الكلمة
السادسة الشباب
وعلم
العرفان
والقراءات
الروحية
والغيبية
قلنا
في الكلمة
السابقة
إننا سنتحدث
عن علم
العرفان وعن
طريقة
العرفاء في
استحصال
المعرفة،
وحديثنا في
هذه الكلمة
عن العرفان
بصورة خاصة
وعن
الكتابات
والنتاجات
الروحية
والغيبية
بصورة عامة
ينطلق من
إحساسنا
المتزايد
بضرورة
تصحيح
المسار
الكلي الذي
يتعامل
شبابنا
المسلم من
خلاله مع
القراءات
الروحية
والغيبية
التي كثر
الاقبال
عليها
ولاسيما من
قبل الشباب
في الفترة
الأخيرة،
وبالأخص بعد
تنامي حركة
الصحوة
الإسلامية
والعودة إلى
الدين التي
شهدتها
مجتمعاتنا
الإسلامية
مع بدايات
عقد
الثمانينات
من القرن
العشرين
الميلادي. إذ
مما يؤسف له
أنه قد تولدت
عند شبابنا
المسلم رغبة
جامحة في
قراءة
ومتابعة
الكتابات
الروحية
والتي تعني
بقاضايا
النفس
والروح وكل
ما يرتبط
بالغيبيات
من قريب أو
بعيد، وموقع
الخطأ في هذه
القراءات
الشابة أنها
ما كانت تميز
في كثير من
الأحيان بين
الغث
والسمين في
هذه
الكتابات،
ولا بين
الكتابات
التي تتعامل
مع القضايا
الروحية
والمسائل
الغيبية بجد
ووعي وإدراك
لجميع أبعاد
تلك القضايا
والمسائل،
والتأثيرات
السلبية
التي يمكن أن
ينتجها
التعامل
الخاطئ مع
هذه
القاضايا
والمسائل
وبين
الكتابات
التي تبتعد
عن الواقعية
والموضوعية
في طرح
ومعالجة
قضايا الروح
والنفس
الإنسانية
ولا تلتفت
إلى
الانعكاسات
السلبية
التي يمكن أن
يولدها
التصوير
المشوه
والمبتور
لقضايا
النفس
والروح الذي
تقدمه ههذ
الكتابات. ومن
المهم
التنبيه على
أن المسئلة
في واقعها
كانت ذات
بعدين، فمن
جهة كانت
هناك مثل هذه
الكتابات
الأخيرة
التي لم يكن
يهمها إلا أن
تقدم ما يثير
القارئ
ويستجلب
نظره من دون
أن تحاول
دراسة
واستقصاء
التأثيرات
البعدية
التي تتركها
قراءة
الكتاب على
نفسية الشاب
وتفكيره
وطريقة
تعامله مع
الناس
والحياة،
والتي كانت
في أغلب
الأحيان
تأثيرات
سلبية وغير
محمودة. ومن
جهة أخرى كان
الشاب
المسلم يقبل
على هذه
الكتابات
بشغف ونهم من
دون أن يكون
واعياً
للمخاطر
النفسية
والفكرية
والسلوكية
التي يمكن أن
يولدها
التعامل
الخيالي
واللاواقعي
مع القضايا
الغيبية
والروحية
الذي يقع فيه
الشاب نتيجة
اقباله
الكلي على
قراءة
ومتابعة هذه
الكتابات. ولا
يتصور الشاب
المسلم الذي
يعشق هذه
الكتابات
ويقبل عليها
لأنه يجدها
تنسجم وغاية
الإسلام في
ربط الإنسان
بخالقه
وتوثيق
علاقته
الروحية به،
إننا نريد أن
نقلل من
أهمية
القراءات
الروحية
التي يمكن أن
تساهم أو من
المحقق أنها
تساهم في
بناء وتنشيط
البعد
الروحي عند
الإنسان في
علاقته
بالله
وبالعالم
الآخر، ولكن
ما نريد قوله:
إنه ليس كل
الكتابات
التي تتناول
وتثير
القضايا
الغيبية
والروحية
ينبغي
للشباب
قراءتها،
لأنه من
الملاحظ أن
هذه
الكتابات
على قسمين
كما أشرنا
إليه من قبل: قسم
يعالج قضايا
الروح
والغيب
برؤية سحرية
كما نشاهده
في الكتابات
التي تعني
بقضايا
الطلمسات
والسحر
واستحضار
الأرواح
والجن، وما
شابه ذلك
وشاكله، ومن
الملاحظ
والمجرب في
سيرة
الكثيرين
ممن كانوا
يقبلون على
مثل هذه
الكتابات
الاغراق في
الاهتمام
بهذه
القضايا
ومحاولة
تصييرها
وسيلة للقفز
على مشاكل
الواقع
الحياتي
والتغاضي عن
ضرورة حدها
بالطرق
الطبيعية
والمتعارفة،
ولا ننسي
بالإضافة
إلى ذلك
الاستفادة
السيئة التي
يستفيدها
البعض من
المستغلين
والانتهازيين
من مثل
التعامل مع
الغيب
والغيبيات
بهذه الصورة
وضمن هذا
المجال وقسم
آخر يعالج
قضايا الروح
والغيب
باعتبارها
أمور ترتبط
كل الارتباط
بالنفس
الإنسانية
في سيرها
الصعودي
والتكاملي
إلى الله
سبحانه
وتعالى، وفي
هذا المقام
يبرز علمان
في الوسط
الإسلامي
كان لهما
الدور
الأكبر في
الاعتناء
بالقضايا
الروحية
والمسائل
الغيبية
وهما علم
العرفاء
وعلم
التصوف،
ولأننا نشعر
بحصول
وتواجد
الكثير من
الملابسات
عند شبابنا
المسلم في
فهم ووعي
هذين
العلمين،
ولاسيما
الأول منهم ـ
أعني علم
العرفان ـ
الذي حظى
باهتمام
واسع من قبل
الشباب على
أثر انتصار
الثورة
الإسلامية
في إيران
وانتشار
الفكر
العرفاني
لقائدها
العظيم
الإمام
الخميني ـ
قدس الله
نفسه الزكية
ـ فإننا
سنحاول أن
نقدم لمحة
مختصرة عن
كلا العلمين
مع إيضاح
وبيان
الملابسات
الفعلية
التي تكتنف
التعامل مع
هذين
العلمين من
قبل الكثير
من الناس
وبالأخص
شبابنا
المسلم،
وسنسعى
أيضاً
لاكتشاف
الرؤية
الإسلامية
في نقد
وتقييم كلا
العلمين. فنقول
بالنسبة إلى
علم العرفان
انه علم
اعتنى
بالجانب
الروحي في
الإسلام
باعتباره
البعد
الاساس الذي
ما جاءت
ونزلت
الأديان
الإلهية إلا
من أجل
تنميته
وتركيزه
وتذكير
الإنسان به،
وابتداءً
يحدد
العرفان
موضوعه بانه
الله
والمعرفة
بذاته
وصفاته
وأفعاله
معرفة
شهودية لا
تتم للإنسان
إلا من خلال
مجاهدة
النفس
وتزكيتها
وتطهيرها
وتأديبها
بآداب
الشريعة
ورسومها. وبعد
ذلك يقسم
العرفان إلى
عرفان نظري
وعرفان
عملي،
والقسم
الأول يهتم
ببحث ودراسة
العديد من
المسائل
أهمها البحث
في حقيقة
التوحيد
ومراتبه
وانقساماته
إلى توحيد
ذاتي،
وتوحيد
صفاتي،
وتوحيد
أفعالي،
والبحث في
حقيقة النفس
وتجردها،
ومراتب
السير
والسلوك إلى
الله،
والبحث عن
العلاقة بين
الشريعة
والطريقة
والحقيقة
وهي ثلاث
تسميات يرمز
بالأولى
منها إلى
الفقه
والأحكام
الشرعية،
وبالثانية
إلى الآداب
التي يلزم
مراعاتها من
قبل السالك
إلى الله،
وبالثالثة
إلى المعاني
والمعارف
التي يتوصل
إليها
الإنسان من
خلال سعيه
التكاملي
والروحي،
وربما عبر
بعض العرفاء
عن هذه
التسميات
الثلاث
بالفقه
الأصغر
والفقه
الأوسط
والفقه
الأكبر.
ويبحث في
العرفان
النظري
أيضاً عن
ظاهر
الشريعة
وباطنها وعن
حدود
العلاقة بين
الظاهر
والباطن. وأما
القسم
الثاني من
العرفان وهو
العرفان
العملي فهو
يعني بتحديد
البرنامج
العملي
للإنسان
السالك إلى
الله، من حيث
الآداب التي
ينبغي
التزامها
والوظائف
والأذكار
والأوراد
التي يلزم
مراعاتها. ومن
خلال ذلك
يتبين لنا أن
العرفان
بقسميه
النظري
والعملي لا
يعدو أن يكون
في حقيقته
وواقعه أكثر
من جنبة من
جنبات
الدين، التي
أوليت عناية
خاصة
ومتميزة من
قبل علماء
العرفان
لكونها هي
الجنبة
الرئيسية في
الخطاب
الديني
الإلهي الذي
لا يبتغي من
وراء تشريع
الأحكام على
الإنسان
وتكليفه بها
إلى تطهير
ذاته من كل
ما سوى الله
وجعل
الإنسان
متحققاً
بحقيقة
العبودية
المطلقة لله
(عز وجل)،
انطلاقاً من
قوله تعالى: ما
يريد الله
ليجعل عليكم
من حرج ولكن
يريد
ليطهركم
وليتم نعمته
عليكم لعلكم
تشكرون) (المائدة:
6)، وقوله تعالى: (وما
خلقت الجن
والإنس إلا
ليعبدون ما
أريد منهم من
رزق وما أريد
أن يطعمون). (الذاريات:
56 ـ 57) وبعد
هذا لابد أن
نشير إلى أن
العرفان
يعتبر
طريقاً من
طرق المعرفة
الدينية في
مقابل العقل
والوحي، إذ
العرفان
يقوم أساساً
على الإيمان
بأن الوصول
إلى معرفة
الحقائق
الدينية على
وجهها
الواقعي
والصحيح
إنما يتيسر
للإنسان
بطريق
المجاهدة
وتزكية
النفس، وهو
ما يفهم من
قوله تعالى: (إن
تتقوا الله
يجعل لكم
فرقاناً) (الأنفال:
29)،
وقوله تعالى:
(يا
أيها الذين
آمنوا اتقوا
الله وأمنوا
برسوله
يؤتكم كفلين
من رحمته
ويجعل لكم
نوراً تمشون
به ويغفر لكم
والله غفور
رحيم). (الحديد:
28) أما
العقل فهو
طريق معرفي
يعتمد
الدليل
البرهاني
وسيلة أصلية
لإثبات
المطالب
وتقرير
الحقائق،
والوحي طريق
معرفي يعتمد
التلقي
المباشر من
الله وسيلة
لتقرير
وإثبات
الحقيقة
الدينية،
ومرادنا من
الوحي في هذا
المقام
الوحي
بمعناه
الخاص الذي
يعني
الإنباء
والإخبار عن
الله تعالى. وحينما
نقول أن
العرفان
طريق معرفي
يقابل العقل
والوحي فهذا
لا يعني ـ
كما يتصور
الكثيرون ـ
انه يضادهما
ويخالفهما
بل يعني أنه
رتبة من رتب
استجلال
الحقيقة كما
أن العقل
والوحي
كذلك، ومما
لا خلاف فيه
بين جميع أهل
الديانات
والرسالات
السماوية أن
الوحي هو
المصدر
الأول
والأساس
للتعرف على
الحقائق
الدينية
والغيبية،
وإنما حصل
الخلاف بين
الفلاسفة
المشائين
والحكماء
الاشراقيين
في تقديم
الطريق
البرهاني
العقلي على
الطريق
العرفاني
الذوقي أو
العكس، فقال
الفلاسفة
العقليون
بتقديم
البرهان على
العرفان
وقال
الحكماء
الذوقيون
بتقديم
العرفان على
البرهان،
وصار لكل
واحد منهم
حججه
وبراهينه،
وهذا النزاع
يعتبر من
المشاكل
المعرفية
والمهمة في
تاريخ
الفلسفة،
ولا نستطيع
أن نستقصي
الكلام عنه
وفيه في هذا
المقام لأنه
يحتاج إلى
بحث موسع
مستقل ونحن
إنما أردنا
فقط أن نقدم
لشبابنا
المسلم
تعريفاً
مختصراً عن
موضوع علم
العرفان
وطريقة
العرفاء في
استحصال
المعرفة. وأما
بالنسبة إلى
كيفية إطلاع
النفس على
الحقائق
الغيبية
والمعارف
الإلهية من
خلال هذا
الطريق
فيوضحه لنا
فيلسوف
الإسلام
الراحل
العلامة
الطباطبائي
حينما يشرح
الاختلاف
الواقع في
كيفية إيصال
هذا الطريق
إلى المعرفة
بقوله: "فمنهم
من قرره على
أن العلوم
الإنسانية
فطرية بمعنى
أنها حاصلة
له، موجودة
معه بالفعل
في أول
وجوده، فلا
جرم يرجع
معنى حدوث كل
علم له جديد
إلى حصول
التذكر.
ومنهم من
قرره على أن
الرجوع إلى
النفس
بالانصراف
عن الشواغل
المادية
يوجب انكشاف
الحقائق لا
بمعنى كون
العلوم عند
الإنسان
بالفعل بل هي
له بالقوة
وإنما
الفعلية في
باطن النفس
الإنسانية
المفصولة عن
الإنسان عند
الغفلة
الموصولة به
عند التذكر،
وهذا ما يقول
به العرفاء
واهل
الإشراق
وأترابهم من
سائر الملل
والنحل.
ومنهم من
قرره على نحو
ما قرره
العرفاء غير
أنه اشترط في
ذلك التقوى
واتباع
الشرع علماً
وعملاً كعدة
من المسلمين
ممن
عاصرناهم
وغيرهم
زعماً منهم
أن اشتراط
اتباع الشرع
يفرق ما
بينهم وبين
العرفاء
والمتصوفة،
وقد خفى
عليهم ان
العرفاء
سبقوهم في
هذا
الاشتراط
كما يشهد به
كتبهم
المعتبرة
الموجودة". (الطباطبائي:
الميزان في
تفسير
القرآن 5: 161 ـ 162). ويؤكد
العلامة
الطباطبائي
على أنه لا
مجال لانكار
حصول
المعارف
الإلهية عن
طريق مجاهدة
النفس
وتزكيتها،
والذي يثمر
قرب العبد من
ربه ودخول
الإنسان في
حظيرة
الولاية
الإلهية،
حينما يقول: "نعم
هاهنا حقيقة
قرآنية لا
مجال
لانكارها،
وهو أن دخول
الإنسان في
حظيرة
الولاية
الإلهية،
وتقربه إلى
ساحة القدس
والكبرياء
يفتح له
باباً إلى
ملكوت
السماوات
والأرض
يشاهد منه ما
خفى على غيره
من آيات الله
الكبرى،
وأنوار
جبروته التي
لا تطفأ، قال
الصادق (ع):
لولا أن
الشياطين
يحومون حول
قلوب بني آدم
لرأوا ملكوت
السماوات
والأرض،
وفيما رواه
الجمهور عن
النبي (ص) قال:
لولا تكثير
في كلامكم
وتمريج في
قلوبكم
لرأيتم ما
أرى ولسمعتم
ما أسمع، وقد
قال تعالى: (والذين
جاهدوا فينا
لنهدينهم
سبلنا وإن
الله لمع
المحسنين) (العنكبوت:
69)
ويدل
على ذلك ظاهر
قوله تعالى: (واعبد
ربك حتى
يأتيك
اليقين) (الحجر:
99) حيث فرع
اليقين على
العبادة،
وقال تعالى: (وكذلك
نرى إبراهيم
ملكوت
السماوات
والأرض
وليكون من
الموقنين) (الأنعام:
75)
فربط
وصف الإيقان
بمشاهدة
الملكوت،
وقال تعالى: (كلا
لو تعلمون
علم اليقين
لترون
الجحيم ثم
لترونها عين
اليقين) (التكاثر:
7)
وقال
تعالى: (إن
كتاب
الأبرار لفي
عليين وما
أدراك ما
عليون كتاب
مرقوم يشهده
المقربون). (الطباطبائي:
الميزان في
تفسير
القرآن 5: 270 ـ 271). ومع
اعتقاد
العرفاء
الراسخ
بإمكانية
توصل
الإنسان إلى
المعرفة من
خلال هذا
الطريق، إلا
أنهم كانوا
يؤكدون على
صعوبة سلوك
هذا الطريق
لكثرة
المؤهلات
والخصوصيات
التي
يحتاجها
سالك هذا
الطريق،
بالإضافة
إلى كثرة
الاشتباهات
التي تقع في
سلوك هذا
الطريق
والتي قل من
ينجو منها
ممن سلكوا
هذا الطريق.
ومن تلك
الاشتباهات
العظيمة
التي يقع
فيها الكثير
ممن يميلون
إلى
العرفان،
والتي طالما
حذر من
الوقوع فيها
أكثر
العرفاء،
محاولة
الاطلاع على
كتب العرفان
وقراءتها
بصورة شخصية
ومن دون
الاستعانة
في فهمها
ودراستها
بأهل هذا
الفن، وهذا
الخطأ
والاشتباه
قدر لكثير من
شبابنا
المسلم
الوقوع فيه
نتيجة
إقبالهم على
قراءة هذه
الكتب التي
وضعت
للمتخصصين
من أهل هذا
الفن،
ولاسيما بعد
انتصار
الثورة
الإسلامية
المباركة في
إيران
وانتشار
الكتابات
العرفانية
لزعيمها
الراحل
الإمام
الخميني (رضوان
الله تعالى
عليه). ومن
هنا نريد أن
نذكر شبابنا
المسلم ـ في
ختام حديثنا
عن العرفان ـ
على ضرورة
الالتفات
إلى هذا
الامر
والرجوع إلى
إنسان مطلع
وخبير في ما
ينبغي أن
يقرءه
الشباب وما
لا ينبغي أن
يقرءه،
ولاسيما في
مثل هذه
الكتابات
التي يولد
الفهم
الخاطئ
لمقاصدها
الكثير من
المشاكل
والأزمات
الفردية
والاجتماعية. وأما
بالنسبة إلى
علم التصوف
والذي
يعتبره
البعض من
المفكرين
الإسلاميين
الجنبة
الاجتماعية
في العرفان،
كما أن
العرفان
الجنبة
النظرية
للتصوف، فإن
الحديث عنه
لا يعدو أن
يكون نفس
الحديث
المتقدم عن
العرفان،
غاية
الأمران
الملابسات
التاريخية
التي أحاطت
بعلمي
العرفان
والتصوف
كانت أكثر ما
تنشأ من
الأفكار
والسلوكيات
المثيرة
التي تبناها
من تسموا بـ:
"المتصوفة"
أو "الصوفية". وهذه
الأفكار
والسلوكيات
المثيرة
والتي كانت
في كثير من
الأحيان
تصطدم
بالشريعة
ومشاعر
المسلمين
الدينية كان
بعض
المتصوفة
يقع فيها
نتيجة عدم
نضوج
واكتمال
الجانب
العلمي
والمعرفي
عند هؤلاء
المتصوفة،
وهو الجانب
الذي أكد
عليه أشد
التأكيد بعد
ذلك العرفاء
من خلال
تقييمهم
ونقدهم
لاشتباهات
المتصوفة
العلمية
والعملية. ومن خلال هذا الحديث السريع والمقتضب عن كل من العرفان والتصوف اتضح لنا أن هناك الكثير من الملابسات التاريخية والمعرفية والشرعية التي تحيط بهذين العلمين، والتي تجعل من مهمة التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ فيهما مهمة عسيرة لا يقدر على القيام بها إلا القليل من الناس ممن استوعبوا كل المسائل والإثارات المرتبطة بهذين العلمين، وجميع المداخلات التي تتعلق بالمسارات المختلفة لهذين العلمين في أبعادهما وانعكاساتهما التاريخية والإجتماعية والدينية. |
|