أ ـ تعزيز إرادة الصمود في وجه التحديات ب ـ تعزيز إرادة الاقدام الاتكالية الاعتماد على الذات التوكل التوكل والتخطيط التعقل بعد آخر للإرادة المسلمة تعقل بلا إرادة وإرادة بلا تعقل |
فاذا
عزمت فتوكل: وجل
موارد
التوكل تأتي
لشيء آخر هو
تعزيز ارادة
الصمود في
وجه تحديات
الكفر
والضلال..
وتعزيز
ارادة
الاقوام في
اللحظات
الحرجة.. وهو
لهذا داعية
للعمل،
وباعث عليه،
وليس مثبطاً
عنه، أو
تفويضاً
عنه،
وبديلاً. أ–
تعزيز ارادة
الصمود في
وجه
التحديات:
–
(واتل عليهم
نبا نوح إذ
قال لقومه
ياقوم ان كان
كبر عليهم
مقامي،
وتذكيري
بآيات الله،
فعلى الله
توكلت
فاجمعوا
امركم،
وشركاءكم ثم
لا يكن امركم
عليكم غمة ثم
اقضوا لي،
ولا تنظرون)[1]
–
(الذين قال
لهم الناس ان
الناس قد
جمعوا لكم
فاخشوهم
فزادهم
إيماناً،
وقالوا
حسبنا الله،
ونعم الوكيل)[2]
–
(فما آمن
موسى إلا
ذرية من قومه
على خوف من
فرعون،
وملائهم ان
يفتنهم، وان
فرعون لعال
في الارض،
وانه لمن
المسرفين،
وقال موسى
ياقوم ان
كنتم آمنتم
بالله فعليه
توكلوا ان
كنتم
مسلمين،
فقالوا على
الله توكلنا
ربنا
لاتجعلنا
فتنة للقوم
الظالمين،
ونجنا
برحمتك من
القوم
الكافرين)[3]
–
(قالت لهم
رسلهم ان نحن
إلا بشر
مثلكم، ولكن
الله يمن على
من يشاء من
عباده، وما
كان لنا ان
نأتيكم
بسلطان إلا
باذن الله،
وعلى الله
فليتوكل
المؤمنون..
وما لنا إلا
نتوكل على
الله، وقد
هدانا
سبلنا،
ولنصبرن على
ما
آذيتمونا،
وعلى الله
فليتوكل
المتوكلون)[4]
في
هذه الآيات
المباركة
تبدو واضحة
قيمة التوكل
في تعزيز
ارادة
الصمود..
والصبر في
المحنة،
والبلاء،
والثبات على
الاستقامة
فنوح (ع)
يستهين بملة
الكفر على
ضخامة
الحجم،
وشراسة
المواجهة،
لانه توكل
على الله..
والمؤمنون
عندما يقول
لهم الناس::
ان الناس قد
جمعوا لكم
فاخشوهم.. لا
يخشوهم
وانما
يزدادون
إيماناً..
ويحتسبون
الأمر عند
الله وعليه
يتوكلون..
وموسى (ع)
يغذي قومه في
الأيام
الصعبة
بالتوكل،
لان التوكل
زاد
الصامدين
الصابرين،
وهكذا الرسل
يصبرون على
الاذى،
والتكذيب
بمعونة
التوكل
والاحتساب. من
اين جاءت هذه
القيمة
العملية
الكبرى
للتوكل..
وكيف يتاح
للتوكل ان
يعزز فينا
ارادة
الصمود،
والقدرة على
المواجهة؟! هذه
القيمة
العملية
للتوكل تنبع
في حقيقة
الأمر من
تفويض
العنصر غير
الاختياري
إلى الله،
فانت تقوم
بدورك،
وتنهي
مهمتك، وما
تبقى على
الله تفوضه
إلى الله
وحده.. بعد ان
تحذر من
الوقوع في
الخطأ،
والتهور،
وتجاهد قدر
ما تستطيع..
بعد هذا لن
تبقى قلقاً
على ما تبقى..
فانت لا يهمك
ما تبقى
لايهمك، ان
قتلت، أو مت،
أو عذبت..
لانك قد جعلت
هذا بعين
الله، ووكلت
الأمر اليه..
يقرر ما
يشاء، ويفعل
ما يشاء،
وليس لك سوى
الرضا،
والقناعة. ب
– تعزيز
ارادة
الاقدام: (فاعف
عنهم،
واستغفر
لهم،
وشاورهم في
الامر، فإذا
عزمت فتوكل
على الله ان
الله يحب
المتوكلين،
ان ينصركم
الله فلا
غالب لكم،
وان يخذلكم
فمن ذا الذي
ينصركم من
بعده، وعلى
الله
فليتوكل
المؤمنون)[5]
(قالوا
يا موسى ان
فيها قوماً
جبارين وانا
لن ندخلها
حتى يخرجوا
منها فان
يخرجوا منها
فانا
داخلون، قال
رجلان من
الذين
يخافون انعم
الله
عليهما،
ادخلوا
الباب فإذا
دخلتموه
فانكم
غالبون،
وعلى الله
فتوكلوا ان
كنتم مؤمنين) بينما
كان التوكل
في الآيات
السابقة
تعزيزاً
لارادة
الصمود،
للصبر،
للثبات،
والاستقامة،
رغم الضغوط
والتحديات،
فانه في
هاتين
الآيتين
يقوم بدور
المعزز
لارادة
الاقدام..
والفعل..
للارادة
المؤمنة
الهجومية،
التي تفتح
على
الجبارين
معاقلهم،
وتلقنهم
الدروس في
عقر ديارهم
والحصون
التي يحتمون
بها من ارادة
الله..! وفي
كل مشروع في
الحياة
العملية
يستهدف بعض
النتائج
توجد أسباب
اختيارية،
وأسباب خارج
دائرة هذا
الفرد أو
ذاك،
والإنسان
كثيراً ما
يتردد، او
يضعف، وتضعف
ثقته بنفسه،
وادائه،
لتوقعه دخول
عناصر ليس
بالحسبان
تنتهي إلى
فشل المشروع
المذكور. والتوكل
يعالج هذه
النقطة فانت
عليك ان تؤدي
ما باختيارك
واوكل ماليس
بالاختيار
إلى الله
تعالى..
واستمد
العون منه..
وادعه ان
يتمم عملك،
يكمله لك.. الاتكالية.
الاعتماد
على الذات.
والتوكل: الاتكالية..
هي ان تنفض
يدك.. وتسحب
نفسك من
معركة
العيش،
ومعركة
الاصلاح
والتغيير..
لانك تفوض
الله في هذه
العملية
وتستنيبه في
التصرف
تماماً كما
يفعل الموكل
مع الوكيل في
عقد الوكالة..
والاتكالية
وانحراف في
الفكرو
السلوك، لان
قاعدة (اعقل
وتوكل) أي قم
بما عليك،
واوكل
الباقي إلى
الله.. هي
القاعدة
السلوكية
المعمول بها
عند المسلم،
وليست قاعدة. (اذهب
انت وربك
فقاتلا)،
والاعتماد
على الذات،
هو ان يقوم
الإنسان
وحده، من دون
أن يتوكل على
الله تعالى،
ويتطلع إلى
نصره،
ومساندته..
وهو شعبة من
شعب القطيعة
مع الله..
يرهق بها
الإنسان
نفسه بعبء
المسيرة،
ومسؤولية
الحياة.. ثم
لا يجد له
ولياً ولا
نصيراً..
والإنسان
الذي يقطع
صلته
النفسية
بالله..
ويتمرد على
ربه جل وعلا
بين اثنتين:
بين صيغة
الإنسان
الضائع
المشتت
القلق
المرهق..
وصيغة
الإنسان
الذي يطغى..
ويفاجيء
الناس بانه (ربهم
الاعلى) وحتى
هذا الإنسان
ينطلق في ذلك
من عقد
الحقارة
والنقص،
والشعور
بالحاجة
الذي يحاول
ان يتغلب
عليه من خلال
الخلع
الكاذب
المزعوم
لصفات الاله
على الذات.. والتوكل
صورة بين
اثنتين بين
الاتكالية،
والاعتماد
على الذات
تتجاوز
سلبيات كل
منهما..
وتحقق في
معنى ابداعي
جديد صيغة
الحياة
الرائدة..
المطمئنة في
الحياة. التوكل
والتخطيط: 1
– عرفنا ان
التوكل لا
يعنى نفض
اليد من
الالتزامات
وان اداءها،
ويبني الثقة
بالذات،
والقدرة على
الصمود
والاقدام..
وهو على هذا (استعانة)
بالله، وليس
استنابة له
في التصرف..
والاستعانة
بالله
تفترض، أن
الفعل فعل
الإنسان
ودور الله
تعالى دور
المساند
والمعزز
والمعين. 2
– والسؤال
الان: هل
يتنافى
التخطيط مع
التوكل؟ ابداً..لان
التوكل كما
عرفنا
استعانة
بالله تعالى
وليس
اتكالية
كسولة..
والتخطيط في
حقيقة امره..
اختيار
الخطوات
المناسبة
التي من
شانها ان
توصل إلى هدف
معين،
والبحث عن
الخطوة
المناسبة
إلى هدف معين
مثله، مثل
الخطوة
ذاتها لا
يتنافى مع
التوكل. الدخولى
إلى الارض
المقدسة كان
هدفاً فكيف
حاول التوصل
إليه
الرجلان
اللذان
يخافان انعم
الله
عليهما؟! كان
ذلك عن طريق
التخطيط +
التوكل). (ادخلوا
عليهم
الباب، فإذا
دخلتموه
فانكم
غالبون)،
وهذا
عين
التخطيط،
وقمة
التخطيط،
وعلى الله
فتوكلوا ان
كنتم مؤمنين. وفي
المثال
الساذج
المعروف،
كيف يستطيع
الاعرابي ان
يحفظ بعيره،
قد يفهم
الاعرابي
التوكل
فهماً
خاطئاً
فيتصور ان
حفظ البعير
بالتوكل
وحده،
وبايكال
حفظه إلى
الله، غير ان
الذي فهمه
الرسول (ص)
له، هو (اعقل
وتوكل) وعقل
البعير صورة
بسيطة
تخطيطية
واضحة. التعقل
بعد آخر
للارادة
المسلمة: عن
مسعدة بن
صدقة عن ابي
عبدالله (ع)
قال: (ان
رجلاً اتى
النبي (ص)
فقال له:
يارسول الله
اوصني، فقال
له: فهل انت
مستوص، ان
انا اوصيتك؟
حتى قال له
ذلك ثلاثاً،
وفي كلها
يقول الرجل
نعم يارسول
الله، فقاله
له رسول الله: (فاني
اوصيك إذا
هممت بأمر
فتدبر
عاقبته فان
يك رشداً
فامضه، وان
يك غباً
فانته عنه) للارادة
الربانية
بعدان آخران: 1
– التعقل.. وهو
التفكير
المسبق في كل
فعل قبل
وقوعه،
ودراسة ما
إذا كان من
الصحيح فعله
أولاً، وهذا
هو الذي يوصي
به الرسول (ص)
في الحديث
المذكور..
فيقوم
التعقل على
أساس: (اذا
هممت بأمر
فتدبر
عاقبته فان
يك رشداً
فامضه، وان
يك غياً
فانته عنه) ويعني
ذلك بالتالي
عدم
الاعتماد
على
العواطف،
والانفعالات
والحماس
الآنى وعدم
التسرع في
الموقف،
والاجراءات. 2
– التخطيط،
والتنظيم..
ويقوم على
أساس تحديد
الخطوات
وتعيين
المراحل،
والاجراءات
اللازمة
للوصول إلى
النتيجة
الفعلية، أو
الهدف
المعين الذي
يقوم عليها،
والعمل وفق
ذلك بالدقة
التامة،
وهذا شأن من
شوؤن الحكمة
التي أمر
الله تعالى
بها رسوله،
والمؤمنين. (ادع
إلى سبيل ربك
بالحكمة،
والموعظة
الحسنة) تعقل
بلا ارادة،
وارادة بلا
تعقل: نلاحظ
– كما في كثير
من المجالات
– وجود افراط
وتفريط بصدد
قضية التعقل
والتخطيط..
فهناك من
يبني مواقفه
عملياً على
أساس
الحماس،
والعزم،
والتصميم من
دون ان يتأمل
فيها،
ويتدبر ومن
دون أن يدرس
الخطوات
الضرورية
اللازمة
للوصول إلى
الاهداف
الاجتماعية
التي يحاول
تحقيقها. وهناك
في المقابل
من يكثر من
التامل
والتفكير،
ولكن لا
ينتهي إلى
يقين، وانما
إلى وسوسة،
وشك، وتلكؤ،
او إلى
تجميد،
وتعطيل
فيصاب هؤلاء
في العادة
بمرضين: 1
– مرض
الوسوسة،
والتردد، و (الجربزة)
لانهم
بتفكيرهم
الزائد
وتأملهم
العميق!
يخرجون عن
اطار
الفكرية
للإسلام،
والعمل
الإسلامي،
والبصائر،
والهدايات
العامة التي
ينبغي، ويجب
على الإنسان
ان يتمسك في
ميادين
العمل،
والجهاد.. 2
– مرض التلكؤ
العملي،
والجمود
والضمور
الذاتي
والانطواء
على الذات. ان
الله سبحانه
يريد من أن
نوازن في
امورنا
جميعاً..
والمطلوب
هنا ان نوازن
بين القلب،
والعقل،
والروح،
والفكر
والعزم
والتعقل..
وان نعطي
لعقولنا
حقها من
التفكير
ولارادتنا
حقها من
العمل.. لا
عمل من دون
علم، وتدبر
لان. (العمل
على غير
بصيرة،
كالسائر على
غير الطريق
لا يزيده
سرعة السير
إلا بعداً) ولان. (من
عمل على غير
علم كان ما
يفسد اكثر
مما يصلح)،
كما عن
الرسول (ص)
ومن الجهة
اخرى:
(لا
علم، بلا
عمل، لان بين
العمل،
والعلم
تكاملاً)،
ذكره الامام
(ع) كما في
الرواية
التالية: (لا
يقبل الله
عملاً بلا
معرفة، ولا
معرفة إلا
بعمل، فمن
عرف دلته
المعرفة على
العمل، ومن
لم يعمل فلا
معرفة له،
إلا ان
الإيمان
بعضه من بعض) وأما
المتشككون
المتلكؤون
فيقول لهم
الامام (ع)
كما في نهج
البلاغة:
(لا
تجعلوا
علمكم
جهلاً،
ويقينكم
شكاً، إذا
علمتم،
فاعلموا،
واذا تيقنتم
فاقدموا) [1]
سورة
يونس/71. [2]
سورة
آل عمران/133. [3]
سورة
يونس 83 ـ86. [4]
سورة
ابراهيم
11 – 12. [5]
سورة
آل
عمران/159.
|
|