|
||||||||
تحقيق عرفاني ايقاظ إيماني قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم |
||||||||
اعلم
أن أهل
الظاهر
ذكروا في ذكر
نعبد
ونستعين
بصيغة
المتكلم مع
الغير مع أن
العابد
واحد، نكاتا
منها أن
العابد
يحتال حيلة
شرعية تكون
عبادته بها
مقبولة
لجناب الحق
تعالى وهي أن
يقدم عبادته
لجناب القدس
وحضرة
الرحمة ضمن
عبادة سائر
المخلوقين
ومنهم كمّل
أولياء الله
الذين يقبل
الله تعالى
عبادتهم كي
تكون بهذه
الوسيلة
عبادته أيضا
مقبولة ضمنا
لان تبعض
الصفقة ليس
من عادة
الكريم. ومنها
تشريع
الصلاة اذ
كانت في أول
الأمر مع
الجماعة،
فمن هذه
الجهة أدّيت
بلفظ الجمع
ونحن ذكرنا
نكتة في
السرّ
الجملي
للاذان
والاقامة
يكتشف منها
هذا السر في
الجملة، وهي
أن الاذان
اعلان لقوى
السالك
الملكية
والملكوتية
بالحضور في
المحضر وان
الاقامة هي
اقامتها في
الحضور،
فاذا أحضر
السلك قواة
الملكية
والملكوتية
في المحضر
وقام القلب
الذي هو
إمامها بسمة
الامامة فقد
قامت الصلاة
وان المؤمن
وحده جماعة..
فقول نعبد
ونستعين
واهدنا كلها
لاجل هذا
الجمع
الحاضر في
محضر القدس،
وقد اشير الى
هذا المعنى
في الروايات
والادعية
الصادرة عن
أهل بيت
العصمة
والطهارة
منابع
العرفان
والشهود. والوجه
الاخر الذي
يتراءى في
نظر الكاتب
هو أن السالك
في الحمد لله
اذا جعل
المحامد
والاثنية من
كل حامد ومثن
في الملك
والملكوت
مقصورة
ومخصوصة
بالذات
المقدسة
للحق وقد ظهر
ايضا في
مدارك برهان
أئمة
البرهان
وقلوب أصحاب
العرفان أن
لجميع دائرة
الوجود
بملكها
وملكوتها
وقضها
وقضيضها
حياة شعورية
ادراكية
حيوانية بل
انسانية وهي
حامدة مسبحة
للحق تعالى
عن استشعار
وإدراك. وان
الخضوع لدى
حضرة الكامل
المقدسة
والجميل على
الاطلاق
ثابت في فطرة
جميع
الموجودات
وخصوصا
النوع
الانساني
وناصية الكل
في جناب قدسه
على التراب
كما قال
تعالى في
القرآن
الشريف:
" وان من شيء
الا يسبّح
بحمده ولكن
لا تفقهون
تسبيحهم "
(الاسراء
- 44)
وسائر
الآيات
الشريفة
وأخبار
المعصومين
المشحونة
بهذه
اللطيفة
الالهية
مؤيدة
بالبرهان
الحكمي
المتين،
فاذا وجد
السالك الى
الله هذه
الحقيقة
بقدم
الاستدلال
البرهاني او
الذوق
الايماني او
المشاهدة
العرفانية
فهو يدرك في
أي مقام هو
فيه ان جميع
ذرات الوجود
وسكنة الغيب
والشهود
عابدة
للمعبود على
الاطلاق
وتطلب
موجدها
فيظهر بصيغة
الجمع ان
جميع
الموجودات
في جميع
حركاتها
وسكناتها
تعبد الذات
المقدسة
للحق تعالى
وتستعين به. تنبيه
ونكتة: اعلم
ان العلماء
قالوا في وجه
تقديم اياك
نعبد واياك
نستعين مع ان
القاعدة
تقتضي ان
تكون
الاستعانة
في العبادة
مقدمة على
نفس
العبادة، ان
ما قدم هو
العبادة على
الاستعانة
لا على
الاعانة
وربما تكون
الاعانة من
دون
الاستعانة. وايضا
حيث أنهما
مرتبطان
احدهما
بالاخرى فلا
فرق في
التقديم
والتأخير
كما يقال
قضيت حقي
فأحسنت
اليّ،
وأحسنت اليّ
فقضيت حقي. وايضا
الاستعانة
هي للعبادة
المستأنفة
لا العبادة
الواقعة،
وبرودة هذه
الوجوه ليست
مختفية لأهل
الذوق، ولعل
النكتة فيه
أن حصر
الاستعانة
بالحق تعالى
متأخر عن حصر
العبادة على
حسب السلوك
الى الله كما
هو واضح فإن
كثيرا من
الموحدين في
العبادة
والحاصرين
العبادة في
الحق مشركون
في
الاستعانة
ولا يحصرون
الاستعانة
بالحق كما
نقلناه عن
بعض أرباب
التفسير ان
حصر
الاستعانة
ليس حقيقيا،
فالحصر في
العبادة
بمعناه
المتعارف من
أوائل
مقامات
الموحدين
واما حصر
الاستعانة
فهو ترك
غيرالحق
مطلقا ولا
يخفى ان
المقصود من
الاستعانة
ليس
الاستعانة
في العبادة
فقط بل
الاستعانة
في مطلق
الامور وهذا
انما يكون
بعد رفض
الاسباب
وترك
الكثرات
والاقبال
التام على
الله. وبعبارة
اخرى، حصر
العبادة هو
حب الحق وطلب
الحق وترك
طلب الغير،
وأما حصر
الاستعانة
فهو رؤية
الحق وترك
رؤية الغير،
وفي مقامات
العارفين
ومنازل
السالكين
ترك رؤية
الغير
متأخّر عن
ترك طلب
الغير. اعلم
ايها العبد
السالك ان
حصر العبادة
والاستعانة
للحق ايضا
ليس من
مقامات
الموحّدين
والمدارج
الكمالية
للسالكين
لان فيه دعوى
تنافي
التوحيد
والتجريد بل
رؤية
العبادة
والعابد
والمعبود
والمستعين
والمستعان
به
والاستعانة
كلها منافية
للتوحيد،
وفي التوحيد
الحقيقي
الذي يتجلى
لقلب السالك
تستهلك كل
هذه الكثرات
وتضمحلّ
رؤية كل هذه
الامور، نعم
الذين
انتبهوا من
الجذبة
الغيبية
وحصل لهم
مقام الصحو
فليست
الكثرة
حجابا لهم
وذلك لان
الناس على
طوائف. فطائفة
هم
المحجوبون
أمثالنا
المساكين
المستغرقون
في الحجب
الظلمانية
للطبيعة،
وطائفة هم
السالكون
المسافرون
الى الله
والمهاجرون
الى حضرة
القدس.
وطائفة هم
الواصلون قد
خرجوا عن حجب
الكثرة
واشتغلوا
بالحق، وهم
عن الخلق
محجوبون
وغافلون وقد
حصل لهم
الصعق الكلي
والمحو
المطلق،
وطائفة هم
الراجعون
الى الخلق
الذين لهم
منصب
المكمّلية
والهادويّة
كالانبياء
العظام
والاوصياء
لهم، عليهم
السلام،
وهذه
الطائفة مع
وقوعهم في
الكثرة
واشتغالهم
بارشاد
الخلق لا
تكون الكثرة
حجابا لهم،
ولهم مقام
البرزخية،
فبناء على
هذا يفرق
اياك نعبد
واياك
نستعين على
حسب حالات
هؤلاء
الطوائف،
فمن امثالنا
المحجوبين
فهو ادّعاء
صرف وصورة
محضة فان
تنبّهنا
لحجابنا
ووجدنا
نقصاننا،
فبمقدار ما
اطّلعنا على
نقصاننا
تنور
عبادتنا
وتقع موردا
لعناية الحق
تعالى وأما
من السالكين
فيقع هذا
القول
بمقدار
سلوكهم
قريبا من
الحق ومن
الواصلين
فهو بالنسبة
الى رؤيتهم
الحق حقيقة
وبالنسبة
الى رؤية
الكثرة صورة
صرفة وجري
على العادة،
ومن
الكاملين
حقيقة صرفة
فليس لهم
حجاب حقي ولا
حجاب خلقي. اعلم
ايها العزيز
اننا مادمنا
في هذه الحجب
الغليظة
لعالم
الطبيعة
ونصرف الوقت
في تعمير
الدنيا
ولذائذها
غافلين عن
الحق تعالى
وذكره،
والتفكر فيه
فجميع
عباداتنا
وأذكارنا
وقراءاتنا
عارية عن
الحقيقة فلا
في الحمد لله
نتمكن من حصر
المحامد
للحق ولا في
اياك نعبد
واياك
نستعين نسلك
طريقا من
الحقيقة بل
نحن مع هذه
الدعاوى
الفارغة
مخزيون
وناكسو
الرؤوس في
محضر الحق
تعالى
والملائكة
المقربين
والانبياء
المرسلين
والاولياء
المعصومين
فإن من كان
لسان حاله
ومقاله
مشحونا بمدح
أهل الدنيا
كيف يقول
الحمد لله،
وان من كانت
وجهة قلبه
الى الطبيعة
ولم يشمّ
رائحة
الالوهية
وكان
اعتماده
واتكاله على
الخلق فبأي
لسان يقول
اياك نعبد
واياك
نستعين،
فاذا كنت من
رجال هذا
الميدان
فشمّر ذيل
الهمة وأوصل
الى قلبك هذه
الحقائق
واللطائف
التي ذكرت في
خلال هذه
الرسالة في
أوائل الامر
بشدّة
التذكر
والتفكر في
عظمة الحق
وفي ذلة
المخلوق
وعجزه
وفقره، أحيي
قلبك بذكر
الحق تعالى
كي تصل رائحة
من التوحيد
الى شامة
قلبك وتجد
طريقا الى
صلاة أهل
المعرفة
بالامداد
الغيبي، وان
لم تكن من
رجال هذا
الميدان فلا
أقل من أن
تجعل نقصك
نصب عينيك.
وتوجّه الى
ذلتك وعجزك
وقم بالامر
بالخجلة
والاستحياء،
واحذر من
دعوى
العبودية
واقرأ هذه
الآيات
الشريفة
التي ليست
متحققا
بلطائفها
أما بلسان
الكمّل،
وأما أن يكون
في نيّتك
قراءة صورة
القرآن صرفا
حتى لا تدّعي
باطلا ولا
يكون
ادّعاؤك
كاذبا على
الأقل. فرع
فقهي: ذهب
بعض الفقهاء
الى عدم جواز
قصد الانشاء
في ايّاك
نعبد واياك
نستعين
وأمثاله
ظنّا منهم
أنه ينافي
القرآنية
والقراءة
لأن القراءة
هي نقل كلام
الغير. وهذا
الكلام ليس
له وجه لأن
الانسان كما
يمكن أن يمدح
بكلامه مثلا
انسانا يمكن
أن يمدحه
بكلام
الآخرين،
فمثلا اذا
مدحنا شخصا
بشعر من
الحافظ يصدق
أنّا مدحناه
ويصدق أيضا
أنا قرأنا
شعر الحافظ
فاذا أنشأنا
حقيقة جميع
المحامد
للحق بالحمد
لله رب
العالمين
وأنشأنا قصر
العبادة
للحق بإيّاك
نعبد يصدق
أنّا حمدنا
الله بكلامه
وقصرنا
العبادة لله
بكلامه بل
نقول: اذا
جرد أحد
كلامه عن هذا
المعنى
الانشائي،
فهذا
التجريد
مخالف
للاحتياط ان
لم نقل
ببطلان
قراءته، نعم
لو لم يعلم
أحد معناه
فلا يلزم له
أن يتعلم بل
تكفي له
قراءة سورة
الآية بما
لها من
المعنى، وفي
الروايات
الشريفة
اشارة الى أن
القارىء
ينشىء كما في
الحديث
القدسي: "
فاذا قال - أي
العبد - في
صلاته بسم
الله الرحمن
الرحيم يقول
الله ذكرني
عبدي واذا
قال الحمد
لله يقول
الله حمدني
عبدي " الى
آخره.. وما لم
يكن انشاء
الحمد
والتثنية من
جانب العبد
فلا معنى
لذكرني
وحمدني وفي
أحاديث
المعراج
يقول "
الآن وصلت
فسمّ باسمي". ويعلم
من الحالات
التي كانت
تحصل لأئمة
الهدى في
مالك يوم
الدين واياك
نعبد وتكرار
بعض هذه
الايات أنهم
كانوا
ينشؤون
وليست
قراءتهم
قراءة صرفة
ومن قبيل
اسماعيل
يشهد أن لا
اله الا
الله، ومن
احدى مهمات
اختلاف
مراتب صلاة
أهل الله
الأختلاف في
قراءتهم كما
اشير في
السابق الى
نبذه منها،
وهذا
لايتحقق الا
اذا كان
القارىء
منشئا
للقراءه
والأذكار،
والشواهد
على هذا
المعنى أكثر
مما ذكرنا. وبالجملة
فجواز انشاء
هذه المعاني
بالكلام
الالهي بلا
اشكال. فائدة: ان
أهل اللغه
قالوا بأن
العبادة
بمعنى غاية
الخضوع فلا
تليق الا لمن
له أعلى
مراتب
الوجود
والكمال
وأعظم مراتب
النعم
والاحسان.
ومن هذا تكون
عبادة غير
الحق شركا
ولعل في
العبادة
التي في
اللغة
الفارسية
بمعنى (بر
ستش وبندكي)
معنى مأخوذا
في حقيقتها
أكثر من
المعنى الذي
ذكروه لها،
وهو عبارة عن
الخضوع
للخالق ولله
ولهذا يلازم
هذا النحو من
الخضوع
اتخاذ
المعبود
الها وخالقا
او نظيرا
وشبيها
ومظهرا له
مثلا فلهذه
الجهة تكون
عبادة غير
الحق تعالى
شركا وكفرا،
واما مطلق
الخضوع من
دون هذا
الاعتقاد أو
التجزّم
بهذا المعنى
ولو تكلّفا
فإنه لا يوجب
الكفر
والشرك وان
بلغ غاية
الخضوع وان
كان بعض
أنواعه
حراما
كتعفير
الجين
بالتراب
للخضوع فهذا
وان لم يكن
عبادة لكنه
ممنوع شرعا
على الظاهر،
فالحرمات
التي
يراعيها
أرباب
المذاهب
لأعاظم
مذاهبهم مع
الأعتقاد
بأنهم عباد
فقراء الى
الحق تعالى
في كل شيء في
أصل الوجود
وكماله
وعباد
صالحون، ومع
أنهم
لايملكون
لأنفسهم
نفعا ولا ضرا
ولا موتا
ولاحياة
ومقربو جناب
الحق تعالى
ومورد
عناياته
ووسائل
عطياته
بواسطة
العبودية
ليس فيها
شائبة الشرك
والكفر،
وحرمة خاصة
الله حرمته و
(حب خاصان
خدا حب أست) (مصراع
بيت لعارف
الرومي يقول:
حب خواص الله
حب الله)
وأشهد بالله
وكفى بالله
شهيدا ان
فيما بين
الطوائف
الطائفة
التي امتازت
عن جميع
طوائف
العائلة
البشرية في
توحيد الحق
تعالى
وتقديسه
وتنزيهه
ببركة أهل
البيت الوحي
والعصمة
وخزّان
العلم
والحكمة هي
طائفة
الشيعة
الأثنا
عشرية
وكتبهم في
أصول
العقائد مثل
الكتاب
الشريف أصول
الكافي
والكتاب
الشريف
توحيد الشيخ
الصدوق
رضوان الله
عليه، وخطب
أئمتهم
المعصومين
وأدعيتهم
عليهم
السلام التي
صدرت في
توحيد الحق
جلّ وعلا
وتقديسه من
معادن الوحي
والتنزيل
تشهد ان تلك
العلوم لم
تكن لها
سابقة لدى
البشر وبعد
الكتاب
المقدس
الوحي
الالهي
والقرآن
الشريف الذي
كتب بيد
القدرة لم
يقدّس ولم
ينزّه أحد
الحق تعالى
مثلهم، وعلى
الرغم من أن
الشيعة في
جميع
الأمصار
والأعصار
اتّبعت
هؤلاء
الأئمة
المعصومين
المنزّهين
الموحّدين
وعرفت الحق
ونزّهته
ووحّدته
بالبراهين
الواضحه. فمع
ذلك فإن بعض
الطوائف
المعلوم من
عقائدهم
وكتبهم
الالحاد لما
فيهم من
النصب
الباطني قد
فتحوا باب
الطعن
واللعن على
الشيعة
ونسبوا
التابعين
لأهل بيت
العصمة الى
الشرك
والكفر وهذا
وان كان في
سوق أهل
المعرفة لا
يقوّم بشيء
ولكن فيه
مفسدة ان
يبعّد الناس
الناقصين
والعوام
الجاهلين عن
معادن العلم
ويسوقهم الى
الجهل
والشقاوة
وهذه جناية
عظيمة لنوع
البشر لا
يمكن
جبرانها
بوجه، فلهذه
الجهة طبقا
لموازين
العقلية
والشرعية
يكون وزر هذه
الجماعة
القاصرة
الجاهلة
المسكينة
وذنبها على
الذين لم
يراعوا
الأنصاف
ومنعوا نشر
المعارف
والأحكام
الالهية
لمنافع
خيالية في
أيام معدودة
واوجبوا
الشقاوة
للنوع
البشري
وضيّعوا
وأبطلوا
جميع ما
تحمّل خير
البشر صلوات
الله عليهم
من التعب
واغلقوا باب
أهل بيت
الوحي
والتنزيل
على الناس،
اللهم
العنهم لعنا
وبيلا
وعذبهم
عذابا أليما. قوله
تعالى:
"
اهدنا
الصراط
المستقيم "
الى
آخر السورة: اعلم
ايها العزيز
حيث ان في
السورة
الشريفة
الحمد اشارة
الى كيفية
سلوك أرباب
المعرفة
والأرتياض
والى اياك
نعبد جميع
كيفية
السلوك من
الخلق الى
الحق فاذا
ارتقى
السالك من
التجليات
الأفعالية
الى
التجليات
الصفاتية
ومنها الى
التجليات
الذاتية
وخرج من
الحجب
النورانية
والظلمانية
ووصل الى
مقام الحضور
والمشاهدة
فحصلة له
مرتبة
الفناء
التام
واصابة
الاستهلاك
الكلي، فاذا
تمّ السير
الى الله
بغروب أفق
العبودية
وطلوع سلطنة
المالكية في
مالك يوم
الدين ففي
منتهى هذا
السلوك
تصيبه حالة
التمكن
والأستقرار
ويصحو
السالك
وتحصل له
حالة الصحو
ويتوجّه الى
مقامه ولكن
اتباع
التوجّه الى
الحق بعكس
حال الرجوع
الى الله
الذي كان
التوجه الى
الحق فيه
بتبع التوجه
الى الخلق،
وبعبارة
اخرى في حال
السلوك الى
الله كان يرى
الحق في
الحجاب
الخلقي وبعد
الرجوع من
مرتبة
الفناء
الكلي التي
حصلة في مالك
يوم الدين
يرى الخلق في
حجاب الحق،
ومن هذه
الجهة يقول
اياك نعبد
بتقديم ضمير
ايّا وكاف
الخطاب على
ذاته
وعبادته
وحيث انه لا
يمكن ألاّ
يكون لهذه
الحالة ثبات
ويتصوّر في
هذا المقام
ايضا الزلّة
فيطلب من
الحق تعالى
ثباته
ولزومه
بقوله اهدنا
أي الزمنا
كما في السر
بهذا. وليعلم
أن هذا
المقام الذي
ذكر،
والتفسير
الذي بيّن
انما هو
للكمّل من
أهل المعرفة
الذين
مقامهم
الاول أنهم
في مقام
رجوعهم من
السير الى
الله يكون
الحق تعالى
حجابا لهم عن
الخلق ومقام
كمالهم هو
حالة
البرزخية
الكبرى التي
لا يكون
الخلق فيها
حجابا لهم من
الحق
كأمثالنا
المحجوبوبين
ولا الحق
يكون حجابا
لهم عن الخلق
كالواصلين
المشتاقين
والفانين
المجذوبين،
فالصراط
المستقيم
لهم عبارة عن
هذه الحالة
البرزخية
المتوسطة
بين
النشأتين
وهي صراط
الحق وبناء
على هذا يكون
المقصود من
الذين أنعمت
عليهم هؤلاء
الذين قدر
الحق تعالى
في الحضرة
العلمية
بالتجلي
بالفيض
الاقدس
استعدادهم
وبعد الفناء
الكلي
أرجعهم الى
مملكتهم
ويكون
المغضوب
عليهم على
هذا التفسير
المحجوبين
قبل الوصول
والضالين هم
الفانون في
الحضرة واما
غير الكمّل
فإنهم إن لم
يردوا في
السلوك فهذه
الامور في
حقهم غير
صحيحة
وصراطهم
صراط ظاهر
الشريعة
ولهذا فسّر
الصراط
المستقيم
بالدين
والاسلام
وأمثالهما
وإن كانوا من
أهل السلوك
فالمقصود من
الهداية ومن
الصراط
المستقيم
أقرب طرق
الوصول الى
الله وهو
طريق رسول
الله وأهل
بيته كما
فسّر برسول
الله وأئمة
الهدى وأمير
المؤمنين
عليهم
السلام،
وكما في
الحديث ان
رسول الله
رسم خطا
مستقيما
ورسم في
أطرافه
خطوطا قال
رسول الله
صلى الله
عليه وآله
هذا الخط
الوسط
المستقيم لي
ولعل المراد
من الامة
الوسط في
قوله تعالى: "
وكذلك
جعلناكم أمة
وسطا "
(البقرة
- 143).
الوسطية
بقول مطلق
وبجميع
المعاني ومن
جملتها
الوسطية في
جميع
المعارف
والكمالات
الروحية وهي
مقام
البرزخية
الكبرى
والوسطية
العظمى
ولهذا يختص
هذا المقام
بالكمّل من
أولياء
الله، ولذا
ورد في
الرواية أن
المقصود من
هذه الآية
أئمة الهدى
عليهم
السلام كما
قال الباقر
عليه السلام
ليزيد بن
معاوية
العجلي: "
نحن الأمة
الوسط ونحن
شهداء الله
تبارك
وتعالى على
خلقه " الحديث.
وفي رواية
اخرى "
الينا يرجع
الغالي وبنا
يلحق
المقصّر " وفي
هذا الحديث
اشارة الى ما
ذكر. تنبيه
اشراقي
واشراق
عرفاني: اعلم
أيها الطالب
للحق
والحقيقة أن
الحق تبارك
وتعالى لما
خلق نظام
الوجود
ومظاهر
الغيب
والشهود على
حسب الحب
الذاتي
بالمعروفية
في حضرة
الأسماء
والصفات
بمقتضى
الحديث
الشريف: كنت
كنزا مخفيّا
فأحببت أن
اعرف فخلقت
الخلق لكي
أعرف.. فأودع
وأبدع في
فطرة جميع
الموجودات
الحب الذاتي
والعشق
الجبلي،
فجميع
الموجودات
بتلك الجذبة
الالهية
ونار العشق
الرباني
تتوجه الى
الكمال
المطلق
وتطلب وتعشق
الجميل على
الاطلاق
وجعل سبحانه
لكل واحد
منها نورا
فطريا الهيا
يجد بذلك
النور طريق
الوصول الى
المقصد
والمقصود،
وهذه النار
وهذا النور
أحدهما رفرف
الوصول
والآخر براق
العروج،
ولعل براق
رسول الله
ورفرفه كانت
رقيقة هذه
اللطيفة
وصورة ممثلة
ملكية لهذه
الحقيقة
ولهذا أنزلت
من الجنة
التي هي باطن
هذا العالم،
وحيث أن
الموجودات
نزلت في
مراتب
التعينات
وحجبت عن
جمال الجميل
المحبوب جلت
عظمته
فيخرجها
الحق تعالى
بهذه النار
والنور عن
حجب
التعينات
الظلمانية
والانّيّات
النورانية
بالاسم
المبارك
الهادي الذي
هو حقيقة هذه
الرقائق
ويوصلها الى
المقصد
الحقيقي
وجوار
محبوبها في
أقرب الطرق،
فذاك النور
نور هداية
الحق تعالى
وتلك النار
نار التوفيق
الالهي،
والسلوك في
الطريق
الاقرب هو
الصراط
المستقيم
والحق تعالى
على ذاك
الصراط
المستقيم
ولعله تكون
الاشارة الى
هذه الهداية
وهذا السير
وهذا المقصد
الآية
الشريفة: "
ما من دابة
الا هو آخذ
بناصيتها ان
ربي على صراط
مستقيم "
(هود
- 56)
كما هو ظاهر
لأهل
المعرفة. وليعلم
أن لكل من
الموجودات
صراطا خاصّا
به ونورا
وهداية
مخصوصا به
والطرق الى
الله بعدد
أنفاس
الخلائق،
وحيث أن في
كل تعيّن
حجابا
ظلمانيا وفي
كل وجود
وانيّة
حجابا
نورانيا،
والانسان
مجمع
التعيّنات
وجامع
الموجودات
فهو احجب
الموجودات
عن الحق
تعالى ولعله
الى هذا
المعنى تشير
الآية
الكريمة: "
ثم رددناه
أسفل سافلين
"
(التين
- 5)
ومن هذه
الجهة فصراط
الانسان
أطول الصرط
وأظلمها،
وأيضا حيث أن
رب الانسان
حضرة اسم
الله الاعظم
ونسبة
الظاهر
والباطن
والاول
والآخر
والرحمة
والقهر.
وبكلمة
أخيرة نسبة
جميع
الاسماء
المنتقابلة
له على
السواء فلا
بد أن يحصل
لنفس
الانسان في
منتهى سيره
مقام
البرزخية
الكبرى،
ولهذه الجهة
يكون صراطه
أدق من جميع
الصراط. تنبيه
ايماني: كما
ذكر وعلم ان
للهداية على
حسب أنواع
سير
السائرين
ومراتب سلوك
السالكين
الى الله
مقامات
ومراتب ونحن
نشير بطريق
الاجمال الى
بعض
مقاماتها
ليعلم في
ضمنه الصراط
المستقيم
وصراط
المفرطين.
وصراط
المفرِّطين
الذين هم
المغضوب
عليهم ولا
الضالون على
حسب كل مرتبة
من المراتب. الاول:
نور الهداية
الفطري وقد
أشير اليه في
التنبية
السابقة.
فالصراط
المستقيم في
هذه المرتبة
من الهداية
عبارة عن
السلوك الى
الله بلا
احتجاب
بالحجب
الملكية أو
الملكوتية
أو أنه
السلوك الى
الله بلا
احتجاب بحجب
المعاصي
القالبية أو
المعاصي
القلبية أو
أنه السلوك
الى الله بلا
احتجاب
بالحجب
النورانية
أو
الظلمانية،
أو السلوك
الى الله بلا
احتجاب بحجب
الوحدة أو
الكثرة ولعل
آية: "
يضل من يشاء
ويهدي من
يشاء "
(فاطر
- 8)
تشير الى هذه
المرتبة من
الهداية
والاحتجاب
التي قدرت في
حضرة القدر
وهي عندنا
عبارة عن
مرتبة
الواحدية
بالتجلي
بحضرات
الأعيان
الثابتة،
وتفصيله
خارج عن مجال
هذه الرسالة
بل عن نطاق
التحرير
والبيان وهو
سرّ من أسرار
الله وستر من
استار الله. الثاني:
الهداية
بنور القرآن
وفي مقابله
الغلوّ
والتقصير عن
معرفته أو
الوقوف على
الظاهر
والوقوف على
الباطن، كما
أن بعض أهل
الظاهر يرون
أن علوم
القرآن
عبارة عن
المعاني
العرفية
العامية
والمفاهيم
السوقية
والوضعية
ولهذه
العقيدة لا
يتفكرون في
القرآن ولا
يتدبرونه،
واستفادتهم
من هذه
الصحيفة
النورانية
المتكفّلة
لجميع
السعادات
الروحية
والجسمية
والقلبية
والقالبية
منحصرة
بالمقررات
الصورية
الظاهرية،
والآيات
الكثيرة
الدالة على
أن التدبّر
والتذكّر
لازم أو راجح
ويفتح
أبوابا من
المعرفة
بالاستنارة
بنور القرآن
يجعلونها
وراء ظهورهم
فكأن القرآن
نزل للدعوة
الى الدنيا
ومستلذاتها
الحيوانية
وتأكيد
المقام
الحيواني
والشهوات
البهيمية. وبعض
أهل الباطن
اتباعا
لظنونهم
ينصرفون عن
ظاهر القرآن
ودعواته
الصورية
التي هي
برنامج
التأدّب
بآداب
المحضر
الالهي
وكيفية
السلوك الى
الله وهم
عنها غافلون
وينحرفون عن
ظاهر القرآن
بتلبيسات
ابليس
اللعين
والنفس
الأمارة
بالسوء
ويتشبّثون
بزعمهم
بالعلوم
الباطنية مع
أن طريق
الوصول الى
الباطن
بالتأدب
بالظاهر
فهاتان
الطائفتان
خارجتان عن
جادة
الاعتدال
ومحرومتان
من نور
الهداية الى
الصراط
المستقيم
القرآني
ومنسوبتان
الى الافراط
والتفريط
ولكن العالم
المحقق
والعارف
المدقق يقوم
بالظاهر
والباطن
ويتأدب
بالآداب
الصورية
والمعنوية،
فكما أنه
ينوّر
الظاهر بنور
القرآن
ينوّر
الباطن أيضا
بأنوار
معارفه
وتوحيده
وتجريده. فليعلم
أهل الظاهر
أن قصر
القرآن على
الاداب
الصورية
الظاهرية
ونبذة من
الوظائف
العملية
والأخلاقية
والعقائد
العامية في
باب التوحيد
والأسماء
والصفات
انكار لحق
القرآن
واعتقاد
النقص في
الشريعة
الختمية
التي لا بد
أن يتصوّر
أكمل منها
والا تكون
خاتميته في
سنّة العدل
محالا، فحيث
أن هذه
الشريعة
خاتمة
الشرائع
والقرآن
خاتم الكتب
النازلة
والرابطة
الأخيرة بين
الخالق
والمخلوق،
فلا بد أن
يكون في
حقائق
التوحيد
والتجريد
والمعارف
الالهية
التي هي
المقصد
الاصلي
والغاية
الذاتية
للأديان
والشرائع
والكتب
النازلة
الالهية، في
المرتبة
النهائية
ومنتهى أوج
الكمال والا
يلزم النقص
في الشريعة
وهو خلاف
العدل
الالهي
واللطف
الربوبي
وهذا بنفسه
محال فضيح
وعار قبيح لا
تغسل
وَسْمَةَ
عاره عن وجه
الأديان
الحقّة
بسبعة أبحر
والعياذ
بالله. وليعلم
أهل الباطن
أن الوصول
الى المقصد
الأصلي
والغاية
الحقيقية لا
يمكن الا
بتطهير
الظاهر
والباطن،
وبدون
التشبّث
بالصورة
والظاهر لا
يمكن الوصول
الى اللبّ
والباطن،
وبدون
التلبّس
بلباس ظاهر
الشريعة لا
يوجد الطريق
الى الباطن،
ففي ترك
الظاهر
ابطال لظاهر
الشريعة
وباطنها
وهذا من
تلبيسات
شياطين الجن
والانس، وقد
ذكرنا نبذة
من هذا
المطلب في
كتاب شرح
أربعين
حديثا. الثالث:
الهداية
بنور
الشريعة. الرابع:
الهداية
بنور
الاسلام. الخامس:
الهداية
بنور
الايمان. السادس:
الهداية
بنور اليقين. السابع:
الهداية
بنور
العرفان. الثامن:
الهداية
بنور المحبة. التاسع:
الهداية
بنور
الولاية. العاشر:
الهداية
بنور
التجريد
والتوحيد،
ولكل منها
طرفان: افراط
وتفريط
وغلوّ
وتقصير،
وتفصيلها
موجب
للتطويل
ولعله الى
بعضها أو الى
جميعها يشير
الحديث
الشريف
للكافي: "نحن
آل محمد
النمط
الأوسط الذي
لا يدركنا
الغالي ولا
يسبقنا
التالي ". وفي
الحديث
النبوي صلى
الله عليه
وآله "
خير هذه
الأمة النمط
الأوسط يلحق
بهم التالي
ويرجع اليهم
الغالي ". تنبيه
عرفاني: اعلم
أن لكل من
موجودات
عوالم الغيب
والشهادة
والدنيا
والاخرة
مبدأ ومعادا
وان كان مبدأ
الكل ومرجعه
الهوية
الالهية
ولكن حيث إنه
ليس للذات
المقدسة جلا
وعلا من حيث
هو بلا حجاب
الاسماء
تجلّ
للموجودات
العالية
والسافلة
وبحسب هذا
المقام
اللامقامي
لا اسم له
ولا رسم وغير
متصف
بالأسماء
الذاتية
والصفاتية
والأفعالية
وليس لأحد من
الموجودات
معه تناسب
ولا ارتباط
ولا اختلاط،
أين التراب
ورب
الأرباب،
كما ذكرت
تفصيل هذه
اللطيفة
مستقصى في
كتاب مصباح
الهداية
فمبدأ ذاته
المقدسة
ومصدريتها
في الحجب
الأسمائية
والأسم عين
الحال انه
نفس المسمّى
فهو حجابه
ايضا،
فالتجلي في
عوالم الغيب
والشهادة
على حسب
الأسماء وفي
حجابها، فمن
هذه الجهة
للذات
المقدسة وفي
جلوات
الأسماء
والصفات
تجليات في
الحضرة
العلمية
يسمي أهل
المعرفة
تعيناتها
بالأعيان
الثابتة
فبناء على
هذا يلزم لكل
تجلّ اسمي في
الحضرة
العلمية عين
ثابت ولكل
اسم بتعيّنه
العلمي مظهر
في النشأة
الخارجية
ومبدأ هذا
المظهر
ومرجعه الى
الأسم الذي
يناسبه
ورجوع كل
الموجودات
من عالم
الكثرة الى
غيب الاسم
الذي هو
مصدره
ومبدؤه
عبارة عن
الصراط
المستقيم
له، فلكلٍ
سير وصراط
مخصوص ومبدأ
ومرجع مقدر
في الحضرة
العلمية
طوعا أو
كرها،
واختلاف
المظاهر
والصرط
باختلاف
الظاهر
وحضرات
الاسماء. وليعلم
أن تقويم
الانسان في
أعلى
علّيّين
للجمع
الاسمائي،
فلهذه الجهة
رد الى أسفل
السافلين
ويشرع صراطه
في أسفل
السافلين
ويختم بأعلى
عليين وهذا
صراط الذين
أنعم الله
عليهم
بالنعمة
المطلقة وهي
نعمة كمال
الجمع
الاسمائي
التي هي أعلى
النعم
الالهية،
والصراط
الأخر سواء
أكان صراط
السعداء
والمنعم
عليهم أو
صراط
الأشقياء،
فبمقدار
نقصانة من
فيض النعمة
المطلقة
داخل في أحد
الطرفي
الافراط
والتفريط
فصراط
الانسان
الكامل فقط
صراط المنعم
عليهم بقول
مطلق، وهذا
الصراط
بالأصالة
مختص بالذات
المقدسة
للنبي
الخاتم
وثابت لسائر
الأولياء
والأنبياء
بالتبعية،
وفهم هذا
الكلام مع أن
النبي
الأكرم هو
الخاتم
للنبيين
يحتاج الى
فهم حضرات
الاسماء
والاعيان
وكفيله
رسالة مصباح
الهداية،
والله
الهادي الى
سبيل الرشاد.
|
||||||||
|