.

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست

فضيلة الرضا

رضا الله

رد إنكار تحقق الرضا

هل يناقض الدعاء ونحوه الرضا

 

 

فصل

(فضيلة الرضا)

الرضا بالقضاء أفضل مقامات الدين، واشرف منازل المقربين، وهو باب الله الاعظم، ومن دخله دخل الجنة. قال الله ـ سبحانه ـ:

" رضي الله عنهم ورضوا عنه "[1].

وعن النبي (ص): " أنه سأل طائفة من اصحابه: ما أنتم؟ فقالوا: مؤمنون، فقال: ما علامة ايمانكم؟ فقالوا: نصبر على البلاء، ونشكر عند الرخاء، ونرضى بمواقع القضاء، فقال: مؤمنون ورب الكعبة! "، وفي خبر آخر، قال: " حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا انبياء ". وقال (ص): " إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فان صبر اجتباه، فان رضى اصطفاه ". وقال (ص): " اعطوا الله الرضا من قلوبكم، تظفروا بثواب فقركم ". وقال (ص): " إذا كان يوم القيامة، أنبت الله ـ تعالى ـ لطائفة من امتي اجنحة، فيطيرون من قبورهم إلى الجنان، يسرحون فيها، يتنعمون فيها كيف شاؤوا، فتقول لهم الملائكة: هل رأيتم الحساب؟ فيقولون: ما رأينا حساباً، فتقول لهم: هل جزتم الصراط؟ فيقولون: ما رأينا صراطاً، فتقول لهم: هل رأيتم جهنم؟ فيقولون: ما رأينا شيئاً، فتقول الملائكة: من أمة من انتم؟ فيقولون: من أمة محمد (ص)، فتقول: ناشدناكم الله! حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا؟ فيقولون: خصلتان كانتا فينا، فبلغنا الله هذه المنزلة بفضل رحمته، فيقولون: وما هما؟ فيقولون: كنا إذا خلونا نستحيي ان نعصيه، ونرضى باليسير مما قسم لنا، فتقول الملائكة: يحق لكم هذا ". وقال الصادق (ع): " ان الله بعدله وحكمته وعلمه، جعل الروح والفرح في اليقين والرضا عن الله ـ تعالى ـ، وجعل الهم والخزن في الشك والسخط ". وروي: " أن موسى (ع) قال: يا رب! دلني على أمر فيه رضاك. فقال ـ تعالى ـ : إن رضاي في رضاك بقضائي ". وروي: " ان بني إسرائيل قالوا له (ع): سل لنا ربك امراً إذا نحن فعلناه يرضى عنا، فقال موسى (ع): إلهي! قد سمعت ما قالوا، فقال: يا موسى! قل لهم يرضون عني حتى ارضى عنهم "[2]. وقال سيد الساجدين (ع): " الصبر والرضا رأس طاعة الله، ومن صبر ورضى عن الله فيما قضى عليه فيما احب أو كره، لم يقض الله ـ عز وجل ـ له فيما احب أو كره إلا ما هو خير له ". وقال ـ صلوات الله عليه ـ: " الزهد عشرة اجزاء، اعلى درجة الزهد ادنى درجة الورع، واعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين، واعلى درجة اليقين ادنى درجة الرضا ". وقال الباقر (ع): " أحق خلق الله أن يسلم لما قضى الله ـ عز وجل ـ. من عرف الله ـ عز وجل ـ ومن رضى بالقضاء، اتى عليه القضاء وعظم الله اجره ". وقال الصادق (ع): " اعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله ". وقال (ع): " قال الله ـ عز وجل ـ: عبدي المؤمن، لا أصرفه في شيء إلا جعلته خيراً له، فليرض بقضائي، وليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، اكتبه يا محمد من الصديقين عندي ". وقال (ع): " عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله ـ عز وجل ـ له قضاء إلا كان خيراً له، إن قرض بالمقاريض كان خيراً له، وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له ". وقال (ع): " ان فيما أوحى الله ـ عز وجل ـ إلى موسى بن عمران (ع): يا موسى بن عمران! ما خلقت خلقاً احب إلي من عبدي المؤمن، وإني انما ابتليته لما هو خير له، واعافيه لما هو خير له، وازوي عنه لما هو خير له، وأنا اعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، اكتبه في الصديقين عندي، إذا عمل برضاي واطاع امري ". وقيل له (ع): بأي شيء يعلم المؤمن أنه مؤمن؟ قال: " بالتسليم لله، والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط ". وقال الكاظم (ع): " ينبغي لمن غفل عن الله، ألا يستبطئه في رزقه، ولا يتهمه في قضائه "[3].

فصل

(رضا الله)

قد ظهر من بعض الأخبار المذكورة: أن رضا الله ـ سبحانه ـ من العبد يتوقف على رضا العبد عنه ـ تعالى ـ، فمن فوائد رضا العبد بقضاء الله وثمراته رضا الله ـ سبحانه ـ عنه، وهو اعظم السعادات في الدارين، وليس في الجنة نعيم فوقه، كما قال ـ سبحانه ـ:

" ومساكن طيبةً في جنات عدنٍ ورضوانٌ من الله أكبر "[4].

وفي الحديث: " إن الله يتجلى للمؤمنين في الجنة، فيقول لهم: سلوني، فيقولون: رضاك يا ربنا! "، فسؤالهم الرضا بعد التجلي، يدل على أنه أفضل كل شيء، وورد في تفسير قوله ـ تعالى ـ: " ولدينا مزيد ": أنه يؤتى لأهل الجنة في وقت المزيد ثلاث تحف من عند رب العالمين ليس في الجنان مثلها:

احداها: هدية الله، ليس عندهم في الجنان مثلها، وذلك قوله ـ تعالى ـ:

 " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعينٍ "[5].

والثانية: السلام عليهم من ربهم، فتزيد ذلك على الهدية، وهو قوله ـ تعالى ـ:

" سلام قولاً من ربٍ رحيمٍ "[6].

والثالثة: يقوله الله ـ تعالى ـ: " إني عنكم راض "، وهو افضل من الهدية والتسليم، وذلك قوله ـ تعالى ـ:

" ورضوان من الله أكبر "[7]: أي من النعيم الذي هم فيه.

ومعنى رضا الله عن العبد قريب من معنى حبه له، إلا أنه في الآخرة سبب لدوام النظر والتجلي في غاية ما يتصور من اللقاء والمشاهدة. ولهذا ليست رتبة في الجنة فوقه. ويروه أهل الجنة اقصى الاماني، وغاية الغايات.

فصل

(رد انكار تحقق الرضا)

من الناس من انكر إمكان تحقيق الرضا في أنواع البلاء وفيما يخالف الهوى، وقال المتمكن فيهما: هو الصبر دون الرضا، وهو انما اتى من ناحية انكار المحبة، إذ بعد ثبوت إمكان الحب لله واستغراق الهم به لا يخفى ايجابه للرضا بافعال المحبوب. وذلك يكون من وجهين:

أحدهما ـ ان يوجب الاستغراق في الحب ابطال الاحساس بالالم، حتى يجرى عليه المؤلم ولا يحس به، وتصيبه جراحة ولا يدرك المها. ولا تستبعدن ذلك، فان المحارب عند خوضه في الحرب، وعند شدة غضبه أو خوفه، قد تصيبه جراحة وهو لا يحس بها، فاذ رأى الدم استدل به على الجراحة، بل الذي يعدو في شغل مهم قد تصيبه شوكة في قدمه، ولا يحس بألمها لشغل قلبه. والسر: أن القلب إذا صار مستغرقا بأمر من الأمور، لم يدرك ما عداه، فالعاشق المستغرق الهم بمشاهدة المعشوق أو بحبه، قد يصيبه ما كان يتألم به أو يغتم، لولا عشقه، ولا يدرك المه وغمه لاستيلاء الحب على قلبه، وهذا إذا اصابه من غير حبيبه، فكيف إذا اصابه من حبيبه. ولا ريب في ان حب الله ـ تعالى ـ أشد من كل حب، وشغل القلب به اعظم الشواغل، إذ جمال الحضرة الربوبية وجلالها لا يقاس به جمال، فمن ينكشف له شيء منها، فقد يبهره بحيث يدهش ويغشى عليه، ولا يحس بما يجري عليه.

وثانيهما ـ إلا يبلغ الاستغراق في الحب بحيث لا يحس بالالم ولا يدركه ولكن يكون راضياً به، بل راغباً فيه، مريداً له بعقله، وان كان كارهاً له بطبعه، كالذي يلتمس من الفصاد الفصد والحجامة، فانه يدرك ألمه، إلا انه راض به وراغب فيه، فالمحب الخالص لله، إذا اصابته بلية من الله، وكان على يقين بأن ثوابها الذي ادخر له فوق ما فاته، رضى بها ورغب فيها وأحبها وشكر الله عليها. هذا إن كان نظره إلى الثواب والاجر الذي يجازى به على ابتلائه بالمصائب والبلايا، وربما غلب الحب بحيث يكون حظ المحب ولذته وابتهاجه في مراد حبيبه ورضاه لا لمعنى آخر، فيكون مراد حبيبه ورضاه محبوبا عنده ومطلوبا، وكل ذلك مشاهد محسوس في حب الخلق، فضلا عن حب الخالق والجمال الازلى الابدي الذي لا منتهى لكماله المدرك بعين البصيرة التي لا يعتريها الغلط والخطأ، فان القلوب إذا وقفت بين جماله وجلاله، فإذا لا حظوا جلاله هابوا، وإذا لا حظوا جماله تاهوا.

ويشهد بذلك حكايات المحبين، على ما هو في الكتب مسطور، وفي الالسنة والافواه مذكور. فان للحب عجائب، من لم يذق طعمها لا يعرفها. وقد روينا: ان أهل مصر مكثوا أربعة أشهر لم يكن لهم غذاء إلا النظر إلى وجه يوسف الصديق (ع)، كانوا إذا جاعوا نظروا إلى وجهه، فشغلهم جماله عن الاحساس بألم الجوع. بل في القرآن ما هو أبلغ من ذلك، وهو قطع النسوة ايديهن لا ستهتارهن بملاحظة جماله، حتى ما احسسن بذلك. وروى: " أن عيسى (ع) مر برجل اعمى وابرص، مقعد مفلوج، وقد تناثر لحمه من الجذام، وهو يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من الناس! فقال عيسى: يا هذا! أي شيء من البلاء تراه مصروفا عنك؟ فقال: يا روح الله! انا خير ممن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته، فقال: صدقت! هات يدك، فناوله يده، فإذا هو أحسن الناس وجهاً، وافضلهم هيئة، قد اذهب الله عنه ما كان به، وصحب عيسى وتعبد به ".

فصل

(هل يناقض الدعاء ونحوه الرضا)

اعلم ان الدعاء غير مناقض للرضا، وكذلك كراهية المعاصي، ومقت اهلها، وحسم اسبابها، والسعي في ازالتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والخروج من بلد ظهرت فيه المعاصي، وقد زعمت طائفة من أهل البطالة والغرور: أن جميع ذلك يخالف الرضا، إذ كل ما يقصد رده بالدعاء وانواع المعاصي والفجور والكفر من قضاء الله وقدره، فيجب للمؤمن أن يرضى به. وقد رأوا السكوت على المنكرات مقاماً من مقامات الرضا، وسموه حسن الخلق، وهذا جهل بالتأويل، وغفلة عن أسرار الشريعة ودقائقها.

أما الدعاء، فلا ريب في أنا قد تعبدنا به، وقد كثرت ادعية الأنبياء والائمة، وكانوا على أعلى مقامات الرضا، وتظاهرت الآيات وتواترت الأخبار في الأمر بالدعاء وفوائده وعظم مدحه، واثنى الله ـ سبحانه ـ على عباده الداعين، حيث قال:

" ويدعوننا رغباً ورهباً "[8]. وقال: " أدعوني أستجب لكم "[9]. وقال: " أجيب دعوة الداع إذا دعان "[10].

وهو يوجب صفاء الباطن، وخشوع القلب، ورقة النظر، وتنور النفس وتجليها. وقد جعله لله ـ تعالى ـ مفتاحاً للكشف، وسبباً لتواتر مزايا اللطف والإحسان. وهو أقوى الأسباب لافاضة الخيرات والبركات من المبادي العالية.

فان قيل: ما يرد على العبد من المكاره والبلايا يكون بقضاء الله وقدره، والآيات والأخبار ناطقة بالرضا بقضاء الله مطلقاً، فالتشمر لرده بالدعاء يناقض الرضا.

قلنا: إن الله ـ سبحانه ـ بعظيم حكمته، أوجد الأشياء على التسبيب والترتيب بينهما، فربط المسببات بالاسباب، ورتب بعضها على بعض، وجعل بعضها سبباً وواسطة لبعض آخر، وهو مسبب الأسباب. والقدر عبارة عن حصول الموجودات في الخارج من اسبابها المعينة بحسب اوقاتها، مطابقة لما في القضاء، والقضاء عبارة عن ثبوت صور جميع الأشياء في العالم العقلي على الوجه الكلي، مطابقة لما في العناية الإلهية المسماة بالعناية الأولى، والعناية عبارة عن احاطة علم الله ـ تعالى ـ بالكل على ما هو عليه احاطة تامة، فنسبة القضاء إلى العناية كنسبة القدر إلى القضاء. ثم، من جملة الأسباب لبعض الأمور الدعاء والتصدق وامثالهما، فكما أن شرب الماء سبب رتبهُ مسبب الأسباب لإزالة العطش، ولو لم يشربه لكان عطشه باقياً إلى أن يؤدى إلى هلاكه، وشرب المسهل سبب لدفع الاخلاط الردية، ولو لم يشربه لبقيت على حالها، وهكذا في سائر الأسباب، وكذلك الدعاء سبب رتبهُ الله ـ تعالى ـ لدفع البلايا ورفعها، ولو لم يدع لنزل البلاء ولم يندفع.

فلو قيل: لو كان في علم الله ـ تعالى ـ وفي قضائه السابق، أن زيداً ـ مثلاً ـ يدعو الله، أو يتصدق، عند ابتلائه ببلية كذا، وتندفع به بليته لدعاء أو تصدق، ودفع بليته، ولو كان فيهما أنه لا يدعو الله ولا يتصدق ويبتلى بتلك البلية، ولم يدع الله، ولم يتصدق، لم تندفع عنه البلية، والحاصل: ان كل ما تعلقت به العناية الكلية والقضاء الازلي يحصل مقتضاه في الخارج وعالم التقدير، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، فأي فائدة في سعي العبد واجتهاده؟.

قلنا: هذه من جملة شبهات الجبرية على كون العبد مجبوراً في فعله ونفي الاختيار عنه، ولا مدخلية لها بكون الدعاء غير مناقض للرضا، وكونه من جملة الأسباب المرتبة منه ـ تعالى ـ لحصول مسبباتها. كالتزويج لتحصيل الولد، والاكل والشرب لدفع الجوع والعطش، ولبس الثياب لدفع الحر والبرد، وغير ذلك. ثم الجواب من الشبهة المذكورة وأمثالها مذكور في موضعها.

وأما انكار المعاصي وكراهتها. والفرار من أهلها ومن البلد الذي شاعت فيه، فقد تعبد الله به عباده وذمهم على الرضا بها، فقال:

" ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها "[11]. وقال: " رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم "[12].

وفي بعض الأخبار: " من شهد منكراً ورضى به فكأنه قد فعله ". وفي آخر: " لو أن عبداً قتل بالمشرق ورضى بقتله آخر بالمغرب، كان شريكا في قتله ". وفي آخر: " إن العبد ليغيب عن المنكر ويكون عليه مثل وزر صاحبه "، قيل وكيف ذلك؟ قال: " فيبلغه فيرضى به ".

وأما بعض الكفار والفجار والفساق، ومقتهم والانكار عليهم، فما ورد فيه من شواهد الكتاب والسنة أكثر من أن يحصى. قال الله ـ سبحانه ـ:

" لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء "[13]. وقال: " يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء "[14].

وفي الخبر: " إن الله أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق ". وقال (ص): " اوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ". وقد تقدمت جملة من شواهد هذا في باب الحب في الله والبغض في الله.

فان قيل: المعاصي ان لم تكن بقضاء الله وقدره فهو محال وقادح في التوحيد، وإن كانت بقضاء الله مطلقاً فكراهتها ومقتها كراهة لقضاء الله، والآيات والأخبار مصرحة بوجوب الرضا بقضاء الله مطلقاً، وذلك تناقض، فكيف السبيل إلى الجمع؟ وأنى يتأتى الجمع بين الرضا والكراهة في شيء واحد؟

قلنا: المقرر عند بعض الحكماء: أن الشرور الواقعة في العالم، من المعاصي وغيرها، راجعة إلى الاعدام دون الموجودات، فلا تكون مرادة له ـ تعالى ـ، ولا داخلة في قضائه، وعند بعضهم أنها داخلة في قضائه بالعرض لا بالذات، ولا ضير في كراهة ما ليس في قضاء الله ـ تعالى ـ بالذات. وعند بعضهم: أنها شرور قليلة باعثة لخيرات كثيرة. وعلى هذا، فينبغي أن تكون مكروهة من حيث ذاتها، وبهذه الحيثية لا تكون من قضاء الله والرضا به، وفرضه من حيث كونها باعثة لخيرات كثيرة. والتحقيق: أن الاوصاف الثلاثة ثابتة للشرور الواقعة في العالم، اعني انها راجعة إلى الاعدام وداخلة في قضائه ـ تعالى ـ بالعرض، وشرور قليلة باعثة لخيرات كثيرة. وعلى هذا فوجه الجمع أظهر. ثم، لأَبي حامد الغزالي هنا وجه جمع آخر، لا يروى الغليل ولا يشفي العليل.

فان قيل: بغض أهل المعاصي ومقتهم موقوف على ثبوت الاختيار لهم وتمكنهم من تركهم، واثبات ذلك مشكل.

قلنا: لا اشكال فيه، إذ البديهة قاضية بثبوت نوع اختيار للعباد في افعالهم، ولا سيما فيما يتعلق به التكليف. والخوض في هذه المسألة مما لا ينبغي فالاولى فيها السكوت، والتأدب بآداب الشرع، والرجوع إلى ما ورد من العترة الطاهرة. وما يمكن أن يقال فيها قد ذكرناه في كتابنا المسمى بـ(جامع الافكار).



[1]  المائدة، الآية: 122. التوبة، الآية: 101. المجادلة، الآية: 22. البينة، الآية: 8.

[2]  صححنا الأحاديث على (إحياء العلوم): 4/ 295 ـ 296.

[3]  صححنا الاحاديث على (أصول الكافي) ج2ـ باب الرضا بالقضاء. وعلى (سفينة البحار). 1/524.

[4]  التوبة، الآية: 73.

[5]  السجدة، الآية: 17.

[6]  يس، الآية: 58.

[7]  التوبة، الآية: 73.

[8]  الأنبياء، الآية: 90.

[9]  المؤمن، الآية: 60.

[10]  البقرة، الآية: 186.

[11]  يونس، الآية: 7.

[12]  التوبة، الآية: 87، 93.

[13]  آل عمران، الآية: 28.

[14]  المائدة، الآية: 54.

 

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست