|
|||||||||
وصار
قديراً،
عليماً،
بصيراً،
سميعاً:
شكل الوجه والتدقيق في العين الحاجب والأهداب المذهلة للعين تفكّر
في الشفاه
والفم
والأسنان
الوصول من الخاص إلى العام... ميزة الإنسان الإهتداء من الأثر على المؤثر لا يحتاج إلى تعلّمالقرآن دائماً يُذكر بخلق الإنسان الذكر والأنثى والمحبة بينهما من آيات الله النوم وآثاره العجيبة الكواكب والغيوم مسخرة لإرادته تعالى يجب النظر إلى الأشياء على أنها آية من آيات الله ساعة من التفكّر في عظة الخلق هل حركة
الكواكب
هي دون
هدف؟
الإنسان موجود خارق |
|||||||||
وصار
قديراً،
عليماً،
بصيراً،
سميعاً: لقد
قلت إننا
جميعاً لم
نكن سوى
قبضةٍ من
تراب والآن
نحن موجودات
تدرك وتسمع
وترى[1]
فهل هذه
التطورات
التي طرأت
لنا منّا
نحن؟ أي: هل
هي من
التراب؟ أم
من أين هي؟
إنه لمن ذلك
الوجود تظهر
هذه الآثار.
إنّ الغرض من
(وكمال
معرفته
التصديق به)هو
أنّ على
الانسان أن
يقبل دعوة
الانبياء
وأن يعمل منذ
البداية
بتكليفه في
سبيل
المعرفة
فيتدبّر
ويتفكّر في
آيات الله
وينشد نشيد
وجوده هو
والآخرون. التغيرات
الكمية
والكيفية
دليل على
المغيِّر
العليم: (أول
الدين
معرفته
وكمال
معرفته
التصديق به) معرفة
الله أمر
فطري فدلالة
الأثر على
المؤثر،
والمصنوع
على الصانع،
والمعلول
على العلة،
هي بحكم
العقل أمر
بديهي. وهو
لا يرى
متحّركاً
إلاّ ويفكّر
في محرّكه. إذا
رأى حركات
الكواكب
التي لا حصر
لها تدور في
مداراتها
المحدّدة
لها دون أن
تتخطاها. هذا
النظام الذي
لهذه
الكواكب
يشهد على
المحرّك
صاحب
الإرادة
والعلم
والقدرة
اللامتناهية. كذلك
الامر
بالنسبة
للتغيرات
الكيفية
والكمية
والعينية
التي تُلحظ
في
الموجودات.
وكمثالٍ على
ذلك: العنب
فهو منذ أن
كانت حباته
لا تزال
حصرماً غير
ناضج كان
صغيراً جداً
ولكن شيئاً
فشيئاً تبدأ
تغيراته
الكميّة
والكيفية. أمّا
تغيره
الكمّي،
فتلك الذرّة
التي كانت
منذ
البداية،
تكبرُ وتضخم
شيئاً
فشيئاً إلى
أن تصبح
بمقدار
السلاميّة
أو أكثر. وأما
تغيره
الكيفي فهو
في البداية
حامض إلى
أقصى حدّ لكن
حموضته تقل
شيئاً
فشيئاً
وحلاوته
تزيد وهكذا
من حيث اللون
فإنكم
تلاحظون أنه
يتغير فيصبح
أصفر اللون
بعد أنّ كان
أخضر. هذه
التغيرات
الكميّة
والكيفيّة
الموجودة في
الموجودات
كلها ولكن
بنسبٍ
مختلفة ألا
تدل على أنّ
لها محدثاً؟ إن
الغرض من هذا
الكلام هو
إيضاح مسألة
دلالة
الحركة على
المحرك
والأثر على
المؤثر
والمصنوع
على الصانع. إذا
خط أحدهم على
ورقة ما خطاً
جميلاً
فإنكم
تلاحظون على
الفور كم هو
فنان هذا
الخطاط.. كم
هو عليم
وقدير. إن
دلالة الخط
الجميل على
كينونة
كاتبه
فناناً هي
أمرٌ فطري
يقر بها
الإنسان على
الفور. أو
مثلاً
الرسّام
عندما يرسم
وجهاً
معيناً فإن
كل من يشاهده
يدرك مدى
قدرة وعلم
هذا الرسّام.
وهكذا فإن
شكل وجه كلّ
منّا يدل على
الرسّام
الأعلى. أنظروا
إلى الرسم
الذي إبتدع
فوق مساحة
شبر واحدٍ من
وجه الإنسان
ترون العين
والشكل الذي
جعله الله
لها... شكل
يقال له
إصطلاحاً ـ
لوزي. فكم
كانت ستبدو
قبيحة
المنظر لو
جعلت مربعة
الشكل أو
سداسية، أو
جعلت بأي شكل
آخر غير
شكلها
الحالي؟. ثم
إن كينونة
العين لوزية
الشكل
يمنحها هذه
الميزة وهي
أنّ التراب
والغبار
والأوساخ
التي تأخذ
طريقها إلى
العين تخرج
من طرفها مع
السوائل
التي يتم
إفرازها من
داخل العين
فلو كانت على
غير هذا
الشكل لفقدت
بذلك ميزتها
هذه أيضاً
فكم هو عليم
وقادر خالق
هذه العين. الحاجب
والأهداب
المذهلة
للعين: ننظر
أولاً إلى
الحاجب
فمكانه فوق
العين وهو
بالإضافة
إلى الجمال
الذي يمنحه
للعين فقد
جعله الله
تعالى على
شكل قوس وذلك
حتى لا يصل
العرق الذي
يسيل من على
الجبهة إلى
العين التي
هي عضوّ حساس
جداً، بل
ينحدر عن
جانبيه وهو
إضافة إلى
ذلك يمثل
مظلّة للعين
تقيها للونه
الأسود نور
الشمس حتى
تكون فعّالة
أكثر أهداب
العين هي
الأخرى
عجيبة
فالهدب جعل
الخالق
واحدها
يعارض
الآخر، أي
أنه عندما
تطبق العين
لا يكون
الأمر على
نحو أن يقع
على الآخر
فيبقى فيما
بينها
مفتوحاً. لو
كان الأمر
كذلك لما
تحقق الهدف
من خلقها، أي
إن الغبار
والتراب
كانا
سيستقران
فيما بينهما
ثم يدخلان
بعد ذلك
العين بل جعل
ـ الله جلّ
وعلا ـ
واحدها
يعارض الآخر
فتتعشق
ببعضها
البعض على
نحوٍ كامل
بحيث لا يبقى
هناك أي
منفذٍ أو
سبيل لدخول
الغبار
والتراب. إن
للأهداب
السوداء
والحاجب
ميزة وحكمة
أخرى وهي
تنظيم الضوء
للعين حتى
ترى فلو أنّ
شيئاً
معتماً وضع
في معرض
النور فإنه
سيتحول إلى
مصدر إشعاع
للنور... لقد
جربتم ذلك
فعندما
تحاولون
رؤية شيءٍ ما
يقع بعيداً
عنكم فإنكم
تضعون
أيديكم
مقابل
أعينكم حتى
لا ينتشر نور
العين بل يصل
مباشرة إلى
حيث تريدون. إذاً
فسواد شعر
الأهداب
والحاجبين،
هو لأجل
تنظيم
النور، من
وإلى العين. لو
أنّ واحدةً
من شعرات هذه
الأهداب
تغرز في
العين أو ـ
على سبيل
المثال ـ
تنبت في
الجفن لجهة
الداخل فأيّ
بلاءٍ كان
سيصيب
الإنسان في
هذه الحال.
أحياناً قد
يبتلى بعض
الأشخاص
بهذا
البلاء،
وذلك حتى
يكونوا
أسباب عبرة
لغيرهم من
الناس. إن
للعين أربع
حركات: إلى
أعلى وإلى
أسفل وعلى
اليمين وعلى
اليسار، دون
أنْ يكون
هناك حاجة
لتحريك
الرأس بل
إنها تتحرّك
ـ بمجرد أن
يريد صاحبها
ذلك ـ إلى
جهة اليمين
واليسار
وأعلى وأسفل.
إنكم ترون
أمامكم
وأنتم
تمشون، بشكل
طبيعي. لستم
بحاجة إلى
أنْ تحنوا
رؤوسكم إلى
الأمام. إن
هذه الحركات
الأربع التي
للعين ناتجه
عن الأعصاب
الأربعة
التي إن
ينقطع واحدٌ
منها تصبح
الحركة في
ذلك الإتجاه
غير ممكنة
للعين. تفكّر
في الشفاه
والفم
والأسنان
أنظروا
إلى الشفاه
أيّ دقة
روعيت في
خلقهم... كيف
تطبق على
بعضها البعض.
إن الأطعمة
التي
يتناولها
الإنسان
تحول الشفاه
دون سقوطها
من الفم...
كذلك محل
خروج الأحرف
والكلمات،
من الفم.
وبواسطة هذه
الشفة تتضح
الكثير من
الحروف.
ألقوا نظرة
إلى داخل
الفم...
الأسنان
الأمامية
صنعت لتقطيع
الطعام.
والأسنان
الطاحنة
لطحنه ولذا
فقد خلق كلّ
منها بشكل
يناسب عمله. مساحة
الوجه هذه
التي لا تزيد
عن شبر واحد،
يجب أنّ
تتفحّصها
بدقة كيف أنّ
رسّامها
ومبدعها
يملك القدرة
والعلم
اللامتناهيين. إن
بزوغ شمس
الإنسانية
في الإنسان.
أوله
التفكّر... إن
المعرفة
التي هي
نتيجة
الفكر، هي
التي تُميّز
الإنسان عن
الحيوان. ما
أجمل ما
أنشدوا ما
معناه:
فاللحم
والجلد
والعظام
والعروق هي
من الأمور
المشتركة
بين الإنسان
والحيوان،
والشيء الذي
يقتصر على
الإنسان دون
غيره هو
العلم
والمعرفة...
هو التفكّر
الذي يؤدي به
من العلم
الإجمالي
إلى العلم
التفصيلي. إن
بلوغ
المعرفة
يحتاج إلى
بذل الجهد قد
لا يؤدي
الإستدلال
إلى الفائدة
المرجوّة
منه وهي
العلم بل
ربما يؤدي ـ
في بعض
الأحيان ـ
بالإنسان
إلى الشك.
لهذا فقد
قالوا ما
معناه:
الوصول
من الخاص إلى
العام... ميزة
الإنسان: كما
ذكرنا
سابقاً يقول
الإمام أمير
المؤمنين(ع)
في الخطبة
الأولى من
نهج البلاغة:
(أوّل الدين
ـ أي دعوة
الأنبياء
الأولى
نهجهم
الأساس ـ
معرفته). أي
معرفة رب
العالمين. إن
الناس تعر
ربّها. وفي
طليعة إتصاف
الإنسان
بالإنسانية
ظهور قوته
العقلية
التي كان قبل
ظهورها على
حدٍّ سواء مع
الحيوان.
فالحيوان
ينحصر
إدراكه
بالمحسوسات
والإنسان
يشارك
الحيوان في
هذا الجانب
إلاّ عندما
يُدرك
العموميات
فيستدل
بعقله الأثر
على المؤثر.
فإذا لم يدرك
الإنسان هذه
المعرفة
الإستدلالية
العقلية،
التي هي من
البديهيات،
فإنه سوف
يبقى لا
يتجاوز حدّ
الحيوانية،
ويبقى
إدراكه
مقتصراً على
المحسوسات:
المسموعات
والمرئيّات
وغيرها. أما
إذا إفترق عن
الحيوان
وأعمل عقله
فإنه سيهتدي
من التفاصيل
إلى
العموميات،
ومن أهمها
وأوجبها،
الإهتداء من
الممكن
والحادث إلى
الواجب
والمحدث ومن
الأثر على
المؤثر. الإهتداء
من الأثر على
المؤثر لا
يحتاج إلى
تعلّم:
طبعاً
هذا الأمر
فطري ويكفي
فيه مجرّد
الإلتفات
له، وهو لا
يحتاج إلى
الدرس ولا
إلى
التّعلُم،
وهو ليس فيه
أيّ مشقة
فالإلتفات
إلى الشيء من
جهة كونه
أثراً يجعل
الإنسان
ينتبه فوراً
إلى أنّ له
مؤثراً،
فهذا الحادث
له محدث وهذا
الممكن
ينتهي
بالتأكيد
إلى واجب أي
الشيء الذي
لا يكون
الوجود عين
ذاته فمن
الممكن أنْ
يكون أو لا
يكون، فإذا
كوِّن،
حتماً فإن
هناك قدرة
أرادت
فأوجدته. لقد
ذكّر القرآن
الكريم
الإنسان
كثيراً بهذا
النوع من
المعرفة
الإستدلالية
منها ما جاء
في سورة
الروم
المباركة في
عدة آيات
بهذا
المضمون فقد
ذكّر أوّلاً
بخلق
الإنسان من
التراب وهو
ما تمّ شرحه
سابقاً. القرآن
دائماً
يُذكر بخلق
الإنسان: هذه
الحادثة
والمراحل
التي طواها
هذا التراب
منذ البداية
فبلغ مرحلة
النطفة ومن
ثم التغير
الكمي
والكيفي
وظهور جهاز
البدن
العظيم...
الأعضاء
المختلفة من
كلية، وكبد،
وقلب،
وأمعاء
وغيرها...
كذلك الحواس
الخارجية من
عين وأذن
وغيرهما
بحيث لو كان
جزءاً من
أجزائها غير
موجود لكان
الجسم لذلك
ناقصاً.
وكمثال على
ذلك، الـ (248)
عظماً التي
إن نقصت
واحداً عُدّ
الجسم
ناقصاً.
فانظروا كيف
خلقناكم من
التراب. إن
هذا الحادث
أي ظهوركم
دليل على أية
قدرة لا
متناهية،
على أي رسام
رسم على هذا
النحو. إنّ
الرسم يجب
أنّ يتم فوق
جسم جامد وفي
جوٍّ منير
وعلى السطح
بينما يد
القدرة
الإلهية
قامت بذلك
على قطرة
الماء
السائلة
التي هي
النطفة وفي
الظلمات
الثلاث ظلمة
الرحه
والمشيمة
والبطن وفي
باطن النطفة
وليس على
سطحها،
ولهذا فهي
فاقدة
لشرائط
الرسم
الثلاثة. إن
تشكّل
الأعضاء
داخل جوف
البدن هو
الآخر أمر
عجيب فشكل
القلب
الصنوبري له
حكمة وكذلك
شكلا الكبد
والرّئة فكل
منهما يناسب
صاحبه، وكما
أنّ الرسم
العادي يدل
على قدرة
الرسّام
كذلك هذا
الرسم
الإلهي فيما
يتعلق بجسم
الإنسان كم
له من دلالة؟ الذكر
والأنثى
والمحبة
بينهما من
آيات الله: يقول
تعالى في
الآية
التالية من
سورة الروم: (وخلق
لكم من
أنفسكم
أزواجاً). أرجو
أن تمعنوا
النّظر في
مسالة الذكر
والأنثى
والمرأة
والرجل...
كيفية
خلقهما
والإختلاف
الذي لهما في
ما بينهما
وما جعله
الله من أمر
الرحم في ما
يعود إلى
وضعه وإلى
شرائط
إستقرار
الطفل داخله
ونموه
وكيفية
الولادة. لقد
جعل الله
المرأة
سكناً
للرجل، وإنّ
جميع
الإضطرابات
التي تحصل
للرجل تزول
عند ملاقاته
زوجته. قبل
الزواج ربما
لا يكون أحد
قد رأى الآخر
بتاتاً ولكن
أي ألفة هذه
التي يلقيها
الله تعالى
فيما بينهما
فيصبح
أحدهما منفس
كرب الآخر.
إن هذا من
آيات الله
الكبرى. وفي
آية أخرى
يقول تعالى: (ومن
آياته
منامكم
بالليل
والنهار...)
لقد تكرّرت
آيات الله
فالإنسان
يفكّر بأن لا
ينام ولكن
النوم يتغلب
عليه في
النهاية
وحكمة ذلك
معروفة
فالجسم
يلزمه قدر من
الراحة
وإلاّ فإن
قواه تنهار
فيجب أن
يرتاح
قليلاً في كل
يوم وليلة.
ثم إن النوم
يجب أن لا
يكون أمراً
إختيارياً
لأن الإنسان
قد لا ينام
بسبب حرصه أو
لسبب آخر
فينهار بذلك
الجسم
تدريجياً. إن
نوم الإنسان
هو من آيات
الله وكذلك
استيقاظه.
ومن آياته
أيضاً
الرؤيا
وعجائبها
التي يقال
لها
إصطلاحاً
المنام، وهي
عالم خاص من
عوالم النفس
والإرتباط
بالملكوت. إن
الإنسان
ليرى في
منامه
أموراً
ستحدث وهي
تحدث بالفعل. الكواكب
والغيوم
مسخرة
لإرادته
تعالى: أنظروا
إلى فوقكم
حيث الكواكب
اللامتناهية
التي تتحرك
جميعها
بحركات
منتظمة وفي
مدارات
محددة مع ما
لكل منها من
ثقل كيف أنّ
جميعها
حرّكت في
مسارات
معينة. فلو
حدث أقل
انحراف عن
مساراتها
فهناك
إحتمال
تصادمها مع
بعضها البعض
ومن ثم
زوالها. والغيوم
هي الأخرى
إعتبرت من
آيات الله....
الغيوم
المسخّرة
بين الأرض
والسماء. هل
ترون هذه
الغيوم
العظيمة
التي تعبر من
فوقنا ثم لا
تنزل منها
قطرة ماءٍ
واحدة
ولكنها ما إن
تبعد فراسخ
عدة حتى يهطل
منها المطر
كالميزاب.
هذا يعني
أنها تحت
إرادة
واختيار
غيرنا. هذا
يعني أنّ لها
مدبِّرا...
أنّ لها
محرّكاً
غيرنا نحن. في
الآيات
الأخيرة من
سورة آل
عمران والتي
تتحدث عن خلق
السموات
والأرض
وإختلاف
الليل
والنهار
بأنها آيات
لقوم
يعقلون،
رواية تقول:
ويلٌ للذي
يرى هذه
الآية ثم لا
يتفكّر فيها...
إذاً
الملاحظة
وحدها ليست
هي المطلوبة
بل المطلوب
هو التدبّر
أيضاً. يجب
النظر إلى
الأشياء على
أنها آية من
آيات الله: (التفكّر
ساعة أفضل من
عبادة سنة):
للإستدلال
على الخالق
يكفي فقط
التدبّر
والإنتباه.
إنظروا إلى
الأثر...
أنظرو إليه
على أنه آية
من آيات الله
وإلاّ
فالنظر
التقليدي هو
شأن الجميع
فالحيوانات
ترى هي
الأخرى ما
نراه نحن. إن
النظر
الإنساني
يعني النظر
مع الأخذ
بعين
الإعتبار
أنّ الأشياء
ما هي إلاّ
آيات الله.
فهو لم يكن
ثم كان هذا
يعني أنه
يحتاج إلى
موجود
وعندئذٍ فقط
نستطيع أنّ
نرى الكائن
غنياً
بالحكمة
والعظمة
ولذا فهو
يستنتج أنّ
المكوّن هو
الآخر في
نهاية العلم
والقدرة. هذا
المفهوم يجب
أن يلتفت
إليه
الإنسان
وهذا النظر
ضروري منه
لجهة كينونة
الأشياء
آيات الله جل
شأنه. في
القرآن
الكريم
كثيراً ما
أتى على ذكر
الآيات التي
تشير إلى
إقتداره
تعالى وذلك
حتى يقرأها
المسلمون
يمعنوا
النظر فيها
لا أن يكتفوا
بقراءتها
فقط. مع
أنّ قراءتها
أمر حسن بحد
ذاته ولكن
الهدف
الأساس منها
هو التدبر. في
رواية يقول
الإمام
الرضا(ع): (إني
لأختم
القرآن في
ثلاثة أيام
وإني
لأستطيعه في
أقل من ذلك) (أي
في يوم واحد
ـ مثلاً ـ
أستطيع
أيضاً أن
أختم القرآن)
ولكني أريد
أن أقرأه
بتدبّر. إن
من الضروري
جداً أن لا
يصرف
الإنسان
أوقاته كلها
في تفاصيل
الحياة
المادية
وتأمين
رغباته
الحيوانية
والشهوانية،
وهو إن فعل
ذلك يجعل
نفسه في موقف
الذليل
والحقير،
يهوي من
مقامه، مقام
الإنسانية
الشريف، بل
فليصرف على
الأقل جزءاً
من وقته في
التفكّرفي
القضايا
الكلية
وبذلك يكون
قد شرف نفسه
وأكسبها
إنفتاحاً
يسع الوجود
بأكمله
فربما يصل
بذلك إلى
مقام
الإنسانية
الرفيع
فليجعل
لنفسه ـ على
سبيل المثال
ساعة يخصصها
للتفكّر في
عظمة عالم
الوجود
فيتعرّف
بذلك ـ إلى
حدّ ما ـ إلى
عظمة الله
تعالى الذي
خلق هذا
العالم. فليلق
نظرة إلى
الشمس التي
يبلغ حجمها
مليوناً
وثلاثمئة
ألف مرة حجم
الكرة
الأرضية،
وبعدها عن
الأرض يبلغ
تسعين مليون
ميل ولها تسع
سيّارات،
الأرض واحدة
منها. وكل
سيارة لها
قمر أو عدة
أقمار في
حسابنا تدور
حول الشمس في
الوقت الذي
هي فيه، هذه
المنظومة
الشمسية،
جزء من مجرّة
فيها أكثر من
مئة ألف
مليون كوكب
سيّار بعضها
أكبر من
الشمس بعدّة
ملايين من
الأضعاف وقد
قيل أنّ قطر
هذه المجرة
يبلغ مئتين
وعشرين ألف
سنة ضوئية
وهناك غير
هذه المجرة
ملايين
المجرّات
مسافة أقرب
واحدة منها
إلينا
ثمانمئة
وخمسون ألف
سنة ضوئية
حساب السنة
الضوئية: (السنة
إثنا عشر
شهراً وكل
شهر ثلاثون
يوماً وكل
يوم أربع
وعشرون ساعة
وكل ساعة
ستون دقيقة
وكل دقيقة
ستون ثانية
والضوء يقطع
في كل ثانية
ثلاثمئة ألف
كيلو متر
إذاً 12×30×24×60×60×300000
= 9331200000000 كيلو متر =
سنة ضوئية). وكذلك
قيل إن أبعد
السيارات هو
على مسافة
أربع
مليارات سنة
ضوئية منّا
ويقول
الطنطاوي
المصري
الجنسية، في
تفسير سورة
النجم: إن
عدد الكواكب
في هذا
الفضاء
اللامتناهي
قدّر بما
يقرب من 2
مضافاً إلى
يمينه 26
صفراً. (يا من
في السماء
تجلت عظمته). هل حركة
الكواكب هي
دون هدف؟
يجب
التفكّر
بالحركة
الدائبة
لهذه
السيّارات
فهي حتماً
ذات هدفٍ
وغاية
فالشاة التي
هي من أضعف
مخلوقات
الأرض عندما
تسعى وراء
الماء
والعشب تكون
ذات هدف
وسعيها ليس
دون غاية فهل
الأرض التي
تدور ليل
نهار حول
نفسها بهذه
السرعة أي
بسرعة أربعة
فراسخ في
الثانية
الواحدة
وحول الشمس
بسرعة أربعة
فراسخ في
الدقيقة
الواحدة.... هل
هي دون غاية؟ إن
واحداً من
أهدافها
وجود الليل
والنهار
والفصول
الأربعة. إن
الحركة
الدقيقة
جداً
والمنتظمة
لسائر
الكواكب كما
الأرض إتضحت
معالمها
جيداً في
المدة
الأخيرة
فعلماء
الفلك
يحسبون في
الوقت
الحاضر سرعة
الكوكب الذي
هو محط
أنظارهم ثم
يحسبون سرعة
الصاروخ
الذي يريدون
إطلاقه
بإتجاه هذا
الكوكب ثم
بعد ذلك
يطلقونه
فمثلاً هم
يحسبون سرعة
كوكب الزهرة
ثم يحسبون كم
تبلغ سرعة
الصاروخ
الذي يريدون
أن يطلقوه
بإتجاه هذا
الكوكب في
الوقت
الحاضر،
لنفترض أنه
بهذه السرعة
يصل إلى كوكب
الزهرة بعد
مضي أربعة
أشهر على
تاريخ
إطلاقه
فيطلقونه
فيصل إلى
الكوكب
المذكور بعد
أربعة أشهر ـ
فأي حركة
منظّمة
ودقيقة هذه
التي تدفعهم
ـ وهم
مطمئنون
واثقون ـ إلى
إطلاق صاروخ
يصل بعد
أربعة أشهر
إلى المكان
الذي حدّدوه
له؟ وهنا
أقول: إن
القصد مما
تقدّم هو
التعرُّف
إلى أنواع من
التفكّر
والإستفادة
من آثارها
وكذلك حتى
ندرك أنّ
الإنسان ليس
موجوداً
مادياً
فالموجود
المادي من
المحال أنّ
يحيط علماً
بالموجودات
الأخرى حتى
المادية
منها وأن
يكون على
علمٍ
بحقائقها
وأحوالها
إذاً
فالإنسان
الذي يحيط
علماً بعالم
وجود بهذه
السّعة
وبالشكل
الذي تم عرضه
كيف يمكنه
القيام
بعملية
حسابية ومن
ثم إطلاق
الصواريخ
إلى الكواكب
الأخرى. يجب
أنّ يرتقي
بفكره من
المخلوقات
إلى خالقها
ومن
الموجودات
إلى موجدها
لا أن يبقى
محصوراً في
الجانب
الماديّ
منها. بإختصار
إن على
الإنسان أن
يدرك حقيقة
نفسه وأنه
موجود
روحاني وليس
موجوداً
مادياً
يصيبه
الفناء، وهو
قد خلق لهدف
سامٍ جداً من
أجله جاء إلى
هذا العالم،
وما نظمه
الشيخ
البهائي ـ
قدس سره ـ في
هذا المضمار
هو، لبيان
حقيقة
الإنسان
ومقامه
السامي.
[1] (إنّا
خلقنا
الإنسان من
نطفةٍ
أمشاجٍ
نبتليه
فجعلناه
سميعاً
بصيراً) (الدهر/2).
|
|||||||||
|