|
|||||||||
العالم
الأكبر
مطوي في
وجود
الإنسان
مطالب الأمير الثلاثة من الإسكندر حصّلوا
الملكات
الجيّدة
حتى سن
الأربعين
الجيوش
المجهزة
ليست لها
القدرة
على
المعونة
فوائد
تذكّر أصل
خلق الذات
إذاً
فالمعاد
هو الآخر
يجب أنْ
يكون
الرؤية
بالعقل
والقلب
أهم
|
|||||||||
العالم
الأكبر مطوي
في وجود
الإنسان
إشارة
إلى تطابق
الأفاق
والانفس:
بقول علي(ع)
أتظن
أنّك جثّة
صغيرة بينما
فيك إنطوى
العالم
الأكبر. إن
كل ما هو
موجود في
العالم
الخارجي
موجود في
النفس
الإنسانية.
في وجود نفس
الإنسان
هناك نهار،
وهناك ليل
وإليكم
أمثلة على
ذلك: الجاذبية
العامة سبب
حفظ
الكائنات
(لا
الشّمس
ينبغي لها
أنْ تدرك
القمر): أمعن النظر
في نظام
الليل
والنهار
وأنت في
السنة
الخمسين من
عمرك هل
تغيّر الليل
والنهار في
نظامهما. دون
أنْ يخرجا
ولو لدقيقة
واحدة عن
نظامهما
أسرع أو أبطأ
من المقرر،
لا الشمس
تغلب على
القمر ولا
القمر يغلب
على الشمس،
جاذبية
الشمس
العظيمة
التي تجذب
الكرة
الأرضية
وغيرها عن
بعد ملايين
الفراسخ،
كوكب القمر
مقهور للكرة
الأرضية
والتعادل في
هذه الكرة
ومدارها قد
وجد لماذا؟ الأهلة
من أجل
التاريخ
القمري
في
الليلة
الأولى يكون
القمر
كالخيط،
يكون هلالاً.
الليلة
الثانية
يصبح ضعفين
وحتى الليلة
الثالثة
عشرة
والرابعة
عشرة حتى
يظهر القرص
كله، منذ
الليلة
السادسة
عشرة فما بعد
يتناقص،
وحتى
الليالي
الأخيرة من
الشهر حيث
يصبح ـ كما
هو مصطلح
عليه ـ
محاقاً
يختفي القمر
حتى يُعرف
بذلك حساب
أيام الشهر[1]. (كالعرجون
القديم):
جريد النخل
في القسم
المقوّس منه
يكون أصفر
اللون هزيلا
كذلك أنظروا
إلى القمر في
آخر الشهر
ترون أنه
يتجه إلى
الزوال. كأواخر
أعمارنا أنا
وأنت. إن
التوبة ذات
قيمة في
الوقت
الحاضر وليس
عندما لا
يبقى هناك
أمل في
الحياة. في
الجسم
والروح
في
الجسم:
المفسّر (الطنطاوي)
يشرح ذلك
جيداً. نظام
تدفق الدم في
كل الجسم، من
أمّ الرأس
وحتى رؤوس
أصابع
الأقدام
تدفق الدم
متصل بالقلب
يصفى فيه
ويتدفق الدم
النظيف في
العروق،
ويصل إلى كل
أجزاء
الجسم، ولكن
إلى أي مكان
يصل فيه الدم
يأخذ الدماء
المتلوثة
ويصبها في
القلب وتصفى.
إنّ نصف
الجسم فيه
على الدوام
دم أسود،
ونصفه الآخر
فيه دم نظيف.
كل دقيقة
تتكرر هذه
الدورة
الدموية في
الجسم 16 مرة.
الدم الأسود
هو بمثابة
الليل
والنظيف منه
هو بمثابة
النهار. نهار
الروح ذكر
الله وليلها
الغفلة
إن
روحك هي
الأخرى ذات
ليل ونهار،
ليلها
الغفلة عن
الله... مظلمة
هي لا ترى
الحق،
والحقيقة
والويل، إن
كان ذنباً
فهو ظلمات
مظلقة
كالليل
الغائم
تماماً[2]
كما أنّ
نهارها هو
ذكر الله. إن
تلك الحقبة
الزمنية من
عمرك التي
قضيتها بذكر
الله تكون
منيرة. عند
الموت يتضح
هذا الأمر،
حقيقته تتضح
فيما بعد.
الويل لذاك
الذي يصل
ليله بيوم
القيامة فإن
أخلاقه
الذميمة،
وعقائده
الباطلة،
تضيّق عليه
إلى حدّ أنه
كما يقول
القرآن
الكريم: (إذا أخرج يده
لم يكد يراها)[3]:
بينما يأتي
في مقابل ذلك:
(يوم
ترى
المؤمنين
والمؤمنات
يسعى نورهم
بين أيديهم
وعن أيمانهم). محمّد(ص)
الحق، وأبو
جهل الباطل
الشيخ
(الشوشتري) ـ
رحمة الله
عليه ـ قال
في هذا
المجال إن كل
ما هو موجود
في العالم
الصغير أي
وجود نفس
الشخص يقول:
في وجودك
محمّد موجود
وأبو جهل
موجود في
وجودك هابيل
وقابيل
موجود،
ويعطي لذلك
تطبيقات
جميلة. أبو
جهلك هو جهلك
وغرورك
نفسه،
والخضوع
للحق في
وجودك هو
محمّد
فإيّاك أنْ
تحكم أبا جهل
بمحمد. محمّد
يعني العدل
والحق، وأبو
جهل يعني
الظلم
والطغيان،
فإياك أنْ
تحكم الظلم
بالعدل
والحق. الغفلة
عن الدين على
إثر الشغل
الحرام
أحد
الرفاق كان
ينقل حلماً
عن نفسه قال:
رأيت إمام
الزمان وقد
عميت عينه
اليمنى
أولاً
حُلُمُ إمام
الزمان غير
إمام الزمان
الواقعي فما
أكثر أنْ
يكون مجرد
خيالات
وأوهام أو
ربما يكون له
تفسير. رأيت
أنه إن لم
أُجبه فقد
يظن أنّ في
الأمر إمام
الزمان،
ولهذا قُلت:
هذا إمام
الزمان في
وجودك، دينك
أعور، إنه
الشغل
الحرام الذي
تشتغل به،
وهو ليس بشغل
صالح ولأقل
وأنا على
المنبر: لقد
أعماك. لهذا
ذهب وإستعفى
من ذلك الشغل
الحرام
أحياناً
ربما هذا
الشخص
المسكين
يغلبُ جهله
عليه يصبح
إبن ملجم
ثانٍ يسيطر
على وجوده
الكره
والنفور من
الحق. سخّر
البحر للبشر
من
بين الآيات
الدالة على
نعم الله:
تسخير البحر
للبشر، رب
العالمين
جعل البحر
بهذا العمق
وبهذه
الحيوانات
المهولة
التي فيه...
جعله مسخراً
للإنسان هذا
البحر الذي
بحق عندما
ينظر إليه
الإنسان
يهوله أمره،
الأمواج وهي
تتحرك فيه
فعلاً إنه
لأمر مخيف
ولكنه تعالى
سخّره
للإنسان حتى
يتنقّل فوق
الماء
للتجارة
والسياحة
ويطويه، لقد
صنع السفينة
ليركبها
بقلبٍ قويّ
ويبتعد بها
في البحر
فراسخ
عديدة،
يصطاد السمك
وغيره،
يستخرج
المرجان،
وفي هذه
الأيام
يستخرجون
المعادن من
البحر (الفلك
المشحون)
السفينة
المليئة
بالركاب
تعبر فوق
الماء. الجمل
سفينة
الصحراء
والطائرة هي
الأخرى من
الله
(وخلقنا
لهم من مثله
ما يركبون): خلقنا لكم
من مثل
السفينة في
البحار، مثل
الجمل الذي
هو سفينة
البر سفينة
الصحراء كما
يقول
المفسرون
الجدد. هذه
الطائرات هي
الأخرى من
صنع الله،
مثل السفينة:
كهرباؤها
وبخارها من
الله،
الإنسان
عليه
إكمالها
وتركيبها
ذكاؤه
وقدرته
أيضاً الله
وهبهما له (إن نشأ
نغرقهم فلا
صريخٌ لهم
ولا هم
ينقذون):
إذا أردنا
نحن فإنا
نغرق
السفينة
بركابها
بموجة واحدة.
الحافظ هو
الله لا
السفينة،
السيارة
والطائرة
هما كذلك
سواء في
البحر أم في
الصحراء أم
في الهواء
الحافظ هو
الله إن هو
أراد
الإهلاك لا
يبقى مجال
للنجاة (إلا
رحمةٌ منّا
ومتاعاً إلى
حين):
إلا رحمة منا
فالله
يحفظها
طالما لم يأت
أجلها. إذاً
فكونوا
عقّالاً إذ
إنكم
مقهورون لله
(أفلا
تعقلون)
التعقل
الأوّل
الواجب على
الإنسان هو
أنْ يستيقن
من أمر
الإنتكاس
هذا أنه
مخلوق،
مقهور. إنك
ترى بأم عينك
أنه تعالى
إلى أين أتي
بك من المهد
ثم بعد ذلك
أيضاً أعادك
مرة أخرى إلى
الضعف. إذاً
فاعلم أنك
محكوم لآخر
هو الذي يمنح
قوة الشباب
ثم يستبدلها
بالشيخوخة،
يمنح القوة
ثم يسلبها.
ليس الأمر
بيدي أو يدك. مطالب
الأمير
الثلاثة من
الإسكندر: يذكرون
قصة عن
الإسكندر
أنه قال لأحد
أمراء إحدى
الممالك
التي كان قد
أخضعها
لحكمه: إبق
ملازماً لي
فأعطيك كل ما
تريد. قال: لي
فقط حاجات
ثلاث أمّنها
لي: الأولى
أنْ تحفظ لي
شبابي، قال:
أنا لا
أستطيع أنْ
أحفظ شبابي
بنفسي،
الثانية:
إحفظ لي
عافيتي،
الثالثة:
إضمن لي
بقائي قال:
هذه الأمور
التي تطلب لا
أتمكن منها
ولا يتمكن
منها أي
إنسان، هذه
الأمور
مقدورة فقط
لمبدأ
القدرة إن
الأطباء
كلهم بجميع
الوسائل
التي يملكون
لا يمكنهم
الحؤول دون
الموت. إذاً
فليعلم
الإنسان أنه
ليس إلاّ
مجرّد عبدٍ
مقهور مملوك[4]. حصّلوا
الملكات
الجيّدة حتى
سن الأربعين
لا
تتعقلون من
انتكاس
عمركم حتى
تعلموا أنْ
الجالب
والآخذ،
الحافظ،
واهب القوة
وسالبها هو
هو فقط. دع
قول (أنا أنا)
جانباً،
وكما أنك
عبدٌ فعلاً
لتكن سبيلك
وطريقتك
سبيل وطريقة
العبد. نكتة
أخرى، إنكم
لا تتعقلون
من هذا
الإنتكاس
أنّ العاقبة
هي إلى
الفناء.
بناءً على
هذا طالما لم
تبلغ حد
الإنتكاس جد
لنفس رأس
مال، وتعالى
في العمر
المتبقي لك،
وجد لنفسك
على وجه
السرعة
نوراً أو
مصباحاً
نفطياً آخر
أو نفطاً حتى
يكون لديك
إذا ما انطفأ
المصباح
الذي يشرف
على
الإنطفاء،
شيء تستغنى
به عنه،
طالما العمر
لم ينفذ بعد
فافعل لنفسك
شيئاً ما،
ولهذا قالوا:
طالما لم
يبلغ سنكم
الأربعين
فاجهدوا في
اكتساب
الملكات
الحميدة حتى
تبلغوا
درجات
العبودية
والعرفان. (أولم
يروا أنا
خلقنا لهم
مما عملت
أيدينا
أنعاماً فهم
لها مالكون *
وذللّناها
لهم فمنها
ركوبهم منها
يأكلون *
ولهم فيها
منافع
ومشاربُ
أفلا يشكرون
* واتخذوا من
دون الله
آلهةً
لعلّهم
ينصرون * لا
يستطيعون
نصرهم وهم
لهم جندٌ
محضرون * فلا
يحزنك قولهم
إنّا نعلم
وما يسرّون
ما يعلنون). الأنعام
خلقها لكم
تدبّروا
في هذه الآية
الشريفة: (أولم
يروا أنّا...)
أو لم يروا
هذا الإنسان
الذي أعطاه
الله العقل
ألا يرى ما
خلقنا له مما
عملته أيادي
قدرتنا،
الملائكة
المنتشرون
في جميع
أجزاء
العالم،
ماذا خلقنا
أنعاماً هو
مالكها،
أولا كيف
خلقنا ثم كيف
جعلنا
الإنسان
مالكاً لها
جعلناها
مُلكاً له،
هكذا إقتضت
قدرة الله
وإلاّ فهل
هناك غيره
خالق
للحيوانات.
إن المالك
الحقيقي لها
هو نفسه
الخالق لها
والله تعالى
لو لم يجعلها
ملكاً
للإنسان لما
استطاع أنْ
يستفيد
منها، إن
الله خلق
الشاة لكي
يستفيد منها
الإنسان من
جوانب
عديدة، لكي
يأكل من
لحمها، لكي
يستفيد من
حليبها
وصوفها. ليس
في هذا
الحيوان حتى
عضو واحد ليس
فيه فائدة
للإنسان. حتى
العظام وحتى
أظلاف
قوائمها
يستعمله في
صنع الأصماغ
المختلفة. نعمة
الركوب
والإستفادة
من الحليب
واللحم
والصوف
(ولكم
فيها منافع
ومشارب)
أيُّ شرابٍ
أظرفُ من
حليب هذه
الأنعام أي
منافع أسمى
من إمتطائها
والإستفادة
من لحومها
وأصوافها. (أفلا
يشكرون)... ألا يجب أنْ
يشكروا.
طالما لم
يصبح
الإنسان
عارفاً لقدر
النعمة
ومنعمها
عليه، فأي
فرق بينه
وبين
الحيوان.
إنهم
يشتركون
فيها بينهم
في النواحي
الحيوانية
من أكل،
ونوم،
وتخلّي،
وشهوة
جنسية، وغضب.
في الصناعة،
وغيرها بعض
الحيوانات
ماهرة أيضاً
مع أنّ ذلك
يزول بالموت
وهو ليس ذا
قيمة خالدة
إلا إذا كان
ذا هدف إلهي
وأخروي.
مثلاً يجدُّ
حتى يصبح
طبيباً يخدم
الناس. إذا
كان الهدف من
ذلك مادياً
فأجره هو ذاك.
على كلّ كل
ما هو إنساني
وذي قيمة
خالدة بكل
معنى الكلمة
فهو عرفان
بقدر النعمة
وقدر المنعم
وشكر له. الطواغيت
كانوا
يؤلهون
أنفسهم
متسترين
وراء
الأصنام
(واتّخذوا
من دون الله
آلهةً
لعلّهم
ينصرون): هذا
الإنسان
الذي أنعمنا
عليه بكل هذه
النعم...
وضعنا في
تصرفه الجمل
والبقر
والشاة،
لتكون
مركباً له
أيضاً،
الجمل أي
مركب هو إنه
سفينة
الصحراء. بدل
أنْ يكون
الإنسان
أكثر
عرفاناً لله
وشكراً له...
بدل أنْ لا
ينسى الله
ينحت لنفسه
بدل رب
العالمين
آلهة وهمية،
وفي رأس آلهة
الباطل،
طواغيت
الزمان حتى
يقال إن
عبادة
الأصنام في
الأذهان
تتجه إلى
الصنم
الحجري
والخشبي.
الحقيقة هي
أنّ هذه
الأصنام هي
درع
للطواغيت. إن
الطواغيت
كانوا
يؤلهون
أنفسهم
متسترين
وراء
الأصنام وهي
ومعابدها لم
تكن إلاّ
مجرّد عُذر.
في زمن فرعون
كانت
الأصنام
وعبادتها
منتشرة
بكثرة وهو
كان يستغفل
الناس بصفة
إله الآلهة. كل
الجبابرة
هكذا! الشرك
كله في
مواجهة الله.
كل ما يطلبه
الله من
الناس يطلبه
الطواغيت
منهم والله
سبحانه
وتعالى طلب
من الإنسان
أنْ يطيع
أمره.... أن
يقبل بكل ما
أمر به،
والسلاطين
أيضاً هم
هكذا. الأمر
الملوكي في
مقابل أمر
الله. (لعلّهم
ينصرون)
رجاء أنْ
يُعانوا. الجيوش
المجهزة
ليست لها
القدرة على
المعونة
(لا
يستطيعون
نصرهم وهم
لهم جندٌ
محضرون) الذين
يميلون إلى
غير الله
رجاء
معونتهم
فإنهم لا
يملكون
القدرة على
المعونة،
إنهم جيشكم
المحضر ولكن
لا يمكنهم
فعل شيء،
كالثورة
الإسلامية
في إيران حيث
عدة آلاف من
المستشارين
الأمريكيين
مع كل هذه
الأسلحة
الحديثة،
جيش مؤلف من
نصف مليون
جندي مجهزون
للحفاظ على
سلطنة (محمّد
رضا)
للمحافظة
على منافع
أمريكا،
ولكن عندما
يريد الله لم
يعد ينفعه كل
ذلك. مع أنّ
هذا الجيش
جاهز للخدمة
مساند
للإمبريالية
إلاّ أنه لا
يملك قدرة
معونة (بهلوي). (فلا
يحزنك قولهم
إنّا نعلم ما
يسّرون وما
يعلنون): إذا
كان الكفّار
يلدغون فلا
تجعلوا
للحزن
سبيلاً
إليكم. فيما
يتعلق
بالوحدة فإن
الكفّار
يحاولون
ضربها ولكن
المؤمن يجب
أنْ يكون
قلبه
مطمئناً
بالله. يجب
أنْ يكون
قوياً. في
هذه الثورة
ولكي يضعفوا
روحية شعب
إيران
يهدّدون
ويذيعون
الشائعات،
كل يوم
يثيرون
الضجّة في
مكان، ولكن
المؤمنين
قلوبهم قوية
بربهم، فذلك
الإله الذي
أوصله إلى
هنا إذا رأى
مصلحة فإنه
سيبلغه
نهايته.
إنتصار
الثورة
الإسلامية
في إيران لم
يكن فعل
أشخاص فهو
كان خارجاً
بالكامل عن
مسيّر
الأسباب
ولهذا كما
أنّ بدايته
كانت أملاً
ورجاءً
بالله كذلك
في الوقت
الحاضر وفي
المستقبل
يجب أنْ تكون
كذلك. أللهم
أنصر
الإسلام
والمسلمين،
واخذل
الكفّار
والمنافقين،
واشغل
الظالمين
بالظالمين،
واجعلنا
بينهم
سالمين
غانمين. (أولم
ير الإنسان
أنّا خلقناه
من نطفةٍ
فإذا هو خصيم
مبين) فوائد
تذكّر أصل
خلق الذات
القرآن،
في عشرات
المواضع
منه، ذكّر
الإنسان
بأصل خلقه
وتكوينه
وأمر
الإنسان أنه
لابد له من
النظر في هذا
الأمر. يقول: (فلينظر
الإنسان ممّ
خلق * خلق من
ماءٍ دافقٍ
يخرج من بين
الصلب
والتّرائب)[5]
وفي موضع آخر
يقول: (أولا يذكر
الإنسان
أنّا خلقناه
من قبل ولم
يك شيئاً)[6].
على الإنسان
أنْ لا ينسى
مم خلق. إن
التدبر في
أصل الخلق هو
أولاً لكي
يستدل إلى
المبدأ
تعالى،
وثانياً لكي
يستدل على
المعاد،
والفائدة
الثالثة هي:
إصلاح حاله.
وهو يُلزم
الإنسان
بالقضاء على
الصفات
الحيوانية
والجهل
والغرور
والكبر
والأنانيات
فيه. الإستدلال
على المبدأ
تعالى من
النطفة
أما
جانب
الإستدلال
على المبدأ
تعالى، إذا
ما تدبّر
العاقل ورأى
النطفة، هذه
القطرة
المنتنة قد
انعقدت،
وأيُّ تشكيل
قام به الله
المصوّر من
قلب، وكبد،
ومخ وسائر
أجزاء الجسم
الأساسية،
ومن ثم تشكيل
العظام
وغيرها. كل
يتم ولكن في
أي شيء؟ في
السائل
والمكان
المظلم غير
المستوي
وبتعبير
القرآن: (في ظلماتٍ
ثلاث) الرّحم،
والمشيمة،
والبطن. هل
يمكن أنْ
يحدث هذا كله
بنفسه دون
قدرة تفوقه؟
هل حدوث
الحادث دون
محدث مقبول
من قبل
العقل؟ إنه
كلّما تدبّر
أكثر كلّما
أدرك علم
الله وقدرته
أكثر. إذاً
فالمعاد هو
الآخر يجب
أنْ يكون
فيما
يتعلق بجانب
المعاد
أيضاً بعد
أنْ ينتبه
الإنسان أنّ
النطفة التي
هي في
البداية
موزّعة...
النطفة التي
تخرج من مجرى
البول هي:
عبارة عن
مجموعة من
السوائل
المنتشرة في
جسم الإنسان
وتجمع ذرّات
هذه السوائل
بقدرة في
أوعية
المني،
ولهذا عندما
تخرج النطفة
يعرض الضعف
على الجسم
كلّه. في
إحدى
الروايات
يسأل أحدهم
الإمام(ع):
لماذا في
البول يكفي
تطهير المحل
والوضوء
بينما في
خروج المني
يجب غسل
الجسم كلّه؟ يجيب
عليه السلام:
لأن قطرات
المني تؤخذ
من الجسم
كلّه. أيضاً
في مستوى آخر
كانت موزّعة
ومتفرقة لأن
النطفة
تتكوّن من
الغذاء إذ إن
الطعام الذي
يتناوله
الإنسان يتم
إخلاء جزءٍ
منه على شكل
سائل منوي.
فالطعام
ماذا كان؟
كان أرزاً،
وقمحاً،
وخضاراً
موّزعة في
الأرض.
الذرّات
المتفرقة
يتمّ جمعها
وتظهر على
شكل أرز وقمح.
دخلت جسم
الأب. تفرّقت
ثانية ومن ثم
جُمعت على
شكل مني في
المجرى.
بناءً على
هذا تكون قد
إجتزت
مرحلتين من
التفرق
والتجمع في
مسيرة وجودك.
بعد الموت
أيضاً
يتفرّق
الجسم مرة
أخرى. ثم هل
بعد هذا كلّه
تعجب لجمع
الله إيّاك
للمرة
الثالثة؟ (أولم
ير الإنسان
أنّا خلقناه
من نطفةٍ) في
الآية
التالية
أيضاً يقول
تعالى: (وضرب لنا
مثلاً ونسي
خلقه).
نسي خلقه
ولهذا يقول
متعجّباً:
كيف يجمع
الله تعالى
العظام
الرميمة؟! تذكر
البداية
والنهاية
يزيل الكبر
الفائدة
الثالثة
لتذكّر أصل
الخلق: صلاح
حال الشخص
نفسه. فبعد
أنْ يلتفت
إلى أنه قد
خُلق من قطرة
منتنة ينفر
منها الجميع.
إن بدايتنا
جميعنا هي
بداية قذرة،
ومتعفنة،
ومنتهانا
أيضاً جيفة
هامدة،
والآن أيضا
فينا
القذارات
والأوساخ
فلماذا إذاً
الكبر؟ إن
من جملة
الصلاح الذي
يطرأ على
الإنسان
ببركة
التذكّر،
التسليم لله
ولكل حقٍ كان.
عندما يفكر
أنه كنت في
البدء قطرة
منتنة وما
فعل الله
بهذه القطرة
وهبها
العين،
والأذن[7]،
واللسان،
واليد
والرجل،
يتذكر نعم
الله
العظيمة،
ويكون
شاكراً
لنعمته
تعالى. فيما
لم تصبح أصم
لا تدرك
السمع أي
نعمة هو
وهكذا سائر
النعم. إن
الله الذي
تحنّن عليك
بكل هذه
النعم كم يجب
أنْ تكون
مستسلماً في
مقابله؟ إن
الذي يغفل عن
هذه
الحقيقة،
خصومته
الأولى تكون
مع إلهه هو
بالذات. بل
هو ينكر الله.
(فإذا
هو خصيم مبين)
عدوّ واضح.
أيها الغافل
عن أصلك
الأوّل،
يقول: أنا
موجود، الله
ليس موجوداً.
كم يصبح بلا
إحساس يخاصم
ويجادل لأنه
لا يتفكّر
وإلاّ لصار
شكوراً لا
خصماً، عليه
أبداً أنْ لا
ينسى عجزه
الأول حتى لا
تعرض له هكذا
حالة (فإذا...)
التجبّر
نتيجة الجهل
والغفلة. لقد
ذكر من أمثال
العرب في
تفسير (روح
البيان).
ويضرب
أيضاً
مثالاً
سوياً:
حال
الإنسان
هكذا.
الإنسان
الذي لم يكن
يملك شيئاً
أعطاه الله
كل شيء هو
الآن يصبح
منكراً لله،
يرفض
المنعم،
يعترف بنفسه
فقط ويقول
بنفي
المسؤولية
عن نفسه، ليس
له شغل
بالخالق
والمنعم، لا
يقر
بمسؤولية،
له ارتباطه
بالله، أي
أنّ قيومية
الله
ينساها،
يقول
بالإستقلال
لذاته وهو
كفر بحد
ذاته،
يستسلم للحق. (أولم
ير الإنسان
أنا خلقناه
من نطفةٍ
فإذا هو خصيم
مبين وضرب
لنا مثلاً
ونسي خلقه
قال من يحيي
العظام وهي
رميم قل
يحييها
الّذي
أنشأها أوّل
مرةٍ وهو
بكلّ خلقٍ
عليم الذي
جعل لكم من
الشّجر
الأخضر
ناراً فإذا
أنتم منه
توقدون). الرؤية
بالعقل
والقلب أهم
(أولم
ير الإنسان
أنّا خلقناه
من نطفةٍ..) يرى من
الرؤية
وبالرغم من
أنّ ظاهرها
يعني الرؤية
بالعين إلاّ
أنّ المراد
هنا هو
الرؤية بعين
العقل التي
هي أهم وأقوى
من الرؤية
بالعين
الظاهرية. إن
الإدراك عن
طريق الحس قد
يخطئ فأخطاء
البصر
كثيراً ما
تقع، ولكن
المهم هو
العلم فإذا
ما وقعت
العين على
شيء ما،
وأدّى ذلك
إلى حصول
العلم فذلك
هو الصحيح.
كثيراً ما
يحدث أنّ
تكون أمام
عيني
الإنسان
أشياء عديدة
ولكنه لا
يدركها. لقد
جرّبتم ذلك.
إنكم لا
تلتفتون لأن
فكركم يكون
في مكان آخر. إذاً
فالرؤية
بالعين تكون
ذات قيمة
عندما تؤدي
إلى الإدراك
والعلم مع
هذا كثيراً
ما يحدث أنْ
يخطئ. فعندما
تدار النار
بحركة
دائرية
فإنكم ترون
دائرة في
الوقت الذي
لا توجد في
الواقع إلاّ
تلك الجذوة
من نار
والدائرة
إنما حدثت
وشاهدتموها
نتيجة
للسرعة
الفائقة
التي أديرت
بها هذه
الجذوة. إذاً
المهم هو
الإدراك
بالإفهام و(ألم
ير الإنسان)
تعني (ألم
يعلم). ألم
يعلم علماً
قطعياً أنّ
هناك ما هو
أسمى من
الإدراك
الحسي أنا
خلقناه من
نطفة ثم هو
يجادلنا
ويخاصمنا
ويضرب لنا
الأمثال
يفتُّ العظم
الرميم ثم
يقول: من
الذي يعيد
إحياء هذا
العظم
الرميم؟ جزئيات
الجسم ليست
خارجة عن علم
الله
(قل
يحييها
الّذي
أنشأها أوّل
مرّة)
قل ذلك الذي
أوجدها
أوّلاً
أوجده من
العدم
يخلقها مرة
ثانية فهل
الثانية
أصعب؟ في
المرة
الأولى حتى
إنه لم يكن
هناك جزيئات
عظم فإذا قيل
إنّ هذه
الجزيئات
موزعة في
أماكن عديدة.
يجيب: (وهو بكلّ
خلقٍ عليم) كله
محفوظ في علم
الله. في
الآية
التالية
نظراً لعظم
قدرته تعالى
فإنه يذكر
بياناً
لطيفاً: في
كل موردٍ
يحدث بشأنه
إستعجاب إذا
تُذكّرت
قدرة الحق
اللامتناهية
يصبح سهلاً
لأنه يريد أن
يقيس وضع
الله تعالى
من باب صغره
هو، وعلمه
وقدرته هو،
وهذا خطأ.
إعادة خلق
التراب
المتآكل
تقيسها
بالقدرات
الجزئية،
وتقول: محال
ذلك، ولكن قس
بالنسبة إلى
قدرة الله،
فإنها لا
تكون شيئاً
يُذكر، فذلك
الذي خلقها
ابتداءً
يخلقها مرة
أخرى. إضرام
النار بحطب
الشجر
الأخضر
والرطب
إن
الله أوجد
لكم من الشجر
الإخضر
الرطب ناراً.
الماء
والنار
أحدهما ضدٌّ
للآخر ولكن
يد القدرة
جمعت الماء
والنار مع
بعضهما
البعض دون
أنْ يقضي
الماء على
وجود النار،
أو النار عل
وجود الماء (الذي جعل
لكم من
الشّجر
الأخضر
ناراً)،
المفسرون
عامةً قالوا:
هي إشارة إلى
شجرتين
موجودتين في
جزيرة العرب
هما شجرة
الصفصاف
والأخرى
شجرة (عقار)[8]
إذ إن لهما
هذه الخاصية
فهم عندما
يجعلون
قطعتين
منهما
تحتكان
ببعضهما
البعض فإن
النار
تتولّد
منهما. لقد
كانوا
يستعملون
هاتين
الشجرتين
مكان
الكبريت،
وكانوا
يولّدون
النار وذلك
عن طريق حكّ
إحداها
بالاخرى. (فإذا
أنتم منه
توقدون)
ففي السابق
لم يكن هناك
كبريت لقد
كان حجر
الصوان
وهاتان
الشجرتان
كبريت ذلك
الزمان. بشكل
عام كل
الأشجار
يتواجد فيها
الماء
والنار
متلازمين
بنسب مختلفة
المواد
المولّدة
للنار
موجودة في
الكل. طبعاً
بروز النار
يكون بعد
التغلب على
رطوبتها إما
إنها تيبس
وإمّا
بواسطة
الشمس ومع
مجاورة
اللهب
للشجرة
يتغلب على
الماء
وتشتعل. إذاً
ما فسّره
المفسرون
بشجرة
الصفصاف و(عقار)[9]
الظاهر أنه
باعتبار
الشيوع
والظهور
وسيلة كبريت
في ذلك
الزمان وإلا
فإن هذه
الخاصية
موجودة في كل
النباتات. (أوليس
الّذي خلق
السّموات
والأرض
بقادر على
أنْ يخلق
مثلهم بلى
وهو الخلاّق
العليم): أوليس الذي
خلق نظام
الخلق
العظيم خلق
الكواكب
التي لا تعد
ولا تحصى
بقادرٍ على
أنْ يخلق
مثلهم (أي
بعدد أفراد
البشر) آلاف
المجرات
التي في كل
واحدة منها
آلاف
الكواكب
التي يجب أنْ
يحدّد
المسافة
الفاصلة
فيما بينها
بالسنة
الضوئية. يا من في
المساء
عظمته
في
رواية عن
الإمام
الرضا(ع): أنه
قال: ما خلق
الله تعالى
في الأرض هو
قطرة
بالنسبة
للسماء
الأولى، وما
هو في السماء
الأولى
بالنسبة إلى
السماء
الثانية
كالقطرة إلى
البحر، في
جنب السماء
الثالثة،
وهكذا حتى
السماء
السابعة في
مقابل العرش
و... هل يستطيع
الإنسان أنْ
يحصي عدد
جموع النمل
في محلة من
المحلات؟
جاء فيما
يتعلق
بالبيت
المعمور أنّ
الله تعالى
يخلق كل يوم
سبعين ألف
ملك يدخلون
البيت
المعمور
ويخرجون
منه، ثم لا
يدخلون
بعدها ثانية
إلى يوم
القيامة. إن
الله عليم
بمخلوقاته. يقول
في (نهج
البلاغة)
فوجٌ من
الملائكة هم
دائماً في
حال قيام
وفوجٌ في حال
ركوع وفوجٌ
في حال سجود،
مجموعة في
بكاء من قوة
الله (وهو
الخلاق
العليم) كثير
الخلق،
مخلوقاته هو
نفسه يعرفها
وأولياؤه
العظام
وإلاّ
فالآخرون لا
يقدرون على
إحصائها. وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.. [1] (لتعلموا
عدد
السّنين
والحساب)
يونس/5. [2] ظلمات
بعضها فوق
بعض النور/ 30. [3] سورة
النور:
الآية 40. [4] (ضرب الله
مثلاً
عبداً
مملوكاً لا
يقدر على
شيء) النحل/ 75. [5] سورة
الطارق:
الآية 5 ـ 8. [6] سورة مريم:
الآية67. [7] (إنا
خلقنا
الإنسان من
نطفةٍ
أمشاجٍ
نبتليه
فجعلناه
سميعاً
بصيراً)
الدهر/2. [8] إسم شجرة
في الجزيرة
العربية. [9] إسم شجرة
في الجزيرة
العربية.
|
|||||||||
|