الفصل
الخامس
في
البيان
الاجمالي من
تفسير سورة
الحمد
المباركة
وفيه
نبذة من آداب
التحميد
والقراءة
اعلم
أن العلماء
اختلفوا في
متعلق باء
بسم الله
الرحمن
الرحيم وذكر
كل حسب مشربه
من العلم
والعرفان
متعلقا لها
كما أن علماء
الادب
اشتقوا من
مادة
الابتداء أو
الاستعانة
كلمة
وجعلوها في
التقدير وما
ورد في بعض
الروايات
ايضا من أن
بسم الله هي
أستعين اما
على وفق مذاق
العامة كما
أنه شائع في
كثير من
الروايات
واختلاف
الاحاديث
الكثيرة
محمول بهذا
المعنى،
ولهذا قال
الرضا عليه
السلام في
هذا ايضا:
بسم الله أي
اسم نفسي
بسمة من سمات
الله او ان
المقصود من
الاستعانة
ألطف مما
يدركه
العامة.
وبعض
أهل المعرفة
جعله متعلقا
بظهر وقال:
اي ظهر
الوجود باسم
الله وهذا
على حسب مسلك
أهل المعرفة
وأصحاب
السلوك
والعرفان
حيث أنهم
يرون جميع
الموجودات
وذرات
الكائنات
وعوالم
الغيب
والشهادة
تجليا للاسم
الجامع
الالهي يعني
الاسم
الاعظم
الظاهر،
فبناء على
هذا فإن
الاسم بمعنى
الآية
والعلامة أو
بمعنى
العلّو
والارتفاع
عبارة عن
التجلي
الفعلي
الانبساطي
للحق الذي
يسمى الفيض
المنبسط
والاضافة
الاشراقية
لأنه على حسب
هذا المسلك
جميع دار
التحقق من
العقول
المجردة الى
آخر مراتب
الوجود
تعينات لهذا
الفيض
وتنزلات
لهذه
اللطيفة
ومؤيد هذا
المسلك كثير
من الآيات
الشريفة
الالهية
والاحاديث
الكريمة
لأهل بيت
العصمة
والطهارة
عليهم
السلام، كما
يقول في
الحديث
الشريف
الكافي: "
ان الله خلق
المشيئة
بنفسها ثم
خلق الاشياء
بالمشيئة "
وقد يوجّه
هذا الحديث
الشريف كل
على حسب
مسلكه
توجيها،
وأظهر
التوجيهات
ما يطابق هذا
المسلك، وهو
أن يكون
المراد من
المشيئة
المشيئة
الفعليّة
وهي عبارة عن
الفيض
المبسط،
والمراد من
الاشياء
مراتب
الوجود التي
هي عينات هذه
اللطيفة
وتنزلاتها
فيكون معنى
الحديث هكذا.
ان
الله تعالى
خلق المشيئة
الفعلية
التي هي ظلّّ
المشيئة
الذاتية
القديمة
بنفسها وبلا
واسطة وخلق
سائر
موجودات
عالم الغيب
والشهادة
بتبعها،
وللسيد
المحقق
الداماد (هو
السيد الأجل
محمد باقر بن
محمد
الحسيني
الاسترابادي
المعروف
بالميرداماد
المحقق
المدقق
العالم
الحكيم
المتبحّر
النقّاد ذو
الطبع
الوقّاد
الذي حلى
بعقود نظمه
وجواهر نثره
عواطل
الأجياد
سمّي
الداماد لان
والده كان
صهرا للمحقق
الثاني
رضوان الله
عليه فيدعى
داماد وله من
المؤلفات
القبسات
والرواشح
السماوية
الصراط
المستقيم
والحبل
المتين
وشارع
النجاة
وضوابط
الرضاع وغير
ذلك من الكتب
الكثيرة وله
حواش على
الكافي
والفقيه
والصحيفة
السجادية
وغير ذلك وله
ديوان شعر
بالعربية
والفارسية
وحكي أنه لم
يأو
بالليالي
الى فراشه
للاستراحة
مدة أربعين
سنة ولم يفت
منه (ره)
نوافله مدة
تكليفه ذهب
في آخر عمره
الشريف من
أصبهان
بمرافقة
السلطان شاه
صفي الى
زيارة
العتبات
العالية
فمات (ره)
هناك وذلك في
1041 (غما) ودفن في
النجف
الاشرف) (قدس
سره) مع ما له
من مقام
التحقيق
والتدقيق
توجيه عجيب
للحديث
المزبور،
كما أن توجيه
الفيض
المرحوم
أيضا بعيد عن
الصواب.
وبالجملة،
الاسم عبارة
عن نفس
التجلي
الفعلي الذي
به تحققت
جميع دار
التحقق
واطلاق
الاسم على
الامور
العينية في
لسان الله
ولسان رسوله
وأهل بيت
العصمة
عليهم
السلام
كثير، مثل ما
ورد عنهم
عليهم
السلام: "
نحن الأسماء
الحسنى ".. وفي
الأدعية
الشريفة: "
وباسمك الذي
تجليت به على
فلان "
كثيرة.
ويحتمل
أن يكون بسم
الله في كل
سورة متعلقا
بتلك
السورة،
فمثلا بسم
الله سورة
الحمد
المباركة
متعلق
بالحمد وهذا
مطابق للذوق
العرفاني
ومسلك أهل
المعرفة
لأنه اشارة
الى أن حمد
الحامدين
وثناء
المثنين
ايضا
بقيمومة اسم
الله، فبناء
على هذا
فالتسمية في
مقدمة جميع
الاقوال
والافعال
التي هي من
جملة
المستحبات
للتذكر بأن
كل قول وفعل (لابد
وأن يتحقق
بقيمومة اسم
الله، فبناء
على هذا
الاحتمال
معنى بسم
الله الرحمن
الرحيم في
أوائل السور)
(ما ذكر بين
القوسين لم
يكن فيما
عندي من
النسخة
ويحتمل أن
يكون سقطا من
العبارة فمع
الاعتذار عن
الاستاذ
أضيفت تلك
الجملات
لانسجام
المطلب --
المترجم)
يختلف. وقال
الفقهاء
لابد وأن
يتعين بسم
الله الرحمن
الرحيم لكل
سورة فاذا
قرأ بسم الله
بنية سورة في
الصلاة فلا
يجوز ابتداء
سورة اخرى
بتلك
التسميه،
وهذا القول
على المسلك
الفقهي لا
يخلو من وجه،
وعلى هذا
التحقيق
وجيه،
وبالنظر الى
اضمحلال
الكثرات في
حضرة اسم
الله الأعظم
فلبسم الله
في جميع
السور معنى
واحد كما أن
هاتين
النظرتين
موجودتان في
مراتب
الوجود
ومنازل
الغيب
والشهود.
فبنظر
الكثرة
ورؤية
التعينات
والموجودات
متكثرة
ومراتب
الوجود
وتعينات
عالم
الأسماء
مختلفة،
فرحمانية
ورحيمية
وقهرية
ولطفية، وفي
نظر اضمحلال
الكثرات
وانمحاء
انوار
الوجودية في
النور
الأزلي
للفيض
المقدس،
فليس من سوى
الفيض
المقدس
والأسم
الجامع
الالهي خبر
ولا اثر،
وهذان
النظران
موجودان في
الأسماء
والصفات
الالهية
ايضا،
فبالنظر
الاول فحضرة
الواحدية
مقام كثرة
الأسماء
والصفات وان
جميع
الكثرات من
تلك الحضرة،
وبالنظر
الثاني ليس
من سوى حضرة
اسم الله
الأعظم اسم
ولا رسم
وهذان
النظران
حكميان
وبقدم
الفكر، واما
اذا كان
النظر نظر
العارف بفتح
أبواب القلب
وبقدم
السلوك
والرياضات
القلبية
فيتجلى الحق
تعالى
بالتجليات
الفعلية
والاسمية
والذاتية
لقلوب اصحاب
التجلي تارة
بنعت الكثرة
وطورا بنعت
الوحدة. وقد
أشير الى هذه
التجليات في
القرآن
الشريف تارة
بالصراحة
مثل قوله
تعالى: "
فلما تجلى
ربه للجبل
جعله دكا وخر
موسى صعقا "
(الأعراف
- 143)
وأخرى
بالاشارة
مثل مشاهدات
ابراهيم
ورسول الله
صلى الله
عليه وآله
المذكورة في
سورتي
الأنعام
والنجم
والاشارة
الى ذلك في
الأخبار
وأدعية
المعصومين
عليهم
السلام
كثيرة خصوصا
في دعاء
السمات
العظيم
الشأن الذي
لا يتجرأ
المنكرون
على انكار
سنده ومتنه
وهو مقبول
للعامة
والخاصة،
والعارف
والعامي،
وفي ذلك
الدعاء
الشريف من
المضامين
العالية
والمعارف
الكثيرة ما
يغشي شميمه
قلب العارف
ونسيمه ينفخ
النفخة
الالهية في
روع السالك
مثل قوله: "
وبنور وجهك
الذي تجليت
به للجبل
فجعلته دكا
وخر موسى
صعقا وبمجدك
الذي ظهر على
طور سيناء
فكلمت به
عبدك ورسولك
موسى بن
عمران عليه
السلام
وبطلعتك في
ساعير
وبظهورك في
جبل فاران ".
وبالجملة،
لابد للسالك
الى الله في
وقت التسمية
أن يفهم قلبه
أن جميع
الموجودات
الظاهرة
والباطنة
وجميع عوالم
الغيب
والشهادة
تحت تربية
أسماء الله،
بل ظاهرة
بظهور أسماء
الله وجميع
حركاته
وسكناته
وجميع
العالم
بقيمومية
اسم الله
الأعظم،
فمحامده
للحق
وعبادته
واطاعته
وتوحيده
واخلاصه كل
ذلك بقيمومة
اسم الله،
فاذا أحكم
واستقر هذا
المقام وهذه
اللطيفة
الالهية في
قلبه بواسطة
التذكر
الشديد الذي
هو غاية
العبادات،
كما قال
تعالى في
خلوة الأنس
ومحفل القدس
لكليمه موسى
بن عمران: "
انني أنا
الله لا اله
الا أنا
فاعبدني
وأقم الصلاة
لذكري "
(طه
- 14).
فجعل غاية
اقامة
الصلاة
ذكره، فبعد
التذكر
الشديد يفتح
لقلب العارف
طريق آخر من
المعارف
ويجذب الى
عالم الوحدة
حتى يكون
لسان حاله
وقلبه بالله
الحمد لله
وأنت كما
أثنيت على
نفسك وأعوذ
بك منك.
هذا
اجمال من سر
تعلق باء بسم
الله، ونبذة
من المعارف
التي يستفاد
منها.
وأما
أسرار الباء
ونقطة تحت
الباء التي
باطنها مقام
الولاية
العلوية
ومقام جمع
الجمع
القرآني
فيستلزم
مجالا أوسع.
وأما
حقيقة الأسم
فإن لها
مقاما غيبيا
وغيب
الغيبي،
وسريا وسر
السرّي،
ومقام ظهور
وظهور
الظهور،
وحيث ان
الاسم علامة
للحق وفان في
الذات
المقدسة فكل
اسم يكون
أقرب الى أفق
الوحدة
وأبعد من
عالم الكثرة
فهو في
الأسمية
أكمل، وأتم
الأسماء اسم
يكون مبرأ عن
الكثرات حتى
عن الكثرة
العلمية وهو
التجلي
الغيبي
الأحدي
الأحمدي في
حضرة الذات
بمقام الفيض
الأقدس،
ولعله تشير
اليه كريمة
أو أدنى
وبعده
التجلي
بحضرة اسم
الله الأعظم
في الحضرة
الواحدية،
وبعده
التجلي
بالفيض
المقدس،
وبعده
التجليات
بنعت الكثرة
في حضرات
الأعيان الى
أخيرة دار
التحقق، وقد
كتبت تفصيل
هذا الاجمال
في رسالتي
مصباح
الهداية
وشرح دعاء
السحر (طبعت
هاتان
الرسالتان
بترجمة منّي
في ايران
وبتعليقات
مني أيضا في
بيروت وهما
من أنفس
الكتب في
العرفان).
والله
مقام الظهور
بالفيض
المقدس ان
كان المراد
بالاسم
التعينات
الوجودية
واطلاق الله
له من جهة
اتحاد
الظاهر
والمظهر
وفناء الاسم
في المسمى
بلا اشكال.
ولعل كريمة "
الله نور
السموات
والأرض "
(النور
- 35)
وكريمة "
هو الذي في
السماء اله
وفي الأرض
اله "
(الزحرف
- 84)
تكون اشارة
الى هذا
المقام
وشاهدا لهذا
الاطلاق،
وان كان
المراد من
الاسم مقام
التجلي
بالفيض
المقدس
فالله مقام
الواحدية
وجمع
الاسماء،
وبعبارة
أخرى مقام
الاسم
الأعظم،
ولعل هذا
أظهر من سائر
الاحتمالات
وان كان
المقصود من
الاسم: الاسم
الأعظم،
فمقام الذات
أو مقام
الفيض
الاقدس
ويختلف مقام
الرحمن
الرحيم على
حسب هذه
الاحتمالات
كما هو ظاهر.
والرحمن
الرحيم يمكن
أن يكونا
صفتي الاسم
ويمكن أن
يكونا صفتي
الله
والأنسب أن
يكونا صفتي
الاسم
لأنهما في
التحميد
صفتي الله
فعلى هذا
تكون مصونة
من احتمال
التكرار وان
كان له توجيه
حتى اذا كانا
صفة لله، وفي
التكرار
ايضا نكتة
البلاغة وان
أخذناهما
صفة للاسم
فيؤيد أن
المراد من
الاسم
الأسماء
العينية لأن
المتصف
بالصفات
الرحمانية
والرحيمية
ليس الا
الأسماء
العينية،
فاذا كان
المراد من
الاسم الاسم
الذاتي
والتجلي
بالمقام
الجمعي
فالرحمانية
والرحيمية
من الصفات
الذاتية
التي ثبتت
لحضرة اسم
الله في
التجليات
بمقام
الواحدية،
والرحمة
الرحمانية
والرحيمية
الفعلية من
تنزلاتها
ومظاهرها.
وان كان
المراد من
الاسم
التجلي
الجمعي
الفعلي وهو
مقام
المشيئة،
فالرحمانية
والرحيمية
من صفات
الفعل،
فالرحمة
الرحمانية
هي بسط أصل
الوجود وهي
عامة لجميع
الموجودات
ولكنها من
الصفات
الخاصة للحق
لأنه ليس له
شريك في بسط
أصل الوجود.
وسائر
الموجودات
قاصرة
الأيدي من
الرحمة
الايجادية
ولا مؤثر في
الوجود الا
الله ولا اله
في دار
التحقق الا
الله. وأما
الرحمة
الرحيمية
وهداية هداة
الطريق ايضا
من رشحاتها
فهي مخصوصة
للسعداء
والفطر التي
من العليّين
ولكنها من
الصفات
العامة التي
لسائر
الموجودات
ايضا منها حظ
ونصيب، وان
كنا أشرنا
سابقا ان
الرحمة
الرحيمية
ايضا من
الرحمة
العامة وعدم
شمولها
الاشقياء من
جهة نقصانهم
لا من ناحية
تحديد
الرحمة،
ولهذا كانت
الهداية
والدعوة
عامة لجميع
العائلة
البشرية كما
يدل عليه
القرآن
الشريف،
وبنظر آخر
الرحمة
الرحيمية
ايضا مختصة
للحق تعالى
وليس لغيره
فيها شركة.
وفي
الروايات
بينت الرحمة
الرحيمية
بما يختلف
على حسب
اختلاف
النظر
والاعتبار
فتارة قالوا
" ان الرحمن
اسم خاص لصفة
عامة،
والرحيم اسم
عام لصفة
خاصة "
وقالوا "
الرحمن
بجميع خلقه
والرحيم
بالمؤمنين
خاصة "،
وقالوا " يا
رحمن الدنيا
ورحيم
الأخرة "
وأخرى " يا
رحمن الدنيا
والأخرة
ورحيمهما ".
تحقيق
عرفاني: ان
علماء الادب
قالوا: ان
الرحمن
والرحيم
مشتق من
الرحمة
وللمبالغة
ولكن
المبالغة في
الرحمن أكثر
منها في
الرحيم
والقياس
يقتضي ان
يكون الرحيم
مقدما على
الرحمن ولكن
الرحمن حيث
انه بمنزلة
العلم
الشخصي ولا
يطلق على
سائر
الموجودات
فلذا قدم
وقال البعض
ان كليهما
بمعنى واحد
وتكرارهما
لمحض
التأكيد.
وأما
الذوق
العرفاني
الذي نزل
القرآن
بأعلى
مراتبه
فيقتضي ان
يكون الرحمن
مقدما على
الرحيم لأن
القرآن
الشريف عند
أصحاب
القلوب
نازلة
التجليات
الالهية
والصورة
الكتبية
للاسماء
الحسنى
الربوبية،
وحيث ان اسم
الرحمن اكثر
الاسماء
الالهية
احاطة بعد
الاسم
الاعظم وقد
حقق عند
أصحاب
المعرفة أن
التجلي
بالاسماء
المحيطة
مقدم على
التجلي
بالاسماء
المحاطة،
وكل اسم يكون
اكثر احاطة
فالتجلي به
أيضا مقدم،
فلذا كان
التجلي
الاول في
الحضرة
الواحدية
التجلي باسم
الله الاعظم
وبعده
التجلي
بمقام
الرحمانية،
وان التجلي
بالرحيمية
بعد التجلي
بالرحمانية
وهكذا في
التجلي
الظهوري
الفعلي ايضا
التجلي
بمقام
المشيئة
الذي هو
الاسم
الاعظم في
هذا المشهد
وظهور الاسم
الاعظم
الذاتي مقدم
على جميع
التجليات،
والتجلي
بمقام
الرحمانية
الذي له
الاحاطة على
جميع
موجودات
عالم الغيب
والشهادة،
والية
الاشارة "
ورحمتي وسعت
كل شيء "
(الاعراف
- 156)
مقدم على
سائر
التجليات
واليه يشير
سبقت رحمته
غضبه ببعض
الوجوه.
وبالجملة،
حيث أن بسم
الله على حسب
الباطن
والروح صورة
التجليات
الفعلية،
وعلى حسب
السر وسرّّ
السرّّ صورة
التجليات
الاسمائية
بل الذاتيه
والتجليات
المذكورة هي
التجليات
بمقام الله
اولا وبعده
بمقام
الرحمن وبعد
بمقام
الرحيم، فلا
بد أن تكون
صورتها
اللفظية
والكتبية
ايضا كذلك
حتى تطابق
النظام
الالهي
والرباني،
وأما تأخر
الرحمن
الرحيم في
السورة
المباركة
الحمد عن رب
العالمين
فلعله من جهة
أنه في بسم
الله النظر
الي ظهور
الوجود من
مكامن غيب
الوجود، وفي
السورة
الشريفة
النظر الى
الرجوع
والبطون وفي
هذا
الاحتمال
اشكال، ولعل
التأخر
اشارة الى
احاطة
الرحمة
الرحمانية
والرحيمية،
ولعله لنكتة
أخرى، وعلى
كل حال ما
ذكر من
النكتة في
بسم الله
جدير
بالتصديق
ولعلها من
بركات
الرحمة
الرحيمية في
قلبي، قلب
الاقل الاقل
وله الحمد
على ما أنعم.
بحث
وتفصيل:
قال
علماء
الظاهر أن
الرحمن
والرحيم
مشتقة من
الرحمة
ومأخوذ فيها
العطوفة
والرقة. وروي
عن ابن عباس (رضي
الله عنه)
أنهما "
اسمان
رقيقان
أحدهما أرق
من الآخر
فالرحمن
الرقيق
والرحيم
العطوف على
عباده
بالرزق
والنعم ".
وحيث أن
العطوفة
والرقة
يلزمها
الانفعال،
فمن هذه
الجهة قالوا
بالتأويل
والتوجيه في
اطلاقهما
على الذات
المقدسة
وذهبوا الى
أنه مجاز،
وبعض على أن
مطلق
الاوصاف من
هذا النحو من
قبيل: خذ
الغايات
واترك
المبادىء.
فاطلاقها
للحق بلحاظ
الآثار
والافعال لا
بلحاظ
المبادىء
والاوصاف
فمعنى
الرحمن
والرحيم
للحق تعالى
من هذا
القبيل أو ما
يقرب منه
وبناء عليه
فاطلاقها
أيضا على
الحق مجاز،
وعلى كل حال
فكونها
مجازا بعيد
وخصوصا في
الرحمن فإنه
بناء على
المجازية لا
بد أن يلتزم
بأمر عجيب
وهو أن هذه
الكلمة قد
وضعت لمعنى
لا يجوز
الاستعمال
فيه ولا
يمكن، وفي
الحقيقة هذا
مجاز بلا
حقيقة فتأمل.
وقال
أهل التحقيق
في جواب
الاشكالات
من هذا النوع
أن الالفاظ
موضوعة
للمعاني
العامة
والحقائق
المطلقة،
فبناء على
هذا
فالتقييد
بالعطوفة
والرقة ليس
داخلا في
الموضوع له،
وفيما وضع له
لفظ الرحمة،
وهذا
التقييد هو
مخترع
الاذهان
العامية
والا فلا دخل
له في أصل
الوضع، وهذا
المطلب بعيد
عن التحقيق
ظاهرا لانه
من المعلوم
أن الواضع
أيضا أحد هذه
الأشخاص
المتعارفة
ولم يلاحظ في
حين الوضع
المعاني
المجردة
والحقائق
المطلقة،
نعم لو كان
الواضع هو
الحق تعالى
أو الأنبياء
بالوحي أو
الإلهام
الالهيين
لكان لهذا
المطلب وجه
ولكن هو أيضا
غير ثابت.
وبالجملة،
فظاهر هذا
الكلام
مخدوش ولكن
ليس من
المعلوم أن
يكون هذا
الظاهر ايضا
مقصودا لأهل
التحقيق بل
يمكن أن يقال
في بيان هذا
المطلب أن
واضع اللغات
وان لم يلاحظ
في حين الوضع
المعاني
المطلقة
المجردة
ولكن ما وضعت
له الالفاظ
في ازائه هو
المعاني
المجردة
المطلقة،
فمثلا لفظ
النور اذا
أراد الواضع
أن يضعه فما
كان في لحاظه
من الأنوار
وان كانت هذه
الانوار
الحسية
العرضية
لانه ما كان
يدرك ما وراء
هذه الأنوار
ولكن ما وقع
لفظ النور في
ازائه
هوالجهة
النورية لا
جهة اختلاط
النور
بالظلمة
بحيث لو قيل
له بأن هذه
الأنوار
العرضية
المحدودة
ليست نورا
صرفا بل هي
نور مختلط
بالظلمة
والفتور. فهل
وضعت لفظ
النور بازاء
تلك الجهة
النورية أو
بازاء
النورية
والظلمانية،
فبالضرورة
كان الجواب
انه في ازاء
جهة
النورية،
واما جهة
الظلمة فليس
لها دخل في
الموضوع له
بوجه من
الوجوه كما
أنا كلنا
نعلم أن
الواضع
حينما وضع
لفظ النار ما
كان في نظره
غير النيران
الدنيوية
وما كان سببا
لانتقاله
الى هذه
الحقيقة هو
النيران
الدنيوية
وكان غافلا
عن نار
الآخرة ونار
الله
الموقدة
التي تطلع
على الأفئدة
خصوصا اذا لم
يكن معتقدا
بعالم
الاخرة، ومع
ذلك لا تكون
هذه الوسيلة
للانتقال
موجبة
للتقييد في
الحقيقة بل
النار وقعت
بازاء الجهة
النارية فلا
نقول أن
الواضع جرد
المعاني حتى
يكون أمرا
مستغربا
بعيدا بل
نقول أن
الالفاظ
وقعت في ازاء
تلك الجهات
للمعاني من
دون التقييد
بقيد، فبناء
على هذا ليس
ثمة جهة
للاستبعاد
في الأمر
وكلما كان
المعنى
خاليا من
الغرائب
والأجانب
فهو الى
الحقيقة
أقرب ومن
شائبة
المجاز
أبعد، مثلا
كلمة نور وهي
موضوعة لما
فيه جهة
الظاهرية
بالذات
والمظهرية
للغير وان
كان اطلاقها
على هذه
الانوار
العرضية
الدنيوية لا
يخلو من
الحقيقة لأن
في اطلاقها
عليها لم
نلاحظ الجهة
المحدودية
والاختلاط
بالظلمة، بل
الملاحظ هو
الظهور
الذاتي
والمظهرية
ولكن
اطلاقها على
الانوار
الملكوتية
التي ظهورها
أكمل وبأفق
الذاتية
ومظهريتها
كما وكيفا
أكثر،
واختلاطها
بالظلمة
والنقص أقل،
الى الحقيقة
أقرب،
واطلاقها
على الذات
المقدسة جل
وعلا وهو نور
الانوار
وخالص من
جميع جهات
الظلمة وصرف
النور
والنور
الصرف حقيقة
محضة وخالصة
بل يمكن أن
يقال أن
النور لو كان
موضوعا
للظاهر
بذاته
والمظهر
لغيره
فاطلاقه على
غير الحق
تعالى حقيقة
عند العقول
الجزئية
وأما عند
العقول
المؤيدة
وأصحاب
المعرفة
فمجاز،
واطلاقه على
الحق تعالى
حقيقة فقط
وهكذا جميع
الالفاظ
التي وضعت
للمعاني
الكمالية
يعني الامور
التي من سنخ
الوجود
والكمال،
فبناء على
ذلك نقول أن
في بسم الله
الرحمن
الرحيم
والعطوف و
الرؤوف
وأمثالها
جهة كمال
وتمامية
وجهة انفعال
ونقص وهذه
الالفاظ
موضوعة
بازاء تلك
الجهة
الكمالية
التي هي أصل
تلك
الحقيقة،
وأما الجهات
الانفعالية
التي هي من
لوازم
النشأة
وأجانب
الحقيقة
وغرائبها
والتي
تتلازم
وتتشابك
معها بعد
تنزل هذه
الحقائق في
البقاع
الامكانية
والعوالم
النازلة
الدنيوية
كالظلمة
التي اختلطت
بالنور في
النشأة
النازلة،
فلا دخل لها
في المعنى
الموضوع له،
فإطلاقه على
موجود واجد
لجهة الكمال
مبرىءًٍ من
جهات
الانفعال
والنقص صرف
الحقيقة
وحقيقة صرفة.
وهذا
المطلب بهذا
البيان
مضافا الى
أنه قريب من
ذوق أهل
المعرفة
مناسب
لوجدان أهل
الظاهر أيضا
فعلى هذا فقد
علم أن اطلاق
هذا النحو من
أوصاف
الكمال التي
اختلطت مع
أمر آخر
وتلازمت معه
في بعض
النشآت بعد
التنزل،
والذات
المقدسة
الحق جلّت
عظمته منه
مبرأ
فاطلاقه على
الحق تعالى
ليس بمجاز،
والله
الهادي.
قوله:
الحمد لله
يعني جميع
أنواع الحمد
مختصة بذات
الالولهية
المقدسة.
اعلم
ايها العزيز
أن تحت هذه
الكلمة
الشريفة سر
التوحيد
الخاص بل أخص
الخواص.
واختصاص
جميع
المحامد من
جميع
الحامدين
للحق تعالى
على حسب
البرهان
واضح مبين
عند أصحاب
الحكمة
وأئمة
الفلسفة
العالية
لأنه قد لزم
بالبرهان أن
جميع دار
التحقق ظل
منبسط وفيض
مبسوط لحضرة
الحق وجميع
النعم
الظاهر
وباطنة من أي
منعم، وان
كانت على حسب
الظاهر، وفي
انظار
العامة من
ذاك المنعم
فهي من الحق
تعالى جل
وعلا وليس
لأحد من
الموجودات
فيها شركة،
حتى أن
الشركة
الأعدادية
أيضا عند أهل
الفلسفة
العامية لا
الفلسفة
العالية،
فحيث أن
الحمد في
مقابل
النعمة
والأنعام
والاحسان،
وليس في دار
التحقيق
منعم سوى
الحق فجميع
المحامد
مختصة له،
وأيضا ليس
جمال وجميل
سوى جماله
وسواه،
فالمدائح
أيضا ترجع
اليه.
وببيان
آخر كل حمد
ومدح من كل
حامد ومادح
بازاء جهة
النعمة
والكمال
ومحال
النعمة
والكمال
وموردهما
التي
تنقصهما
وتحددهما
ليس دخيلا في
الحمد
والمدح بوجه
من الوجوه بل
مناف ومضاد
لهما،
فالمحامد
والمدائح
كلها ترجع
الى حظ
الربوبية
وهو الكمال
والجمال لا
الى حظ
المخلوق وهو
النقص
التحديد.
وببيان
آخر من الفطر
الالهية
التي فطر
جميع الخلق
عليها ثناء
الكامل وشكر
المنعم
وحمده.
وأيضا
من الفطر
الالهية
التنفّر من
النقص
والناقص
ومنقص
النعمة. وحيث
أن النعمة
المطلقة
الخالصة من
أي شوب أو
نقص والجمال
والكمال
التام
التمام
المبرأ من كل
نقص، مختصة
بالحق وسائر
الموجودات
تنقص النعم
المطلقة
والجمال
المطلق
وتحددهما
دون أن
تزيدهما
وتأيدهما
ففطرة جميع
الناس حامدة
ومادحة
للذات
المقدسة
ومتنفرة من
سائر
الموجودات
الا
الموجودات
التي فنيت في
ذات ذي
الجلال على
حسب السير في
ممالك
الكمال
وبلاد العشق
فإن العشق
والمحبة
لتلك
الموجودات
وحمدها
ومدحها عين
العشق بالحق
وحمده (حب
خاصان خدا حب
خدا أست) (مصراع
بيت للمولى
العارف
الرومي (حب
المخصوصين
بالله هو حب
الله)
وما
ذكر الى هنا
أيضا على حسب
مقامات
المتوسطين
الذين فيهم
بقية من حجاب
الكثرة ولم
يبرؤوا من
جميع مراتب
الشرك
الخفيّّ
والأخفى ولم
يصلوا الى
كمال مراتب
الخلوص
الأخلاص،
وأما على حسب
عرفان أصحاب
القلوب
الفانية في
بعض الحالات
الخاصه،
فجميع النعم
والكمال
والجمال
والجلال
صورة التجلي
الذاتي
وجميع
المحامد
والمدائح
مرتبطة بذات
الحق تعالى
المقدسة، بل
المدح
والحمد من
نفسه لنفسه،
كما يشير الى
هذا المعنى
تعلق بسم
الله بالحمد
لله.
واعلم
ان السالك
الى الله
والمجاهد في
سبيل الله لا
بد له أن لا
يقتنع بالحد
العلمي لهذه
المعارف ولا
يصرف جميع
عمره في
الاستدلال
الذي هو حجاب
بل الحجاب
الأعظم لأن
هذه المرحلة
لايمكن طيها
بالرجل
الخشبية بل
ولا بطائر
سليمان (الرجل
الخشبية
التي يأخذها
القعد تحت
إبطيه ويمشي
بها، هنا
اشارة الى
بيت معروف من
المولى
العارف
الرومي يقول:
(باي
استدلاليان
بود باي
جوبين سخت بي
تمكين بود)
الاستدلاليون
يمشون في
طريق العلم
بالرجل
الخشبية
فكما أنه لا
يمكن
الاعتماد
عليها فانها
تنكسر فكذلك
لا يمكن
الاعتماد
على
الاستدلال.
وهذا في
مقابل
الشهود
والعيان
واما طائر
سليمان
فتعبير دائر
في لسان
الشعراء
يكنّون به عن
سرعة السير
كما يقول
الحافظ
الشيرازي:-
قطع اين
مرحلة بامر غ
سليمان كردم
-: تنهيت هذه
المرحلة
بمساعدة
طائر سليمان.
ان هذا
الوادي وادي
المقدسين
وهذه
المرحله
مرحلة
الأحرار،
فما لم يخلع
نعلي حب
الجاه
والشرف
والأهل
والولد وما
لم يلق عصا
الأعتماد
والتوجه الى
الغير عن
اليمين لا
يمكن وضع
القدم على
الوادي
المقدس الذي
هو مكان
المخلصين
ومنزل
المقدسين،
واذا خطى
السالك في
هذا الوادي
بحقائق
الأخلاص
وألقى
الكثرات
والدنيا (وهي
خيال في خيال)
ورواء ظهره
فإن بقي فيه
بقايا من
الأنانية
فيؤيد من
عالم الغيب
ويندك جبل
انّيته
بالتجليات
الالهية
وتحصل له
حالة الصعق
والفناء،
وقبول هذه
المقامات
للقلوب
القاسية
التي ليس
عندها خبر
سوى الدنيا
وحظوظها ولا
تتعارف الا
بالغرور
الشيطاني
يكون صعبا
جدا وينسب
الى نسج
الأوهام مع
أن الفناء
الذي نحن
الان فيه
بالنسبة الى
الطبيعة
والدنيا
بحيث أننا
غافلون
بالكلية عن
عوالم الغيب
التي هي أظهر
من جميع
الجهات من
هذا العالم،
بل اننا
غافلون عن
الذات وصفات
الذات
المقدسة
التي يختص
بها الظهور (وقد
أشار الى ذلك
مولانا ابي
عبدالله
عليه السلام
في دعاء عرفة
" ألغيرك من
الظهور ما
ليس لك حتى
يكون هو
المظهر لك)
ونتشبث
لاثبات تلك
العوالم
والذات
المقدسة
للحق جلا
وعلا بذيل
البرهان
والاستدلال
أغرب وأعجب
بمراتب من
الفناء الذي
يدعيه أصحاب
العرفان
والسلوك.
حيرت
اندر حيرت
آمد زين قصص
بيهشيّّ
خاصكان اندر
اخص (اخس) (الشعر
للعارف
الرومي ذكره
في ضمن نقل
رواية
يرويها أن
رسول الله
صلى الله
عليه وآله
استدعى
جبرائيل أن
يريه صورته
الأصلية
فظهر
جبرائيل في
صورته
الأصلية وقد
ملأت
المشرقين
فخرّّ رسول
الله صلى
الله عليه
وآله مغشيا
عليه ثم يقول
ان الحيرة في
الحيرة تأتي
من جهة أنه
كيف يمكن أن
يكون الخاص
مدهوشا في
الأخص فذكر
الاستاذ
مدّّ ظله
التفصيل
المذكور في
المتن للأخص.
فتدبر).
وان
كان الاخص
بالصاد فليس
لشدة الحيرة
حينئذ مجال
لان فناء
الناقص في
الكامل امر
طيبعي
وموافق
للسنة
الالهية
فالحيرة في
الحيره في
محل يكون
الأخس
بالسين كما
أن هذا الصعق
والفناء
متحقق الأن
لنا أجمع وقد
انغمرت
اسماعنا
وأبصارنا في
الطبيعة الى
حد ليس لنا
أي خبر من
ضوضاء عالم
الغيب.
نقل
وتحقيق:
اعلم
أن علماء
الأدب
والظاهر
قالوا ان
الحمد هو
الثناء
باللسان على
الجميل
الاختياري
وحيث أنهم
غافلون عن
جميع
الألسنة غير
هذا اللسان
اللحمي
فلهذا حملوا
تسبيح الحق
تعالى
وتحميده بل
مطلق كلام
ذاته
المقدسة على
نوع من
المجاز
وكذلك
يحملون كلام
الموجودات
وتسبيحها
على المجاز
فيرون أن
التكلم للحق
تعالى عبارة
عن ايجاد
الكلام
ويقولون أن
التسبيح
والتحميد في
سائر
الموجودات
هو التسبيح
والتحميد
الذاتي
التكويني،
فهؤلاء في
الحقيقة
يحصرون
النطق في نوع
البشر
ويظنون أن
الذات
المقدسة
الحق جل وعلا
وسائر
الموجودات
غير ناطقة،
بل نعوذ
بالله،
يظنونها
خرساء
ويتوهمون أن
ذلك تنزيه
للذات
المقدسة مع
أن هذا تحديد
بل تعطيل (بين
في الروايات
الواردة عن
الأئمة
المعصومين
أن التوحيد
عبارة عن
اخراج الذات
المقدسة عن
حدّّ
التعطيل
والتشبيه
ولتفصيل
الكلام محل
آخر) والحق
سبحانه منزه
عن هذا
التنزيه،
كما أن
الغالب
لتنزيهات
العامه
التحديد
والتشبيه،
ونحن ذكرنا
من قبل كيفية
وضع الألفاظ
للمعاني
العامه
والمطلقه،
والان نقول
أنا لا نتقيد
بالصدق
اللغوي أو
لزوم تحقق
الحقيقة
اللغوية في
هذه الحقائق
الالهية بل
الميزان في
هذه المباحث
هو صحة
الأطلاق
ووجود
الحقيقة
العقلية وان
كانت
الحقيقة
اللغويه
أيضا ثابته
بالبيان
السابق
فنقول:
أن
للسان و
التكلم
والكلام
والكتابة
والكتاب
والحمد
والمدح
مراتب على
حسب النشآت
الوجودية
تتناسب كل
مرتبة مع
نشأة من
النشآت
ومرتبة من
مراتب
الوجود وحيث
ان الحمد في
كل مورد على
جميل والمدح
على جمال
وكمال فالحق
جلّّ وعلا
على حسب علمه
الذاتي شاهد
جماله
الجميل في
حضرة غيب
الهوية
بأتمّّ
مراتب العلم
والشهود
فكان مبتهجا
بذاته
الجميله أشد
مراتب
الأبتهاج (قولنا
مبتهج بذاته
لا يذهب عليك
ان اطلاق لفظ
الابتهاج في
حقه تعالى
وكذلك ألفاظ
العشق
والحبّّ
وأمثالهما
التي تلازم
نوعا من
التجدد
والحدوث
والانفعال
والامكان هو
على حسب
معانيها
العامة
المتعارفة
بل أنها ايضا
من الألفاظ
التي وضعت
للمعاني
المجردة
واطلاقها
على الحق
تعالى
كإطلاق
العطوف
والرحمن
وأمثالهما
وهذه الأمور
ليست من
الأمور التي
يستقيم
بالافهام
العرفية
لعوام الناس
بل تحتاج الى
بحث دقيق
فلسفي وذوق
فوار عرفاني
رزقنا الله
واياكم.
"
المؤلف دام
ظله ")
فتجلي
بالتجلي
الازلي
بأعلى مراتب
التجليات في
حضرة الذات
لحضرة الذات
وهذا التجلي
واظهار ما في
المكنون
الغيبي
والمقارعة
الذاتية هو
الكلام
الذاتي الذي
وقع بلسان
الذات في
حضرة الغيب
ومشاهدة هذا
التجلي
الكلامي هو
سمع الذات،
وثناء الذات
هذا لذات
الحق هو ثناء
الحق وتعجز
سائر
الموجودات
عن ادراكه
كما أن الذات
المقدسة
للنبي
الخاتم الذي
هو أقرب
الموجودات
وأشرفها
يعترف
بالعجز
ويقول " لا
أحصي ثناء
عليك أنت كما
أثنيت على
نفسك "
ومعلوم ان
احصاء
الثناء فرع
المعرفه
بالكمال
والجمال،
وحيث أن
المعرفة
التامة
للجمال
المطلق لا
تحصل،
فالثناء
الحقيقي لا
يقع وغاية
معرفة أصحاب
المعرفه
عرفان العجز
عن المعرفه.
ويقول
أهل المعرفه:
ان الحق
تعالى يحمد
ويمدح نفسه
بالألسنة
الخمسة وهي
لسان الذات
من حيث هي،
ولسان أحدية
الغيب،
ولسان
الواحدية
الجمعية،
ولسان
الأسماء
التفصلية،
ولسان
الأعيان،
وهذه الألسن
غير لسان
الظهور الذي
أوله لسان
المشيئة الى
آخر مراتب
التعيينات
أي لسان
الكثرات
الوجوديه.
واعلم
ان لجميع
الموجودات
حظا بل حظوظا
من عالم
الغيب الذي
هو الحياة
محضا
والحياة
ساريه في
جميع دار
الوجود،
وهذا المطلب
ثابت عند
أرباب
الفلسفة
العالية
بالبرهان
وعند أصحاب
القلوب
والمعرفة
بالمشاهدة
والعيان،
وتدل عليه
الآيات
الشريفة
وأخبار
أولياء
الوحي عليهم
الصلاة
والسلام
دلالة تامة،
والمحجوبون
من أهل
الفلسفة
العاميه
وأهل الظاهر
حيث لم
يدركوا نطق
الموجودات
قاموا
بتأويله
وتوجيهه.
ومن
العجيب ان
أهل الظاهر
الذين كانوا
يطعنون أهل
الفلسفة
بأنهم
يؤوّلون
كتاب الله
على حسب
عقولهم
أولوا في هذه
الموارد
الآيات
الصريحه
والأحاديث
الصحيحه على
كثرتها
بمجرد أنهم
لم يدركوا
نطق
الموجودات
مع أنه ليس
بيدههم
برهان
فيؤولون
القرآن من
دون برهان،
وعلى مجرد
الأستبعاد.
بالجملة،
أن دار
الوجود أصل
الحياة
وحقيقة
العلم
والشعور
وتسبيح
الموجودات
تسبيح نطقي
شعوري ارادي
لا التكويني
الذاتي الذي
يقوله
المحجوبون،
ولجميع
الموجودات
على حسب حظها
من الوجود
معرفة بمقام
الباري جلت
عظمته، وحيث
أنه ليس
لموجود
الاشتغال
بالطبيعة
والانغمار
في الكثرة
الى الحد
الذي هو
للانسان
فلهذا كانت
محجوبية
الانسان
أكثر من جميع
الموجودات
الا أن يخرج
من جلباب
البشرية
ويخرق حجب
الكثرة
والغيرية
فيشاهد جمال
الجميل بلا
حجاب فيكون
حمده ومدحه
أجمع
المحامد
والمدائح،
وهو اذاًً
يثني على
الحق ويعبده
بجميع
الشؤون
الالهية وكل
الأسماء
والصفات.
تتميم:
اعلم
أن الكلمة
الشريفة "
الحمد لله "
على حسب ما
بيناه من
الكلمات
الجامعة
التي اذا حمد
بها الحق
تعالى
بلطائفها
وحقائقها
فقد أدى حق
الحمد بقدر
ما في الطاقة
البشرية،
ولهذا وردت
في الروايات
الشريفة
الاشارة الى
هذا المعنى
كما عن باقر
العلوم سلام
الله عليه ما
مضمونه أنه
خرج من دار
وليس مركوبه
على بابها
فقال: لو وجد
المركوب
لحمدت الله
حق حمده،
فلمّا وجد
المركوب ركب
عليه وسوى
ثيابه فقال
الحمد لله (مصراع
وبيت من
أبيات
العارف
الرومي). وعن
رسول الله
صلىالله
عليه وآله
أنه قال: "
لا اله الا
الله نصف
الميزان
والحمد لله
يملؤه ".
وهذا
لما بيناه من
أن الحمد
جامع
للتوحيد
أيضا.
وعن
رسول الله
صلى الله
عليه وآله "
قول العبد
الحمدلله
أثقل في
ميزانه من
السموات
السبع
والأرضين
السبع ". ونقل
عنه صلى الله
عليه وآله ما
معناه: "
لو أن الله
سبحانه أعطى
جميع الدنيا
عبدا من
عباده ثم
يقول العبد
الحمد لله
لكان قوله
أفضل مما
أعطى "..
وعنه صلى
الله عليه
وآله ايضا "
ما من شيء
أحب الى الله
من قول
القائل
الحمد لله..
ولهذا أثنى
الله به على
نفسه " والأحاديث
في هذا الباب
كثيرة.
قوله
تعالى رب
العالمين:
الرب اذا كان
بمعنى
المتعالي
والثابت
والسيد فهو
من الأسماء
الذاتية،
واذا كان
بمعنى
المالك
والصاحب
والغالب
والقاهر فهو
من الأسماء
الصفاتية،
وان كان
بمعنى
المربّي
والمنعم
والمتمم فهو
من الأسماء
الأفعالية.
والعالم
ان كان عبارة
عن سوى الله
الشامل
لجميع مراتب
الوجود
ومنازل
الغيب
والشهود فلا
بد أن يعد
الرب من
أسماء
الصفات وان
كان المراد
من العالم
عالم الملك
الذي هو
تدريجي
الحصول
والكمال،
فالمراد من
الرب اسم
الفعل، وعلى
أي حال ليس
المراد منه
هنا اسم
الذات ولعله
بقرينة أن
المراد من
العالمين
هذه العوالم
الملكية
التي تحت
التربية
والتمشية
الألهية حتى
تصل الى
كمالها
اللائق، فإن
المراد من
الربّ هو
المربّي
الذي هو من
اسماء
الأفعال.
واعلم
أننا نكف في
هذه الرسالة
عن ذكر
الجهات
التركيبية
واللغوية
والأدبية
للآيات
الشريفة فقد
تعرّض لها
العلماء
غالبا،
وانما نذكر
هنا بعض
الأمور التي
يتعرّض لها
أصلا أو ذكرت
ذكرا ناقصا.
وليعلم
أن اسماء
الذات
والصفات
والأفعال
التي أشير
اليها فهي
على طبق
اصطلاح
ارباب
المعرفة
وبعض
المشايخ من
أهل المعرفة
قسمت
الأسماء في
كتاب انشاء
الدائرة الى
اسماء الذات
واسماء
الصفات
واسماء
الأفعال،
وقال إن
اسماء الذات
هي الله الرب
الملك
القدوس
السلام
المؤمن
المهيمن
العزيز
الجبار
المتكبر
العلي
العظيم
الظاهر
الباطن
الأول الآخر
الكبير
الجليل
المجيد الحق
المبين
الواجد
الماجد
الصمد
المتعالي
الغنيّ
النور
الوارث ذو
الجلال
الرقيب.
واسماء
الصفات هي:
الحي الشكور
القهار
القاهر
المقتدر
القوي
القادر
الرحمن
الرحيم
الكريم
الغفّار
الغفور
الودود
الرؤوف
الحليم
الصبور
البرّ
العليم
الخبير
المحصي
الحكيم
الشهيد
السميع
البصير.
وأسماء
الأفعال هي:
المبدىء
الوكيل
الباعث
المجيب
الواسع
الحسيب
المقيت
الحفيظ
الخالق
البارىء
المصوّر
الوهّاب
الرّزّاق
الفتاح
القابض
الباسط
الخافض
الرافع
المعزّ
المذلّ
الحكيم
العدل
اللطيف
المعيد
المحيي
المميت
الوالي
التوّاب
المنتقم
المقسط
الجامع
المغني
المانع
الضارّ
النافع
الهادي
البديع
الرشيد. (انتهى).
وذكروا
في ميزان هذا
التقسيم أن
الاسماء وان
كانت كلها
اسماء الذات
ولكنها
باعتبار
ظهور الذات
يقال لها
اسماء الذات
وباعتبار
ظهور الصفات
والافعال
يقال لها
الاسماء
الصفاتية
والافعالية
بمعنى أن
الاسم تابع
لاعتبار
يكون اظهر
فلهذا قد
يجتمع في بعض
الاسماء
اعتباران او
اعتبارات
ثلاثة فيكون
من الاسماء
الذاتية
والصفاتية
والافعالية،
او الاثنين
من هذه مثل
الرب كما ذكر.
وهذا
المطلب
لايستقيم
على مذاق
الكاتب ولا
يطابق الذوق
العرفاني بل
ما يبدو
للنظر في هذا
التقسيم ان
الميزان في
هذه الاسماء
هو ان السالك
بقدم
المعرفة اذا
حصل له
الفناء
الفعلي،
فالتجليات
لقلبه من
الحق تعالى
هي التجليات
باسماء
الافعال،
وبعد حصول
الفناء
الصفاتي
تكون
التجليات
الصفاتية
وبعد الفناء
الذاتي تكون
التجليات
بأسماء
الذات، واذا
كان قلبه
قادرا للحفظ
بعد الصحو
فما يخبره من
المشاهدات
الافعالية
فهو أسماء
الافعال،
ومن
المشاهدات
الصفاتية
فهو أسماء
الصفات.
وهكذا أسماء
الذات،
ولهذا
المقام
تفصيل لا
ينبغي لهذه
الاوراق.
وما
ذكره في
انشاء
الدائرة فهو
غير صحيح
طبقا
للميزان
الذي عيّنه
نفسه كما
يتضح ذلك
بالنظر الى
الاسماء.
ويمكن
أن يقال ان
هذا التقسيم
الثلاثي
للأسماء
اشير اليه في
القرآن
الشريف في
الآيات
الاخيرة من
سورة الحشر
قال تعالى: "
هو الله الذي
لا اله الا
هو عالم
الغيب
والشهادة هو
الرحمن
الرحيم "
الى آخر
الآيات
الشريفة،
ولعل الاولى
من هذه
الآيات
الشريفة
تكون اشارة
الى الاسماء
الذاتية،
والثانية
اشارة الى
الاسماء
الصفاتية
والثالثة
اشارة الى
الاسماء
الافعالية
وتقديم
الذاتية على
الصفاتية
والتجليات
الصفاتية
على
الافعالية
على حسب
ترتيب
الحقائق
الوجودية
الالهية لا
على حسب
ترتيب
مشاهدات
أصحاب
المشاهدات
والتجليات
القلبية
لأرباب
القلوب.
ليعلم
أن للآيات
الشريفة
رموزا اخرى
لا يناسب
المقام
ذكرها، وأما
كون الآيه
الثانية من
الاسماء
الصفاتية
والثالثة من
الافعالية
فواضح،
وامّا كون
عالم الغيب
والشهادة
والرحمن
والرحيم من
الاسماء
الذاتية
فمبني على أن
يكون الغيب
والشهادة
عبارة عن
الاسماء
الباطنة
والظاهرة
والرحمانية
والرحيمية
من تجليات
الاقدس لا
الفيض
المقدس.
واختصاص هذه
الاسماء
بالذكر مع أن
الحي
والثابت
والرب
وأمثالها
يبدو للنظر
أنها أقرب
الى الاسماء
الذاتية
فلعله
لاحاطتها
لأنها من
أمهات
الاسماء،
والله
العالم.
تنبيه:
فقد
وقع اختلاف
عظيم في لفظ
العالمين
واشتقاقه
ومعناه،
فبعض على أن
العالمين
جمع ومشتمل
على جميع
أصناف الخلق
من المادي
والمجرد،
وكل صنف هو
عالم بنفسه،
وهذا الجمع
ليس له مفرد
من جنسه،
وهذا القول
مشهور، وقال
بعض ان
العالم بفتح
اللام اسم
مفعول
وعالِم بكسر
اللام اسم
فاعل
وعالمين
بمعنى
معلومين
وهذا القول
مضافا الى
أنه فى حد
نفسه لا شاهد
له وبعيد،
فإطلاق رب
المعلومين
بارد جدا
وبلا مورد.
وقال بعض ان
اشتقاقه من
العلامه
وعليه فيطلق
على جميع
الموجودات
لانها كلها
علامة وآية
للذات
المقدسه
والواو
والنون
باعتبار
الاشتمال
على ذوى
العقول
وتغليبها
على سائر
الموجودات.
وذهب
بعض الى انه
مشتق من
العلم، وعلى
كل حال
فاطلاقه على
جميع
الموجودات
صحيح كما أن
إطلاقه على
ذوي العقول
ايضا وجيه
ولكن العالم
يطلق على ما
سوى الله
ويطلق
العالم ايضا
علىكل فرد
وصنف، فإن
كان الذى
يطلق اللفظ
من أهل العرف
واللغه
فباعتبار أن
كل فرد علامة
لذات الباري
وفى كل شيء
له آيه، وان
كان عارفا
الهيا
فباعتبار أن
كل موجود
ظهور بالاسم
الجامع
ومشتمل على
كل الحقائق
بطريق ظهور
أحدية الجمع
وسر الوجود
ومن هذه
الجهة يمكن
أن يقال ان
جميع العالم
وكل جزء منه
هوالاسم
الاعظم
بمقام احدية
الجمع
والاسماء
كلها في الكل
وكذا
الآيات،
وبناء على ما
ذكر فايراد
الفيلسوف
العظيم
الشأن صدر
الملة
والدين (قدس
سره) على
امثال
البيضاوي
وارد لانهم
لم يتذوقوا
هذا المشرب،
وأما في مسلك
اهل العرفان
فليس بصحيح،
وحيث ان
الكلام
البيضاوي في
هذا المقام
وكلام
الفيلسوف
المذكور
طويل تركنا
ذكره فمن
اراد
فليراجع
تفسيرالسورة
الفاتحة
للفيلسوف
المرحوم.
والرب
ان كان من
اسماء
الصفات
بمعنى
المالك
والصاحب
وأشباههما
فيمكن أن
يكون المراد
من العالمين
جميع ما سوى
الله سواء
أكان من
الموجودات
لعالم الملك
أو
الموجودات
المجرده
الغيبيه،
وأما ان كان
من اسماء
الافعال،
ولعل هذا هو
الأظهر
فالمراد من
العالمين
هوعالم
الملك فقط
لأن الرب
حينئذ بمعنى
المربّي،
وهذا المعنى
يستلزم
التدريج
والعوالم
المجرده
منزّهة عن
التدريج
الزماني وان
كان روح
التدريج
بمعنى متحقق
في عالم
الدهر عند
الكاتب
وبذاك
المعنى
أثبتنا
الحدوث
الزماني
بمعنى روح
الزمان
ودهرية
التدريج في
العوالم
المجرده
ايضا، وفي
المسلك
العرفاني
ايضا نقول
بأن الحدوث
الزماني
ثابت لجميع
العوالم لكن
لا على نحو
يسعه فهم
المتكلمين
وأصحاب
الحديث.
تنبيه
آخر:
اعلم
ان الحمد حيث
أنه في مقابل
الجميل،
ويستفاد من
الآية
الشريفة أن
الحمد
والثناء
ثابتة لمقام
الاسم
الأعظم الذي
هو الاسم
الجامع له
مقام ربوبية
العالمين
والرحمه
والرحمانية
والرحيمية
وهو مالك يوم
الدين، فلا
بد أن يكون
لهذه
الاسماء
الشريفة
مدخلية تامة
في التحميد.
ونحن
نذكر بعد ذلك
في ذيل مالك
يوم الدين
بيانا
تفصيليا عن
هذا المطلب.
ونتكلم
الان من
مناسبة مقام
ربوبية
العالمين
للتحميد
وهذا
التناسب من
جهتين.
الجهة
الاولى: أن
الحامد حيث
أنه بنفسه من
العالمين بل
هو ربما يكون
عالما برأسه
أحيانا بل في
نظر أهل
المعرفة كل
موجود من
الموجودات
عالم برأسه
فيحمد الحق
لأنه ربّاه
بيده
التربوية في
مقام
الربوبية
فأخرجه من
الضعف
والنقص
والوحشة
والظلمة
والعدم
والهيولاني
الى القوة
والكمال
والطمأنينة
ونورانية
العالم
الانساني
وأوصله عبر
المنازل
الجسمية
والعنصرية
والمعدنية
والنباتية
والحيوانية
تحت النظام
المرتب
بالحركات
الذاتية
والجوهرية
وأنواع
العشق
الفطري
والجبلي الى
منزل
الانسانية
الذي هو أشرف
منازل
الموجودات،
وبعد ذلك
ايضا يربيه
الى أن يصل
الى حدّ لا
يتّسع في
الوهم.
آنجه
اندروهم
نايد آن شوم
بس
عدم كردم عدم
جون ارغنون
كويدم
كانا اليه
راجعون (مصراع
وبيت من
أبيات
العارف
الرومي)
الجهة
الثانية: حيث
أن تربية
نظام عالم
الملك من
الفلكيات
والعنصريات
والجوهريات
والعرضيات
مقدمة وجود
الانسان
الكامل، وفي
الحقيقة هذه
الوليدة
عصارة عالم
التحقق
والغاية
القصوى
للعالمين
ولهذه الجهة
صارت
الوليدة
الأخيرة،
وحيث أن عالم
الملك متحرك
بالحركة
الذاتية
الجوهرية
وهذه الحركة
ذاتية
استكماليا
فأينما
انتهت فهو
غاية الخلقة
ونهاية
السير، فاذا
نظرنا
بالطريق
الكلي الى
الجسم الكلي
والطبع الكل
والنبات
الكل
والحيوان
الكل
والانسان
الكل، فإن
الانسان هو
الوليدة
الأخيرة
التي وجدت
بعد الحركات
الذاتية
الجوهرية
للعالم
وانتهت
الحركات
اليه، فيد
التربية
للحق تعالى
فيد التربية
للحق تعالى
قد ربّت
الانسان في
جميع دار
التحقق
والانسان هو
الأول
والآخر.
تنبيه
آخر:
وهذا
الذي ذكرناه
في الأفعال
الجزئية
وبالنظر الى
مراتب
الوجود والا
فبحسب الفعل
المطلق ليست
لفعل الحق
تعالى غاية
سوى ذاته
المقدسة كما
هو مبرهن في
محالّه،
واذا نظرنا
الى الأفعال
الجزئية
أيضا فغاية
خلقة
الانسان
عالم الغيب
المطلق كما
ورد في
القدسيات "
يابن آدم
خلقت
الأشياء
لأجلك
وخلقتك
لأجلي ".. وفي
القرآن
الشريف
يخاطب موسى
ابن عمران
على نبينا
وآله وعليه
السلام
ويقول "
اصطنعتك
لنفسي "
(طه
- 40).
وأيضا يقول: "وأنا
اخترتك "
(طه
- 13).
فالانسان
مخلوق لأجل
الله ومصنوع
لذاته
المقدسة وهو
المصطفى
والمختار من
بين
الموجودات،
وغاية سيره
الوصول الى
باب الله
والفناء في
ذات الله
والعكوف
لفناء الله
ومعاده الى
الله ومن
الله وفي
الله وبالله
كما يقول
سبحانه في
القرآن: "
إنّ الينا
ايابهم "..
وسائر
الموجودات
بواسطة
الانسان
ترجع الى
الحق تعالى
بل مرجعها
ومعادها الى
الانسان كما
يقول في
الزيارة
الجامعة
المظهرة
لنبذة من
مقامات
الولاية "
واياب الخلق
اليكم
وحسابكم
عليكم ".
ويقول: "
بكم فتح الله
وبكم يختم ".. وفي
قول الله
تعالى: "
إنّ إلينا
ايابهم ثم
إنّ علينا
حسابهم "
(الغاشية
- 25)..
وقوله عليه
السلام في
الزيارة
الجامعة "
واياب الخلق
اليكم
وحسابهم
عليكم "
سر من أسرار
التوحيد
واشارة الى
أن الرجوع
الى الانسان
الكامل هو
الرجوع الى
الله لأن
الانسان
الكامل فانٍ
مطلق وباقٍ
ببقاء الله
وليس له من
عند نفسه
تعيّن
وإنّيّة
وأنانية بل
هو نفسه من
الأسماء
الحسنى وهو
الاسم
الأعظم.
كما
ان الاشارة
الى هذا
المعنى
كثيرة في
القرآن
والأحاديث
الشريفة وان
القرآن
الشريف قد
جمع من لطائف
التوحيد
وحقائقه
وسرائره
ودقائقه ما
تتحير فيه
عقول أهل
المعرفة
وهذا هو
الاعجاز
العظيم لهذه
الصحيفة
النورانية
السماوية لا
أن حسن
التركيب
ولطف البيان
وغاية
الفصاحة
ونهاية
البلاغة
وكيفية
الدعوة
والأخبار عن
المغيبات
وأحكام
الأحكام
واتقان
التنظيم
للعائلة
وأمثالها
فحسب التي
يكون كل واحد
منها
باستقلاله
اعجازا فوق
الطاقة
وخارقا
للعادة بل
يمكن أن يقال
أن معروفية
القرآن
بالفصاحه
واشتهار هذا
الاعجاز من
بين سائر
المعجزات في
الآافاق
لانه كان
للأعراب في
الصدر الأول
هذا التخصص
وأدركوا هذه
الجهة من
الأعجاز
فحسب، وأما
الجهات
الأخرى
المهمة التي
كانت فيه
وكانت جهة
اعجازها
أرفع، وأساس
ادراكها
أعلى فلم
يدركها
أعراب ذلك
الزمان،
والحال ايضا
أن المتحدين
معهم في أفق
الفهم لا
يدركون من
هذه اللطيفة
الالهية سوى
التركيبات
اللفظية
والمحسنات
البديعة
والبيانية،
أما
المطلعون
لأسرار
المعارف
ودقائقها
والخبراء
بلطائف
التوحيد
والتجريد
فوجهة نظرهم
في هذا
الكتاب
الإِلهي
وقبلة
أمالهم في
هذا الوحي
السماوي
انما هي
معارفه وليس
لهم توجّه
كثير الى
الجهات
الأخرى. ومن
نظر الى
عرفان
القرآن
وعرفاء
الاسلام
الذين
اكتسبوا
المعارف من
القرآن
وقايس بينهم
وبين سائر
علماء
الأديان
وتصنيفاتهم
ومعارفهم
يعرف حد
معارف
الاسلام
والقرآن
التي هي أساس
الدين
والديانة
والغاية
القصوى لبعث
الرسل
وانزال
الكتب ويصدق
بلا مؤونة أن
هذا الكتاب
وحي الهي
وهذه
المعارف
معارف الهية.
|