الفصل
السادس
في
نبذة من
تفـسير
السورة
المباركة
التوحيد
اعلم
أن هذه
السورة
الشريفة حيث
أنها نسب
الحق تعالى
كما في
الأحاديث
الشريفة
منها ما في
الكافي عن
أبي عبد الله
(عليه السلام):
أن اليهود
سألوا رسول
الله (صلى
الله عليه
وآله وسلم)
فقالوا: "
أنسب لنا
ربّك فلبث
ثلاثا لا
يجيبهم ثم
نزلت: قل هو
الله أحد إلى
آخرها " فلهذا
تعجز عقول
البشر عن فهم
حقائقها
ودقائقها
وأسرارها
ولكن مع هذا
الوصف فما هو
نصيب أهل
المعرفة
منها وما هو
حظ قلوب أهل
الله منها لا
يسعه ميزان
العقل
المجرّد،
ولعمر
الحبيب إن
هذه السورة
الشريفة من
الأمانات
التي عجزت عن
حملها
سماوات
الأرواح
وأراضي
الأشباح
وجبال
الإِنّـيّات
وأشفقن منها
ولا يليق
بحملها إلا
الإنسان
الكامل الذي
تجاوز عن
حدود
الإمكانية
وصار مجذوبا
وبلا حواس
ولكن مع ذلك
هنا بشارة
تقرّ بها
عيون أهل آخر
الزمان
وتعطي
الاطمئنان
لقلوب أهل
المعرفة وهي
الحديث الذي
في الكافي
الشريف قال: "
سئل علي بن
الحسين (عليه
السلام) عن
التوحيد
فقال: إن
الله عزّ
وجلّ علم أنه
يكون في آخر
الزمان
أقوام
متعمّقون
فأنزل الله
تعالى قل هو
الله أحد
والآيات من
سورة الحديد
إلى قوله وهو
عليم بذات
الصدور فمن
رام وراء ذلك
فقد هلك ".
ويعلم
من هذا
الحديث
الشريف أن
فهم هذه
الآيات وهذه
السورة
المباركة
يحق
للمتعمقين
وأصحاب
الأنظار
الدقيقة.
ودقائق
التوحيد
والمعرفة
وسرائرها
منطوية
فيها، وأن
الحق تعالى
أنزل لطائف
العلوم
الإلهية
لأهلها،
والذين ليس
لهم حظ من
سرائر
التوحيد
والمعارف
الإلهية
فليس لهم حق
النظر في هذه
الآيات،
وليس لهم حق
أن يحملوا
ويفسّروا
هذه الآيات
على ما
يفهمونه من
المعاني
العامية
السوقية..
وفي الآيات
الأولى من
السورة
المباركة
الحديد
دقائق من
التوحيد
والمعارف
الجليلة من
الأسرار
الإلهية
والتجريد ما
لا يوجد له
نظير في شيء
من
المسفورات
الإلهية
وصحف أهل
المعرفة
وأرباب
القلوب، ولو
لم تكن لصدق
النبوّة
وكمال شريعة
النبي
الخاتم سوى
هذه الآيات
لكفت أهل
النظر
والمعرفة.
وإن أعظم
شاهد على أن
هذه المعارف
خارجة عن
تحمل البشر،
وفوق أن يحيط
بها الفكر
الإنساني،
أنه من قبل
أن تنزل هذه
الآيات
الشريفة
وأمثالها من
المعارف
المشتمل
عليها
القرآن
الشريف لم
يكن عند
البشر سابقة
هذا القسم من
المعارف ولم
يكن لهم طريق
إلى هذه
السرائر،
وأن الكتب
والصحف
لأعاظم
فلاسفة
العالم
موجودة
الآن، مع أن
علومهم أيضا
من منبع
الوحي
الإلهي ولعل
أعلاها
وألطفها
الكتاب
الشريف "
أثولوجيا "
التصنيف
القيّم
للفيلسوف
عظيم الشأن
والحكيم
الجليل
أرسطاطاليس
الذي سجد في
جنابــه
أعجوبة
الدهر
ونادرة
الزمان
الشيخ
الرئيس (هو
أبو علي بن
عبد الله بن
سينا
البخاري
الشيخ
الفيلسوف
المعروف
الملقب
بالشيخ
الرئيس كان
أبوه من بلخ
في شمال
أفغانستان
وسكن مملكة
بخارا في زمن
نوح بن منصور
من الدولة
السامانية
فولد ولده
بها وكان
أعجوبة في
الذكاء
والحفظ أفتى
على مذهب ابي
حنيفة وهو
ابن اثنتي
عشر سنة وصنف
القانون وهو
ابن ستة عشر
فمرض نوم بن
منصور
الساماني
فجمعوا
الاطباء
لمعالجته
فجمعوه معهم
فرأوا
معالجته
خيرا من
معالجات
كلّهم فصلح
على يديه
فسأله أن
يوصي خازن
كتبه ان
يعيره كلّ
كتاب طلب
ففعل فرأى في
خزانته كتب
الحكمة من
تصانيف ابي
نصر طرخان
الفارابي
فاشتغل
بتحصيل
الحكة ليلا
ونهارا حتى
حصّلها. قال
فلما انتهى
عمري الى الى
أربع وعشرين
كنت افكّر في
نفسي ما كان
شيء من
العلوم انّي
لا أعرفه.
ويحكى أنه لم
يكن في آن
فارغا من
المطالعة
والكتابة
وقليلا من
الليل يهجع
واذا تردّد
في مسألة
يتوضأ ويعزم
جامع البلد
ويصلّي فيه
ركعتين
بالخشوع
ويشتغل
بالدعاء
والاستعانة
الى أن ترتفع
شبهته ومرت
به طواري
مختلفة
وقاسى ما
يقاسيه طالب
العلى وله
تأليفات
مشهورة منها:
القانون
والشفا
والاشارات
وقد شرح
القسم
الالهيات من
الاشارات
الخواجة
نصير الدين
الطوسي
والفخر
الرازي وكتب
القطب
الرازي
المحاكمات
وهو شرح له
حكم بينهما
في شرحيهما
على
الاشارات،
وله القصيدة
الرائعة
المشهورة
العينية.
هبطت
اليك من
المحل
الأرفع
ورقاء ذات
تعزز وتمنّع
محجوبة
عن كل مقلة
عارف وهي
التي سفرت
ولم تتبرقع
وصلت
على كره اليك
وربما كرهت
فراقك وهي
ذات تفجع
أنفت
وما ألفت
فلمّا واصلت
ألفت مجاورة
الخراب
البلقع
وأظنّها
نسيت عهودا
بالحمى
ومنازلا
بفراقها لم
تقنع
حتى
إذا اتصلت
بعاء هبوطها
من ميم
مركزها بذات
الاجرع
علقت
بها ثاء
الثقيل
فأصبحت بين
المعالم
والطلول
الخضع
تبكي
وقد نسيت
عهودا
بالخمى
بمدامع تهمي
ولمّا تقلع
حتى
اذا قرب
المسير الى
الحمى ودنا
الرحيل الى
الفضاء
الاوسع
وغدت
تغرّد فوق
ذروة شاهق
والعلم يرفع
كل من لم
يرفع
وتعود
عالمة بكلّ
خفيّة في
العالمين
فخرقها لم
يرقع
القصيدة
وآخرها:
فكأنها
برق تألّق
بالحمى ثم
انطوى فكأنه
لم يلمع)
خضوعا له
وتحقيرا
لنفسه، ومن
رشحات فكره
المنطق
وتنظيم
قواعده
ولهذه الجهة
سمّي
المعلّم
الأول. وقال
الشيخ
الرئيس: أنه
منذ نظّم ذاك
العظيم
قواعد
المنطق لم
يستطع أحد أن
يخدش في إحدى
قواعده أو
يؤسس قاعدة
زائدة، ومع
هذا الوصف
كله ومع أن
أسّس وقنّن
ذلك الكتاب
الشريف
لمعرفة
الربوبية
فلاحظوه هل
تجدون من أول
ذلك الكتاب
الشريف إلى
آخره لتعريف
مقام
الربوبية
مثل هذه
الكريمة
الشريفة أول
سورة الحديد
أو ما يقرب
من مفادها أو
ما يكون فيه
رائحة من هذا
السر العظيم
للتوحيد وهي
قوله تعالى: "
هو الأول
والآخر
والظاهر
والباطن "
(الحديد
- 3)
أو أن في
جميع أقوال
الفلاسفة هل
يوجد مثل "
وهو معكم
أينما كنتم "
(الحديد
- 4).
والأقوام
المتعمقون
وأصحاب
النظر
والمعرفة
يعلمون
اليوم ما في
هذه الآيات
من الأسرار
وأن الله
تعالى كيف
شرّف أقواما
في آخر
الزمان ومنّ
عليهم بهذا
الكلام
الشريف
والسرّ
العظيم. ومن
راجع
المعارف
الرائجة في
أديان
العالم وعند
الفلاسفة
الكبار
للأديان
وقاس
المعارف في
المبدأ
والمعاد مع
المعارف في
الدين
الحنيف
الإسلام
وعند
الحكماء
العظام
الإسلاميين
و العرفاء
الشامخين
لهذه الملّة
ليصدّق
كاملا أن هذه
المعارف من
نور معارف
القرآن
الشريف
وأحاديث
النبي
الخاتم وأهل
بيته عليهم
السلام
المستفادة
والمصطلاة
من منبع نور
القرآن،
فيعرف حينئذ
أن الحكمة
الإسلامية
والعرفان
الإسلامي
ليست من
اليونان
واليونانيين
بل لا تشبه
حكمتهم أصلا.
نعم
قد مشى بعض
حكماء
الإسلام على
منوال
الحكمة
اليونانية
كالشيخ
الرئيس ولكن
حكمة الشيخ
في سوق أهل
المعرفة وفي
باب معرفة
الربوبية
والمبدأ
والمعاد غير
رائجة، وفي
جناب أهل
المعرفة لا
قيمة لها.
وبالجملة،
أن نسبة
فلسفة حكماء
الإسلام
اليوم
والمعارف
الجليلة
لأهل
المعرفة إلى
حكمة
اليونان
ناشئة من عدم
الإطلاع على
كتب القوم
مثل
الفيلسوف
العظيم
الشأن
الإسلامي
صدر
المتألّهين (قدّس
سره) (محمد بن
ابراهيم
الشيرازي
الحكيم
المتأله
المعروف كان
عالم أهل
زمانه في
الحكمة
متقنا لجمع
الفنون له
الأسفار
الاربعة
وشرح الكافي
وتفسير بعض
السور
القرآنية
وكسر
الاصنام
الجاهلية
وشواهد
الربوبية
وغير ذلك.
توفي
بالبصرة وهو
متوجه الى
الحج سنة 1050
قال صاحب
نخبة المقال
في تاريخه:
ثم ابن
ابراهيم صدر
الاجلّ في
سفر الحج
مريض (1050) ارتحل.
قدوة
أهل العلم
والصفا ثم
انطوى فكأنه
لم يلمع)
وتلميذه
الجليل
الفيض
الكاشاني (قدس
سره)
والتلميذ
العظيم
الشأن للفيض
والعارف
الجليل
الإيماني
القاضي سعيد
القمي (قدس
سره)، وأيضا
من عدم
الإطلاع على
معارف
الصحيفة
الإلهية
وأحاديث
المعصومين (عليهم
السلام)
فنسبوا كل
حكمة إلى
اليونان
وظنّوا
حكماء
الإسلام
تابعي حكمة
اليونان،
ونحن قد
بيّنا نبذة
من لطائف
السورة
الكريمة
التوحيد
وبعض إشارات
الآيات
الشريفة في
كتاب شرح
الأربعين
وأيضا
فسّرنا هذه
السورة
تفسيرا
بالاختصار
في سرّ
الصلاة،
وهنا نكتب
مختصرا منه
وعلى الله
التكلان،
فنقول:
إن
بسم الله هذه
السورة إن
كانت متعلقة
بنفس هذه
السورة كما
احتملنا ذلك
في سورة
الحمد
فلعلّها
تكون إشارة
إلى أن شرح
نسب الحق
تعالى وبيان
أسرار
التوحيد لا
يمكن
بأنانية
النفس
واللسان
المنسوب إلى
النفس بل
السالك ما لم
يخرج من حجاب
النفس ولم
يتحقق بمقام
المشيئة
المطلقة
وحضرة الفيض
المقدّس
وفانياً في
الهوية
المطلقة لم
يدرك سرائر
التوحيد.
و
"
قل " أمر
من الحضرة
الأحدية
الجمعية
بمقام
البرزخية
الكبرى
ومرآة الجمع
والتفصيل
يعني قل يا
محمد يا مرآة
ظهور أحدية
الجمع في
مقام التدلي
الذاتي أو
المقام
المقدس أو
أدنى الذي
يمكن أن يكون
إشارة إلى
مقام الفيض
الأقدس (باللسان
الفاني من
نفسك الباقي
ببقاء الله)
هو الله أحد.
اعلم
أيها السالك
سبيل
المعرفة
والتوحيد و
العارج
معارج
التنزيه
والتجريد أن
الذات
المقدسة
للحق تعالى
من حيث هي
منزّهة عن
التجليات
الظاهرة
والباطنة
ومبرّأة عن
الإشارة
والاسم
والصفة
والرسم
فأيدي آمال
أهل المعرفة
قاصرة عن ذيل
كبريائه
وأرجل أصحاب
القلوب في
السلوك
راجلة عن
الوصول إلى
بلاط قدسه،
إن غاية
معرفة
الأولياء
الكمل: " ما
عرفناك "
ونهاية سير
أصحاب
الأسرار: " ما
عبدناك "
ورئيس سلسلة
أهل المعرفة
وأمير أصحاب
التوحيد
يقول في هذا
المقام
الرفيع: "
كمال
الإخلاص نفي
الصفات عنه "
وأمام أهل
السلوك وسيد
الساجدين
والعارفين
يترنم في هذا
الجناب
المنيع: "
ضلّت فيك
الصفات
وتفسّخت
دونك النعوت
" وأصحاب
السلوك
العلمي
والاصطلاحات
يسمون الذات
المقدسة
الغيب
المصون و
السر
المكنون
وعنقاء
المغرب
والمجهول
المطلق،
ويقولون:
إن
الذات بلا
حجاب
الأسماء
والصفات لن
تتجلى في
مرآة في
المرائي ولن
تظهر في نشأة
من نشآت
الوجود وفي
عالم من
عوالم الغيب
والشهود
ولكن على حسب
كل يوم هو في
شأن.. أن
للذات
المقدسة
أسماء وصفات
وشؤونها
جمالية
وجلالية
ولها أسماء
ذاتية في
مقام
الأحدية
الذي هو مقام
الغيب،
ولابدّ أن
يقال لتلك
الأسماء
الأسماء
الذاتية،
وبتعيّن
الأسماء
الذاتية
يتجلى
بالفيض
الأقدس،
وبهذا
التجلي في
كسوة
الأسماء
الذاتية
يتعيّن
ويظهر مقام
الواحدية
وحضرة
الأسماء
والصفات
ومقام
الألوهية،
فعلم أنه بعد
الذات
المقدسة من
حيث هي، ثلاث
مقامات
ومشاهد أخر:
مقام
الغيب
الأحدي
ومقام
التجلي
بالفيض
الأقدس،
ولعل العماء
الواردة في
الحديث
النبوي تكون
إشارة إليه،
ومقام
الواحدية
الذي هو
الاسم
الأعظم
بأحدية
الجمع،
ومقام
الأسماء
والصفات
بالكثرة
التفصيلية،
وتفصيل هذه
المقامات
يحتاج إلى
بسط خارج عن
مجال هذه
الأوراق.
فبعدما
علمت هذه
المقدمة
نقول:
يمكن
أن يكون (هو)
إشارة إلى
مقام الفيض
الأقدس وهو
تجلي الذات
يتعيّن
الأسماء
الذاتية (الله)
إشارة إلى
مقام أحدية
الجمع
الأسمائية
وهو حضرة
الاسم
الأعظم و (أحد)
إشارة إلى
مقام
الأحدية،
وبناء على
هذا فالآية
الشريفة في
صدد إثبات أن
هذه
المقامات
الثلاثة مع
أنها في مقام
التكثير
الاسمائي
متكثرة
لكنها في نفس
الحال لفي
غاية الوحدة
على حسب
الحقيقة،
وأن التجلي
بالفيض
الأقدس على
حسب مقام
الظهور فهو
الله وعلى
حسب مقام
البطون أحد.
ولعل
(هو) يكون
إشارة إلى
مقام الذات،
وحيث هو
إشارة غيبية
فهو في
الحقيقة
إشارة إلى
المجهول
والله وأحد
إشارة إلى
مقام
الواحدية
والأحدية
فيعرف الذات
التي هي
المجهول
المطلق
بالأسماء
الذاتية
والأسماء
الواحدية
والصفاتية،
فهو في
الحقيقة
إشارة إلى أن
الذات هي
الغيب وأيدي
الآمال عنها
قاصرة وصرف
العمر في
التفكر في
الذات موجب
للظلالة،
وما هو مورد
لمعرفة أهل
الله وعلم
العالمين
بالله هو
مقام
الواحدية
والأحدية،
فالواحدية
لعامة أهل
الله
والأحدية
للخلّص من
أهل الله.
تنبيه
حكمي:
اعلم
أن للحق
تعالى صفات
ثبوتية
وصفات سلبية
في نظر
الحكماء
وقالوا أن
الصفات
السلبية
ترجع إلى سلب
السلب أي سلب
النقص، وقال
بعض: أن
الصفات
الثبوتية هي
صفات الجمال
والصفات
السلبية هي
صفات
الجلال، وذو
الجلال
والإكرام
جامع جميع
الصفات
السلبية
والثبوتية،
وهذا الكلام
في كلتا
المرحلتين
خلاف
التحقيق أما
المرحلة
الأولى
فالصفات
السلبية
ليست بصفات
على التحقيق
بل لا سبيل
إلى ذات الحق
تعالى لا
للسلب ولا
لسلب السلب
والحق تعالى
ليس متصفا
بالأوصاف
السلبية لأن
الأتصاف
بالسلب في
القضايا
المعدولة
وعقد القضية
المعدولة (موضوع
القضية
الحملية قد
يكون شيئا (محصَّلا)
بالفتح أي
يدل على شيء
موجود أو صفة
موجودة وقد
يكون
موضوعها أو
محمولها
شيئا معدولا
أي داخلا
عليه حرف
السلب على
وجه يكون
جزئا من
الموضوع أو
المحمول مثل
لا انسان، لا
عالم. وعليه
فالقضية
باعتبار
تحصيل
الموضوع
والمحمول
وعدولهما
تنقسم الى
قسمين:
محصّلة
ومعدولة:
1-
المحصلة: ما
كان موضوعها
ومحمولها
محصلا سواء
أكانت موجبة
أو سالبة مثل:
الهواء نقي،
الهواء ليس
نقيا.
2-
المعدولة ما
كان موضوعها
أو محمولها
أو كلاهما
معدولا سواء
أكانت موجبة
أو سالبة
وتسمى
معدولة
الموضوع أو
معدولة
المحمول أو
معدولة
الطرفين حسب
دخول العدول
على أحد
طرفيها أو
كليهما.
مثال
معدولة
الطرفين: كل
لا عالم هو
غير صائب
الرأي مثال
معدولة
المحمول:
الهواء غير
فاسد،
الهواء ليس
هو غير فاسد.
مثال
معدولة
الموضوع: غير
العالم
مستهان غير
العالم ليس
بسعيد.
وتمتاز
معدولة
المحمول عن
السالبة
محصلة
المحمول:
1-
في المعنى:
فإن المقصود
بالسالبة
سلب الحمل
وبمعدولة
المحمول حمل
السلب أي
يكون السلب
في المعدولة
جزءا من
المحمول
المسلوب بما
هو مسلوب على
الموضوع.
2-
في اللفظ:
فإن السالبة
تجعل
الرابطة
فيها بعد حرف
السلب لتدل
على سلب
الحمل
والمعدولة
تجعل
الرابطة
فيها قبل حرف
السلب لتدل
على حمل
السلب
وبالدقة
فيما ذكرناه
يتضح ما ذكره
المؤلف دام
ظله من ان
الحق تعالى
ليس متصفا
بالاوصاف
السلبية..)
للحق تعالى
غير جائز
لأنه مصحح
للجهات
الإمكانية
ومستلزم
للتركيب في
الذات
المقدسة بل
الأوصاف
السلبية
بطريق السلب
المطلق
البسيط وهو
سلب الصفة لا
إثبات صفة
سلب السلب،
وبعبارة
أخرى
النقائص
مسلوبة عن
الحق تعالى
بالسلب
البسيط لا أن
سلب النقائص
ثابت له
بطريق
الإيجاب
العدولي
فالصفات
التنزيهية
ليست بصفات
على الحقيقة
وإنما الحق
تعالى متصف
بالصفات
الثبوتية
فقط.
وأما
المرحلة
الثانية: فإن
صفات الجمال
عند أهل
المعرفة
صفات يحصل
منها الأنس
والعلاقة،
وصفات
الجلال صفات
يحصل منها
الوحشة
والحيرة
والهيمان،
فما كان
متعلقا
باللطف
والرحمة فهو
من صفات
الجمال
كالرحمن
والرحيم
واللطيف
والعطوف
والرب
وأمثالها،
وما كان
متعلقا
بالقهر
والكبرياء
فهو من صفات
الجلال
كالمالك
والملك
والقهّار
والمنتقم
وأمثالها،
وإن كان في
سر كل جمال
جلال لأن كل
جمال يبطن
حيرة
وهيمانا
ويظهر للقلب
بسّر العظمة
والقدرة،
وكل جلال في
باطنه
الرحمة.
والقلب يأنس
به باطنا،
ولهذا كما أن
القلب
بفطرته
مجذوب
للجمال
والجميل،
فهو كذلك
مجذوب
للقدرة
والعظمة
والقادر
والعظيم،
فهذان
النوعان من
الصفات صفة
ثبوتية لا
سلبية، فإذا
علم هذا
المطلب
فأعلم أن (الله)
وإن كان هو
الاسم
الأعظم وأن
صفات الجمال
والجلال تحت
حيطته لكن
ربما يطلق
على صفات
الجمال
كالإلهية
والألوهية
مقابلاً
صفات
الجلال، فإن
الإلهية
والألوهية
راجعتان إلى
صفات الجمال
نوعا وخصوصا
إذا وقعت في
مقابل صفة
الجلال.
وفي
الآية
الشريفة (قل
هو الله أحد)
يمكن أن يكون
(أحد) إشارة
لإحدى
أمّهات صفات
الجلال وهي
مقام كمال
بساطة الذات
المقدسة
والله إشارة
إلى اسم
الجمال، ففي
الآية قد
عرّفت نسبة
الحق تعالى
على حسب مقام
الأحدية
والواحدية
والتجلي
بالفيض
الأقدس،
وهذه
الثلاثة
جميع الشؤون
الإلهية.
وبناء
على
الاحتمال
الأول الذي
ذكر قبل هذا
التنبيه
عرفت نسبة
الحق تعالى
على حسب مقام
الأسماء
الجمالية
والجلالية
المحيطة
بجميع
الأسماء.
تنبيه
عرفاني:
اعلم
أن كلام كل
متكلم جلوة
ذاته على حسب
مقام الظهور
وبروز
ملكاته
الباطنية في
مرآة
الألفاظ
بمقدار
استعداد
النسج
الألفاظي،
كما أنه إذا
كان قلب
نورانيا
وصافيا من
ألواث عالم
الطبيعة
وكدوراته
يكون كلامه
أيضا
نورانيا بل
نورا وتتجلى
تلك
النورانية
للقلب في
كسوة
الألفاظ،
وقد ورد في
شأن أئمة
الهدى "
كلامكم نور "
وورد " لقد
تجلى في
كلامه
لعباده ". وفي
نهج البلاغة
" إنما كلامه
فعله ".
والفعل جلوة
ذات الفاعل
بلا كلام
منه، وإذا
كان قلبا
ظلمانيا
ومكدرا يكون
فعله وقواه
أيضا
ظلمانية
ومكدرة مثل
كلمة طيبة
كشجرة طيبة،
ومثل كلمة
خبيثة كشجرة
خبيثة.. وحيث
أن الذات
المقدسة
للحق جل وعلا
على حسب كل
يوم هو في
شأن.. يتجلى
لقلوب
الأنبياء
والأولياء
في كسوة
الأسماء
والصفات
وتختلف
التجليات
على حسب
اختلاف
قلوبهم،
والكتب
السماوية
التي نزلت
على قلوبهم
بنعت
الإيحاء
بتوسط ملك
الوحي
جبرائيل
تختلف على
حسب اختلاف
هذه
التجليات
وعلى حسب
اختلاف
الأسماء
التي لها
المبدئية
للتجليات
كما أن
اختلاف
الأنبياء
وشرائعهم
أيضا
باختلاف
الدول
الأسمائية
فكل اسم تكون
إحاطته أكثر
وكان أجمع،
تكون
الشريعة
التابعة له
أكثر إحاطة
وأدوم، وحيث
أن النبّوة
الختمية
والقرآن
الشريف
وشريعة سيد
البشر من
مظاهر
المقام
الجامع
الأحدي
وحضرة اسم
الله الأعظم
ومجاليها أو
من تجلياتها
وظهورها
فلهذا صارت
أكثر
النبوات
والكتب
والشرائع
إحاطة
وأجمعها،
ولا يتصور
أكمل وأشرف
من نبوّته
وكتابه
وشريعته ولا
يتنزل من
عالم الغيب
على بسيط
الطبيعة علم
أعلى منه أو
شبيه له
بمعنى أن هذا
هو آخر ظهور
للكمال
العلمي
المربوط
بالشرائع
وليس للأعلى
منه إمكان
النزول في
عالم الملك،
فنفس الرسول
الخاتم (صلى
الله عليه
وآله) أشرف
الموجودات
ومظهر تام
للاسم
الأعظم،
ونبوته أيضا
أتمّ
النبوّات
الممكنة
وصورة لدولة
الاسم
الأعظم
الأزلية
الأبدية
والكتاب
النازل إليه
أيضا نزل على
مرتبة الغيب
بتجلي الاسم
الأعظم
ولهذه الجهة
لهذا الكتاب
أحدية الجمع
والتفصيل
وهو من جوامع
الكلم، كما
أن كلامه (صلى
الله عليه
وآله) أيضا
من جوامع
الكلم،
والمراد من
كون القرآن
وكلامه (صلى
الله عليه
وآله) من
جوامع الكلم
ليس أن
القرآن أو
أنه (صلى
الله عليه
وآله) بينّا
الكليات
والضوابط
الجامعة،
وإن كانت
أحاديثه (صلى
الله عليه
وآله) أيضا
من الجوامع
والضوابط
كما أن ذلك
معلوم في علم
الفقه بل
جامعيته
عبارة عن أن
القرآن نزل
لجميع طبقات
الإنسان في
جميع أدوار
العمر
البشري وهو
رافع لجميع
حوائج هذا
النوع.
وحقيقة هذا
النوع حيث
إنها حقيقة
جامعة
وواجدة
لتمام
المنازل من
المنزل
الأسفل
الملكي إلى
أعلى مراتب
الروحانية
والملكوت
والجبروت
ولهذه الجهة
تختلف أفراد
هذا النوع في
هذا العالم
من أسفل
الملكي
اختلافا
تاما، و
الاختلاف
والتفاوت
الموجودان
في أفراد هذا
النوع لا
يوجدان في
أفراد سائر
الموجودات،
في هذا النوع
الشقّي في
كمال
الشقاوة
موجود،
والسعيد في
كمال
السعادة
موجود وفي
هذا النوع أن
بعض أفراده
أسفل من جميع
الحيوانات
وبعض أفراده
أشرف من جميع
الملائكة
المقربين.
وبالجملة،
حيث إن أفراد
هذا النوع
مختلفة
ومتفاوتة في
المدارك
والمعارف،
فالقرآن نزل
على نحو
يستفيد كل
منه على حسب
كمال إدراكه
ومعارفه
وضعفها وعلى
حسب ما له من
الدرجة
العلمية.
فمثلا
الآية
الشريفة "
لو كان فيها
آلهة إلا
الله لفسدتا
"
(الأنبياء
- 22)
فأهل
المعرفة
وأهل الأدب
واللغة
يفهمون منها
شيئا، وفي
نفس الحال
يستفيد منها
علماء
الكلام
طوراً آخر
والفلاسفة
والحكماء
معنى آخر و
العرفاء
والأولياء
يستفيدون
منها معنى
آخر. فأهل
العرف
يفهمون منها
بيانا
خطابيا على
حسب ذوقهم
مثلا يقولون
مملكة واحدة
لا تسع
لسلطانين،
وإذا كان
رئيسان في
طائفة واحدة
فذلك يوجب
الفساد،
ومختاران في
قرية فذلك
يوجب
الاختلاف
والتخاصم
والتنازع،
وهكذا إذا
كان في
العالم أيضا
إلهان لكان
فيه الفساد
والتنازع
والاختلاف
والتشاجر،
وحيث إن هذا
الاختلاف
غير موجود
ونظام
السموات
والأرض
محفوظ فهذا
دليل على أن
مدير العالم
واحد.
والمتكلمون
يستفيدون
منها برهان
التمانع (أقول
برهان
التمانع
المستفاد من
الآية
الكريمة
ربما يطرح
بصورة
بسيطة،
وحاصلها أنه
لو كان
المبدأ
وواجب
الوجود
متعددا لوقع
التزاحم
والتمانع
بين
ارادتهم،
فاذا تزاحمت
الارادات
فاما ان تغلب
احدى
الارادات
على الاخرى
واما الا
تغلب ارادة
من الارادات
على غيرها.
أما
الاول
فمحال،
وتكون ارادة
من واجب
مغلوبة
لارادة أخرى
لأن
المغلوبية
منافية
للكمال
ووجوب
الوجود.
وأما
الثاني:
فيلزم منه
الفساد في
عالم الكون
لأن المفروض
أنّ شيئا من
الارادات لم
تكن مؤثرا،
فاذا لم تكن
ثمة إرادة
فينقطع
الرابط بين
الكون
والواجب ولا
شكّ أن
الممكن لا
بدّ من الربط
بالواجب ولا
تقع حادثة بل
لا يوجد ولا
يبقى موجود
وهذا معنى
الفساد،
ولكن هذا
التقرير غير
تام لأنه لا
موجب لنا أن
نفرض
الارادات
الواجبة
متزاحمة بل
لا بدّ لها
أن تكون
متعاطفة غير
متزاحمة لأن
المفروض أن
كلها للوجود
الواجب
العليم
الحكيم لا
يعمل واجب
على خلاف
المصلحة
والحكمة،
وحيث
المصلحة
والحكمة
ليست بأزيد
من واحدة
فإرادات
الواجبة وان
كانت أزيد من
ورق الأشجار
وقطر
الامطار
تكون متحدة
لا محالة
وبعبارة
أخرى، تزاحم
الارادات
انما ينشأ
اما من جلب
النفع
الشخصي وحب
النفس أو من
الجهل
وكلاهما غير
متصورة في حق
الواجب
تعالى،
فبرهان
التمانع ليس
مبنيا على
تضادّ
الارادات
وتخالفها بل
هو مبني على
امتناع وجود
كل حادثة
ممكنة من
ناحية تعدد
الارادات،
بمعنى أنه لو
كان واجب
الوجود
متعددا لكان
التمانع في
الوجود
موجودا حتى
مع فرض توافق
اللارادات
وعدم
تخالفها
وتزاحمها،
وهذا
البرهان
مبتنى على
ثلاثة أصول:
الاصل
الاول: ان
واجب الوجود
بالذات واجب
من جميع
الجهات
والحيثياتوتوضيحه
اجمالا انه
لا يمكن أن
يكون في ذات
الواجب
حيثية
الامكان
والقوة بوجه
من الوجوه
فذات الواجب
وجوب صرف فهو
عالم
بالوجوب لا
بالامكان
وقادر
بالوجوب لا
بالامكان،
وهكذا جميع
صفاته فذات
الواجب
فيّاضة
وخلاّقة
بالوجوب لا
بالامكان
بمعنى أنه من
المحال أن
يكون امكان
الوجود في
موجود ولا
يفاض الوجود
له من الواجب.
الاصل
الثاني: ان
حيثية وجود
المعلول
متحدة مع
حيثية
انتسابه الى
العلّة
وليست في
المعلول
حيثيان
فيكون
منتسبا الى
الفاعل
والعلة
باحدى
الحيثيتين
وموجودا
بالاخرى،
وقد بيّن هذا
المعنى صدر
المتألهين
وعبّر هذا
بأنّ وجود
المعلول هو
عين الربط
والانتساب
الى العلّة.
وقد
كرر هذه
الدقيقة في
كلام
الاستاذ (دام
ظله) ولهذه
الجهة
الايجاد
متحد مع
الوجود لا أن
الوجود شيء
والايجاد
شيء آخر.
الأصل
الثالث: انه
من المحال
الترجيح بلا
مرجّح، وهذا
الأصل لا
يحتاج إلى
توضيح زائد
فإنه من
الواضح انه
اذا كانت
نسبة شيء الى
شيئين
متساوية فمن
المحال أن
يتغير هذا
التوازن
والتساني من
دون دخالة
أمر خارجي،
وكما
الترجيح بلا
مرجّح محال
كذلك
الترجّح بلا
مرجح ايضا
محال ولكن
الاول
يستعمل
غالبا في
مورد
الفواعل
والثاني في
مورد الآثار.
وقد
تصدى بعض
المتكلمين
على إمكان
الترجيح بلا
مرجّح من باب
أن الدليل
على امكان
شيء وقوعه
ولهذا عنون
مسألتي (رغيفي
الجائع
وطريقي
الهارب) غفلة
من أن هذه
الامثلة
تكون مثالا
للموضوع اذا
أحطنا على
جميع
العوامل
والشرائط
الدخيلة على
الموضوع.
والحال ان
العوامل
الدخيلة في
شعورنا
الظاهر
والباطن في
أمثال هذه
الموارد
بمقدار لا
يمكننا
الاحاطة بها
فالبرهان
العقلي لا
يُردّ ولا
يُمنع بهذه
السوقيّة
العامية
فنقول نظرا
الى
المقدمات
الثلاثة
المذكورة: ان
كان في
الوجود
واجبان أو
أكثر فبحكم
المقدمة
الاولى وهي
أن كلّ شيء
يمكن تحقّق
وجوده بتوفر
شرايط وجوده
فلا محالة
يفاض الوجود
عليه ومن
المعلوم أن
نسبة
الواجبين أو
أكثر الى هذا
الشيء واحدة
وتعلّق
إرادة كل
منهم اليه
سواء فلا بد
أن يفاض
الوجود اليه
من طرف
الواجبين أو
أكثر وبحكم
المقدمة
الثانية
وجود كل مساو
لانتسابه
الى علته
فالايجاد ان
تستلزم
وجودين وحيث
أن المعلول
المفروض
وجوده لا
يمكن له أزيد
من وجود واحد
فلا يمكن
انتسابه الا
الى واحد
فحينئذ
انتساب
المعلول الى
احد
الواجبين أو
أكثر منهما
مع أن
المفروض عدم
وجود رجحان
في أحدهما
على الاخرين
ترجّح بلا
مرجح
وانتسابه
الى الجميع
يساوي تعدد
وجود
المعلول
بعدد الواجب
وهذا أيضا
محال لان
المفروض أن
الشيء الذي
توفرت فيه
شرايط ينتهي
الى واحد
متعددا
فتكون
النتيجة ان
ألا يوجد شيء
اصلا. فعلى
فرض تعدّد
وجود الواجب
يلزم الا
يوجد شيء لان
وجوده محال
فيصحّ ان
يقال لو كان
فيهما آلهة
الا الله صدق
الله العليّ
العظيم)
والفلاسفة
والحكماء
يقيمون منها
البرهان
المتين
الحكمي من
طريق (إلا
الواحد
والواحد لا
يصدر إلا من
الواحد).
وأهل
المعرفة
أيضا من طريق
أن العالم
مرآة الظهور
ومجلي
للتجليات
الحق
يستفيدون
الوحدانية
منها بطور
آخر إلى غير
ذلك من
المعاني
التي يطول
ذكر كل واحد
منها.
فإذا
علمت هذا
المقدمة
فأعلم أن
السورة
الشريفة قل
هو الله أحد
من جوامع
الكلم كسائر
القرآن
يستفيد كل
منه على طور،
كما أن علماء
الأدب
والظاهر
يرون أن هو
ضمير الشأن
والله علم
الذات، وأحد
بمعنى
الواحد أو
مبالغة في
الوحدة يعني
أن الله واحد
أو أنه لا
شريك له في
الإلهية أو
ليس كمثله
شيء أو أنه
لا شريك له
في الإلهية
والقدم أو أن
أفعاله
واحدة بمعنى
أن جميع
أفعاله طبق
الصلاح
والإحسان
ولا يجر نفعا
لنفسه،
والله الصمد
يعني أنه سيد
كريم إليه
مرجع الناس
في الحوائج
أو أنه صمد
بمعنى أنه لا
جوف له فلا
يتولد منه
شيء ولا
يتولد هو من
شيء وليس له
أحد شبيها
ونظيرا. وهذا
بيان عرفي
عامّي مقابل
الكفار
الذين كانت
لهم آلهة
متصفة
بالصفات
الإمكانية
فأمر النبي
الأكرم (صلى
الله عليه
وآله) أن
يقول لهم ليس
إلهنا
كإلهكم بل
أوصافه هذه
الأوصاف
المذكورة.
هذا تفسير
هذه السورة
بطريق العرف
والعادة
وهذا
التفسير
يختص بطائفة
ولا ينافي أن
يكون لها
معنى أو معان
أدقّ كما
ذكرنا بعضها.
تفسير
حكمي:
يمكن
أن يكون
للسورة
المباركة
التي نزلت
للمتعمقين
في آخر
الزمان
تفسير حكمي
موافق
للموازين
الحكمية
والبراهين
الفلسفية
وهذا ما
استفدته عن
الشيخ
الجليل
العرف شاه
آبادي (مدّ
ظلّه) فـ (هو)
إشارة إلى
صرف الوجود
والهوية
المطلقة وهو
برهان على
ستة براهين
شامخة حكمية
أثبتت في
السورة
المباركة
للحق تعالى.
الأول:
مقام
الألوهية
وهو مقام
استجماع
جميع
الكمالات
وأحدية جمع
الجمال
والجلال،
فإنه قد ثبت
في المقامات
المناسبة من
المسفورات
الحكمية أن
صرف الوجود
والهوية
المطلقة هو
صرف الكمال
وإلا يلزم
ألا يكون صرف
الوجود
أيضا، وحيث
إن بيان هذا
المطلب يطول
ويحتاج إلى
مقامات
فأكتفي منه
بالإشارة.
الثاني:
وهو إشارة
إلى البساطة
التامة
العقلية
والخارجية
والماهوية
والوجودية
والتنزّه عن
مطلق
التركيبات
العقلية
وسواء أكانت
جنسا أو فصلا.
سواء أكانت
مادة وصورة
عقلية أو
خارجية أو
مادة وصورة
خارجية أو
أجزاء
مقدارية، و
برهان هذا
المطلب أيضا
هو برهان صرف
الوجود
والهوية
المطلقة لأن
الصرف إذا لم
يكن أحديّ
الذات يلزم
أن يخرج عن
الصرفية
وينسلخ عن
ذاتيته.
الثالث:
مقام
الصمدية: وهو
الإشارة إلى
نفي الماهية
وعدم الجوف
له وكونه غير
مجوف أيضا
إشارة إلى
أنه ليس له
الماهية ولا
النقص
الامكاني
لأن جميع
الممكنات
مرتبة ذاتها
التي هي
بمنزلة
باطنها
وجوفها
مجوفة
وخالية،
وحيث أن
الذات
المقدسة صرف
الوجود
والهوية
المطلقة ليس
له النقص
الإمكاني
الذي أصله
الماهية،
لأن الماهية
منتزعة من
الحدود
الوجودية
واعتبارها
من تعيّن
الوجود. وصرف
الوجود منزه
ومبرّأ عن
الحد
والتعيّن
لأن كل محدود
هوية مقيدة
ووجود مخلوط
لا الوجود
المطلق ولا
الصرف.
الرابع:
عدم انفصال
شيء منه لأن
انفصال شيء
عن شيء
مستلزم
للهيولوية
بل للأجزاء
المقدارية
وهو ينافي
الهوية
المطلقة
وصرافة
الوجود
ووجود
المعلولات
من العلة ليس
بطريق
الانفصال بل
بطريق
التجلي
والظهور
والتشأن
والصدور وهو
بحيث أنه لا
ينقص من
صدورها شيء
من العلة ولا
يضاف
برجوعها شيء
إلى العلّة.
الخامس:
عدم انفصاله
عن شيء وهو (أي
الانفصال عن
شيء) مضافا
إلى المفسدة
السابقة
ينافي صرافة
الوجود
وإطلاق
الهوية من
طريق آخر
لأنه يلزم أن
يتقدم صرف
الوجود شيء
آخر، وقد ثبت
في الفلسفة
العالية أن
الصرف أقدم
الأشياء
والمتعين
متأخر عن
المطلق.
السادس:
عدم الكفؤ
والمثل ونفي
المثل
والشبيه وهو
أيضا ببرهان
صرف الوجود
ثابت لا
ينكر، فلا
تتصور
هويتان
مطلقتان
وليس المقيد
للمطلق صنوا
ونظيرا،
ولكل من هذه
المطالب
مقدمات
وأصول
تفصيلها
خارج عن مجال
هذا المختصر.
حكمة
مشرقية:
اعلم
أن هذه
السورة
المباركة مع
كمال
اختصارها
مشتملة على
جميع الشؤون
الإلهية
ومراتب
التسبيح
والتنزيه.
وفي الحقيقة
هي نسبة الحق
تعالى بما
يمكن أنيقع
في قالب
الألفاظ
ونسيج
العبارات
كما أن هو
الله أحد
تمام حقائق
صفات الكمال
ومشتمل على
جميع الصفات
الثبوتية،
ومن الصمد
إلى آخر
السورة
الصفات
التنزيهية
وإشارة إلى
سلب النقائص.
وأيضا
في السورة
الشريفة
إثبات
الخروج من
الحدين حد
التعطيل
والتشبيه
اللذين هما
كلاهما خروج
عن حد
الاعتدال
وحقيقة
التوحيد،
فالآية
الشريفة
الأولى
إشارة إلى
نفي التعطيل
وتتمة
السورة
إشارة إلى
نفي التشبيه.
وهي
أيضا مشتملة
على الذات من
حيث هي ومقام
الأحدية وهو
التجلي
بالأسماء
الذاتية
ومقام
الواحدية
وهو التجلي
بالأسماء
الذاتية
ومقام
الواحدية
وهو التجلي
بالأسماء
والصفات كما
ذكر تفصيله
بما يناسب.
تتميم:
روى
الشيخ
الصدوق (رضوان
الله عليه)
عن أبي
البختري وهب
بن وهب
القرشي عن
أبي عبد الله
الصادق جعفر
بن محمد عن
أبيه محمد بن
علي الباقر
عليه السلام
في قول الله
عز وجل: "
قل هو الله
أحد " قال:
(قل) أي أظهر
ما أوحينا
إليك
ونبّأناك به
بتأليف
الحروف التي
قرأنا لك
ليهتدي بها
من ألقى
السمع وهو
شهيد و "
هو " اسم
مكنى يشار به
إلى الغائب،
فالهاء
تنبيه عن
معنى ثابت
والواو
إشارة إلى
الغائب عن
الحواس، كما
أن قولك " هذا
" إشارة إلى
الشاهد عند
الحواس،
وهذه
الإشارة إلى
الغائب لأن
الكفار
نبّهوا عن
آلهتهم بحرف
إشارة
الشاهد
المدرك
فقالوا هذه
آلهتنا
المحسوسة
المدركة
بالأبصار،
فأشر أنت يا
محمد إلى
إلهك الذي
تدعو عليه
حتى نراه
وندركه ولا
نتألّهه
فيه، فأنزل
الله سبحانه
وتعالى قل هو
الله أحد
فالهاء
تثبيت
الثابت
والواو تشير
إلى الغائب
عن درك
الأبصار
ولمس الحواس
والله تعالى
عن ذلك بل هو
مدرك
الأبصار
والحواس ".
وقال
الباقر عليه
السلام: "
معناه
المعبود
الذي أله
الخلق عن درك
ماهيته
والإحاطة
بكيفيته،
ويقول العرب
أله الرجل
إذا تحيّر في
الشيء فلم
يحط به علما،
ووله إذا فزع
إلى شيء مما
يحذره أو
يخافه،
فالإله هو
المستور عن
حواس الخلق ".
وقال
الباقر عليه
السلام: "
الأحد الفرد
المتفرد
والأحد
والواحد
بمعنى واحد
وهو المتفرد
الذي لا نظير
له،
والتوحيد
الإقرار
بالوحدة وهو
الانفراد
والواحد
المتباين
الذي لا
ينبعث من شيء
ولا يتحد
بشيء، ومن ثم
قالوا: إن
بناء العدد
من الواحد
وليس الواحد
من العدد لأن
العدد لا يقع
على الواحد
بل يقع على
الإثنين،
فمعنى قوله
الله أحد أي
المعبود
الذي يأله
الخلق عم
إدراكه
والإحاطة
بكيفيته فرد
بإلهيته
متعال عن صفة
خلقه ".
وقال الباقر
عليه السلام:
وحدّثني
أبي زين
العابدين
عليه السلام
عن أبيه
الحسين عليه
السلام أنه
قال: " الصمد
الذي لا جوف
له والصمد
الذي قد
انتهى سؤدده
والصمد الذي
لا يأكل ولا
يشرب والصمد
الذي لا ينام
والصمد
الدائم الذي
لم يزل ولا
يزال ". قال
الباقر عليه
السلام "
كان محمد بن
الحنفية رضي
الله عنه
يقول الصمد
القائم
بنفسه الغني
عن غيره ". وقال
غيره: " الصمد
المتعالي عن
الكون
والفساد
والصمد الذي
لا يوصف
بالتغاير ".
قال الباقر
عليه السلام "
الصمد السيد
المطاع الذي
ليس فوقه آمر
وناه ".
قال:
وسئل علي بن
الحسين زين
العابدين
عليهما
السلام عن
الصمد فقال: "
الذي لا شريك
له ولا يؤوده
حفظ شيء ولا
يعزب عنه شيء
".
قال
وهب بن وهب
القرشي: قال
زين
العابدين
عليّ عليه
السلام "
الصمد الذي
إذا أراد
شيئا يقول له
كن فيكون
والصمد الذي
أبدع
الأشياء
فخلقها
أضدادا
وأشكالا
وأزواجا
وتفرّد
بالوحدة بلا
ضدّ ولا شكل
ولا مثل ولا
ندّ ".
وقد
نقل وهب بن
وهب أيضا من
كلام الإمام
علي بن
الحسين سلام
الله عليهما
في تفسير
الصمد، ونقل
أيضا كلاما
في أسرار
حروف الصمد
عن الباقر
عليه السلام
ثم يقول:
ثم
قال عليه
السلام "
لو وجدت
لعلمي الذي
آتاني الله
عز وجل حملة
لنشرت
التوحيد
والإسلام
والإيمان
والدين
والشرائع من
الصمد وكيف
لي بذلك ولم
يجد جدي أمير
المؤمنين
حملة لعلمه
حتى كان
يتنفس
الصعداء
ويقول على
المنبر:
سلوني قبل أن
تفقدوني فإن
بين الجوانح
مني علما
جمّا هاه هاه
ألا لا أجد
من يحمله "
الحديث.
خاتمة:
ونختم
هذا المقام
بذكر بعض
الأحاديث
الشريفة في
فضل هذه
السورة
المباركة
وإن كانت
الأحاديث في
فضلها خارجة
عن مجال هذا
المختصر.
ففي
الكافي
الشريف
بإسناده إلى
باقر العلوم
عليه السلام:
"
من قرأ قل هو
الله أحد
مرّة بورك
عليه، ومن
قرأها
مرّتين بورك
عليه وعلى
أهله، ومن
قرأها ثلاث
مرات بورك
عليه وعلى
أهله وعلى
جيرانه، ومن
قرأها اثنتي
عشرة مرة بنى
الله له اثني
عشر قصرا في
الجنة فيقول
الحفظة
اذهبوا بنا
إلى قصور
أخينا فلان
فننظر
إليها، ومن
قرأها مائة
مرة غفرت له
ذنوب خمس
وعشرين سنة
ما خلا
الدماء
والأموال
ومن قرأها
أربعمائة
مرة كان له
أجر
أربعمائة
شهيد كلهم قد
عقر جواده
وأريق دمه،
ومن قرأها
ألف مرة في
يوم وليلة لم
يمت حتى يرى
مقعده في
الجنة أو يرى
له ". وأيضا
في الكافي
بإسناده إلى
الباقر عليه
السلام قال:
قال رسول
الله صلى
الله عليه
وآله " من قرأ
قل هو الله
أحد مائة مرة
حين يأخذ
مضجعه غفر
الله له
ذنوبه خمسين
سنة ".
وروي
عن الصادق
عليه السلام
قال: "
كان أبي
صلوات الله
عليه يقول قل
هو الله أحد
ثلث القرآن
وقل يا أيها
الكافرون
ربع القرآن " وعن
أبي عبد الله
(عليه السلام)
أن النبي (صلى
الله عليه
وآله) صلى
على سعد بن
معاذ فقال: "
لقد وافى من
الملائكة
سبعون ألفا
وفيهم
جبرائيل
يصلّون
عليه، فقلت:
يا جبرائيل
لم يستحق
صلواتكم
عليه؟ فقال:
لقراءته قل
هو الله أحد
قائما
وقاعدا
وراكبا
وماشيا
وذاهبا
وقادما ".
وروي
في الوسائل
عن المجالس
ومعاني
الأخبار عن
الصادق عن
آبائه (عليهم
السلام) في
حديث عن
سلمان أنه
قال: سمعت
رسول الله (صلى
الله عليه
وآله وسلم)
يقول: "
من قرأ قل هو
الله أحد مرة
فقد قرأ ثلث
القرآن ومن
قرأها مرتين
فقد قرأ ثلثي
القرآن ومن
قرأها ثلاثا
فقد ختم
القرآن ".
وفي ثواب
الأعمال: "
من مضت له
جمعت ولم
يقرأ فيها
بقل هو الله
أحد ثم مات،
مات على دين
أبي لهب ".
وروي
في المستدرك
أحاديث
طويلة
وكثيرة في
فضل هذه
السورة
الشريفة فمن
أراد فليرجع
إليه وإلى
الوسائل
والحمد لله.
|