الباب
السابع
في
الإشارة
الإجمالية
إلى آداب
التشهُّـد
وفيه
فصلان
الفصل الأول
في
التشهُّـد
اعلم
أن الشهادة
بالوحدانية
والرسالة في
الأذان
والإقامة
وهما من
متعلقات
الصلاة
ومهيّئات
الورود
فيها، وفي
التشهد وهو
الخروج من
الفناء إلى
البقاء ومن
الوحدة إلى
الكثرة. وفي
آخر الصلاة
تذكّر العبد
السالك أن
حقيقة
الصلاة حصول
التوحيد
الحقيقي
والشهادة
بالوحدانية
من مقاماتها
الشاملة
التي تكون مع
السالك من
أول الصلاة
إلى آخرها
وفيها أيضا
سرّ أولية
الحق جل وعلا
و آخريته، و
فيها أيضا
سرّ عظيم وهو
أن سفر
السالك من
الله وإلى
الله كما
بدأكم
تعودون..
فللسالك أن
يتوجّه في
جميع
المقامات
إلى هذا
المقصد
ويوصل إلى
القلب حقيقة
وحدانية
الحق
وألوهيته
ويصنع القلب
إلهيا في هذا
السفر
المعراجي
لتكون
شهادته
حقيقية
وتتنزّه عن
النفاق
والشرك، وفي
الشهادة
بالرسالة
أيضا لعلها
إشارة إلى أن
مساعدة
الوليّ
المطلق
والنبي
الخاتم في
هذا المعراج
السلوكي من
المقامات
الشاملة
التي لا بدّ
للسالك أن
يتوجه إليها
في جميع
المقامات
ويتضح سرّ
الأولية
والآخرية
الذي هو من
مقامات
الولاية
لأهلها
وليعلم أن
ثمة فرقا بين
الشهادة في
أول الصلاة
والشهادة في
التشهّد،
لأن الشهادة
في أولها
شهادة قبل
السلوك وهي
شهادة
تعبدية أو
تعقلية وهذه
التي في
آخرها شهادة
بعد الرجوع
وهي شهادة
تحققية أو
تمكّنيّة
فللشهادة في
التشهد خطر
عظيم لأنها
دعوى التحقق
والتمكن
ودعوى
الرجوع إلى
الكثرة بلا
احتجاب وحيث
أن هذا
المقام
الشامخ غير
حاصل
لأمثالنا بل
ليس من
المتوقع
أيضا حصوله
ونحن في هذه
الحال،
فالأدب في
حضرة الباري
أن ننظر إلى
قصورنا
وذلّتنا
ونقصنا
وعجزنا
ومسكنتنا
ونتوجّه إلى
جنابه
المقدس
بحالة
الانفعال
ونقول: إلهنا
ليس لنا من
مقامات
الأولياء و
مدارج
الأصفياء
وكمال
المخلصين
وسلوك
السالكين حظ
سوى ألفاظ
معدودة،
واقتنعنا عن
جميع
المقامات
بقيل وقال
ولا تحصل منه
كيفية ولا
حال (اشارة
الى البيت
المعروف ممن
الشيخ
البهائي قدس
سره:
علم
رسمي سر بسر
قيل است وقال
نه
ازاو
كيفيّتي
حاصل نه حال)،
إلهنا عن حب
الدنيا و
تعلقاتها
حجبنا عن
حضرة القدس
ومحفل الأنس
إلا أن
تساعدنا نحن
الساقطين
بلطفك
الخفيّ
وتجبر ما سبق
منا فلعلنا
نستيقظ من
نوم الغفلة
ونجد طريقا
إلى محضر
القدس.
الفصل
الثاني
آداب
التَشهُّـد
عند الصادق (ع)
عن
مصباح
الشريعة: قال
الصادق عليه
السلام: "
التشهّد
ثناء على
الله فكن
عبدا له في
السرّ خاضعا
له في الفعل
كما أنك عبد
له بالقول
والدعوى وصل
صدق لسانك
بصفاء سرك
فإنه خلقك
عبداً وأمرك
أن تعبده
بقلبك
ولسانك
وجوارحك وأن
تحقق عبودتك
له بربوبيته
لك وتعلم أن
نواصي الخلق
بيده فليس
لهم نفس ولا
لحظ إلا
بقدرته
ومشيئته وهم
عاجزون عن
إتيان أقل
شيء في
مملكته إلا
بإذنه
وإرادته. قال
الله عز وجل:
وربّك يخلق
ما يشاء
ويختار ما
كان لهم
الخيرة من
أمرهم سبحان
الله وتعالى
عمّا يشركون
فكن عبداً
شاكراً
بالفعل كما
أنك عبد ذاكر
بالقول
والدعوى وصل
صدق لسانك
بصفاء سرّك
فإنه خلقك
فعز وجل أن
تكون إرادة
ومشيئة لأحد
إلا بسابق
إرادته
ومشيئته
فاستعمل
العبودية في
الرضا بحكمه
وبالعبادة
في أداء
أوامره وقد
أمر بالصلاة
على نبيه (حبيبه)
صلى الله
عليه وآله
فأوصل صلاته
بصلاته
وطاعته
بطاعته
وشهادته
بشهادته
وانظر لا
يفوتك بركات
معرفة حرمته
فتحرم فائدة
صلاته وأمره
بالاستغفار
لك والشفاعة
فيك إن أتيت
بالواجب في
الأمر
والنهي
والسنن
والآداب
وتعلم جليل
مرتبته عند
الله عز وجل
".
وفي
هذا الحديث
الشريف
إشارات إلى
الآداب
القلبية
للعبادات
وحقائقها
وأسرارها
فيقول:
التشهّد
ثناء على
الحق جل وعلا
بل قد أشرنا
سابقا أيضا
أن مطلق
العبادات
ثناء على
الحق إما
باسم أو
بأسماء أو
بتجل من
التجليات
وإما بأصل
الهوية،
ويشير عليه
السلام إلى
عمدة الأدب
وهي انه كما
أنك تعبد
الله في
الظاهر
وتدّعي
العبودية
فاعبده في
السر أيضا
حتى تسري
العبودية
السريّة
القلبية إلى
الأعمال
الجوارحية
أيضا ويكون
العمل
والقول
خارطة
الباطن
والسر وتسري
حقيقة
العبودية
إلى جميع
أجزاء
الوجود أعم
من الأجزاء
الظاهرية
والأجزاء
الباطنية
ويحظى كل من
الأعضاء
بحظّ من
التوحيد
ويوصل
اللسان
الذاكر
الذكر إلى
القلب ويفيد
القلب
الموحّد
المخلص
التوحيد
والإخلاص
إلى اللسان
ويطلب العبد
الربوبية من
حقيقة
العبودية (اشارة
الى الحديث
المشهور:
العبودية
جوهرة كنهها
الربوبية "
الحديث ")
ويخرج عن
عبادة النفس
ويوصل
ألوهية الحق
إلى القلب
وليعلم أن
ناصية
العباد بيد
الحق ولا
يقدرون على
التنفس
والنظر إلا
بقدرة الحق
تعالى
ومشيئته
وانهم
عاجزون عن
التصرف في
مملكة الحق
بجميع أنواع
التصرفات
وإن كان
تصرفا تافها
إلا بإذن
وإرادة من
ذاته
المقدسة كما
قال تعالى:
" وربك يخلق
ما يشاء "
(القصص
- 68)
ويختار كل ما
أراد ليس
لأحد اختيار
في أمره
استقلالا
والله منزه
عن الشريك في
التصرف في
مملكة
الوجود فإذا
أوصلت هذه
اللطيفة إلى
القلب يكون
شكرك للحق
على الحقيقة
ويسري الشكر
إلى أعضائك
وأعمالك،
فكما أن
اللسان
والقلب لا بد
أن يكونا
مترافقين في
طريق
العبودية
ففي هذا
التوحيد
الفعلي أيضا
لا بدّ أن
يكون صدق
اللسان
موصولا
بصفاء سرّ
القلب لأن
الحق جل وعلا
هو الخالق
ولا مؤثر
غيره. وجميع
الإرادات
والمشيئات
ظلّ إرادته
ومشيئته
الأزلية
السابقة.
ثم
أن العبد بعد
آداب
الشهادة
بوحدانية
الحق
وألوهيته
يتوجّه إلى
المقام
المقدس
للعبد
المطلق
والرسول
الخاتم. وعلى
المصلّي أن
ينتبه من
تقدّم مقام
العبودية
على الرسالة
إن قدم
العبودية
مقدمة لجميع
مقامات
السالكين..
والرسالة
شعبة من
العبودية،
وبما أن
الرسول
الخاتم عبد
حقيقي فانٍ
في الحق
فإطاعته
إطاعة الحق
والشهادة
بالرسالة
موصولة
بالشهادة
بالوحدانية،
والعبد
السالك لا بد
أن يراقب
نفسه ألا
يقصّر في
طاعة الرسول
التي هي طاعة
الله لئلا
يحرم من
مساعدة
الولّي
المطلق في
بركات
العبادة وهي
الوصول إلى
جناب القدس
ومحل الأنس
إلا بمساعدة
ولّي النعم
والرسول
الأكرم صلى
الله عليه
وآله.
الباب
الثامن
في
آداب السلام
وفيه
فصلان
الفصل
الأول
آداب
السلام
اعلم
أن العبد
السالك إذا
رجع عن مقام
السجود الذي
سره الفناء
وحصلت له
حالة الصحو
والشعور
ورجع من حالة
الغيبة عن
الخلق إلى
حال الحضور
فيسلم على
الموجودات
سلام من رجع
من السفر
والغيبة ففي
ابتداء
الرجوع من
السفر يسلم
على النبي
الأكرم لأنه
بعد الرجوع
من الوحدة
إلى الكثرة،
فالحقيقة
الأولية هي
تجلي حقيقة
الولاية "
نحن الأولون
السابقون "
ثم يتوجّه
إلى أعيان
سائر
الموجودات
على طريق
التفصيل
والجمع ومن
لم يكن في
صلاته غائبا
عن الخلق ولم
يسافر إلى
الله
فالسلام
بالنسبة
إليه بلا
حقيقة وليس
إلا لقلقة
لسان فالأدب
القلبي
للسلام
مرتبط
بالأدب في
جميع الصلاة
وإذا لم يحصل
له في هذه
الصلاة التي
هي حقيقة
المعراج
عروج ولم
يخرج عن بيت
النفس فلا
سلام له،
وأيضا إذا
كان له
السلامة من
تصرفات
الشيطان
وتصرفات
النفس
الأمّارة
ولم يكن
للقلب علة في
طول هذا
المعراج
الحقيقي
فسلامه
حقيقي وإلا
فلا سلام له.
نعم السلام
على النبي
صلى الله
عليه وآله
بناء على ذلك
سلام حقيقي
لأنه صلى
الله عليه
وآله في هذا
السفر
المعراجي
وفي هذا
السير إلى
الله صعودا
ونزولا متصف
بالسلامة
وفي جميع
السير عار
وبريء من
تصرفات غير
الحق كما
أشرنا إليه
في السورة
المباركة "
إنّا
أنزلناه "
(القدر
_ 1).
الفصل
الثاني
آداب
السلام عند
الصادق (ع)
عن
مصباح
الشريعة قال
الصادق عليه
السلام "
معنى السلام
في دبر كل
صلاة الأمان
أي من أدّى
أمر الله
وسنّة نبيّه
صلى الله
عليه وآله
خاشعا منه
قلبه فله
الأمان من
بلاء الدنيا
وبراءة من
عذاب الآخرة
والسلام اسم
من أسماء
الله تعالى
أودعه خلقه
ليستعملوا
معناه في
المعاملات
والأمانات
والإضافات
وتصديق
مصاحبتهم
فيما بينهم
وصحة
معاشرتهم،
وإذا أردت أن
تضع السلام
موضعه وتؤدي
معناه فلتتق
الله وليسلم
منك دينك
وقلبك وعقلك
ولا تدنسها
بظلمة
المعاصي
ولتسلم
حفظتك من ألا
تبرمهم (تبرُمهم:
تضجرهم.) ولا
تملّهم
وتوحشهم منك
بسوء
معاملتك
معهم ثم
صديقك ثم
عدوكّ فإن من
لم يسلم منه
من هو الأقرب
إليه
فالأبعد
أولى، ومن لا
يضع السلام
مواضعه هذه
فلا سلام ولا
تسليم (سلّم)
وكان كاذبا
في سلامه وإن
أفشاه في
الخلق ".
يقول
عليه السلام:
معنى السلام
عقيب الصلاة
هو الأمان
بمعنى أم من
أدّى
الأوامر
الإلهية
والسنن
النبوية
بالخشوع
القلبي
فيأمن من
بلاء الدنيا
وعذاب
الآخرة، أي
يأمن من
التصرفات
الشيطانية
في الدنيا
لأن أداء
الأوامر
بالخشوع
القلبي موجب
لقطع تصرف
الشيطان: إن
الصلاة تنهى
عن الفحشاء
والمنكر.. ثم
يشير عليه
السلام إلى
سرّ من أسرار
السلام
ويقول:
السلام اسم
من أسماء
الله تعالى
أودعه خلقه
وهذه إشارة
إلى مظهرية
الموجودات
للأسماء
الإلهية ولا
بد للعبد
السالك أن
يظهر هذه
اللطيفة
الإلهية
التي أودعت
واختفت في
باطن ذاته
وخميرته
ويستعملها
في جميع
المعاملات
والمعاشرات
والأمانات
والإرتباطات
ويشير بها
إلى مملكة
باطنه
وظاهره
ويستعملها
في
المعاملات
مع الحق ودين
الحق تعالى
لئلا يخون
الوديعة
الإلهية
فتسري حقيقة
السلام إلى
جميع قواه
الملكية
والملكوتية
وفي جميع
عاداته
وعقائده
وأخلاقه
وأعماله
لتسلم نفسه
من جميع
التصرفات،
وعرّف عليه
السلام
التقوى
طريقا
لتحصيل هذه
السلامة.
وليعلم
أن للتقوى
مراتب
ومنازل،
فتقوى
الظاهر هي
حفظ الظاهر
عن القذارات
وظلمة
المعاصي
القالبية
وهذه هي تقوى
العامة..
وتقوى
الباطن هي
حفظه
وتطهيره عن
الإفراط
والتفريط
وعن التجاوز
عن حد
الاعتدال في
الأخلاق
والغرائز
الروحية
وهذه تقوى
الخاصة.
وتقوى العقل
حفظه
وتطهيره عن
الصرف في
العلوم
الإلهية،
والمراد من
العلوم
الإلهية ما
يكون مرتبطا
بالشرائع
والأديان
الإلهية
وهذه تقوى
أخصّ
الخواص،
وتقوى القلب
حفظه عن
مشاهدة غير
الحق
ومذاكراته
وهذه تقوى
الأولياء..
والمقصود
من الحديث
الشريف الذي
يقول الحق
تعالى فيه
أنا جليس من
جالسني.. هذه
هي الخلوة
القلبية.
وهذه الخلوة
هي أفضل
الخلوات،
والخلوات
الأخر مقدمة
لحصول هذه
الخلوة. فمن
اتصف بجميع
مراتب
التقوى يسلم
دينه وعقله
وروحه وقلبه
وجميع قواه
الطاهرة
والباطنة
وتسلم حفظته
الموكلة به
ولا تمل ولا
تضجر ولا
تتوحش منه،
ومن كان بهذه
الصفة تكون
معاملاته
ومعاشرته مع
صديقه وعدوه
بطريق
السلامة بل
ينقطع جذر
العداوة عن
باطن قلبه
وإن كان
الناس
يعادونه،
ومن لم يكن
سالما في
جميع
المراتب فهو
محروم من فيض
السلام
بمقدار عدم
سلامته
وقريب من أفق
النفاق
بمقدار ذلك
نعوذ بالله
منه والسلام.
خاتمة
الكتاب
في
آداب بعض
الأمور
الداخلة
والخارجة
للصلاة
وفيه
ثلاثة
فصول
الفصل
الأول
في
التسبيحات
الأربعة
التي تقرأ في
الركعة
الثالثة
والرابعة
من
الصلاة
وأسرارها
وآدابها
القلبية
بالمقدار
المناسب
وهي
متقومة
بأركان
أربعة
الركن
الأول: في
التسبيح
التسبيح
هو التنزيه
عن التوصيف
بالتحميد
والتهليل.
وهو من
المقامات
الشاملة،
والعبد
السالك لا بد
أن يتوجّه
إليه في جميع
العبادات
ويحفظ قلبه
عن دعوى
التوصيف
والثناء على
الحق ولا
يظنن أن في
إمكان العبد
القيام بحق
العبودية
فضلا عن
القيام بحق
الربوبية
الذي انقطعت
عنه أعين
آمال الكمل
وتقاصرت عن
ذيله أيدي
الأكابر من
أصحاب
المعرفة (عنقا
شكاركس نشود
دام بازكير) (مصراع
بيت للشاعر
العارف
الحافظ
الشيرازي
والمصراع
الثاني "
كانجا هميشة
بادبه دست
است دام را "
يقول:
ليبست
العنقاء
تصطاد فخذ
فخك واذهب
انه
ليس له حظ
سوى هب
الرياح)
فلهذه الجهة
قالوا إن
كمال
المعرفة
لأهل
المعارف
عرفان عجزهم.
نعم حيث أن
الرحمة
الواسعة
للحق جل وعلا
شاملة لنا
نحن العباد
الضعاف
فرخّص لنا
نحن
المساكين
بالدخول إلى
جناب خدمته
بسعة رحمته.
وتفضل
بإجازة
الورود في
مثل هذا
المقام
المقدّس
المنزّه
الذي انقصمت
ظهور
الكروبيين
عن الدنّو
منه. وهذا من
أعظم
التفضلات
والأيادي
للذات
المقدسة
لولي النعمة
على عباده
يعرف قدره
أهل المعرفة
والأولياء
الكمّل وأهل
الله على قدر
معرفتهم
وأمّا نحن
المحجوبين
المتأخرين
عن كل مقام
ومنزلة
والمحرومين
المهجورين
من كل كمال
ومعرفة فعنه
غافلون
بالكلية.
والأوامر
الإلهيـة -
وهي في
الحقيقة
أفضل النعم
العظيمة غير
المتناهية
نحسبها من
التكلف
والكلفة
ونقوم بها
بالضجر
والكسالة.
ومن هذه
الجهة حرمنا
وحجبنا عن
نورانيته
بالكلية.
وليعلم
أن التحميد
والتهليل
حيث إنهما
متضمنان
للتوحيد
الفعلي
وفيهما
شائبة
التحديد
والتنقيص بل
شائبة
التشبيه
والتخليط
فيلزم العبد
السالك أن
يجعل نفسه في
حصن التسبيح
والتنزيه
الحصين
ليتهيأ
للورود فيه
ويفهّم باطن
قلبه أن الحق
جلّت عظمته
منزّه عن
التعينات
الخلفية
والتلبس
بملابس
الكثرات كي
يتنزّه
وروده في
التحميد عن
شائبة
التكثير.
الركن
الثاني:
التحميد
وهو
مقام
التوحيد
الفعلي الذي
يناسب حال
القيام
ويناسب
القراءة
أيضا. فلهذا
كانت هذه
التسبيحات
في الركعتين
الأخيرتين
قائمة مقام
الحمد
والمصلي
مختار أن
يقرأ الحمد
مكانها.
ونستفيد
التوحيد
الفعلي كما
ذكرنا في
الحمد من حصر
الحمد بالحق
تعالى،
وتقصر يد
العبد عن
المحامد
بالكلية
ونوصل إلى
سامعة القلب:
هو الأول
والآخر
والظاهر
والباطن،
ونذيق ذائقة
الروح حقيقة "
وما رميت إذ
رميت ولكن
الله رمى " ونضع
رؤية النفس
وحبها تحت
قدمي السلوك
كي نصل إلى
مقام الحمد
ونخلّص
القلب من
مشقة تحمل
ثقل منّة
الخلق.
الركن
الثالث:
التهليل وله
مقامات
أحدها،
مقام نفي
الألوهية
الفعلية وهو
عبارة أخرى
عن لا مؤثر
في الوجود
إلا الله،
وهذا يؤكد
حصر التحميد
بل يوجب
الحصر ويسبب
له، لأن
مراتب
الوجود
الإمكانية
ظلّ حقيقة
وجود الحق
جلت قدرته
وربط محض
وليس لشيء
منها بوجه من
الاستقلال
والقيام
بنفسه فلهذا
لا يصح أن
ينسب
التأثير
الإيجادي
إليها بوجه
لأن اللازم
في التأثير
الاستقلال
في الإيجاد
والاستقلال
في الإيجاد
مستلزم
الاستقلال
في الوجود،
وبعبارة أهل
الذوق حقيقة
الوجودات
الظلّية
ظهوره قدرة
الحق في
المرائي
الخلقيّة.
ومعنى لا إله
إلا الله
مشاهدة
فاعلية الحق
وقدرته في
الخلق ونفي
التعينات
الخلقيّة
وإفناء مقام
فاعلية
الخلق في
الحق وإفناء
تأثيرهم فيه
تعالى.
ومن
مقامات
التهليل نفي
المعبود غير
الحق ولا إله
إلا الله أي
لا معبود سوى
الله. وبناء
على هذا مقام
التهليل
نتيجة لمقام
التحميد
لأنه إذا
انحصرت
المحمدة في
ذات الحق
المقدسة
فالعبودية
أيضا تنزل
حملها في ذلك
المقام
المقدس
وتنتفي جميع
عبوديات
الخلق للخلق
وكلها لرؤية
المحمدة
ويكون هذا هو
المعبود
وتنكسر
الأصنام
بأجمعها..
وللتهليل
مقامات أخر
لا تناسب هذا
المقام.
الركن
الرابع:
التكبير
وهو
أيضا
التكبير عن
التوصيف،
فكأن العبد
في بدء وروده
في التحميد
والتهليل
ينزّه الله
عن التوصيف
وبعد الفراغ
منه أيضا
ينزهّه
ويكبّره عن
التوصيف حتى
يكون تحميده
وتهليله
محفوفا
بالاعتراف
بالتقصير
والتذلل،
ولعل
التكبير في
هذا المقام
هو التكبير
عن التحميد
والتهليل
لأن فيه
شائبة
الكثرة كما
ذكر. ولعل في
التسبيح
تنزيها عن
التكبير،
وفي التكبير
تكبيرا عن
التنزيه
لتسقط دعاوى
العبد
بالكلية
ويتمكن في
التوحيد
الفعلي
ويكون مقام
القيام
بالحق ملكة
لقلبه ويخرج
عن التلوين
وتحصل له
حالة
التمكين.
والعبد
السالك لا بد
أن يحصّل
لقلبه في هذه
الأذكار
الشريفة،
وهي روح
المعارف
حالة
التبتّل
والتضرّع
والانقطاع
والتذلّل
ويعطى لباطن
القلب صورة
الذكر بكثرة
المداومة،
ويمكّن في
باطن القلب
حقيقة الذكر
حتى يكون
القلب
متلبّسا
لباس الذكر
وينزع عن
نفسه لباسها
وهو لباس
البعد. فيصير
القلب إلهيا
حقانيا
وتتحقق فيه
حقيقة الآية:
"
أن الله
اشترى من
المؤمنين
أنفسهم "
(التوبة
- 111)
وروحـها.
الفصل
الثاني
في
الآداب
القلبية
للقنوت
اعلم
أن القنوت من
المستحبات
المؤكدة لا
ينبغي تركه
بل الأحوط
الإتيان به
لأن بعض
الأصحاب قال
بوجوبه،
وظاهر بعض
الروايات
أيضا الوجوب
وإن كان
الأقوى في
الصناعة
الفقهية عدم
الوجوب كما
هو المشهور
بين العلماء
الأعلام وهو
على هذه
الكيفية
الخاصة
المتعارفة
بين
الإمامية
رضوان الله
عليهم بمعنى
أنه متقوم
برفع اليد
حذاء الوجه
وبسط باطن
الكفين نحو
السماء
والدعاء
بالمأثور أو
غير المأثور
ويجوز
الدعاء بكل
لسان عربيا
كان أم غير
عربي
والعربي
أحوط وأفضل
وقال
الفقهاء
أفضل
الأدعية فيه
دعاء الفرج،
ولم ير
الكاتب
دليلا فقهيا
معتدا به
للأفضلية
ولكن مضمون
الدعاء دالّ
على أفضليته
التامة لأنه
مشتمل على
التهليل
والتسبيح
والتحميد
وهي روح
التوحيد كما
ذكرنا. وهو
مشتمل أيضا
على الأسماء
العظيمة
الإلهية
كالله
والحليم
والكريم
والعليّ
والعظيم
والرب، وهو
أيضا مشتمل
على ذكر
الركوع
والسجود وهو
مشتمل أيضا
على أسماء
الذات
والصفات
والأفعال،
وهو مشتمل
أيضا على
تجليات الحق
جل وعلا، وهو
مشتمل أيضا
على السلام
على
المرسلين،
وإن كان
الأحوط تركه
ولكن الأقوى
جوازه، وهو
مشتمل أيضا
على الصلاة
على النبي
وآله عليهم
السلام. فكان
هذا الدعاء
باختصاره
مشتملا على
جميع
الوظائف
الذكرية
للصلاة،
ويمكن اثبات
أفضليته.
بقول
الفقهاء
رضوان الله
عليهم، إما
بالتسامح في
أدلّة
السنن، وإن
كان للكاتب
فيه تأمّل
وأمّا
بالكشف عن
دليل معتبر
خفي عنّا كما
هو مبنى
الإجماع في
نظر
المتأخرين.
وعن
الأدعية
الشريفة
التي لها فضل
عظيم. وهو
مشتمل أيضا
على آداب
مناجاة
العبد الحق.
ومشتمل على
تعداد
العطايا
الكاملة
الإلهية
الذي يناسب
حال القنوت
وهو حال
المناجاة
والانقطاع
إلى الحق
مناسبة تامة
وبعض
المشايخ
العظام رحمه
الله كان
مواظبا
ومداوما
عليه
تقريبا، وهو
دعاء "
يا من أظهر
الجميل ". وهو
من كنوز
العرش وتحفة
الحق تعالى
لرسول الله
ولكل من
فقراته
فضائل وثواب
كثير كما في
توحيد الشيخ
الصدوق رحمه
الله.
ومع
أن الصلاة
جميعها
إظهار
للعبودية
وثناء على
الله فإن
الذات
المقدسة
للحق جل وعلا
فتح باب
المناجاة
والدعاء
للعبد
بالخصوص في
حال القنوت
وهو حال
المناجاة
والانقطاع
إلى الحق،
وشرّفه بهذا
التشريف،
فالأفضل في
أدب عبودية
العبد
السالك أيضا
أن يراعي أدب
المقام
المقدس
الربوبي
ويراقب
أدعيته
لتكون
مشتملة على
تسبيح الحق
تعالى
وتنزيهه،
وتتضمن ذكر
الحق
وتذكّره
ويكون ما
يسأل الحق
تعالى في هذه
الحالة
الشريفة من
سنخ المعارف
الإلهية
وطلب فتح باب
المناجاة
والأُنس
والخلوة
والانقطاع
إليه ويحترز
عن سؤال
الدنيا
والأمور
الخسيسة
الحيوانية
والشهوات
النفسانية
فيصيبه
الخجل في
محضر
الأطهار
ويصير بلا
حرمة ووقار
في محضر
الأبرار.
أيها
العزيز.. إن
القنوت هو
قطع اليد عن
غير الحق
والإقبال
التام على
عزّ
الربوبية
ومدّ يد
السؤال
خالية الكف
إلى الغني
المطلق
والكلام عن
البطن
والفرج وذكر
الدنيا في
هذا الحال،
حال
الانقطاع
كمال
النقصان
وتمام
الخسران.
أيا
روحي.. حيث
إنك الآن
بعدت عن وطنك
وهجرت
مجاورة
الأحرار
وابتليت
بهذه الدار
المظلمة ذات
التعب
والمحن
الكثيرة فلا
تنسج على
نفسك كدود
القزّ.
أيا
عزيزي.. إن
الله الرحمن
قد خمّر
فطرتك بنور
المعرفة
ونار العشق،
وأيّدها
بأنوار
كالأنبياء
وعشاق
كالأولياء
فلا تطفئ هذه
النار بتراب
الدنيا
الدنيّة
ورمادها،
ولا تكدّر
ذاك النور
بكدورة
التوجّه إلى
الدنيا
وظلمتها وهي
دار الغربة،
فإنك إذا
توجّهت إلى
الوطن
الأصلي
وطلبت
الانقطاع
إلى الحق من
الحق وعرضت
عليه حالة
هجرانك
وحرمانك
بقلب موجع
وأظهرت حال
مسكنتك
واضطرارك
ووجعك
فيدركك
الإمداد
الغيبي
وتساعد
مساعدة
باطنية
وتجبر
النقائص إذ
من عادته
الإحسان ومن
شيمته
التفضلّ،
وإذا قرأت في
القنوت من
فقرات
المناجاة
الشعبانية
لإمام
المتقين
وأمير
المؤمنين
وأولاده
المعصومين
عليهم
السلام وهو
أئمة
المعارف
والحقائق
وخصوصا قوله
عليه السلام:
"
إلهي هب لي
كمال
الانقطاع
إليك.." إلى
آخره.. ولكن
تقرؤه بحال
الاضطرار
والتبتّل
والتضرّع،
لا بقلب ميّت
كقلب الكاتب
فهو أنسب
لهذه الحال.
وبالجملة،
مقام القنوت
في نظر
الكاتب
كمقام
السجود،
فذاك توجّه
وإقبال على
ذلّ
العبودية
وتذكّر مقام
عزّ
الربوبية،
وهذا إقبال
على العز
الربوبي
وتذكّر عجز
العبودية
وذلّها وهذا
على حسب مقام
المتوسطين،
وأمّا على
حسب مقام
الكمّل فكما
أن السجود
مقام فناء
العبد وترك
الغير
والغيرية،
فالقنوت
مقام
الانقطاع
إلى الحق
وترك
الاعتماد
على الغير
وهو روح مقام
التوكل.
وبالجملة،
حيث إن
القيام مقام
التوحيد
الإفعالي
وهذا
التوحيد
يتمكن من
الركعة
الثانية ففي
القنوت تظهر
نتيجته
فيقدم العبد
كشكول (الكشكول:
وعاء يجمع
فيه المتسول
رزقه) السؤال
إلى الحق
وينقطع عن
الخلق ويفرّ
منهـم.
الفصل
الثالث
في التعقيب
وهو
من
المستحبات
المؤكدة
ويكره تركه
أيضا،
ويتأكد
الاستحباب
في الصبح
والعصر،
والتعقيبات
المأثورة
كثيرة: منها
التكبيرات
الثلاثة
الاختتامية
والمشايخ
العظام
يواظبون بأن
يرفعوا
أيديهم في كل
تكبيرة منها
إلى حذاء
الأذن
ويبسطون
باطن كفهم
حذاء القبلة
كالتكبيرات
الافتتاحية،
واثباتها
مشكل، وإن
أمكن
استفادة رفع
اليد ثلاث
مرات من بعض
الروايات
ولعله يكفي
رفع اليد
والتكبير
ثلاثا
وقراءة دعاء "
لا إله إلا
الله وحده " إلى
آخره..
وإذا
كان رفع اليد
مستحبا كما
يواظب عليه
المشايخ فهو
تمكين
للأسرار
التي
ذكرناها.
ولعله
إشارة إلى
طرد صلاته
وعباداته
لئلا يتطرق
العجب ورؤية
النفس إلى
قلبه.
والتكبيرات
الثلاثة
لعلها إشارة
إلى التكبير
عن
التوحيدات
الثلاثة
التي هي
مقومة روح
جميع
الصلاة،
فالأدب
القلبي لهذه
التكبيرات
هو أن يطرد
المصلي في كل
رفع لليدين
توحيدا من
التوحيدات
الثلاثة
ويكبر وينزه
الحق جل وعلا
عن توصيفات
نفسه
وتوحيداته
ويعرض عجزه
وذلّته
وقصوره
وتقصيره في
المحضر
المقدّس
للحق جل
وعلا، ونحن
ذكرنا في
رسالة سرّ
الصلاة
الأسرار
الروحية
لهذه
التكبيرات،
وذكرنا رفع
اليد على نحو
لطيف في تلك
الرسالة وهو
من ألطاف
الحق تعالى
لهذا
المسكين وله
الشكر
والحمد.
ومن
جملة
التعقيبات
الشريفة،
التسبيحات
للصديقة
الطاهرة
سلام الله
عليها التي
علّمها رسول
الله صلى
الله عليه
وآله لتلك
المعظمة وهي
أفضل
التعقيبات.
وفي الحديث "
أنه لو كان
شيء أفضل منه
لنحله رسول
الله فاطمة
عليها
السلام ".
وعن
أبي خالد
القماط قال:
سمعت أبا عبد
الله عليه
السلام يقول:"
تسبيح فاطمة
عليها
السلام في كل
يوم في دبر
كل صلاة أحب
إلي من صلاة
ألف ركعة في
كل يوم ". والمعروف
عند الأصحاب
في ترتيبها
التكبير
أربعا
وثلاثين مرة
والتحميد
ثلاثا
وثلاثين مرة
والتسبيح
ثلاثا
وثلاثين
مرة، ولا
يبعد أن يكون
هذا الترتيب
أفضل لا
المتعين، بل
الإنسان
مخير في
التأخير
والتقديم في
التحميد
والتسبيح،
بل لعله مخير
في تأخير
التكبير
وتقديم
التسبيح
أيضا، ولكن
الأفضل
والأحوط هو
الترتيب
المشهور،
وآدابها
القلبية هي
التي ذكرت في
التسبيحات
الأربعة
والزائد
عليها أن هذه
الأذكار حيث
أنها وردت
بعد الصلاة
والتسبيح
فيها هو
التكبير
والتنزيه عن
القيام بحق
العبودية،
وفي التكبير
أيضا تنزيه
وتكبير عن
اللياقة
للعبادة
لمحضر قدسه،
وأيضا تنزيه
وتكبير عن
المعرفة وهي
غاية
العبادة،
فعلى العبد
السالك أن
يتفكر في
تعقيب
الصلاة في
نقصه
وعبادته
وغفلانه في
حال الحضور
وهي بنفسها
ذنب في مذهب
العشق
والمحبة
ويتوجه إلى
حرمانه من
حظوظ الحضور
والمحضر
المقدس للحق
جل جلاله
ويجبره
بالمقدار
الميسور في
التعقيبات
التي هي فتح
باب آخر
الرحمة من
الحق تبارك
وتعالى،
ويوصل هذه
الأذكار
الشريفة إلى
القلب ويحيي
بها قلبه
فلعله تختم
خاتمته
بالحسن
والسعادة.
وفي
التحميد
لتسبيحات
الصديقة
عليها
الصلاة
والسلام ثبت
هذه المحمدة
- وهي القيام
بالعبودية -
يثبتها
للهوية
الإلهية
ويراها
ويعدّها من
تأييد الذات
المقدسة
وحولها
وقوّتها
ويوصل حقائق
هذه الأمور
إلى سر القلب
ويذيق
الفؤاد سر
هذه اللطائف
ليحيي
القلوب بذكر
الحق ويجد
القلب
الحياة
الدائمة
بالحق، وحيث
أن الصبح
افتتاح
الاشتغال
بالكثرات
والورود على
الدنيا،
والإنسان
مواجه
لمخاطرة
الاشتغال
بالخلق
والغفلة عن
الحق فينبغي
للإنسان
السالك
اليقظان أن
يتوسّل إلى
الحق تعالى
في ذلك الوقت
الدقيق
للورود في
هذه الدار
المظلمة
وينقطع إلى
حضرته، فإذا
رأى نفسه غير
وجيه في ذلك
المحضر
الشريف
فيتوسل
بأولياء
الأمر
وخفراء
الزمان
وشفعاء
الأنس
والجان يعني
الرسول
الخاتم صلى
الله عليه
وآله
والأئمة
المعصومين
عليهم
السلام،
ويجعل تلك
الذوات
الشريفة
شفيعا
وواسطة،
وحيث إن لكل
يوم خفيرا
ومجيرا
فيتعلق يوم
السبت
بالوجود
المبارك
لرسول الله
صلى الله
عليه وآله،
ويوم الأحد
لأمير
المؤمنين
عليه السلام
ويوم
الاثنين
للإمامين
الهمامين
السبطين
عليهما
السلام،
ويوم
الثلاثاء
للحضرات
السجاد
والباقر
والصادق
عليهم
السلام،
ويوم
الأربعاء
للحضرات
الكاظم
والرضا
والتقيّ
والنقيّ
عليهم
السلام،
ويوم الخميس
للعسكري
عليه
السلام،
ويوم الجمعة
لوليّ الأمر
عجّل الله
فرجـه
الشريف (هؤلاء
الأئمة
الاثنا عشر
الواردة على
لسان النبي
صلى الله
عليه وآله
وسلم في
الخبر
المتواتر أو
المستفيض عن
طرق العامة
أن الخلفاء
من بعدي او
الأئمة من
بعدي اثني
عشر كلهم من
قريـش وقد
استقصـينا
البحث عن هذه
الروايات في
رسالتنا
اولي الأمر.)،
فيناسب أن
يتوسل بعد
صلاة الصبح
للورود في
هذا البحر
المهلك
الظلماني
والمصيدة
المهيبة
الشيطانية
بخفراء ذلك
اليوم ويسأل
الحق تعالى
رفع شر
الشيطان
والنفس
الأمارة
بالسوء
بشفاعتهم
فإنهم
مقربون
لجناب القدس
والمحارم
لخلوة الانس
ويجعلهم
وسائط في
الإتمام
وقبول
العبادات
الناقصة
والمناسك
غير
اللائقة،
فالحق تعالى
شأنه كما جعل
محمدا صلى
الله عليه
وآله وأهل
بيته وسائط
الهداية
وعيّنهم
الهداة لنا
ونجّى الأمة
ببركاتهم من
الضلالة
والجهل
فيرمّم
بشفاعتهم
قصورنا
ويتمم نقصنا
ويقبل
إطاعتنا
وعباداتنا
غير اللائقة
إنه وليّ
الفضل
والإنعام.
والتعقيبات
المأثورة
مذكورة في
كتب الأدعية
فلينتخب كل
ما يناسب
حاله ويتم
هذا السفر
الشريف
بالخير
والسعادة.
اختتام
ودعاء
كان
من المناسب
أن نتمم هذه
الرسالة
بذكر
الموانع
المعنوية
للصلاة من
قبيل الرياء
والعجب
وأمثالهما
ولكن بما
أنّا ذكرنا
في كتاب
الأربعين في
شرح بعض
الأحاديث
شرحا لهذه
الموضوعات.
والآن
بسب كثرة
الاشتغال
وتشتت القوى
الفكرية
نعتذر عن هذه
الخدمة،
فلذا نختم
هذه الأوراق
مع الاعتراف
بالنقص
والتقصير
ونطلب من
أرباب
الأنظار
النقية
العفو عن
الخطأ
ونحتاج إلى
دعاء الخير
منهم والنفس
الكريم لهم.
إلهنا
أنت الذي
ألبستنا نحن
العبيد
الضعفاء
لباس الوجود
بالتفضل
والعناية
ومحض الرحمة
والكرامة من
دون أن
تسبقنا خدمة
وطاعة أو
نحتاج إلى
عبودية
وعبادة،
وشرّفتنا
بأنواع
النعم
الروحانية
والجسمانية
وأصناف
الرحمات
الباطنية
والظاهرية
من دون أن
يتطرق من
عدمنا خلل في
قدرتك
وقوّتك أو أن
يزيد
بوجودنا شيء
على عظمتك
وحشمتك،
فالآن وقد
فاز منبع
رحمانيتك
وتشعشعت عين
شمس جمالك
الجميل
وأغرقتنا في
بحار رحمتك
ونوّرتنا
بأنوار
الجمال
فأجبر أيضا
نقائصنا
وخطيئاتنا
وذنوبنا
وتقصيراتنا
بنور
التوفيق
الباطني،
والمساعدة
والهداية
السرية
وأخلص
قلوبنا التي
هي كلها
تعلّق من
التعلقات
الدنيوية
وزيّنها
بالتعلق بعز
القدس.
إلهنا
إنه لا يحصل
من طاعتنا
نحن
الأقلّين
بسط في
مملكتك، ولا
يعود إليك
نفع من عذاب
المذنبين
وإيلامهم،
ولا يحصل من
العفو
والرحمة
للساقطين
نقصان في
قدرتك
فالعين
الثابتة
للخاطئين
طالبة
للرحمة
وفطرة
الناقصين
طالبة
لتماميتهم،
فعاملنا
باللطف
العميم ولا
تنظر إلى سوء
استعدادنا..
إلهي
إن كنت غير
مستأهل
لرحمتك فأنت
أهل أن تجود
علي بفضل
سعتك.. إلهي
قد سترت عليّ
ذنوباّ في
الدنيا وأنا
أحوج إلى
سترها عليّ
منك في
الآخرة..
إلهي هب لي
كمال
الانقطاع
إليك وأنر
أبصار
قلوبنا
بضياء نظرها
إليك حتى
تخرق أبصار
القلوب حجب
النور فتصل
إلى معدن
العظمة.
ها
هنا أختتم
كلامنا
بتقدير الله
حامدا شاكرا
على نعمائه
مصليّا على
محمد وآله
الطاهرين في
تاريخ يوم
الاثنين من
ربيع الثاني
سنة ألف
وثلاثمئـة
وإحـدى
وستـين 1361 هـ. ق.
خاتمة
المعرِّب
أقول
وقد وفّقني
المولى
المنعم
لتعريب هذا
السفر
الجليل من
اللغة
الفارسيّة
في بلدة دمشق
وقد تمّت
ترجمته في
صبيحة يوم
الخميس
الرابع
والعشرين من
شوال سنة ألف
وأربعمئة
وثلاث من
الهجرة
النبوية على
هاجرها
الصلاة
والسلام،
والحمد لله
أولا وآخرا،
وأنا العبد
المفتاق إلى
رحمة ربه.
السيد
أحمد الفهري
|