل ذلك
وهو يشرب
ماءً بارداً
وعذباً في
طقس حارّ وهو
عطشان... البذر
الواحد
يمكنه أنْ
يعطي
سبعمائة
بذرة
(والحبّ).
وجعل في
الأرض أصناف
الحبّ
المتعدّدة.
الحبوب
المتنوعة
التي هي
المادة
الغذائية
للإنسان
والحيوان من
قبيل القمح،
والشعير،
والأرز،
والعدس،
والحمّص،
واللوبيا،
والكرسن (ماش)،
والذرة كل من
هذه الحبوب
له خصائصه
الخاصة به
يطلق عليها
في عصرنا
الحاضر
إصطلاح
المقويات
التي هي
ضرورية وذات
منفعة كبيرة
لجسم
الإنسان
والحيوان
وفقدانها
يسبب
الامراض
العديدة. العصفُ
وهو يعني
الورق
والتبن
ويزرع بذراً
ويعطي
محصولاً من
سبعين إلى
سبعمئة ضعف
أو أكثر،
وإذا أمدّه
الله ببركته
فإن له
قابلية أنْ
يعطي ضعفي ما
أعطى كما
يستفاد من
مضمون الآية
الشريفة[26]
بالرغم من
أنّ البركة
تقل
بالمعصية
وعدم إعطاء
الزكاة. فساد
الإنسان
مؤثر في
الطبيعة
أيضاً
جاء في رواية عن أهل البيت(ع) إنه لولا وجود المعصية لله في الأرض لما وجدت عليها شجرة غير مثمرة، ولما وجدت شجرة ذات ثمر مُرّ الطعم أو فيه شوك[27]. هذه المشقة كلّها ناشئة عن فساد البشر الذي يؤثر قهراً في فساد الطبيعة وهو ما رأته عين النبوّة والإمامة وأخبرت به، مع أنه لا يمكن إدراكه بالعين المجرّدة، ولكن لا يمكن إنكاره أيضاً يقول القرآن الكريم في هذا المجال: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقُوا لفتحنا عليهم بركات من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)[28].(الذنوب) ولا نتزعنا منهم البركات فبعد غرس البذر وإعطائه للمحصول أضعاف أضعاف ذلك البذر الذي غرس ويعطي علفاً وتبناً للحيوانات أيضاً... بذرٌ للإنسان وتبنٌ للحيوان[29]. إذاً إلى هنا فإن (والحبُّ ذُو العصف) تعني أنه تعالى جعل في الأرض حباً ينتج تبناً. [1] سورة
الفجر:
الآية (21). [2] (وإذا
البحار
سُجرتْ)
التكوير/6. [3] لمزيد من
الشرح
والتفصيل
فليرجع إلى
كتاب (المعاد)
للمؤلف. [4] (يوم
تبدّل
الأرض غير
الأرض)
إبراهيم/48. [5] بحار
الأنوار:
المجلد رقم 3. [6] سورة
الواقعة:
الآية 50. [7] (ليُسقى
بماءٍ
واحدٍ)
الطلاق/12. [8] سورة
الطلاق:
الآية 12. [9] سفينة
البحار /المجلد
رقم1/ ص525. [10]سفينة
البحار /المجلد
رقم1/ ص525. [11] من أكل
التمر على
شهوة رسول
الله(ص) لم
يضرّه (سفينة
البحار/ج1/ ص125). [12] من أكل
التمر عل
شهوة رسول
الله(ص) لم
يضرّه (سفينة
البحار/ ج1/ ص125). [13] ومن أكل
سبع تمرات
منها قتل
الديدان في
بطنه وفي
حديث آخر:
يذهب
بالبلغم (سفينة
البحار ج1 ص125. [14] عن أبي
عبد الله(ع):
إستوصوا
بعمّتكم
النخلة
خيراً
فإنما خلقت
من طينة آدم
ألا ترون. من
الشجرة
تلقح غير ما
استوصوا أي
اقبلوا
وصيتي. (بحار
الأنوار/ ج14/
باب التمر). [15] بحار
الأنوار/ ج12/
باب أرز. [16] بحار
الأنوار/ ج14. [17] عن الرضا(ع)
قال: فضل خبز
الشعير على
البُرّ
كفضلنا على
الناس، وما
من نبي إلاّ
وقد دعا
لأكل
الشعير
وبارك
عليه، وما
دخل جوفاً
إلاّ وأخرج
كل داء فيه،
وهو قوت
الأنبياء،
وطعام
الأبرار،
أبى الله
أنْ يجعل
قوت
الأنبياء
إلا شعيراً (سفينة
البحار/ ج1/ ص375). [18]عن الرضا(ع)
قال: فضل خبز
الشعير على
البُرّ
كفضلنا على
الناس، وما
من نبي إلاّ
وقد دعا
لأكل
الشعير
وبارك
عليه، وما
دخل جوفاً
إلاّ وأخرج
كل داء فيه،
وهو قوت
الأنبياء،
وطعام
الأبرار،
أبى الله
أنْ يجعل
قوت
الأنبياء
إلا شعيراً (سفينة
البحار/ ج1/ ص375). [19] بحار
الأنوار/
مجلد رقم14. [20] (سفية
البحار/
مجلد رقم1/ ص629)
عن الصادق(ع):
من أكل
السفرجل
انطق الله
الحكمة على
لسانه
أربعين
يوماً. [21] سورة
الأنعام:
الآية 131. [22] بحار
الأنوار/ ج14. [23] سورة
الأعراف:
الآية 31. [24] قال أمير
المؤمنين
للحسن ابنه(ع):
لا تجلس على
الطعام
إلاّ وأنت
جائع، ولا
تقم عن
الطعام إلا
وأنت
تشتهيه،
وجوّد
المضغ،
وإذا نمت
أعرض نفسك
على
الخلاء،
فإذا
استعملت
هذا
استغنيت عن
الطب (بحار
الأنوار/ ج14/
باب: جوامع
آداب الأكل). [25] عن الصادق(ع):
كفرٌ
بالنّعم
أنْ يقول
الرجل أكلت
كذا وكذا
فضرّني! (سفينة
البحار/ ج2/ ص: 599). [26] (كمثل
حبّةٍ
أنبتت سبع
سنابل في
كلِّ
سُنبلةٍ
مأة حبةٍ
والله
يضاعف لمن
يشاء) (البقرة/261). [27] (ظهر
الفساد في
البر
والبحر بما
كسبت أيدي
النّاس) (الروم/41). [28] سورة
الأعراف:
الآية 96. [29] (متاعا
لكم
ولأنعامكم)
النازعات/33.
|
||||||||
|