الإخلاص الإخلاص هو المقياس للقيمة الحقيقية للعمل صعوبة الإخلاص لله تعالى شمول العبادة وسعة الإخلاص التوكل.. تعزيز لإرادة المسلم |
الاخلاص: الوجه
الثالث
للارادة
الربانية
الحاكمة في
الشخصية
الإسلامية،
هو الاخلاص،
والناس غير
المؤمنين
على قسمين: 1
– الناس
الذين لا
يمكلون
انفسهم امام
شهواتهم
الرخيصة
الانية
ورغباتهم
العاجلة
كالجنس،
والمال،
والاكل.. ولا
يتمتعون
بافق واسع،
ونظر بعيد.. 2
– الذين
يملكون
انفسهم امام
شهواتهم
الرخيصة
ورغباته
العاجلة،
وذلك بأمل
تحقق مكاسب
شخصية اكبر
في الاصل..
وهؤلاء
يمثلون
نحواً من
التجاوز
بالنسبة
للآخرين من
حيث (نوعية)
الهوى الذي
يعملون له،
والزمن الذي
يحققون فيه
هدفهم
الشخصي.. والشخصية
الإسلامية
قسم ثالث،
يختلف
نوعياً عن
القسمين
السابقين،
وليست هذه
الشخصية
بأحد
النمطين
السابقين
إذا اضفنا له
الإيمان..
والالتزام
السلوكي
والمظهر
الديني.. فان
الإسلام كما
يحاول تغيير
المضمون
العقائدي..
والسلوك
الاجتماعي،
كذلك يهدف
إلى تغيير
المضمون
النفسي
والوجداني،
ودوافع
السلوك،
وبواعث
الأعمال..
لان الإسلام
يبني صياغة
جديدة
للإنسان،
ويحاول ان
ينشأ خلقاً
آخر من الناس
يتميز عن كل
ما عرفه
التاريخ
البشري
وتعرفه
الحضارة
المادية
اليوم
باشكالها،
ومظاهرها
المختلفة من
ناس..
والإسلام إذ
يحاول انشاء
إنسان جديد..
فهو يهمه في
هذا الأنشاء
المضمون
اكثر من
الشكل..
وتهمه النية
بقدر ما يهمه
العمل لان
خلق الإنسان
العابد..
الذي يحكم
الله تعالى
في كل جوانب
حياته.. وهذا
هو هدف
الإسلام
التربوي.. لا
يتم إلا
بتطهير
النية،
وربطها
بالله تعالى..
وهذا هو
الاخلاص،
فالاخلاص،
هو ان يكون
الدافع على
العمل،
والباعث له (التقرب)
إلى الله،
والحصول على
مرضاته. ومن
الممكن ان
يتم هذا عن
طريق احد
الدوافع
التالية
التي تشترك
جميعاً في
كونها دوافع
دينية هدفها
الله تعالى: 1
– الدافع
الاخلاقي:
وهو ان تمتثل..
وتؤدي
أعمالك بسبب
ان الله
تعالى يأمر
بها، وانه
تعالى أهل
للعبادة
وواجب
الطاعة بحسب
رؤية العقل
العملي
للإنسان. (الهي
ما عبدتك
خوفاً من
نارك، ولا
طمعاً في
جنتك، ولكن
وجدتك اهلاً
للعبادة
فعبدتك) 2
– الدافع
الوجداني
العاطفي
النابع من حب
الله تعالى
والانس به،
والتشوق
اليه. 3
– الدافع (الرباني
/ الذاتي) وهو
ان تتقرب إلى
الله تعالى،
وتطلب رضاه
من اجل تأمين
سعادتك
الآخروية،
أو الحصول
على نتائج
عملية في
الحياة
الدنيا بنحو
تعي ان هذا
الهدف
الذاتي، لا
يحصل من دون
توسيط الله
من خلال
التقرب
اليه، وليس
نتيجة
طبيعية
لفعلك الذي
تقوم به. ان
الدافع هو
الاساس
النفسي
للفعل..
والمقياس
للقيمة
النفسية
التي يصدر
عنها الفعل،
كالاحساس
بالواجب
الاخلاقي،
وحب الله،
وحب رضاه
وجنته، أو
الخوف من
عقابه،
ويختلف (الدافع)
عن (الهدف) في
ان هدف
الفعل، هو
النتيجة
التي تقصد
إليها في
ادائك الفعل..
فالحصول على
الجنة هدف،
والوقاية من
النار هدف
اما حب الجنة
والخوف من
النار
فدافعان
للعمل. وهناك
اهداف
اجتماعية
للعمل
فالهدف من
الوعظ هو
هداية
الإنسان،
والهدف من
هداية الفرد
تكثير عدد
المؤمنين..
وتكثيرهم
وسيلة لهدف
آخر، والعمل
من اجل تحقيق
هذه الاهداف
لا يتنافى مع
الاخلاص..
لاننا في هذه
الحالة نسأل
لماذا يسعى
الإنسان إلى
هذا الهدف
ويخطط له؟
وما هو
الدافع
النفسي له في
ذلك؟ فإذا لم
يكن الدافع
شخصياً
انانياً،
وكان خالصاً
لله.. كان هذا
العمل في
طريق
الاخلاص،
وعملاً
مخلصاً من
دون شك،
وبكلمة اخرى:
ان هذه
الاهداف هي
نفسها
محبوبة عند
الله تعالى
أو مأمور بها
من قبله، وهي
لهذا من
الممكن ان
تقع اهدافاً
في عمل خالص
لوجه الله
الكريم، ولا
يتنافى قصد
التوصل
إليها
بالعمل
الخاص مع
قربية هذا
العمل.. الاخلاص
هو المقياس
للقيمة
الحقيقية
للعمل: ينظر
ابن الحضارة
الغربية –
سواء كان
يعيش في
الغرب، أو
الشرق أو في
اوساطنا –
إلى العمل
البشري
ويقيمه على
أساس من
عطائه،
ونتائجه،
ودوره في
الحياة
الفردية، أو
الاجتماعية،
ولا يلتفت
إلى
النوايا،
والدوافع
لهذا العمل.. وتوفير
الطب
والاطباء..
فهذه
الأعمال،
وغيرها يلزم
بها التشريع
الإسلامي من
دون ان يشترط
صدورها عن
قصد التقرب
إلى الله
تعالى.. لان
لهذه
النشاطات
مصالح ملزمة
في انفسها
تتحقق من دون
قصد القربة..
وهناك
الواجبات،
أو
المستحبات
العبادية،
وهي
النشاطات
التي يطلبها
الإسلام من
اتباعه
مشروطة بنية
التقرب،
وقصد القربة
إلى الله
تعالى وعلى
هذا.. فمن
الممكن في
القسم الأول
ان يقوم
الإنسان
المسلم بهذه
النشاطات
المذكورة..
ويسقط بها
الوجوب
الشرعي،
ويبرىء ذمته
من عهدة
التكليف،
وعبء
المسؤولية
حتى لو لم
يقصد
التقرب،
وانما قصد
السمعة
والرياء او
دفع اللوم
والنقد وما
شاكل ذلك. واما
في القسم
الثاني –
العبادات –
فهي لا تصح
الابقصد
القربة،
ونية التقرب
إلى الله
تعالى.. بل
يحرم ان يؤتى
بها رياء،
وسمعة.. ولكن
هذا كله من
الزاوية
التشريعية..
واما من
الزاوية
الاخلاقية
الإسلامية،
فان كل عمل
ليس له قيمة
إلا إذا كان
صادراً عن
اخلاص لله
تعالى لان
قيمة العمل (قبوله)..
ولا يتم (قبول)
العمل من
الله تعالى
إلا
بالاخلاص،
وان امكن ان
يكون صحيحاً
مسقطاً
للتكليف
مبرئاً
للذمة من دون
اخلاص. وبهذا
جاءت النصوص
عنهم (ع): (لا
عمل إلا بنية)،
(انما
الأعمال
بالنيات،
ولكل امرىء
ما نوى، فمن
غزى ابتغاء
ما عند الله
فقد وقع اجره
على الله
عزوجل ومن
غزى يريد عرض
الدنيا، أو
نوى عقالاً
لم يكن له
إلا ما نوى) (رسول
الله (ص): (اخشوا
الله خشية
ليست
بتقدير،
واعملوا لله
في غير رياء،
ولا سمعة فان
من عمل لغير
الله، وكله
الله إلى
عمله يوم
القيامة) (عن
علي (ع)): (ان
الملك ليصعد
بعمل العبد
مبتهجاً به،
فإذا صعد
بحسناته
يقول الله
عزوجل،
اجعلوها في
سجين، انه
ليس اياي
اراد به)،
(عن الصادق
عن الرسول (ص)): (اجعلوا
امركم هذا
لله، ولا
تجعلوه
للناس، فان
من كان لله
فهو لله، وما
كان للناس
فلا يصعد إلى
الله)،
(عن ابي
عبدالله (ع)): (ولا
شك ان كثيراً
من
الانجازات
العظمى التي
يهلل لها في
تاريخ
الإسلام،
والمسلمين
(ادخال
بلاد في
سيادة
الإسلام –
كتاب شامخ من
الكتب
الإسلامية..)
قد
لا يحصل
اصحابها من
ورائها غداً
على شيء
لانهم
ارادوا بها
حطام
الدنيا،
وغفلوا فيها
عن الله
ويعرض
القرآن
الكريم صورة
حية لنبيين
كريمين،
وهما يقومان
بارساء
قواعد انجاز
من اعظم
الانجازات
في التاريخ
الديني
للإنسان
النبيان
الكريمان
هما ابراهيم
واسماعيل،
والصورة. (واذ
يرفع
ابراهيم
القواعد من
البيت،
واسماعيل
ربنا تقبل
منا انك انت
السميع
العليم
ربنا،
واجعلنا
مسلمين لك
ومن ذريتنا
امة مسلمة لك)[1]
انهما
وهما
النبيان
الكريمان
على الله..
وانجازهما
من اعظم
الانجازات
يتضرعان إلى
الله..
ويمدان
بطرفهما إلى
السماء..
ويخشعان..
ويدمعان..
ربنا تقبل
منا.. يقولان
ذلك في وعي
عميق في ان
كل انجاز لا
قيمة له في
ذاته مالم
يتقبله الله..
ولا يتقبله
سبحانه إلا
من المتقين
المخلصين. ولا
تتمثل قيمة
الاخلاص في (قبول)
العمل،
والانابة
عليه فقط،
وان كانت هذه
قيمة كبيرة
محسوبة من
جانب
الإنسان
المسلم،
وانما تتمثل
قيمته
مضافاً إلى
ذلك في مستوى
الشخصية
الذي بلغته..
في التجرد عن
الاهواء،
ودواعي
السمعة
والرياء،
والتظاهر
امام الناس،
أو السعي
وراء طموحات
شخصية، ان
الشخصية
التي تعمل
فيها (دوافع)
اخرى غير
دينية لا
يأمن منها
الانحراف،
والخروج عن
حدود
الشريعة
وتقديم
الحسابات
الشخصية على
الحسابات
الرسالية
لحظات
الترجيح
والتزاحم
الحاسمة،
وهي مهما
بلغت من
مستوى
الاداء،
والانجاز،
وحجم
الخدمات غير
مضمونة
الاستقامة
والاستمرار
على خط الله
تعالى.. بما
يحصل فيه من
اشواك،
ومكاره، وما
يحفه من
شهوات،
واهواء
عصمنا الله
تعالى من
الزلل
والرياء. (اللهم
احملنا في
سفن نجاتك،
ومتعنا
بلذيذ
مناجاتك
واوردنا
حياض حبك،
واذقنا
حلاوة ودك،
وقربك،
واجعل
جهادنا فيك،
وهمنا في
طاعتك،
واخلص
نياتنا في
معاملتك
فانا بك،
ولك، ولا
وسيلة لنا
اليك إلا انت) صعوبة
الاخلاص لله
تعالى: يوجد
الكثير من
المؤمنين من
يشغله
الجهاد،
والعمل في
سبيل خدمة
قضية
الإسلام عن
التأكيد من
مضمون عمله
وطبيعة
نيته،
ودافعه.. وقد
لا يستسيغ
المؤمن أن
يراجع ذاته،
وينفق الوقت
في ذلك
ليتحقق من
درجة اخلاصه
ومستوى نموه
الروحي.. إلا
ان الواقع ان
مواصلة
الجهاد
والعمل في
سبيل الله
تعالى،
والاهتمام
بشؤون الناس
وهدايتهم،
وان كان
امراً
ضرورياً،
وواجباً
شرعياً إلا
ان التركيز،
وتحصين
الذات من
الانحراف،
والتنمية
الروحية
ايضاً من
الامور
المهمة،
والضرورية
التي لا
ينبغي
اغفالها..
هذا مع ان
مراجعة
الذات،
والتربية
الروحية لا
تتنافى مع
العمل في
سبيل الله،
ولا هذا
بالذي يشغل
عن ذاك
والأعتكاف
اروع صيغة
للعزلة
الواعية
التي يؤمن
بها الإسلام
ويدعو لها
ويحث عليها..
وهي كما
تساعد على
الانشداد
إلى الله
تعالى تساعد
كذلك على
مراجعة
الذات
وتقييمها
والتعرف على
مواطن
الضعف،
والقوة فيها
بعيداً عن
ضوضاء العمل
الاجتماعي،
الانشغال
بالناس
ومعهم. ويوجد
من جهة اخرى
من يحسب أنه
في قمة
الاخلاص..
لانه لا يطلب
من وراءه
عمله مالاً،
ولا منصباً
حكومياً..
وانه لو اراد
ذلك فطريقه
معروف، ولم
يكن من
الضروري، أو
اللازم ان
يسلك طريق
الجهاد
والعمل
الدؤوب..
ولكن
الإنسان
اعقد من ذلك،
ودوافعه
الذاتية لا
تنحصر في
المال،
والمنصب
الحكومي..
ولكل إنسان
مخاطبوه،
والبيئة
التي يتعامل
معها
وللإنسان
اهواء
معنوية كما
له اهواء
مادية..
فهناك من يحب
أن يظهر..
وهناك من
يسعى نحو
الجاه،
والمركز في
قلوب الناس..
والرياء –
كما في
الحديث –
اخفى من دبيب
النملة في
الليلة
الظلماء على
الصخرة
الصماء لان
حب الدنيا
متمكن من
قلوب الناس..
وتساميهم
عليها،
وتوجههم إلى
الله من
الامور
الصعبة..
ورغم كل ذلك،
فالاخلاص
ليس
مستحيلاً،
ولا يعبد
المنال،
يوفق الله
تعالى له، من
يبذل الجهد
ويصدق النية
في محاولة
التنمية
الروحية،
والتربية
الدينية
والتصاعد
إلى الله،
فلا ينبغي ان
تكون صعوبة
الاخلاص
حاجزاً دون
السعي اليه..
والتنصل
منها..
وللمؤمن
مجالات
عديدة لشحذ
اخلاصه،
وتنمية
دوافعه
الدينية..
عاشر الناس..
وعش
انحرافهم..
وتحسس به،
وانطلق في
عملك غاضباً
لله.. علم
نفسك على
عبادة السر
صلاة السر..
وتسبيح السر..
وصدقه السر
ولا تحدث
بذلك الناس..
فان ذلك
تثبيت للصلة
بالله تعالى
وتنمية،
وقطعاً
لعلاقة
القلب
بالناس، عش
مفاهيمك في
الحياة من
خلال تلاوة
القرآن،
الدعاء
الإسلامي،
قراءة الكتب
الاخلاقية
ففي كل ذلك
وامثالها
شحذ للهمم
ودوافع
الخير،
والحياة
النفسية مع
الله.. شمول
العبادة،
وسعة
الاخلاص: اذا
انحصرت
العبادات
بالمعنى
الخاص –
المطلوبات
التي يشترط
فيها قصد
القربة – في
دائرة
محدودة هي
الصلاة،
والصوم،
والحج،
والاعتكاف..
الخ، فان
هناك مجالاً
كبيراً
لتوسيع
الفعل
العبادي
بحيث يشمل
الكثير من
الافعال،
والمطلوبات
الشرعية
التوصيلية..
بل، وكل
مطلوب كذلك،
لان هذه
المطلوبات
وان كان لا
يشترط الله
سبحانه ان
يأتي بها عن
طريق قصد
القربة، ولا
يلزمنا بذلك
إلا من
الممكن ان
نجعلها
عبادة،
ونقصد بها
وجه الله
الكريم.. خذ
مثلاً
الاكل،
والشرب،
التوسعة على
الاهل،
اللقاء مع
الاصدقاء..
وغير ذلك مما
هو مطلوب
شرعاً بنحو
من انجاز
المطلب
الشرعي فان
بالامكان ان
ننوي بكل ذلك
التقرب إلى
الله تعالى..
ونرجو من
خلاله
الاجر،
والثواب..
وفي الحديث
عن رسول الله
(ص) في وصية
لابي ذر:
(يا ابا ذر
ليكن لك في
كل شيء نية
حتى في النوم
والاكل) التوكل..تعزيز
الارادة
المسلم: في
القرآن
الكريم
اهتمام كبير
بالتوكل
والحث عليه. فالتوكل
في القرآن
الكريم
ظاهرة عامة
في سلوك
الانبياء: (قالت
لهم رسلهم ان
نحن إلا بشر
مثلكم ولكن
الله يمن على
من يشاء من
عباده، وما
كان لنا ان
نأتيكم
بسلطان، إلا
باذن الله،
وعلى الله
فليتوكل
المؤمنون،
وما لنا إلا
نتوكل على
الله، وقد
هدانا
سبلنا،
ولنصبرن على
ما
اذيتمونا،
وعلى الله
فليتوكل
المتوكلون)[2] وهو
ضرورة من
ضرورات
الإيمان،
ولازمة من
لوازمه.. كما
يبدو ذلك في
القرآن
الكريم: (ان
كنتم آمنتم
بالله فعليه
توكلوا، ان
كنتم مسلمين)[3]،
( وعلى الله
فتوكلوا ان
كنتم مؤمنين)[4]
وهو
معنى من
المعاني
التي ينشأ
القرآن
الكريم
عليها النبي
ويربيه. (فاعرض
عنهم، وتوكل
على الله،
وكفى بالله
وكيلا)[5]،
(ولا تطع
الكافرين،
والمنافقين،
ودع اذاهم
وتوكل على
الله)[6]،
ويحث عليه
المؤمنين: (وان
يخذلكم فمن
ذا الذي
ينصركم من
بعده، وعلى
الله
فليتوكل
المؤمنون)[7]،
(أن
كنتم آمنتم
بالله فعليه
توكلوا)[8]
اذهب
انت، وربك
فقاتلا: عندما
خرج موسى (ع)
من ارض بني
اسرائيل،
واجهته مهمة
إعدادهم
للدخول في
الارض
المقدسة،
التي كتب
الله لهم،
ولم تكن
الارض
المقدسة
خالية من
الناس، بل
كان فيها قوم
جبارون..
وبنو
اسرائيل
كسرتهم
الايام
السود في مصر
في ظل
الارهاب،
والتفرقة
العنصرية،
والاستخدام
كسرتهم
نفسياً
واذلتهم
اذلالاً
شديداً، فما
كان منهم حين
امرهم بدخول
الارض
المقدسة إلا
ان قالوا. (...ان
فيها قوماً
جبارين،
وانا لن
ندخلها حتى
يخرجوا منها)،
(قال رجلان
من الذين
يخافون انعم
الله
عليهما،
ادخلوا
عليهم الباب
فإذا
دخلتموه
فانكم
غالبون..
وعلى الله
فتوكلوا ان
كنتم مؤمنين)[9]
واجاب
المنطق
الاسرائيلي
المتخاذل
المشبع
بالذل: (ياموسى
اذهب انت،
وربك فقاتلا
انا هاهنا
قاعدون) يبدو
أن غاية ما
فهمه هؤلاء
من التوكل هو
ما يفهمه
الكثيرون
اليوم القاء
الكل على
الله،
واعطاؤه (وكالة)
وتفويضاً في
التصرف في
هذه
المواقف،
واتكال،
وقعود، وكسل
فالتوكل، هو:
استنابة
الله.. في
مواقف هي من
صلب المهمام
التي القاها
الله تعالى
على عاتق
البشر..
التوكل
الرزق
الحلال، أو
الحرام على
طريقة (الغراب
الاعمى)
المعروفة –
والتوكل
عندهم في
مواجهة
الانحراف
تفويض،
وانتظار
سلبي لا عين
له، ولا يد –
والتوكل
عندهم في كل
شيء،
اتكالية
ميتة
ممسوخة، ما
انزل الله
بها من سلطان.
|
|