|
||||||||
الأقدام أو عمود الجسم يد القدرة وإنعدام الشروط التناسب بين أعضاء الجسم نسبة اجزاء البدن إلى راحة اليد لا يوجد شخصان متطابقان من جميع الجهات الدنيا الأخرى إن العقل يحكم بوجود يوم القيامة الجزاء الدنيوي ليس عاماً نفخ الروح بعد إتمام الخلق أوّل
الدين
معرفته... بالتفكّر تتكامل المعرفة الفطرية أبداننا جميعاً من تراب ملايين الأجزاء ضرورية للسّمع والإبصار مع كل موجودٍ دون حلولٍ ولا إتحاد |
||||||||
الأقدام
أو عمود
الجسم: الموضوع
الآخر الذي
يجب التنبه
إليه هو أنّ
هذه المدينة
قائمة على
عمودين. هذا
البناء
المؤلّف من
عشر طبقات
بالشكل الذي
تم شرحه مع
كل تلك
الأجهزة
الموسّعة
التي تم
ذكرها، قائم
على قدمين
اثنتين. إن
الحيوانات
الاخرى تمشي
على أيديها
وأرجلها
معاً
والحشرات
تزحف على
بطونها أما
الإنسان فهو
يقف أو يمشي
بكل رشاقة
على قدمين
دون أنْ
يحتاج إلى أن
ينثني
كالحيوانات. طبعاً
الجسم ثقيل...
فهل حملتم
على أكتافكم
في وقتٍ من
الأوقات
جنازة أحد
الأشخاص؟ إن
اربعة من
الأفراد إذا
أرادوا
حملها ربما
يشق عليهم
ذلك، مع ذلك
فقد جعل الله
تعالى الجسم
مستقراً بكل
بساطة فوق
عظمتين (لقد
خلقنا
الإنسان في
أحسن تقويم). إن
من مصاديق
هذه الآية
الشريفة هذا
الإقرار
للجسم فوق
عمودين حتى
لا يضطر
الإنسان إلى
الإنحناء
كالحيوانات
أو المشي على
يديه ورجليه
أو ليزحف
كالحشرات
على بطنه.
نعم فليبق
رأس الإنسان
عالياً لأن
فيه العقل
ولأن مكان
ظهور نور
العقل هو في
الرأس. إن
دماغ
الإنسان
يختلف عن
دماغ
الحيوان
لهذا فلا
ينبغي لذا
الرأس أنّ
ينحني كما هو
الامر في
البقرة
والحمار بل
يجب أنّ
ينحني فقط
لخالقه لأنه
هو فقط ولا
أحد غيره أهل
للسجود. إن
الله تعالى
قد خلقك
لنفسه[1]،
أنت سيّد هذا
العالم
لكنّك أذللت
نفسك فتارةً
تجعلها
أسيرة المال
وتارةً
أسيرة
الشهرة
والمقام
وطوراً
أسيرة
النساء. الشروط
الثلاثة
للرسم: الموضوع
الآخر
والمهم هو
أنّ كل رسام
يحاول الرسم
عليه أن يوفر
شروطاً
ثلاثة لذلك: أولاً:
المكان
الواسع وذلك
حتى يتّسع
لما يُراد
رسمه. ثانياً:
لا بد من
وجود النور
أي أنّ عليه
الرسم في
مكان منير. ثالثاً:
أن لا يكون
ما يريد
الرسم عليه
هشاً ورخواً...
ليكن ـ على
سبيل المثال
ـ لوحاً
خشبياً أو
ورقاً، إذ
أنه من
المحال
الرّسم فوق
الجسم
السائل. أما
في الرسم
الذي بيد
الحق تعالى
فلا يتوفر
فيه أيّ من
الشروط
الثلاثة تلك. فالرحم
هو أضيق
الأماكن ولا
يوجد مكان
أكثر ظلمة من
الرحم
والمشيمة
والبطن حيث
الظلمات
الثلاث،
فبعد
إستقرار
النطفة في
الرحم تتشكل
حولها قشرة
مغلقة
كالعجينة
التي تُلصق
على جدار
التنّور،.
وعندما يولد
الطفل تكون
تلك القشرة
مرافقة له
وهي التي
يقال لها
المشيمة. ثم
إن الرحم هو
الآخر موجود
في جوف البطن. الشرط
الثالث الذي
ذكر هو أنه..
من اللازم أن
لا يكون مكان
الرسم الذي
يختاره
الرسّام
لرسمه هشاً
لأن الرسم
فوق السائل
من المحالات...
يجب أن يكون
صلباً حتى
يتمكن من
تقبُّل
الرسم الذي
يرسم فوقه
ويد القدرة
الإلهية هي
فقط التي
تستطيع أنّ
ترسم على
قطرة ماء في
الرحم هكذا
رسم حيّر
عقول
العقلاء...
رسم إشتمل
على العظام
والعروق
واللحم
والجلد
والدماغ
والقلب
والكبد
والرئة
والحواس
الخمسة
الخارجية
والحواس
الخمسة
الباطنية
وغير ذلك[2]. الموضوع
الآخر
والمهم الذي
تلتقي به
العين في
بناء كل جسم،
وهو ما حيّر
العقلاء،
التناسب بين
أعضاء الجسم
الواحد
والتنظيم
الموجود
فيها
وكنموذج على
ذلك نعرض هنا
لمجموعة من
هذه
التناسبات: فتناسب
أيّ جسم من
الأجسام هو
بمقياس راحة
يده وأصابعه.
أي أنه ـ على
سبيل المثال
ـ تبلغ قامة
كل فرد
ثمانية
أشبار
بمقياس يده.
أو أنه ـ على
سبيل المثال
أيضاً ـ إذا
ما مدّ أحدٌ
بدية على شكل
جناحي طائر،
أي مدّهما
بموازاة سطح
الأرض، فإن
قامته في تلك
الحال تعادل
المسافة
الفاصلة بين
رأس إصبع يده
اليمنى ورأس
إصبع يده
اليسرى.
قيسوا
أشباركم ثم
قيسوا
قاماتكم
لتتأكدوا من
أنها تعادل
المقدار
الذي ذُكر أم
لا؟. لقد
نظم الله
سبحانه
وتعالى
ثمانية
أشبار
القامة
شبرين
بشبرين أي
أنه جعلها
أربعة أقسام
متساوية. من
راحة القدم
وحتى أوّل
الركبة
شبران ومن
أول الركبة
وحتى
الحُقوين (المقعدة)
أيضا شبران
ومن هناك
وحتى رأس
القلب شبران
ومن القلب
حتى الدماغ
في الرأس
شبران. أو
على سبيل
المثال إذا
رفع الإنسان
يديه إلى
أعلى في طول
الجسم، ثم
كان هناك
فرجاراً
تحدّد نقطة
إرتكازه في
وسط القلب
وترسم
بالتالي
دائرة تمر
عبر أصابع
اليد والرجل.
إن قطر هذه
الدائرة
سيبلغ عشرة
أشبار بشبر
ذات الشخص
والأمر على
هذا النحو
بالنسبة لكل
الأفراد (ما
ترى في خلق
الرحمن من
تفاوتٍ). نسبة
اجزاء البدن
إلى راحة
اليد: المجموعة
الأخرى من
التناسبات
الموجودة
بين أعضاء
الجسم
الواحد هي
التناسب
الموجود بين
الاعضاء
نفسها وبين
راحة اليد: فصاحب
اليد
الواسعة
يكون واسع
الوجه وصاحب
اليد
الضيّقة
يكون ضيّق
الوجه. وكل
فرد من
الأفراد،
طول وجهه من
منبت الشعر
وحتى الذقن
شبرٌ واحد
وثمن الشبر
بمقياس شبره
هو. أمّا
عرض وجه كل
فرد من شحمة
أذنه حتى
الأذن
الأخرى
فيبلغ شبراً
واحداً وربع
الشبر بشبره
هو دون زيادة
أو نقصان. وطول
عين كلّ فرد
ثمن الشبر
بشبره هو. وطول
دماغ كل فرد
يبلغ ربع
شبره وهكذا...
فهذا قانون
إلهي عام. في
كل عصر أتى
الملايين من
البشر
وذهبوا
وجميعهم
كانوا
يخضعون لهذا
النظام
المحدّد وما
زالوا
وسيبقون
كذلك. لا
يوجد شخصان
متطابقان من
جميع الجهات: هذه
الأنفس
جميعها
الموجودة
فوق الكرة
الأرضية أو
التي كانت
موجودة
سابقاً، لا
يوجد بينها
شخصان
يتطابقان في
كل شيء. أو
لنقل لا يوجد
شخصان
يتطابق لحن
صوتهما حتى[3].
ربما يشبه
بعضهما
الآخر
كالأخوين
مثلاً أو
كالتوأمين
ربما يكونان
مثل بعضهما
البعض
تماماً ولكن
ليس لدرجة
أنهم يخلطون
فيما بينهما
فيأخذون
واحداً محل
الآخر.
بالتأكيد
هناك وجه
إختلاف في ما
بينهما فهل
يسع شخص ما
بعد كل هذه
الآيات
والبيّنات
أنّ لا يؤمن
بالله إلاّ
أنّ يكون
أعمى[4]
قد عمي بصره
وقلبه وصمّ
سمعه[5]. الدنيا
الأخرى (وأن
عليه النشأة
الأخرى) حقاً
إنّ النشأة
الأخرى لهي
على الله.
إنّ كلّ هذا
الشرح
والتفصيل
كان مرجعه
إلى النشأة
الدنيوية
والخلقة
الاخرى،
التي هي
عوالم ما بعد
الموت بعد
إضمحلال هذا
العالم، لهي
على الله
تبارك
وتعالى. إن
هذا الجسم
مركب من
الأضداد وكل
مركب لا بدّ
زائل، يعقبه
عالم آخر هو
عبارة عن
عالم البرزخ
والقيامة. في
هذه الآية
الشريفة
عبّر تعالى
بـ (على)، (أنّ
عليه)
أي في عهدة
الله واجب
على الله
تعالى من باب
إنجاز الوعد
أي لأنه هو
نفسه جل شأنه
قد وعد بأنه
سوف يكون
هناك يوم
جزاء، وأنه
سوف يبت بأمر
الأولين
والآخرين. (أفحسبتم
أنمّا
خلقناكم
عبثاً وأنكم
إلينا لا
ترجعون)،
((إنّا لله
وإنا إليه
راجعون)). (ولن
يخلف الله
وعده) (ومن
أوفى بعهده
من الله).
إذاً فعلى
الله جلّ
ذكره إيجاد
النشأة
الأخرى. إن
العقل يحكم
بوجود يوم
القيامة: بل
بصرف النظر
عن الوعد
الإلهي فإنّ
على الله
بحكم العقل
أنّ يدفع
بالإنسان في
مراحل أخرى.
فلو أنه ـ
على سبيل
الفرض ـ لم
يكن هناك
أنبياء
يبينون
الحقائق
للناس
ويخبرونهم
بأمر
معادهم، مع
ذلك فإن كل
من كان ذا
فطرة سليمة
سيستيقن أنه
لن يُعدم بعد
الموت. من
أين يدرك
ذلك؟ إنه
يستدل من
موجودات هذا
العالم أنّ
خالقاً
حكيماً
أوجدها،
طبعاً لا
يصدر عن
الحكيم ما
كان عبثاً لا
طائل منه. من
جهة أخرى فلو
كانت حياة
البشر
منحصرة
بعالم
المادة لكان
ذلك ـ قطعاً
ـ عبثا
ولغواً. فأن
الإنسان
يأكل ويشرب،
وينام ويقضي
شهوته،
ويغضب،
ويقوم
بالأعمال
الأخرى ثم
بعد ذلك
ينعدم
كلياً؟
إضافة إلى
ذلك هناك من
هو صالح
وهناك من هو
طالح.. هناك
من هو ظالم
وهناك من هو
مظلوم. فلو
لم يوجد دار
جزاء فهذا
يعني نقصاً
في نظام
العالم..
يعني عبثية
عالم الدنيا. طبعاً
الجزاء
الدنيوي
الذي سمعتم
به صحيح فهو
يعني أنّ
الإنسان
يجازى على
عمله في
الدنيا، لكن
ذلك ليس
عاماً بمعنى
أنه قد يجازى
عدد محدود من
البشر على
أعمالهم في
الآخرة
إضافة إلى
مجازاتهم
عليها في
الدنيا ولكن
قد يكون
جزاؤهم
الدنيوي
عليها
مختصراً
جداً،
وقليلاً
جداً
بالنسبة
للجرم الذي
إرتكبوه. أساساً
هناك مجموعة
من البشر
أشقياء إلى
حدّ، بحيث لا
عذاب يصلح
لمجازاتهم
إلاّ العذاب
الأخروي. في
المقابل
أعمال
المحسنين هي
الأخرى كذلك
أي أنّ
مجازاتهم
بالإحسان
إليهم في
الدنيا ليست
عامّة. وبقطع
النظر عن
الآيات
والأحاديث،
فإن فطرة
الإنسان
تشهد أساساً
على أنه لا
بد من وجود
عالم آخر
وأنّ سيئّات
كل فرد يجب
أن توزن[6]. الهدف
هو (أنّ
عليه النشأة
الأولى)
تعني أنّ من
المحتّم على
الله أنّ
يوجد النشأة
الأخرى. ليس
ذلك مختصاً
بالدليل
النقلى ولا
هو أيضاً من
باب إنجاز
الوعد فقط،
بل هو بحكم
العقل
والفطرة
واجب أيضاً.
وبإختصار إن
العقل يدرك
بأن الله
عادل فهو
أعطى كل فردٍ
كلّ ما هو
بحاجة إليه
فلو سلّمنا
بعدم وجود
عالم جزاء
فما هو مصير
كل هذا الظلم
الذي
إقترفته يد
الإنسان وما
زالت
تقترفه؟ بناءً
على هذا
فالنشأة
الأخرى ـ
عالم المثال
والبرزخ أو
عوالم
القيامة على
الله. يقول (الفخر
الرازي) في
تفسيره عن
النشأة
الأخرى: النشأة
الأخرى هي
عبارة عن نفخ
الروح في جسد
الإنسان بعد
إتمام خلق
الجنين في
الرحم وذلك
بعد أن خلق
الله تعالى
الإنسان من
التراب ثم من
النطفة ثم من
العلقة ثم من
المضغة، ثم
وجدت العظام
ثم ألصق
العظام
باللحم[7].
وبعد أن
إكتمل بناء
الجسد في مدة
أربعة أشهر...
حينئذٍ خلقه
خلقاً آخر
فكان روحاً
إنسانياً. وهنا
يقول: إنّ
الأكثر
ملاءمة أنّ
نعتبر
النشأة
الأولى منذ
إنعقاد
النطفة وحتى
إتمام خلق
الجسد في
الرحم،
والنشأة
الأخرى خلق
الروح
الإنسانية،
لأن الآيات
السابقة
تتحدث عن خلق
الجسد دون أن
تأتي على ذكر
الروح.
بسم
الله الرحمن
الرحيم أوّل
الدين
معرفته... يقول
الإمام أمير
المؤمنين
علي(ع) في
الخطبة
الأولى من
نهج البلاغة: (أول
الدين
معرفته،
وكمال
معرفته
التصديق به،
وكمال
التصديق به
توحيده،
وكمال
توحيده
الإخلاص له..) بالتفكّر
تتكامل
المعرفة
الفطرية: بداية
الدين
الإلهي
وأوّل دعوات
الأنبياء
ومناهج
المذاهب
الإلهية
معرفة الله
تعالى. أوّل
نقلة فكرية
للإنسان يجب
أنّ تتم في
ما يتعلق
بالله
فتتكامل
المعرفة
الفطرية
الإجمالية
لتجد طريقها
إلى المعرفة
التفصيلية. ومعنى
أن يتوصّل
الإنسان إلى
معرفة الله
هو أن يعرف
أنّ لهذا
العالم
صانعاً
فالعالم
حادث ولكل
حادثٍ محدث.
هذا القدر من
العلم هو من
المعرفة
الفطرية وكل
إنسان يدرك
في قرارة
نفسه هذا
الأمر فما من
شيءٍ يوجد من
دون علّة أو
سبب. إن
الطفل عندما
يبلغ مرحلة
الشعور إذا
ما وضع أحد
من ورائه
شيئاً أمامه
فإنه قبل أن
يمد يده إلى
ذلك الشيء
ينظر أوّلاً
إلى خلفه
ليرى من الذي
أتى بهذا
الشيء؟
فالشيء الذي
لم يكن
موجوداً من
قبل في هذا
المكان ثم
وجد، لا بد
أنه يحتاج
لموجد لأن (الإيجاد)
حادث. إنه
يدرك، وفقاً
لفطرته أنّ
عالم الوجود
هذا الذي
ترونه له
محدث لأن (المصنوع)
حادث إذاً
فيحتاج إلى
خالق. ينظر
إلى بدنه
فيشاهد
النظام
والحكمة في
كل أجزائه
عندها
يستيقن أنّ
خالقاً
عالماً،
قادراً قد
أوجده. هذه
المعرفة
الإجمالية،
التي هي
فطرته، يجب
تنميتها عن
طريق
التدبّر في
الآيات
والتفكّر في
الآثار ويجب
تقويتها
لتبلغ مرحلة
التصديق...
مرحلة
اليقين
والإذعان
القلبيين...
لتصل إلى حدٍ
لا يشوبها
شكّ بعده. في
(سورة الروم)
المباركة
وخلال
الآيات التي
تتحدّث عن
أفعال الله
تبارك
وتعالى
وتذكّر
بعلائم
حكمته
وقدرته...
إنّها تذكر
أولاً
بالجسم هذه
الآية
الإلهية
الكبرى: (ومن
آياته أنْ
خلقكم من
ترابٍ ثم إذا
أنتم بشر
تنتشرون)
خلق من آدم
وحواء
أناساً
كثيرين
إنتشروا في
أصقاع الأرض. إنّ
كل من يرجع
القهقرى مئة
عامٍ إلى
الوراء فما
ذا يرى؟ إنه
يرى ذرّات
منتشرة في
هذا العالم
كانت موجودة
في التراب
والهواء
والماء جمعت
بعد ذلك في
الأطعمة بيد
القدرة
الإلهية...
جمعت في
الحنطة
والأرز
وكذلك عشب
الفلوات
الذي تأكله
الحيوانات
فيأتي بعد
ذلك آباؤنا
وأمهاتنا
فيأكلون من
لحوم هذه
الحيوانات،
ويأكلون من
الأرز
والحنطة،
فتجتاز هذه
مراحل هضم
أربعاً، وفي
المرحلة
الرابعة يتم
إخراج قسم من
فضلاتها،
ويستقر قسم
آخر منها في
الأوعية
التناسلية
عند الرجل،
وفي الرحم
عند المرأة. إذاً
فكلنا كنّا
تراباً في
البداية
جمعته يد
القدرة
الإلهية في
أبدان
الأمهات
والآباء ثم
بعد ذلك أتمّ
سبحانه
وتعالى خلق
الجسد داخل
رحم الأم. إذاً
فالتراب
إجتاز حتى
الآن جميع
هذه المراحل.
فهل هو الذي
قام بنفسه
بجميع هذه
الأفعال على
هذا النحو من
الدقة
والتنظيم؟
أم أنّ قوّة
شاعرة مدركة
قديرة هي
التي فعلت
ذلك؟ إن قدرة
عالمة لا حدّ
لها هي التي،
تعاهدت
التراب
بعنايتها
حتى أوصلته
إلى هذا
المستوى. ملايين
الأجزاء
ضرورية
للسّمع
والإبصار: أو
ليس من
اللائق أنّ
ندقّق النظر
في أبداننا...
أنّ نعمل
بأمر القرآن
الذي يقول
لنا: (فلينظر
الإنسان ممّ
خلق، خُلق من
ماءٍ دافقٍ.
يخرج من بين
الصلب
والترائب)
(الطارق/5ـ7). ليس
في هذا البدن
ولا حتى عرق
واحد أو عظم
واحد دون
حكمة وكلما
تطوّر علم
التشريح
إتضح أكثر
مدى الحكم
والمصالح
التي روعيت
في خلق أجزاء
الجسم. في
هذه
الإكتشافات
المذهلة
التي حدثت
مؤخراً،
يقال إنّ
ثلاثة
ملايين خلية
إستخدمت في
خلق الأذن
بحيث لو أنّ
قسماً منها
زال لأصبح
السّمع غير
مكتمل. وفي
خلق العين
تمّ بناء
بناءٍ مذهل
من سبع طبقات
إستخدمت في
بنائه
ملايين
الخلايا
وذلك حتى
يصبح جهاز
التصوير
وحاسة البصر
مكتملين. وكل
عضوٍ من
أعضاء الجسم
هو على هذا
النّحو
فالمطلوب
التدبّر
والتفكّر...
في كل يومٍ
وليلة يجب
قضاء ساعة
على الأقل في
التفكّر
والتدقيق في
آيات الله
وأخذ العبرة
من ذلك حتى
يصل الإنسان
من المعرفة
الإجمالية
إلى المعرفة
التفصيلية
ومقام
التصديق. (وكمال
معرفته
التصديق به)
حتى يصل إلى
حدٍّ يقترب
فيه قلبه من
ربّه ويعترف
به ويسلّم له...
حتى يصل إلى
درجة علم
اليقين فلا
يعود يحتمل
المخالفة
حتى ولو
بمقدار
واحدٍ على
مئة ـ بل
يتجاوز
مرحلة الشك
فلا يعد
يتوهم أو ـ
يحتمل حتى
المخالفة...
يذهب أبعد من
علم اليقين
ليصل إلى عين
اليقين
ويجهد حتى
يبلغ حق
اليقين إلى
حدٍّ تصبح
فيه المعيّة
الإلهية
أوضح لديه من
كل واضح. مع
كل موجودٍ
دون حلولٍ
ولا إتحاد: المعيّة:
تعني
الكينونة مع
الله حيث
يقول عز وجل
في القرآن
الكريم: (وهو
معكم أينما
كنتم) (57/4)
فقيُّوم
عالم الوجود
هو الله
كلّنا
قائمون به،
وبه نحن
موجودون أو
يعقل وجود
الظّل دون من
يسببه. في
نفس هذه
الخطبة
المباركة من
نهج البلاغة
يقول: (مع كل شيء لا
بمقارنة) أي أنّ
الله موجود
مع كل موجودٍ
ولكن لا على
سبيل
الإقتران
بهذا
الموجود أو
القرب
الظاهري منه
فلو فرض أنّ
وجود أي
موجودٍ كان
منفصلاً عن
وجود الله
لما وجد
الوجود
أصلاً. فذلك
الوجود
موجودٌ لأن
الله منحه
الوجود.
باختصار إنه
تعالى مع كل
شيء ولكن لا
يكون على نحو
القرين لذلك
الشيء.
فمعيّة الله
تعالى لزيد
مثلاً ليست
على نحو أنّ
يكون لكلٍ
منهما ذاته
المستقلة عن
الآخر أو أن
يكون ـ أي
زيد ـ وإلهه
في عرض
بعضهما
البعض. ثم
إنّه إذا ما
نحّينا
الوجود الذي
منحه إيّاه
الله جانباً
لما عاد
شيئاً يُذكر. إن
الممكن من
شأنه أنّ
يكون ليس ومن
علته أنّ
يكون أيس إنّ
كل موجودٍ
بما هو هو،
لا شيء ولكنه
موجود من حيث
أنّ وجود
الله معه. في
القول
المنسوب إلى
مولانا
الإمام أمير
المؤمنين(ع)
يقول: (ما
رأيت شيئاً
إلاّ ورأيت
الله قبله
وبعده ومعه).
أي رأيت الله
مع كل ما
رأيت. إن
الإنسان يجب
أن يبلغ ذلك
الحدّ الذي
تصبح فيه
رؤية الله
أمراً
عادياً
بالنسبة له.
أو فليبلغ
على الأقل
درجة علم
اليقين. وإذا
لم يكن بلوغ
درجة حق
اليقين أو
عين اليقين
متيسّراً له
فليعلم أَنه
أينما وجد
موجود ما
فإنّ وجوده
نابع من وجود
الله لا على
سبيل الحلول
ولا على سبيل
الإتحاد
فكلاهما كفر
وإلحاد. لا
الله موجود
في أحد ولا
هو حل في شيء.
كما أنه لا
وجود لموجود
مركّب من
نفسه ومن
إلهه. فهذان
الإثنان ـ
الحلول
والإتحاد ـ
خطأ وكفر بل
إن وجود كّل
موجود مستمر
من الله ولا
أحد يملك
شيئاً من
نفسه.
[1] هذه
العبارة هي
مضمون حديث
قدسي شريف
يقول: خلقت
الخلق
لأجلك
وخلقتك
لأجلي. [2] بالإمكان
إضافة شرط
آخر في هذا
المجال
وذلك هو أنّ
الرسام
بإستطاعته
الرسم فوق
الأجسام
المسطحة
أمّا الرسم
داخل
الأشياء
المجوّفة
فلا يقدر
عليه إلاّ
أنّ الله
تعالى،
إظهاراً
لقدرته،
يقوم
بالرسم
داخل جوف
النطفة
إضافة إلى
رسمه فوق
الظاهر
والسطح: (صنع
الله الذي
أتقن كل شيء
ذلك تقدير
العزيز
العليم). [3] (وإختلاف
ألسنتكم
وألوانكم
إن في ذلك
لآيات...). [4] (لهم أعين
لا يبصرون
بها ولهم
آذان لا
يسمعون بها). [5] (ختم الله
على قلوبهم
وعلى سمعهم
وعلى
أبصارهم
غشاوة) (2/6). [6] (فمن ثقلت
موازينه
فأولئك هم
المفلحون
ومن خفت
موازينه
فأُولئك
الذين
خسروا
أنفسهم بما
كانوا
بآياتنا
يجحدون) (المؤمنون/104). [7] (ثم خلقنا
النطفة
علقةً
فخلقنا
العلقة
مضغة
فخلقنا
المضغة
عظاماً
فكسونا
العظام
لحماً ثم
أنشأناه
خلقاً آخر
فتبارك
الله أحسن
الخالقين) (المؤمنون/15).
|
||||||||
|