الأخ الصالح في الله الأزمنة الخاصة للعبادة والتربية خامساً: الثقافة الإيمانية سادساً: المحاسبة والنقذ الذاتي ثامناًَ: الاعتكاف |
الاخ
الصالح في
الله: ومما
ينبغي على
المؤمن – في
مجال
التربية
الروحية –
اتخاذ الاخ
الصالح في
الله..
والاخوة
الصلحاء..
فان للاخوة
والقرناء
التأثير
البالغ على
شخصية
الإنسان،
لانهم اكثر
ما في
البيئة
الاجتماعية
تاثيراً
عليه،
واثراً في
شخصيته.. وقد
سجل القرآن
الكريم ان
بعض الناس
دخلوا إلى
النار بسبب
قرناء
السوء.. وبعض
كادوا ان
يدخلوها..
وعن الرسول (ص):
(المرء
على دين
خليله،
وقرينه)[1]
والتعاشر
بين
المؤمنين،
ولقاؤهم،
وعلاقتهم
الشخصية له
دور كبير في
استمرار
الروح
لإيمانية
عندهم،
وتنميتها
وتحصينهم
من
الانحراف،
والتحلل،
والتميع،
وتركيز
القيم
الإيمانية
في نفوسهم
فهي – باي
مستوى كانت
من الجدية
والهدفية –
مثمرة
ومنتجة،
وأفضل
بكثير من
العزلة
والانطواء
على الذات..
ان
الانطواء،
والعزلة
عند اكثر
الناس سبب
لانحرافهم
تماماً مثل
معاشرة
الاشرار. وهكذا
ينبغي على
المؤمن: 1
– التخلص من
العلاقة
بقرناء
السوء: (لا
ينبغي
للمسلم ان
يواخي
الفاجر
فانه يزين
له فعله،
ويحب ان
يكون مثله،
ولا يعينه
على أمر
دنياه ولا
أمر معاده..
ومدخله
إليه
ومخرجه من
عنده شين
عليه) كما
ورد عن امير
المؤمنين[2]
ولكن
إذا كان
يضمن عدم
التأثر به
ويحتمل
التأثير
عليه فلا
بأس
بمصاحبته
من اجل
هدايته،
واصلاحه،
وفي ذلك
ثواب عظيم، (يا
علي لان
يهدين الله
بك رجلاً
خير لك مما
طلعت عليه
الشمس وما
غربت) 2
– عدم العزلة
والانقباض
عن الناس
خصوصاً عن
المؤمن لما
للعزلة من
اخطار
كثيرة،
وكبيرة على
شخصية
الإنسان..
وان كانت
العزلة
الموقتة
الدورية
امراً
ضرورياً في
حياة
المؤمن كما
سيأتي ان
شاء الله
تعالى. ولذا
ورد عنهم (ع):
الحث على
التزاور
والتعاطف. (اتقوا
الله
كثيراً،
وكونوا
اخوة بررة،
متحابين في
الله،
متواصلين
متراحمين،
تزاوروا،
وتلاقوا،
وتذكروا
امرنا،
واحيوه)، (تواصوا،
وتباروا،
وتراحموا،
وكونوا
اخوة بررة،
كما امركم
الله عزوجل) وعن
خثيمة قال:
دخلت على
ابي جعفر (ع)
اودعه فقال: (يا
خثيمة ابلغ
من ترى من
موالينا
السلام،
واوصهم
بتقوى الله
العظيم،
وان يعود
غنيهم على
فقيرهم،
وقويهم على
ضعيفهم.. وان
يشهد حيهم
جنازة
ميتهم، وأن
يتلاقوا في
بيوتهم،
فان لقيا
بعضهم
بعضاً حياة
لأمرنا،
رحم الله
عبداً احيى
امرنا،
ياخثيمة:
ابلغ
موالينا
انا لا نغني
غنهم شيئاً
إلا بعمل،
وانهم لن
ينالوا
ولايتنا
إلا
بالورع،
وان اشد
الناس حسرة
يوم
القيامة من
وصف عدلاً
ثم خالفه
إلى غيره) وعن
أمير
المؤمنين (ع): (لقاء
الاخوان
مغنم جسيم
وان قلوا) وعن
ابي
عبدالله (ع): (تزاوروا
فان في
زيارتكم
احياء
لقلوبكم
وذكراً
لاحاديثنا،
واحاديثنا
تعطف بعضكم
على بعض) وعن
ميسر عن ابي
جعفر (ع) قال
لي: (اتخلون،
وتتحدثون،
وتقولون ما
شئتم؟ فقلت:
أي والله،
انا لنخلوا
ونتحدث،
ونقول ما
شئنا، فقال:
اما والله
لوددت اني
معكم في تلك
المواطن،
اما والله
اني لاحب
ريحكم
وارواحكم،
وانكم على
دين الله،
ودين
ملائكته،
فاعينوا
بورع
واجتهاد)[3] 3
– وليس يكفي
قطع
العلاقة مع
الاشرار،
وقرناء
السوء
وتكوين
العلاقات
الوثيقة
بالمؤمنين،
وانما يلزم
كل مؤمن – من
اجل تكوين
الجو
الإيماني –
ان ينمي من
جدية
العلاقة لا
بمعنى
اخلائها من
كل مضمون
عاطفي،
وصلات
شخصية، بل
بمعنى
اثرائها،
والاستفادة
الرسالية
منها.. لان
هذا هدف
رئيس من
اهداف
تمتين
العلاقة،
وتوثيقها
بالمؤمنين.. الازمنة
الخاصة
للعبادة
والتربية: وكما
أمر
الإسلام
باتخاذ (امكنة)
خاصة
للتربية
والعبادة
كذلك ركز في
الشعور
الديني عند
المسلمين (ازمنة
معينة)
خصصها
للتربية،
والعبادة
من قبيل
الشهر
العظيم،
شهر رمضان
المبارك،
شهر الله
الذي
يستضيف فيه
المؤمن
ويستمطرون
بركاته،
وهداه،
وغفرانه،
ورحمته.. هذا
الشهر
الحافل
بالعطاء،
والممارسات
العبادية
التي يعز
على
الإنسان
المؤمن ان
تفوته حتى
لو كان
يمارى
أعمالاً
اخرى أهم
والزم.. لقد
شاء الله
تعالى في
تربيته
لعباده.. ان
يوجد إلى
جانب الخط
الدائم في
التربية.. خط
الصلاة
اليومية
والذكر
المستمر
خطاً أخراً
دورياً
يتمثل في
اوقات
معينة
يستعد فيها
المؤمنون
إلى نشاطات
عبادية
اكبر. دورة
اسبوعية
تمثله في
يوم الجمعة
المباركة
من حيث ما
فيه من
ادعية،
وزيارات،
وتوجيهات،
ودورة
سنوية
متمثلة في
شهر رمضان
المبارك،
الذي يتم
الإعداد
الروحي له
في شهر رجب،
وشعبان،
والشهرين
العظيمين
في الشهور..
ودورة
حياتية
متمثلة في
الحج قابلة
للاستزادة
في كل حين..
ودورة في
ايام
معدودات
متمثلة في
الاعتكاف
الذي يمكن
اداؤه في أي
وقت
تقريباً
وفي هذه
الدورات
ينتفي مضعف
الالفة
الذي نجده
في الصلاة
اليومية،
ويعيش
المؤمن
العبادة
غضة طرية في
ايام قليلة
من العمر.. 5
– الثقافة
الإيمانية: الثقافة
هي – في واحد
من
مداليلها
المتعددة،
نقصده هنا
بالذات – هي
الرؤى
الفكرية
التي تؤثر
في عواطف
الإنسان
وسلوكه،
وقيمه،
وطريقته في
الحياة. والثقافة
الإيمانية،
هي بصائر،
وهدى،
وافكار
تقرب من
الله وتسهل
الطريق على
من يريد ان
يتكامل في
هذا الطريق. ليست
الافكار
مقطوعة
الصلة
بالحياة
العاطفية
والسلوكية
للإنسان،
بل لها اكبر
الاثر
فيها،
وتؤثر،
وتتأثر
بها،
ويتكاملان،
كما يقتضي
ذلك منطق
القرآن،
الكريم. (كونوا
ربانيين
بما كنتم
تعلمون
الكتاب
وبما كنتم
تدرسون)[4]
(لأنتم
اشد رهبة في
صدورهم من
الله، ذلك
بانهم قوم
لا يفقهون)[5]
وعلى
أساس هذا
المنطق
القرآني
ففي
الثقافات
ما يقرب إلى
الله ومنها
ما يبعد عنه:
الدافع إلى
الله يفتح
للإنسان
عينه،
ويبصره
نقاط ضعفه،
وسبيل
نموه،
واساسيات
حياته
الدينية،
ومنها
الحاجز
الذي يحول
بين الروح
الإنسانية،
وبين
الانطلاق
في طريق
التحرر
الذاتي
والتكامل
الوجداني
وعبادة
الله. والثقافة
الإيمانية
التي تقرب
إلى الله
تعالى..
تتالف من
عنصرين: 1
– المنهج
الإسلامي
في التفكير
الذي ينظر
إلى
الاشياء
بالطريقة
القرآنية،
أو المنطلق
الإسلامي
الخاص،
الصدور عن
القرآن
الكريم،
التلقي من
الله
تعالى،
والانفتاح
على كلماته
التعامل
الفكري مع
الغيب، لا
الغيبة
الميتة، بل
التعقل
الذي يأخذ
فيه الدين
موقعاً
مركزياً،
سواء في
الشعور، ام
في
الالتزام..
والمعايشة
الفكرية
الكثيرة،
للفكر
الغربي
والاتجاهات
المادية،
وعدم
الاهتمام
الثقافي
بالقرآن
الكريم
والسنة،
والتأريخ
الخاص يؤثر
بشكل واضح
على طريقة
المؤمن في
التفكير،
وكيفية
تناوله
للامور،
ويبدوا له
الدين من
خلال ذلك
اتجاهاً
بين
الاتجاهات..
وطريقة من
الطرق
يدافع عنها
ولكن
منهكاً
مرهقاً. 2
– الافكار
والمعلومات
الإيمانية
في مجال
العبادة
والاخلاق،
والسيرة
والقرآن
الكريم،
والنفس
البشرية
والعلاقات
مع الناس،
وغير ذكل
مما تتشكل
المعرفة
فيه
إعداداً
فكرياً،
للتربية
الروحية،
وتكوين
الاحاسيس،
المشاعر
الإيمانية،
وبناء
السلوك
الديني
المستقيم،
وقد تعيش مع
الكثير من
المؤمنين،
يستهينون
بالأعمال
العبادية،
فلا يرونها
مهمة انما
المهم
عندهم
الفكر،
والعمل
الفكري،
والاهتمام
بامور
الناس،
وهؤلاء لا
يفتقرون
إلى قلب
سليم، أو
نية حسنة أو
روح دينية،
وانما
يفتقرون
إلى رؤية
سليمة فقط
من الممكن
ان تتوضح
لهم بسهولة..
فيفتح لهم
ذلك الطريق
إلى الله..
والنمو
الروحي
والوجداني. ان
الافكار
والثقافة
التي تتصل
بالقرآن،
الكريم،
وكلمات
الرسول (ص)
واهل بيته
وسيرته
تصحح
الكثير من
الافكار
الخاطئة عن
التربية
الروحية،
وعن
الإسلام
بشكل عام،
وتصدر
بالإنسان
المسلم من
منبع ثقافي
أصيل،
وتخلق له
اطاراً
ذهنياً،
وشعورياً
يتعامل معه..
وداخله،
وهو اطار
يفترض
المبادىء
الدينية،
ويجعل من
المؤمن
يتعامل مع
الافكار من
خلالها،
وليس على
حسابها،
وهي ايضاً
معايشة،
ولقاء
مستمر مع
الله
تعالى، ومع
القادة
الميامين
الاطهار (ع). ومن
الممكن هنا
ان نسجل بعض
الكتب في
المجال
الاخلاقي
والتربوي
نرى من
الضروري
للإنسان
المؤمن ان
يتدارسها،
ويتعامل
معها
باستمرار: 1
– اصول
الكافي
الثقة
الإسلام
الكليني
المتوفي في
النصف
الأول من
القرن
الرابع
الهجري،
والجزء
الثاني منه
بالخصوص
وهو يشتمل
على كتاب
الإيمان،
والكفر،
وكتاب
الدعاء،
كتاب فضل
القرآن،
كتاب
العشرة. 2
– وسائل
الشيعة
للحر
العاملي،
فان فيه
مجموعة
كبيرة
مفيدة من
هذه
الناحية..
منها:- كتاب
جهاد النفس..
المذكور في
كتاب
الجهاد،
وكتاب
ابواب
العشرة.. في
كتاب الحج،
كتاب جامع
السعادات
للنراقي،
وهو كتاب
اخلاقي
إسلامي.. وهو
على العموم
كتاب نافع
جليل،
ومؤثر اريد
به ان يكون
رداً على
الانحراف
الصوفي
والتحلل
الديني في
آن واحد،
ولا يضر في
الاستفادة
من هذا
الكتاب عدم
ضبط
رواياته،
أو العموم..
ومأمون
الجانب في
هذا المجال. ومن
الكتب
النافعة
وفي هذا
المجال..
مجال الفكر
الإيماني
كتاب فلسفة
الصلاة،
ومكة في
ضمير
المسلم
للشيخ علي
الكوراني،
وتذكرة
الدعاء
للبهي
الخولي،
والكتاب
المسيحي،
دائرة
المعارف
السيكولوجية
المترجم في
جزئين من
قبل عبد
اللطيف
شرارة،
وبعض آخر
فانه كتاب
نفسي عملي
ومفيد.. 6
– مخالفة
الاهواء –
الصوم: ان
كل مؤمن له
اهواؤه – قلت
او كثرة وهي
قد تتغلب
بالمال،
الاكل
والشرب،
الجاه
والمركز،
التحكم
والسيطرة
على
الآخرين،
الخ, والهدف
النهائي
الذي يطمح
إليه
المؤمن هو
الغاء هذه
الاهواء من
نفسه،
وتطهير
مشاعره،
ووجدانه
ودوافعه
منها
تطهيراً
كاملاً. اما
المهمة
الانية
والملحة،
فهي اضعاف
تأثير هذه
الاهواء
على
السلوك،
والتحكم
فيها، وعدم
السماح لها
بالسيطرة
على النفس،
بل عدم
السماح لها
بالنفوذ
بأي شكل من
الاشكال..
وبكلمة
اخرى: ان
المهمة
الانية
للإنسان
المؤمن هي
تأمين
سيطرة
الارادة
الربانية
على
النشاط،
والسلوك
بحيث تكون
مقدمة على
الاهواء،
والميول
الذاتية في
النفس.. والتحكم
في
الاهواء،
والغاؤها
نهائياً من
صفحة النفس
والشعور
ينتج من
مجموعة
عوامل
اهمها و أو
من اهمها..
مخالفة
الهوى.. (واما
من خالف
مقام ربه
ونهى النفس
عن الهوى
فان الجنة
هي المأوى) وذلك
لان كل
عاطفة، أو
انفعال او
هوى، يضعف
إذا لم تنفذ
مطالبه،
ولم يلب ما
تقتضيه من
تصرفات.
وبكلمة
اخرى: توجد
لدينا
حقيقتان
ثابتتان: 1
– ان لكل
عاطفة، أو
هوى، أو
انفعال
تصرفاً
يقتضيه
وينتهى
اليه، فحب
المال
ينتهي إلى
الحفاظ
عليه، وعدم
التصدق به
وحب المركز
يقتضي من
الإنسان،
الظهور
امام الناس
في
المجالات
الفكرية،
او
الخطابية
أو الدينية.. 2
– ان الفصل
بين الهوى،
وبين
نتيجته
العملية،
وعدم تلبية
مطالبه
اضعاف له،
وزعزعة
لسيطرته
على النفس،
وتحكمه في
السلوك،
وتقوية
للارادة
الربانية (الجهاز
الحاكم في
الشخصية
الإسلامية)،
والفصل بين
الهوى،
ونتيجته
العملية
أمر ممكن
لان
العلاقة
بينهما
علاقة (الاقتضاء)
لا علاقة (اللزوم). ان
مخالفة
الاهواء
بالنسبة
إلى
الإنسان
المؤمن
العامل في
سبيل الله
هي من أهم
مهامه
الانية..
لانه احوج
من غيره إلى
الارادة
الحازمة،
والقدرة
على التحكم
في الاهواء
ومخالفة
النفس.. ان
خوف مقام
الله
تعالى،
ومخالفة
النفس،
والصبر
واليقين هم
دعائم
الشخصية
الرسالية
القيادية،
أو من
دعائمها
المهمة،
وقد بين
الله
تعالى، انه
قد جعل من
بني
اسرائيل
ائمة لما
صبروا،
وكانوا
بأياته
يوقنون
والصبر، هو
الارادة
الحازمة ضد
ميول
النفس،
واتجاهاتها
الذاتية،
ولا يتم
تكوين هذه
الارادة
إلا من خلال
مخالفة
النفس. وللإسلام
طريقته
الخاصة في
مخالفة
الاهواء.. ان
الصوفي لا
يهمه ان
يخالف هواه
عن طريق
القاء ماله
في البحر..
أو عن طريق
سرقة اموال
الناس
ليكتشفوه
بعد ذلك
فهينوه،
وتسقط
هيبته من
اعينهم
فيعاف
الظهور،
والمركز،
أو عن طريق
الوقوف على
رأسه إلى
الصباح كما
ينقل
الغزالي
ذلك في (احياء
علوم الدين)
ان هذه
الوسائل
محرمة في
نظر
الإسلام،
ولم ينزل
الله بها من
سلطان،
قلنا فيما
سبق ان من
روائع
الإسلام،
ومن نعم
الله
تعالى،
علينا انه
كما حدد لنا
الاهداف
التربوية
كذلك حدد
لنا
الوسائل
ولم يتركنا
للتخبط
الصوفي،
وترهات
الغزالي،
وأمثاله،
أو إلى
طريقة
التأمل
البوذي.. أو
غير ذلك من
محاولات
هذا الكائن
الجاهل
الضعيف.. أمر
الإسلام
بالتحكم في
النفس.. واكد
على ضرورة
سيطرة
الارادة
الربانية
ومخالفة
الاهواء..
وحدد لنا
الطريق. لا
ترمي مالك
في البحر،
ولا تبسط
يدك كل
البسط
فتقعد
ملوماً
مدحوراً،
ولا تسرف
لان الله لا
يحب
المسرفين،
ولكن انفق
العفو، واد
الصدقات
المستحبة
والواجبة..
والإسلام
يعي ان
الهدف من
الزكاة،
والصدقة
ليس هو
اعانة
الفقراء
فقط ولكن
تطهير
الوجدان
البشري من
حب المال،
وتمكنه من
القلب. (خذ
من اموالهم
صدقة
تزكيهم بها
وتطهرهم) ومن
هنا فان
الإسلام في
باب الصدقة
اوجب
الزكاة..
ولكن من جهة
اخرى حث على
الصدقة..
وكان هذا
الحث بدرجة
الاستحباب..
وهذا يعني
ان الإسلام
يريد من ذلك
ان يكون
طواعيه،
واختياراً
ليكن اثر
قدرة على
التطهير
والتزكيه..
وحث إلى
جانب ذلك ان
تكون
الصدقة
سراً لان
صدقة السر
افضل من
صدقة
العلانية..
واكثر قدرة
على تنمية
الروح
المخلصة
والروح
المرتبطة
بالله.. ومن
هنا كان على
المؤمن ان
ينفق عفو
ماله،
وفضله ان
يتحسس
حاجات
اخوانه،
وان يحافظ
على الطابع
السري
للانفاق
قدر
الامكان. ولم
يرد
الإسلام ان
يعيش على
مزابل
الكلاب
ليواجه
بذلك
اهواءه كما
يقول
الصوفي.. (لا
يكون
الصوفي
صوفياً حتى
يجعل من
زوجته
ارملة، ومن
أولاده
ايتاما،
ويعيش على
مزابل
الكلاب) وانما
امره إلى
جانب
الصدقة،
والانفاق
السري ان
يصون لسانه
من الكذب،
والغيبة،
ومن
محاولات
الظهور،
والثرثرة،
وان تكون
قاعدته
الصمت إلا
في موارد
الحاجة
والضرورة،
وان يتعلم
الصوم
المستحب..
الذي يكف به
عن الشهوة
ساعات،
شهوة
الجنس،
وشهوة
الطعام
والشراب..
والصوم
المستحب من
اروع
العبادات
الإسلامية
التي تربط
الإنسان
بالله
تعالى،
وتنمي
الارادة،
وتصعد من
ملكة الصبر..
ومن أهم
مجالات
الصوم
المستحب،
صوم ثلاثة
ايام في
الشهر.. (أول
خميس من
الشهر،
واخر خميس،
والاربعاء
الوسطى) وقد
ورد الحث
الشديد على
ذلك في
النصوص.. وهو
من القدرات
الروحية
التي أن
كانت
مستحبة على
الإنسان
المسلم من
زاوية
شرعية، فهي
الزامية
على
الداعية من
ناحية
المنطق
الاخلاقي،
والروحية
الإسلامية..
لان
الداعية
يلزمه ان
يعد نفسه
لتحمل
القول
الثقيل،
والسير في
طريق ذات
الشوكة،
وان يعاني
مرارة
الاستقامة
في خضم
العمل
الاجتماعي،
وكل هذا لا
يتم إلا من
خلال
التربية،
والإعداد
الروحي
القائم على
هذا،
وامثاله،..
ومن عناصر
الداعية
المسلم في
هذا
الميدان هو
ان يتامل
ذاته،
ويحسب
نشاطه،
ويدرسها..
سيجد ان بعض
التصرفات
تقوم على
أساس دواعي
الهوى ولم
يقصد الله
فيها، ولم
يذكره اصلا..
هنا يجب
عليه، أو
ينبغي له ان
يتوقف
موقتاً،
وان يتأمل
قبل
الاداء،
فان كان
تصرفه،
وموقفه
ضرورياً من
الناحية
الشرعية
اقدم عليه،
واداه
مثاباً
ماجوراً،
وان لم يكن
موقفه
ضرورياً من
الناحية
الشرعية،
والدعوتية
تركه،
واهمله..
خاصة في
موارد
التقييمات،
والكلام
على الناس،
ومواجهتهم.. 7
– المحاسبة،
والنقد
الذاتي: 1
– عن ابي
الحسن
الرضا (ع) قال:
(ليس
منا من لم
يحاسب نفسه
في كل يوم،
فان عمل
حسناً
استزداد
الله، وان
عمل سيئاً
استغفر
الله منه
وتاب اليه) 2
– عن ابي ذر (ره)
في وصية
النبي (ص) انه
قال: (يا
ابا ذر حاسب
نفسك، قبل
ان تحاسب،
فانه اهون
لحسابك
غداً، وزن
نفسك، قبل
ان توزن..
وتهجز
للعرض
الاكبر يوم
تعرض،
لاتخفى على
الله خافية..
يا ابا ذر لا
يكون الرجل
من المتقين
حتى يحاسب
نفسه اشد من
محاسبة
الشريك
شريكه
فيعلم من
اين مطعمه
ومن اين
مشربه، ومن
اين ملبسه،
امن حلال أو
من حرام، يا
ابا ذر من لم
يبال من اين
اكتسب
المال لم
يبال الله
من اين
ادخله
النار) 3
– عن علي (ع) عن
النبي (ص) قال:
(اكيس
الكيسين من
حاسب نفسه،
وعمل ما بعد
الموت فقال
رجل: يا أمير
المؤمنين
كيف يحاسب
نفسه؟ قال:
إذا اصبح ثم
امسى رجع
إلى نفسه
وقال:
يانفسي ان
هذا يوم مضى
عليك لا
يعود اليك
ابداً..
والله
يسألك عنه
بما
افنيته،
فما الذي
عملت فيه
اذكرت الله
ام حمدته،
اقضيت
حوائج مؤمن
فيه، انفست
عنه كربه
احفظته بعد
الموت في
مخلفيه
اكففت عن
غيبة اخ
مؤمن. اعنت
مسلماً، ما
الذي صنعت
فيه؟ فيذكر
ما كان منه،
فان ذكر انه
جرى منه خير
حمد الله،
وكبره على
توفيقه وان
ذكر معصية،
أو تقصيراً
استغفر
الله، وعزم
على ترك
معاودته). 4
– علي بن
طاوس روينا
في الحديث
النبوي
المشهور:
(حاسبوا
انفسكم قبل
ان
تحاسبوا،
وزنوها قبل
أن توزنوا
وتجهزوا
للعرض
الاكبر)[6]
ان
البناء
الروحي.. وهو
تمكين
الإيمان
والارادة
الربانية
من النفس في
فكرها،
ووجدانها،
ونشاطها.. لا
يتم إلا من
خلال تقوية
الإيمان،
والوجدان
الإسلامية،
والارادة
الربانية
من جهة..
والوعي
الذاتي،
ومعرفة حيل
النفس،
واساليبها
في الدفاع،
ونقاط
ضعفها من
جهة اخرى،
وذلك لان من
الممكن ان
تعمل
الدوافع
الذاتية في
النفس من
دون ان يشعر
بها
الإنسان،
والوعي
الذاتي
الشامل،
ومعرفة
النفس يتم
من خلال ما
يلي: 1
– دراسة
النفس
دراسة
شاملة.. حيث
يقوم
المؤمن هنا
بملاحظة
ذاته من
خلال
تجربتها
السابقة،
وخبرته
الطويلة
بها..
ويدرسها
دراسة
كاملة..
ويحدد ما
فيها من
نقاط ضعف،
ونقاط قوة..
ويركز ذلك
في ذهنه، أو
يسجله في
مذكراته،
وتشمل هذه
الدراسة
الحالات
كافة،
الجانب
الثقافي،
والجانب
الروحي
والجانب
العلمي.. الخ. 2
– يراقب
الإنسان
المؤمن
ذاته،
ويركز نظره
عليها في
نشاطها
اليومي. 3
– يحاسب ذاته
محاسبة
دورية
يومية، أو
اسبوعية،
ويدرس في
ذلك
نشاطاته
السابقة ما
قدمه، وما
خالف فيه،
وما قصر عنه
ويحدد ذلك.
فيحمد
الله، ان هو
اطاع الله،
وذكره،
وتورع عن
محارمه،
ويتوب عما
خالف.. ويعزم
على الترك،
ويبني
نهجاً
جديداً،
وهكذا في كل
دورة. وليحذر
المؤمن
اثناء كل
ذلك من خداع
النفس، ومن
غرورها،
وعجبها
فانها
امارة
بالسوء إلا
مارحم
الله،
مهلكه
لصاحبها
إلا ما وفق. 8
– الاعتكاف: عن
ابي
عبدالله (ع): (كان
رسول الله (ص)
إذا كان
العشر
الاواخر (من
رمضان)
اعتكف في
المسجد
وضربت له
قبة من شعر،
وشمر
المئزر
وطوى فراشه)،
وعنه
(ع) عن ابائه
عن رسول
الله (ص): (اعتكاف
عشرة في
شهرة رمضان
تعدل
حجتين،
وعمرتين)[7]
في
الاعتكاف
عناصر
متعددة،
وجهات
كثيرة تمثل
طابعه
التربوي
المتميز
وفيه: 1
– التفرغ
للعبادة
وذكر الله،
فالمؤمن في
ايامه
العادية
يحكم
ضرورات
الحياة،
وضرورات
العمل لا
يمكن ان
يؤدي
الكثير من
المستحبات
العبادية،
ولهذا فهو
يقتصر على
مقدار قليل
معين من
العبادات
ام
الاعتكاف،
فهو المكث
في المساجد
للعبادة..
فيه يتفرغ
الإنسان
المؤمن،
ويتنصل
موقتاً عن
الاشغال في
الحياة
الخاصة،
والأعمال
الاجتماعية
ليؤدي لربه
حقه.. ولنفسه
حقها.. وهو
عليه دورة
تربوية
ضرورية
للإنسان
المسلم،
يستزيد
فيها من ذكر
الله،
ومعايشة
تصوراته عن
الكون،
والحياة،
والوجود،
ويتذكر
فيها ايام
الله
الخالية
فتعيش
روحه،
وقلبه،
بالنشاط
العبادي
المكثف
الجديد على
النفس،
الذي لم
يتضرر
بالالفة،
وروتين
العادة،
واقتطاع
هذه الايام
المعدودة
ضرورة
تربوية من
اجل
الإعداد،
والتركيز
الروحي.. وهو
نظام اختطه
الله تعالى
في منهجه
التربوي
لهذا
الإنسان. 2
– مخالفة
الاهواء..
متمثلة في
الصوم إذ (لا
اعتكاف إلا
بصوم) الذي
يمثل
مخالفة
الهوى
النفس في
الاكل
والشرب
والجماع..
وفي
الامتناع
عن المرء،
والجدال. 3
– العزلة
المؤقتة عن
الناس،
واتاحة
الفرصة
لمراجعة
النفس،
ومحاسبتها
واختبارها..
فانت في خضم
العمل
الاجتماعي
مملوك
لمهماتك
الاجتماعية..
وهذا ما
يضعف م
اصالة
الفعل،
وايداع
النشاط،
ومن مراجعة
الذات،
وتقييمها
وبالتنصل
موقتاً من
العمل
الاجتماعي،
وسفاسف
الحياة
الصغيرة،
وحتى عن
العمل
الفكري
يتيح
للإنسان ان
يراجع
ذاته،
وينظر في
عيوبها،
ويقيمها
تقييماً
شاملاً،
ولينطلق
بعد ذلك في
مواقفه عن
طواعية،
واختيار،
وتلقائية،
واخلاص
وليزيد من
تثبته
الديني،
وتركيز
علاقته
بالله
تعالى
وانقطاع
رجائه،
وانشداده
إلى الناس،
والاشياء،
والاهداف
المرحلية
اليومية. ومن
هنا كان
الاعتكاف..
احدى
الضرورات
الدورية
المهمة
للداعية
يتخلى فيها
عن رداءة
التصرف،
ويمحص ذاته
من شوائب
الرياء
والسمعة
والانشداد
إلى الناس
ويتجلى
فيها
الاخلاص،
والتثبت،
والتركيز،
الديني..
تركيز
العلاقة
بالله
تعالى..
ونشير
اخيراً.. إلى
ان الإسلام
لا يشجع
العزلة
التامة
المستمرة
على الناس
فان في هذا
اخطاراً
كبيرة على
النفس،
وتتنافى مع
ما يعده
الإسلام
للإنسان
المسلم من
ادوار
اجتماعية،
وعطاء
اجتماعي
متميز..
ولهذا يؤكد
الإسلام في
نصوص كثيرة
على ان لا
يكون
الاعتكاف
إلا في مسجد
جامع تقام
فيه الصلاة
جماعة.
9
– نظرة عامة
في
الاساليب
التربوية[8] نلاحظ
ان اساليب
الإسلام في
التربية
اكثر مما
ذكرنا.. ونحن
هنا
لخصناها
بايجاز.. "
الختام " ان
موضوع (الإعداد
الروحي) من
أهم
الموضوعات
الإسلامية
العاجلة،
لانه
الاساس
الذي تقوم
عليه
التربية
الإسلامية
للإنسان
المسلم في
كل جيل.. واذ
انهي هذا
البحث بحمد
الله فاني
اشعر
بنواقصه
التي ارجو
ان تتدارك
في
المستقبل
ان شاء الله..
ان التجربة
الروحية
شرط أساسي
لنجاح مثل
هذا البحث،
وكذلك
الاداء
التربوي
البليغ
والمعاصرة
الطويلة..
وكل هذه
الشروط مما
ينقص هذا
البحث.. ولكن
اتمنى ان
يتناول هذا
الموضوع
رجال
عرفناهم
بتجربتهم
الروحية
السليمة،
وقلمهم
الإسلامي
المعبر،
وهمومهم
الإسلامية
وثقافتهم
الواسعة. واسأل
الله تعالى
في الختام
ان يعصمنا
من الزلل،
وان لا
يمقتنا
لقول نطقنا
به، ولم
نفعله، وان
لا يجعل
اعمارنا
مرتعاً
للشيطان،
وان يجعلنا
من المعانين،
والمجاهدين
فيه
والمهتدين
إلى سبيله..
انه سميع
مجيب.. ليلة
القدر
المباركة 23/رمضان
المبارك/1398
هـ [1]
اصول
الكافي ج2 ص642. [2]
اصول
الكافي ج2 ص64. [3]
اصول
الكافي ج2 ص175
ـ 179 وص186 ـ 178. [4]
سورة
آل
عمران/79. [5]
سورة
الحشر/13. [6]
الوسائل
جهاد
النفس ج6 ص 379 –
380. [7]
الوسائل
باب
من كتابب
الاعتكاف [8]
مما
يؤسف له ان
هذا
الموضوع قد
سقط من
الكتاب من
خلال نقله
من العراق
إلى الكويت
إلى ايران.
|
|