|
||||||||
النباتات
ذات
الروائح
العطرة
يسمونها
ريحان
الحسن
والحسين(ع)
ريحانتي
الرسول(ص): عيون
المياه
العذبة
وسط البحر
المالح
بحر
الولاية
وبحر
النبوّة
إستمرار
الحياة
سببه وجود
المياه
العذبة
بحر
العقل
وبحر
الهوى
الحسن
والحسين(ع)
ريحانتي
الرسول(ص): مياه
البحار لا
تغمر ما
تبقى من
اليابسة
عيون
المياه
العذبة
وسط البحر
المالح
إن
البحار
نعمة فلا
تكفروا
بها
بحر
الولاية
وبحر
النبوّة
|
||||||||
النباتات
ذات الروائح
العطرة
يسمونها
ريحان
(والرّيحان)
الريحان لها
معنى عام
فيقال لكل
نبات معطّر
ريحان سواء
أكانت
أغصانه
وأوراقه
معطرة أو فقط
أزهاره. إذاً
فالريحان
يشمل جميع
النباتات
العطرة
بأنواعها
المختلفة. كم
نوعاً من
الزهر خلق
الله؟ هو
نفسه يعلم
أفضل منا وكل
زهرة لها
رائحة خاصة،
أشهرها
وأكثرها
ربما الزهر
الأحمر الذي
تعتبره إحدى
الروايات
نموذجاً عن
الزهر في
الجنة، بل
نموذجاً
للرائحة
المحمّدية(ص)
وأصله في
الجنّة وإن
شاء الله في
المقام
المحمود في
جوار محمّد
وآل محمّد
عليهم
السلام. روى
في (بحار
الأنوار) عن
الإمام
الصادق(ع)
أنه من وصلت
إلى يده زهرة
فليشمها
وليضعها على
عينه ويقول:
اللهم صلِّ
على محمّد
وآل محمّد،
فما أنْ
يضعها على
الأرض حتى
يغفر الله له. وعن
الإمام
الحسن
العسكري(ع)
أنه قال: من
وصلت إلى يده
زهرة حمراء
فشمها،
ووضعها على
عينه، وصلّى
على محمّد
وآل محمّد،
عندما يضعها
على الأرض،
يغفر الله له
ذنوبه وإن
كانت بعدد
حبّات
الرّمل
ويضاف إلى
حسناته بنفس
ذلك المقدار. والآن
وقد وصل بنا
الحديث إلى
هنا أذكر
بالمناسبة
رواية أخرى
من (بحار
الأنوار)
وذلك حتى
تتكحّل
بنورها أكثر
فأكثر عيون
القلوب: يقول
عبد الله بن
سنان: وقف
شخص على باب
منزل الإمام
الصادق(ع)
يطلب الإذن
في الدخول. سأله
الإمام(ع): من
تكون؟ قال:
شخص أتيت من
بلاد الصين. فأعطاه
الإمام
إذناً في
الدخول
وسأله:
أويذكر
إسمنا في
بلادكم
أيضاً؟ (طبعاً
كان الإسلام
قد تقدّم إلى
حدود الصين
ولكن بواسطة
الحكومات
المتتالية
لبني أُميّة
وبني
العبّاس لم
يكن يؤتى على
ذكر الأئمة
والتشيع ولم
يكن لديهم
أيُّ معرفة
بمذهب أهل
البيت. عندما
نرى وبعد مضي
أربعة عشر
قرناً، حال
المسلمين
وعدم علمهم
بمذهب أهل
البيت(ع)
نعرف حينئذٍ
كيف كان في
زمن الإمام
الصادق(ع)). قال:
بلى إن في
مدينتنا
معرفة
بولايتكم
فهناك شجرة
تحمل
أطباقاً من
الورد مكتوب
عليها بخط
واضح أثناء
الصباح: (لا
إله إلاّ
الله محمّد
رسول الله)
وعند الأصيل
ينتقش عليها
هذا الشعار: (لا
إله إلاّ
الله علي(ع)
خليفة رسول
الله). هناك
نماذج عديدة
ومطوّلة من
مثل هذه
الحوادث
والخطوط
التي خطّتها
يد القدرة
على خلاف
مجرى
الطبيعة
شوهدت
وسُمعت ولا
يجب الإنكار
أو إستبعاد
حدوث مثل ذلك[1]. الكلام
هو عن
الريحان.
أنواعٌ
عديدة من
الروائح
العطرة التي
جعلها الله
سبحانه
وتعالى في
النباتات.
وآية من
آياته
اللامتناهية
حيث إنه
تعالى جعل
الشاهد فينا
لنشم ونتعرف
بذلك إلى
قدرته
الأزلية. لقد
منحنا نور
العقل
لنتعرف
بواسطته إلى
صانع هذه
الزهور
والروائح
ونمتدحه
تعالى. الحسن
والحسين(ع)
ريحانتي
الرسول(ص): بمناسبة
ذكر كلمة (ريحان)
في الآية
الشريفة فإن
من ألقاب
الحسنين
عليهما
السلام
الريحانتين.
وكنية علي(ع)
هي هذه أيضاً
أذكر حديثاً
في هذا
المجال: دخل
علي(ع) يوماً
على رسول
الله(ص)
وسلّم فرد
عليه الرسول(ص)
قائلاً:
السلام عليك
يا أبا
ريحانتي. الرسول(ص)
لا يقول
جزافاً...
يشُمُّ
الحسنين. إن
رائحة الجنة
تفوح منهما.
عندما كان(ص)
يحتضر كانا
يجلسان على
صدره وأراد
علي(ع) أنْ
يرفعهما عنه
فقال له:
دعهما فإني
أُريد أنْ
أشُمهما
وأتزوَّد
منهما[2]. نعم
إنّه من
الأفضل
للحسينيين
أن يفضلوا
الحسين(ع)
على الجنة
والحور غداً
يوم القيامة.
طوبى لأولئك
الذين
يشتمون
رائحة
الحسين(ع)
حين
إحتضارهم
ويسلمون
الروح وهم
ذاكرون له.
يقول الشاعر
ما مضمونه: يحضرني
الموت وأنا
في شوقٍ إليك
وإني لأسلم
الروح على
أمل أنْ أكون
تراب المكان
الذي تسكن
فيه. (مرج
البحرين
يلتقيان
بينهما برزخ
لا يبغيان
فبأي آلاء
ربكما
تكذبان،
يخرج منهما
اللؤلؤ
والمرجان
فبأي آلاء
ربكما
تكذّبان)[3]. الماء
العذب
والماء
المالح
منفصلان في
الوقت الذي
هما فيه
مختلطان
من
بين الآيات
الإلهية
العظيمة،
والشواهد
على قدرته
تعالى
اللامتناهية،
أنّ من نعمه
الكبيرة
أيضاً البحر
ذا المياه
المالحة
والآخر ذا
المياه
العذبة. فسطح
الكرة
الأرضية
بهذه السعة
التي له فإن
أكثر من
ثلاثة
أرباعه
تغطيه
المياه.
البحار
متصلة
ببعضها
البعض،
المياه
العذبة
الأخرى
المالحة
متلاصقة
ومتواصلة
ببعضها
البعض، ومع
أنّها متصلة
ببعضها
البعض ولكن
إلى الآن لم
يسبق أن غلب
أحدهما على
الآخر دفعة
واحدة فغلب
الماء
المالح
الماء العذب
أو العكس
الماء
المالح جعل
الماء العذب
مالحاً. لم
يطغ أحدهما
على الآخر
بحيث يقضي
عليه. حقاً
إن ذلك لمن
آيات الله
العظيمة. (مرج
البحرين
يلتقيان)
البحرين: أي
البحر ذو
المياه
المالحة
والبحر ذو
المياه
العذبة. في
سورة
الفرقان اتى
سبحانه
وتعالى على
ذكر هذا
المعنى. يقول
جلّ وعلا: (وهو
الّذي مرج
البحرين هذا
عذب فرات
وهذا ملح
أجاج وجعل
بينهما (مع
وجود
الإختلاط)
برزخاً
وحجراً
محجوراً)[4].
هذا البرزخ
والحائل
جعله تعالى
حتى لا يطغى
أحدهما على
الآخر. في
هذه السورة
المباركة
يذكر تعالى
هذا الأمر
أيضاً (مرج
البحرين
يلتقيان
بينهما برزخ
لا يبغيان).
في الوقت
الذي بين
الإثنين
حائل ومانع
أو جدته يد
قدرة الحق
تعالى حتى لا
يتعدى
أحدهما على
الآخر. لا
يبغيان: أي
لا يتجاوزان
لا الماء
العذب يغلب
على الماء
المالح، ولا
الماء
المالح
أيضاً
بالنسبة إلى
الماء العذب. التفسير
الثاني
المحتمل
للبحرين في
الآية
الشريفة هو
بحر الروم
وبحر فارس
حيث كان هذان
الإثنان
يتصلان
ببعضهما
البعض دون
أنْ يغلب
أحدهما على
الآخر. غالباً
ما رأيتم
نظير ذلك
نهري (دجلة) و(الفرات)
يسيران معاً
جنباً إلى
جنب ليصبان
في الخليج
الفارسي. ماء
هذين
النهرين عذب
ومستوى
سطحيهما
متساوٍ مع
مستوى سطح
البحر. يلتقي
الماء
المالح
بالماء
العذب لعدة
فراسخ دون
أنْ يغلب
أحدهما على
الآخر
والأعجب من
ذلك أنه مع
وجود المد
والجزر
واختلاطهما
الشديد
ببعضهما
البعض إلا
أنه تبقى
الحدود
بينهما على
ماهي عليه. مياه
البحار لا
تغمر ما تبقى
من اليابسة
كتبوا
أيضاً أنّ
عمق البحار
والمحيطات
قد يصل في
بعض النقاط
إلى ستة آلاف
قامة كل هذا
الماء الذي
هو في حركة
مستمرة،
أمواجه
كالجبال،
يرفع معه في
بعض الأحيان
الوحل من
أعماق البحر.
الرياح
الشديدة
التي تتسبب
في إيجاد
الطوفانات
المرعبة وفي
اصطلاح
الملاحين
يُجن البحر
ويصبح له لون
بلون الوحل. من
جهة أخرى
تعلمون أنّ
أكثر من
ثلاثة أرباع
الأرض تغمره
المياه مع
هذا العمق
الزائد وهذه
الطوفانات
كان يجب أنْ
يغمر الماء
الربع
المتبقي
ولكن يد
القدرة حالت
دون ذلك. ولهذا
فقد فسّر بعض
المفسرين (لا
يبغيان)
بـ: لا
يبغيان على
سطح الأرض)
وليس بـ (لا
يبغيان على
أنفسهما) أي
أنّ
البحرين،
المالح
والعذب، أو
بجري الروم
وفارس، لا
يبغيان على
سطح الأرض.
بناء على
التفسير
الأوّل الذي
مضى ذكره (لا
يبغيان)
يعني (لا
يبغيان على
أنفسهما)
ولكن بناءً
على هذا
التفسير
تعني (لا
يبغيان على
سطح الأرض)
بحيث لا يبقى
شيء من
اليابسة
إلاّ وتغمره
المياه. إنكم
تشاهدون أنّ
الماء أثناء
حدوث المدّ
والجزر
يتجاوز
الشاطئ إلى
ما يليه
ولكنه يعود
وينحسر.
وتشاهدون
أيضاً كيف
أنه عندما
يأتي السّيل
يأخذ معه كل
ما يقف في
طريقه، ولكن
الويل كل
الويل إذا ما
طغى البحر
كما يحدث في
بعض الأحيان
إذ يدعه الله
تعالى يطغى
حتى يعرف
الناس قدر
العافية.
إنكم
لتسمعون أنه
في بعض
الأحيان
يطغى البحر
على سواحل
الهند فكم من
البيوت هدّم!
وكم من
الأنفس قد
قضى عليها. كم
من الجزّر
موجودة في
أواسط
البحار
والمحيطات؟!
في بعض
الأماكن
كأندونيسيا
وغيرها توجد
أكثر من ألف
جزيرة، بين
كبيرة
وصغيرة،
يعيش الناس
فوقها في
الوقت الذي
هي في وسط
البحر
والبحر لا
يغمرها
بمياهه. بناءً
على هذا فإن
البحار لا
يبغي بعضها
على الآخر
ولا تبغي
بدورها على
سطح الأرض،
ويبقى الماء
العذب على
حاله من
العذوبة حتى
بعد إختلاطه
بالمالح
لمسافة قد
تبلغ فراسخ
عدّة وفي هذه
الحدود يكون
الماء ذا
طعمين، إذ
ربما يكون
ذلك هو
الحائل،
والبرزخ
الذي تحدَّث
عنه القرآن،
ثم هو بعد
ذلك يُصبح
مالحاً. أو
ربما يكون
القصد من
البرزخ هو
القدرة
الإلهية
التي حالت
وتوسطت بين
هذين
البحرين حتى
لا يلتقيان.
إنهم يسمون
الفترة التي
تفصل بين
الموت
والقيامة
بالبرزخ وهو
لهذا السبب
حائل
ومتوسّط بين
الدنيا
والآخرة. عيون
المياه
العذبة وسط
البحر
المالح
إن
مياه البحار
عادة وفي
أغلب
الأحيان
تكون مالحة
حتى لا
تتعفّن ولو
كانت عذبة
لكانت
تعفّنت
ولكانت ماتت
الكائنات
الحية
العديدة
التي تعيش
فيها ولقد
ذكروا
للملوحة
الطبيعية
لمياه
البحار
أسراراً
عديدة منها:
أنه يوجد في
أعماق
البحار جبال
من الأملاح
الطبيعية
التي تسبب
ملوحة
مياهها، ومن
جهة أخرى فإن
عيون المياه
العذبة تنبع
من وسط هذه
الجبال أو
نظائرها حيث
إنّ بعض
الغواصين
يعرفون
أمكنتها،
وهم
يستعملونها
ليرفعوا
بمائها ثقل
العطش عن
كواهلهم. لقد
سمعت أنّ
الأنجليز
وجدوا
عيوناً
للمياه
العذبة
بالقرب من
بحر (البحرين)
وهم يجرّون
مياهها
العذبة إلى
اليابسة
بواسطة
الأنابيب[5]. إن
البحار نعمة
فلا تكفروا
بها
(فبأيّ
آلاء ربكما
تكذّبان)
أي: فيا أيها
الجن والإنس
بأي واحدة من
نعم ربكم
تكذبون
وتكفرون. إن
البحار ذات
المياه
المالحة
والأخرى ذات
المياه
العذبة هي
نعمة من الله
تعالى لا
يبغي أحدهما
على الآخر،
وكذلك لا
يبغون على
سطح الأرض.
إن كل واحد
من هذه
البحار هو
شاهد على
حكمة وقدرة
خالقهم
اللامتناهية،
لماذا لا
ترون نعمة
رحمة الحق
تعالى التي
منعتهم
ووافقت
بينهم لئلا
يطغوا أو
يبغوا. الويل
من عدم عرفان
الإنسان
بالجميل إذ
أنه يرى كل
هذا اللطف
والرعاية من
قبل الحق
تعالى ويرى
كل نعمة هذه
التي لا
تنتهي فبدل
أنْ تزداد
معرفته
ويتعرف إلى
ربّه أكثر
تزداد غفلته.
والآن فلنشر
إلى الآية
التالية.
يقول تعالى: (يخرج منهما
اللؤلؤ
والمرجان) إن
من آيات الله
العظيمة
إخراج
المجوهرات
الكبيرة
والصغيرة
منها من بين
المياه
المالحة
والعذبة.
ومما هو
مسلّم به
أنهم
يستخرجون
الدُّرّ، أي
اللؤلؤ
والمرجان من
المياه
المالحة.
يُعبّر هنا
بـ (يخرج منهما)... من كل من
البحرين
يخرج اللؤلؤ
والمرجان. لا
بد أنّ في
هذا التعبير
حكمة أو عدة
حكم وقد ذكرت
لذلك وجوه
عدة منها أنّ
المشهور بين
الغوّاصين
أنّ مركز
اللؤلؤ يكون
حيث يلتقي
الماء العذب
بالماء
المالح
وبناءً على
هذا يصبح
معنى (يخرجُ
منهُما) أنّ اللؤلؤ
والمرجان
يخرجان من
محل إلتقاء
الماء العذب
بالماء
المالح. ولقد
ثبت في
الاكتشافات
الحديثة أنّ
اللؤلؤ
والمرجان لا
يختصان
بالماء
المالح فقط. يكتب
الطنطاوي
المصري في
تفسيره: أنّ
اللؤلؤ
استخرج من
المياه
العذبة في
أميركا
والصين. إذاً
وبناءً على
هذا فإن الله
سبحانه
وتعالى
يُخرج
اللؤلؤ
والمرجان من
المياه
المالحة (طبقاً
لما هو مشهور
ومعمول به)
كما يُخرجه
من المياه
العذبة. بحر
الولاية
وبحر
النبوّة
أريد
هنا أنْ
أتحدث
قليلاً عن
تأويل وباطن
هذه الآية
الشريفة
فلقد ذكروا
لها مصاديق
عديدة بل حتى
إن بعض مفسري
العامة
أيضاً ذكروا
أنّ: (مرج
البحرين
يلتقيان) تعني
بحر النبوة
وبحر العصمة
والطهارة...
بحر الولاية
فبزواج أمير
المؤمنين(ع)
من فاطمة
الزهراء
سلام الله
عليها إلتقى
بحر الولاية
ببحر
الطهارة
النبوية...
بحر الوفاء،
وبحر
الحياء،
وبحر
السخاء،
وبحر
الطهارة،
إلتقت
جميعها
ببعضها
البعض. (بينهما
برزخٌ لا
يبغيان)
ـ أي محمّد(ص)
ـ بين
البحرين
محمّد(ص)
واسطة هذين
البحرين ـ
خاتم
الأنبياء(ص).
لا يمكن بأي
وجه من
الوجوه أنْ
يطغي هذان
الإثنان على
بعضهما
البعض. إن
علياً
والزهراء(ع)
هما كروح
واحدة في
جسدين. إن
تمكين
الزهراء(ع)
من علي(ع)
مخرس للألسن
فهي لم تتمنّ
عليه في يومٍ
من الأيام
شيئا خوفا من
أنْ يكون غير
قادرٍ عليه
فيتسبب له
بالإحراج.
لقد تحمّلت
عليها
السلام كل
هذه المشقة
في بيت علي(ع)
ثم هي في
أواخر أيام
حياتها تطلب
منه أنْ
يحلّها. (يخرج
منهما
اللؤلؤ
والمرجان)
ـ الحسن
والحسين ـ
يقول الشاعر
وصال
الشيرازي ما
مضمونه: إذا
ما غُصت في
بحري النبوة
والولاية
فلن أجد
مرجاناً
أحسن من
الحسن(ع) ولن
أطلب لؤلؤاً
أحسن من
الحسين(ع). (مرج
البحرين
يلتقيان
بينهما برزخ
لا يبغيان
فبأيّ آلاء
ربّكما
تكذّبان
يخرج منهما
اللؤلؤ
والمرجان
فبأيّ آلاء
ربّكما
تكذّبان). إستمرار
الحياة سببه
وجود المياه
العذبة
ونقاء
الهواء سببه
المالحة خلاصة
الآيات التي
ذكرت في
الليلة
الماضية أنّ
الله تعالى
مرج
البحرين،
العذب
والمالح،
وخلطهما
ببعضهما
البعض، وجعل
بينهما
حجاباً من
قدرته حتى لا
يبغيان على
بعضهما
البعض أو على
سطح الأرض. (لا
يبغيان)
من مادة بغي
بمعنى
التعدي...
تعدي الماء
العذب على
المالح أو
بالعكس أو
تعدي الماء
المالح
والعذب على
سطح الأرض. وهناك
إحتمال أنْ
تكون من
البغي بمعنى
الإبتغاء
الذي هو
بمعنى البحث
والطلب أي
إنّ هذين
البحرين لا
يطلبان إلاّ
ا قد قدره
الله لهما..
الحدّ الذي
جعله لهما
الله لا
يطلبان أكثر
منه بل هما
قانعان به. إن
الله لم يرد
أنْ يطغى
الماء العذب
على الماء
المالح أو
المالح على
العذب فيقضي
أحدهما على
الآخر وهما
أيضاً ليس
لديهما طلب
كهذا. (فبأيّ
آلاء ربّكما
تكذّبان)
فبأيّ من نعم
ربّكما
تكفران؟
بالماء
العذب أم
بالمالح؟ لو
أنّ الماء
العذب لا
وجود له فكيف
تتأمّن
حينئذٍ
حياتكم وإنه
ببركة الماء
المالح
تتحقق نقاوة
الهواء. إنها
هذه الملوحة
نفسها هي
التي لا تدع
العفونة
تحيط بهواء
الأرض كلّه.
لو لم تكن
ملوحة
البحار
لكانت
إنقرضت جميع
الكائنات
الحيّة التي
تعيش في
أعماقها وذك
على إثر
الأوساخ
التي ترمى
فيها. اللؤلؤ
والمرجان هو
نتيجة
للتلاقح
الذي تم بين
الماء العذب
والماء
المالح
(يخرج
منهما
اللّؤلؤ
والمرجان) يخرج من
هذين
البحرين
الدُّرُّ
الكبير
والصغير. قال
البعض: إن
الفرق بين
اللؤلؤ
والمرجان هو
على هذا
النحو أنّ
الدُّرُّ
الصغير
الحجم يقال
له لؤلؤاً،
والكبير
الحجم يقال
له مرجاناً. في
الليلة
الماضية
ذكرنا عدة
وجوه لهذه
الآية
ولنذكر
الليلة
أيضاً وجهاً
آخر. إن
الماء العذب
هو بمثابة
اللقاح
للماء
المالح بحيث
يحدث بنتيجة
ذلك الدُّر
الكبير
والصغير كما
أنّ وجود
الطفل هو
نتيجة
للتلاقح بين
الذكر
والأنثى أو
كما أنّ وجود
التمر هو
نتيجة
للتلاقح بين
ذكر النخل
وأنثاه. (فبأي
آلاء ربكما
تكذبان)
هذا اللؤلؤ
والمرجان كم
يُفيدان
الناس؟ كم من
الأشخاص
الذين
يرتزقون
ويؤمّنون
معيشتهم
ببركة الغوص
وراءهما،
وإستخراجهما،
ومن ثم
المتاجرة
بهما من قبل
الآخرين. من
الوجوه
الأُخرى
التي ذكرت
لهذه الآيات
ما نقل عن
أمير
المؤمنين(ع)
حيث يقول:
البحرين:
تعني بحر
الأرض وبحر
السماء ـ
البحرين
المالح
والعذب ـ
الغيم فوق
رؤوسنا هو
الآخر بحر
متحرك حفظته
يد القدرة
على هذا
الشكل. إنّه
البحر العذب
الذي يقع فوق
البحر
المالح
وأثناء هطول
المطريلتقي
الإثنان
ببعضهما
البعض،
والعجيب أنّ
البحر
الفوقاني هو
الآخر ناتج
عن هذا
البحر، عن
مياه البحار
المالحة،
يُرسل المطر
العذب من
إنعكاس ضوء
الشمس
بتبخّر ماء
البحر،
ويرتفع في
السماء
ليهطل فيما
بعد ماءً
عذباً.
بينهما برزخ
ـ لقد جعل
تعالى بين
البحرين
مسافة فاصلة
لتكون
البرزخ بين
البحرين
وتلك هي
الغيوم. (يخرج
منهما
اللؤلؤ
والمرجان)
من المشهور
أنّ الصدف
الذي هو
حيوان بحري
صغير عندما
يهطل المطر
يأتي من قعر
البحر إلى
سطح الماء
ويفتح فمه
ويبتلع قطرة
من المطر
ويعود قطرة
المطر هذه
تتحوّل إلى
لؤلؤ.
وبالمناسبة
فإن أشعاراً
كثيرة تتحدث
عن هذا
الموضوع!
والتجربة
تؤيّد الحال.
ففي السنة
التي يقل
فيها هطول
الأمطار
يكون اللؤلؤ
قليلاً إذاً
فاللؤلؤ
الصغير
والكبير
يخرج من
الماء العذب
الذي يكون
مطراً
والماء
المالح الذي
فيه الصدف. بحر
العقل وبحر
الهوى
بما
أنّ البحر
واسع فإنهم
يقولون
مجازاً لكل
شيء واسع بحر
ففي
الإستعارة
والتشبيه
يُعبّر عن كل
شيء كثير
وزائد
بالبحر
مثلاً عندما
يملأ الجراد
الصحراء
يقولون: أتوا
كموج البحر،
أو عن سخاء
الإنسان
الكريم
يقولون: هو
بحر جود، هو
بحر كرم. بعد
هذه
المقدّمة،
من الوجوه
التي لهذه
الآية طبعاً
معناها غير
الظاهر
والتأويلي
هو (مرج
البحرين: بحر
العقل وبحر
الهوى). من
مظاهر قدرة
الله تعالى
في البشر أنه
جعل فيه
بحراً عذباً
الذي هو
العقل منشأ
الخيرات
والبركات
وكذلك جعل
فيه بحراً
مرّاً
ومالحاً
الذي هو بحر
هوى النفس
منشأ
النكبات
والشر
والشقاء.
هذان
البحران
موجودان في
كل فرد منّا
وهما بحق
واسعان....
واسعان جداً. بين
هذين
البحرين جعل
حاجباً بحيث
لا يمكن
للعقل أنْ
يزيل بشكل
كامل ظلمة
الهوى، ولا
الهوى يمحو
بشكل كامل
نور العقل.
إذا الشخص
أزال هوى
نفسه يصبح
ملاكاً، أو
في رديف
الملائكة،
وإذا أزال
العقل
تماماً يصبح
حمارا
وبقراً
ونمراً لقد
جعله هكذا
ليبقى
الإثنان دون
أنْ يزيل
أحدهما
الآخر.
والحقيقة
الإنسانية
هي الأخرى
تعني
إقتضاءين
متضادين. إنه
لمن لطف الله
بالإنسان
أنْ أبقاه
هكذا بين
هاتين
القوّتين. التقدم
المعنوي على
إثر القوتين
المتضادتين
ببركة
نور العقل
ومرارة
الهوى يخرج
من بينهما
جوهرتين
ثمينتين. (يخرج
منهما
اللؤلؤ
والمرجان)
التوفيق
والعصمة
وهما
الجوهرتان
الثمينتان
هما التوفيق
والعصمة. من
الألطاف
الإلهية
توفيق
الإنسان إلى
الخير. من
يوفّق الله؟
ألحمار
والبقر أم
الملائكة؟
سواء وفَّق
كلاٍّ منهما
فإنه ليس
فيهما
قوّتان
متضادتان.
فالملائكة
لا يملكون
شراً وهوى،
والحيوانات
لا وجود
للتقدّم
المعنوي
فيها، بل إنه
الإنسان،
الذي هو محل
ظهور هذا
الأمر
الإلهي. العقل
يريد أنّ
يتسلّط عل
الهوى،
والهوى يريد
أنْ يتغلب
على العقل،
ذاك يأمر أنه
يجب أنْ تقوم
بالعمل
الفلاني،
والآخر ينهى
عن القيام
به، ويأمر
بتركه. إنه لمن التصادم بين نور العقل ووسوسة النفس والهوى يحصل التوفيق للمؤمن بالنتيجة ينتصر العقل ويتّبع المؤمن أمره ـ إذا قدّر لله توفيقه ـ فإنه يزداد حيث إنه يُعبّر عن تلك الدرجة الرفيعة التي في الأنبياء والأئمة(ع) بالعصمة، وأتباعهم أيضاً يتمتعون بدرجات أدنى منها. يصل به الأمر إلى حدّ أنه يصبح من المحال أنْ يصدر عنه الذنب مرّة ثانية ـ إذاً أحد وجوه التأويل في هذه الآيات صار التالي: التوفيق والعصمة ينتجان عن إلتقاء بحر العقل ببحر الهوى. [1] في كتاب (القصص
العجيبة)
بقلم
المؤلف
المحترم
ذكرت نماذج
من هذه
الخطوط
التي
خطّتها يد
القدرة
والحوادث
التي هي
خلاف
الطبيعة
فعلى من
يريد
الاطلاع أن
يرجع إلى
هذا الكتاب
الشريف. [2] بحار
الأنوار/ج6. [3] سمعت أبا
عبد الله (ع)
يقول في قول
الله تبارك
وتعالى: (مرج
البحرين
يلتقيان
بينهما
برزخ لا
يبغيان). قال:
علي وفاطمة
بحران
عميقان لا
يبغي
أحدهما على
صاحبه. (يخرج
منهما
اللؤلؤ
والمرجان)
قال(ع): الحسن
والحسين (تفسير
نور
الثقلين/ ج5/ ص:190. إن
البحرين
علي وفاطمة (بينهما
برزخ) محمّد(ص)
(يخرج منهما
اللّؤلؤ
والمرجان)
الحسن
والحسين
عليهما
السلام. (مجمع
البيان). [4] سورة
الفرقان:
الآية 53. [5] أثناء
تفسير هذه
السورة
المباركة
من (25) سنة مضت
كانت
البحرين ما
تزال
مستعمرة
إنجليزية
وكان
الإنجليز
يقومون
بإدارتها
رسمياً.
|
||||||||
|