الباب
الرابع
في
الآداب
القلبية
للوقت
وفيه
فصلان
الفصل
الأول
في
آداب أوقات
الصلاة
اعلم
أن لاهل
المعرفة
وأصحاب
القلوب على
قدر قوة
معرفتهم
للمقام
المقدس
الربوبي
واشتياقهم
إلى مناجاة
حضرة الباري
عز اسمه
مراقبة
ومواظبة
لاوقات
الصلاة التي
هي ميقات
المناجاة
وميعاد
الملاقاة مع
الحق، ولا
يزالون
يراقبون ذلك
فالمجذوبون
لجمال
الجميل
والعاشقون
للحسن
الازلي
والمشغوفون
به والسكارى
من كأس
المحبة
والمصعوقون
من قدح ألست
الذين فرغوا
عن الكونين
وأعرضوا عن
جميع أقاليم
الوجود
وتعلقوا بعز
قدس جمال
الله فلهم
دوام الحضور
وليسوا
مهجورين عن
الذكر
والفكر
والمشاهدة و
المراقبة
لحظة واحدة.
والذين
هم أصحاب
المعارف
وأرباب
الفضائل
والفواضل
وهو شرافاء
النفس
وكرماء
الطينة فلا
يختارون على
المناجاة مع
الحق شيئا
ويطلبون من
الخلوة مع
الحق ومن
مناجاته نفس
الحق ويرون
أن العزة
والشرف
والفضيلة
والمعرفة
كلها في تذكر
الحق
ومناجاته
فهم اذا
توجهوا إلى
العالم
ونظروا إلى
الكونين
يكون توجههم
ونظرهم
اليها توجه
العارفين
لها ونظرهم،
ويتطلبون
الحق في
العالم
ويطلبونه
ويرون جميع
الموجودات
جلوة للحق
ولجمال
الجميل (عاشقهم
برهمه عالم
كه همه عالم
ازاوست) (مصراع
بيت للشاعر
المعروف
السعدي
الشيرازي
يقول: أنا
للعالم عاشق
حيث منه
الكون أجمه).
فهم
يواظبون على
أوقات
الصلاة
بتمام
أرواحهم
وقلوبهم
وينتظرون
وقت
المناجاة مع
الحق
ويحضّرون
أنفسهم
ويهيئّونها
لميقات الحق
فقلوبهم
حاضرة
ويطلبون من
المحضر
الحاضر
ويحترمون
المحضر لاجل
الحاضر
ويرون ان
العبودية هي
المراودة
والمعاشرة
مع الكامل
المطلق
فاشتياقهم
إلى العبادة
من هذا الباب
والذين
يؤمنون
بالغيب
وعالم
الاخرة
ويعشقون
كرامات الحق
جل جلاله ولا
يستدلون
النعم
الابدية
الجنانية
واللذات
والبهجات
الدائمة
السرمدية
بالحظوظ
الداثرة
الدنيوية
واللذائذ
الناقصة
المؤقتة
المشوبة،
فهؤلاء أيضا
في وقت
العبادة
التي هي بذور
النعم
الاخروية
يحضرون
قلوبهم
ويقومون
بالامر
باقبال
واشتياق
وينتظرون
أوقات
الصلاة
فانها وقت
حصول
النتائج
واكتساب
الذخائر ولا
يختارون على
النعم
الدائمة
شيئا فهؤلاء
ايضا حيث أن
قلوبهم
خبيرة بعالم
الغيب وقد
آمنت قلوبهم
بالنعم
الابدية
واللذائذ
الدائمة
لعالم
الاخرة
يغتنمون
أوقاتهم ولا
يضيّعونها
اولئك اصحاب
الجنة
وأرباب
النعمة هم
فيها خالدون.
هذه
الطوائف
التي ذكرت،
وبعضها التي
لم يذكر لهم
من العبادة
نفسها ايضا
لذائذ على
حسب مراتبهم
ومعارفهم
وليس لهم
كلفة وتكليف
فيها أصلا.
وأما
نحن
المساكين
المبتلين
بالآمال
والاماني
والمقيدين
بسلاسل
الهوى
والهوس
والمنغمرين
في البحر
المسجور
الظلماني
للطبيعة
الذين ما
وصلت إلى
شامّة
أرواحنا
رائحة من
المحبة
والعشق وما
ذائقة
قلوبنا لذة
من العرفان
والفضيلة،
فلسنا لا من
أصحاب
العرفان
والعيان ولا
من أرباب
الايمان
والاطمئنان،
نرى
العبادات
الالهية
تكليفا
وكلفة
والمناجاة
مع قاضي
الحاجات
تحميلا
وتكلّفا لا
نركن إلى شيء
غير الدنيا
التي هي معلف
للحيوانات
ولا نتعلق
بسوى دار
الطبيعة
التي هي
معتكف
للظالمين قد
عميت أبصار
قلوبنا عن
جمال الجميل
وهجرت ذائقة
أرواحنا ذوق
العرفان.
نعم
ان رئيس
سلسلة أهل
الحق وخلاصة
أصحاب
المحبة
والحقيقة
يترنم بقوله:
أبيت عند ربي
يطعمني
ويسقيني فيا
رب ما هذه
البيتوتة
التي كانت
لمحمد صلى
الله عليه
وآله معك في
دار الخلوة
والانس؟. وما
هذا الطعام
والشراب
الذي أذقته
بيدك هذا
الموجود
الشريف
وأخلصته من
جميع
العوالم،
ففي شأن ذلك
السيد
العظيم أن
يقول: " لي مع
الله وقت لا
يسعه ملك
مقرّب ولا
نبيّ مرسل "
فهل هذا
الوقت من
أوقات عالم
الدنيا
والاخرة أو
أنه وقت
الخلوة في
قاب قوسين
وطرح
الكونين..
ان
موسى عليه
السلام صام
صوما موسويا
أربعين يوما
ونال إلى
ميقات الحق،
وقال تعالى: "
فتمّ ميقات
ربه أربعين
ليلة "
(الاعراف
142)،
ومع ذلك أين
هذا الميقات
من الميقات
المحمدي ولا
نسبة بينه
وبين الوقت
الاحمدي.
ان
موسى في
الميعاد
خوطب بخطاب
فاخلع نعليك
وقد فسّر
بمحبة
الاهل،
والرسول
الخاتم قد
أمر في
ميعاده بأن
يحب عليا،
وفي القلب من
هذا السر
جذوره ما
أبرو منها
شيء (توخود
حديث مفصل
بخوان ازاين
مجمل) (مصراع
معروف.
مضمونه: انت
اقرأ بنفسك
الحديث
المفصل عن
هذا المجمل).
الفصل
الثاني
في
الآداب
القلبية
للصلاة
فأنت
أيها العزيز
اغتنم وقت
المناجاة
هذا بالقدر
الميسور
والمقدار
المقدور وقم
بآدابه
القلبية
وفهّم قلبك
أن وسيلة
الحياة
الابدية
الاخروية
ومنبع
الفضائل
النفسانية
ورأس مال
الكرامات
غير
المتناهية
هو المراودة
والمؤانسة
مع الحق
ومناجاته
وخصوصا
الصلاة
فانها معجون
روحاني قد
هيّئ بيدي
الجمال
والجلال
للحق وأجمع
وأكمل من
جميع
العبادات،
فبقدر ما
يمكنك حافظ
على أوقاتها
وانتخب
أوقات
فضيلتها فإن
فيها نورا
ليس في غيرها
من الاوقات
وأقلل فيها
من
الاشتغالات
القلبية بل
اقطعها،
وهذا يحصل
بأن تقسم
وتعيّن
أوقاتك
وتعيّن
للصلاة
المتكفّلة
لحياتك
الابدية
وقتا خاصا لا
يكون لك فيه
أشغال أخر
ولا تكون
للقلب
تعلّقات
اخرى، ولا
تجعل الصلاة
تزاحم
الامور
الاخر كي
تستطيع أن
تريح القلب
وتحضره،
والان نذكر
الاحاديث
الواردة في
أحوال
المعصومين
عليهم
السلام على
قدر اقتضاء
المقام
فلعلّه
بالتدبّر في
حالات أولئك
الاكرمين
يتمّ
التنبيه
وتدرك عظمة
الموقف
وأهمية
المقام
وخطره
وتستيقظ من
نوم الغفلة.
فعن
بعض أزواج
النبي صلى
الله عليه
وآله أنها
قالت: "
كان رسول
الله صلى
الله عليه
وآله
يحدّثنا
ونحدّثه
فاذا حضرت
الصلاة
فكأنه لم
يعرفنا ولم
نعرفه شغلا
بالله عن كل
شيء ".
وروي
عن علي عليه
السلام: "
كان اذا حضر
وقت الصلاة
يتململ
ويتزلزل
ويتلوّن،
فيقال له: ما
لك يا أمير
المؤمنين؟
فيقول عليه
السلام: جاء
وقت الصلاة
وقت أمانة
عرضها الله
على السموات
والارض
والجبال
فأبين أن
يحملنها
وأشفقن منها
".
ونقل
السيد ابن
طاووس في
فلاح السائل:
كان الحسين
عليه السلام "
اذا توضأ
يتغير لونه
ويضطرب
مفاصله فقيل
له في ذلك
فقال: حق لمن
يقف بين يدي
ذي العرش أن
يصفرّ لونه
وتضظرب
مفاصله "
ونقل عن
الحسن عليه
السلام أيضا
مثل ذلك.
وعن
علي بن
الحسين عليه
السلام: "
كان اذا حضر
للوضوء
اصفرّ لونه
فيقال له ما
هذا الذي
يعتريك عند
الوضوء؟
فيقول: ما
تدرون بين
يدي من أقوم؟
".
ونحن
ايضا اذا
تفكرنا
قليلا
وفهّمنا
قلبنا
المحجوب أنّ
أوقات
الصلاة هي
أوقات
الحضور في
جناب القدس
بحضرة ذي
الجلال، وأن
الحق تعالى
ملك الملوك
والعظيم
المطلق في
تلك الاوقات
دعا عبده
الضعيف الذي
هو لا شيء
إلى مناجاته
وأذن له
بالدخول إلى
دار الكرامة
حتى يفوز
بالسعادات
الابدية
ويجد السرور
والبهجات
الدائمية
لكنّا
مبتهجين
ومسرورين من
دخول وقت
الصلاة
بمقدار
معرفتنا
واذا استشعر
القلب عظمة
المقام
وخطره فيحصل
فيه الخوف
والخشية
بمقدار فهمه
العظمة وحيث
أن قلوب
الاولياء
مختلفة
وحالاتهم
متفاوتة على
حسب
التجليات
اللطفيّة
والقهرية
واستشعار
العظمة
والرحمة
فحينا
يحملهم
اشتياق
الملاقاة
واستشعار
الرحمة
والجمال على
السرور
والبهجة
ويقولون:
ارحنا يا
بلال، وحينا
يجعلهم
التجليات
بالعظمة
والقهر
والسلطنة في
حالة الصعق
ويرتعشون
ويرتعدون.
وبالجملة
أيها الضعيف
ان الاداب
القلبية
للاوقات هي
أن تهيىء
نفسك للورود
إلى حضرة
مالك الدنيا
والاخرة
ومخاطبة
الحق جل وعلا
ومكالمته،
فانظر بعين
إلى ضعفك
ومسكنتك
وذلّتك
وعجزك و إلى
العظمة
والجلال
والكبرياء
للذات
المقدسة
جلّت عظمته،
ذلك أن
الانبياء
والمرسلين
والملائكة
المقربين في
جناب عظمته
مصعوقون،
وبالعجز
والمسكنة
والذلّة
معترفون
فاذا نظرت
هذه النظرة
وفهّمت قلبك
فليستشعر
القلب الخوف
ويرى نفسه
وعباداته لا
شيء وانظر
بعين أخرى
إلى سعة رحمة
الذات
المقدسة
وكمال عطفها
وإحاطة
رحمانيتها
حيث أنه أذن
للعبد
الضعيف مع ما
له من أنواع
التلوّثات
وكمال عجزه
ومسكنته في
الدخول إلى
حضرة قدسه
ودعاه إلى
مجلس أنسه
بتشريفات من
اهباط
الملائكة
وانزال
الكتب
السماوية
وبعث
الانبياء
والمرسلين
من دون أن
يكون لهذا
الممكن
المسكين
سابقة
استعداد أو
يتصورّ
لحضرته جل
وعلا ونعوذ
بالله أو
لملائكة
الله أو
الانبياء
عليهم
السلام في
هذه الدعوة
والحضور نفع
فاذا توجّه
القلب إلى
ذلك فيحصل له
الانس البتة
ويستشعر
الرجاء فهيئ
نفسك للحضور
بقدمي الخوف
والرجاء
والرهبة
والرغبة
بقلب خجل
وفؤاد وجل
واستشعار
الانكسار
والذلة
والضعف
والمسكنة
ولا ترَ
لنفسك أية
لياقة
للحضور في
هذا المحضر
ولا تعدّ
نفسك لائقا
للعبادة
والعبودية
وترّ الاذن
في الدخول في
العبادة
والعبودية
من شمول
الرحمة
وعميم اللطف
فحسب لحضرة
الاحدية
جلّت قدرته،
فانك اذا
جعلت ذلّتك
نصب عينيك
وتواضعت
لذات الحق
المقدسة
بروحك وقلبك
وعرفت نفسك
وعبوديتك
كلا شيء
يتلطف الحق
تعالى
ويرفعك
ويخلّعك
بخلعة
كراماته.
الباب
الخامس
في
بعض آداب
الاستقبال
وفيه
فصلان
الفصل
الأول
في
السر الجملي
للاستقبال
اعلم
أن ظاهر
الاستقبال
متقوّم
بأمرين:
أحدهما
المقدمي وهو
صرف الوجه
الظاهر عن
جميع الجهات
المتشتتة،
والاخر
النفسي وهو
الاستقبال
بالوجه إلى
الكعبة أم
القرى ومركز
بسط الارض،
ولهذه
الصورة باطن
وللباطن سرّ
بل أسرار
وأصحاب
الاسرار
الغيبية
يصرفون باطن
الروح عن
الجهات
المتشتتة
لكثرات
الغيب
والشهادة
ويجعلون جهة
السرّ
والروح
أحدية
التعلق
ويجعلون
جميع
الكثرات
فانية في سرّ
أحدية
الجمع، فاذا
تنزّل هذا
السر الروحي
في القلب
فيظهر الحق
في القلب
بظهور الاسم
الاعظم الذي
هو مقام
الجمع
الاسمائي،
وتفنى
الكثرات
الاسمائية
وتضمحل في
الاسم
الاعظم
وتكون وجهة
القلب في هذا
المقام إلى
حضرة الاسم
الاعظم فاذا
ظهرت هذه عن
باطن القلب
إلى ظاهر
الملك
فينتقش
افناء الغير
في الانصراف
عن غرب عالم
الملك وشرقه
وينتقش
التوجه إلى
حضرة الجمع
في التوجه
إلى مركز بسط
الأرض الذي
هو يد الله
في الأرض،
وأما
بالنسبة إلى
السالك الذي
يسير من
الظاهر إلى
الباطن
ويترقى من
العلن إلى
السر فلا بد
له أن يجعل
هذا التوجّه
الصوري إلى
مركز
البركات
الارضية
وترك الجهات
المتشتتة
المتفرقة
التي هي
الاصنام
الحقيقية،
ويتوجّه إلى
القبلة
الحقيقية
التي هي أصل
أصول بركات
السموات
والأرض
ويرفع رسوم
الغير
والغيرية
حتى يصل شيئا
ما إلى سرّ
وجّهت وجهي
للذي فطر
السموات
والأرض
ويحصل في
قلبه
انموذجة من
تجليات عالم
الغيب
الاسمائي
وبوارقة
وتحترق
الجهات
المتشتتة
والكثرات
المتفرقة
ببارقة
الهية
ويؤيده الحق
تعالى وتنحط
الاصنام
الصغيرة
والصنم
الاعظم عن
باطن القلب
بيد
الولاية،
ولا انتهاء
لهذه القصة
فاتركها
وامضِ.
الفصل
الثاني
في
بعض الآداب
القلبية
للاستقبال
اعلم
أيها السالك
إلى الله انك
اذا صرفت
وجهك الظاهر
من الجهات
المتشتتة
لعالم
الطبيعة
وتوجهت إلى
النقطة
الواحدة فقد
ادّعيت
فطرتين من
الفطر التي
خمّرت بيد
الغيب
واختفيت في
ذاتك وقد
خمّر الحق
تعالى طينتك
بها بيد
الجلال
والجمال وقد
أظهرت هاتين
الحالتين
الفطريتين
بصورة ظاهرة
دنيوية
وأشهدتهما
بها وأقمت
البينة على
عدم احتجابك
من نور هاتين
الفطرتين
الالهيتين،
والبينتان
هما صرف
الظاهر عن
الغير
والتوجه إلى
القبلة التي
هي محل ظهور
يد الله
وقدرة الله،
وهاتان
الفطرتان
الالهيتان
احداهما هي
التنفّر عن
النقص
والناقص،
والثانية هي
العشق
للكمال
والكامل،
وهذان
اللذان
أحدهما أصلي
ذاتي
والثاني
تبعي ظلّي من
الفطر التي
خمرت بها
جميع عائلة
البشر ومن
دون استثناء
أحد منهم.
ففي جميع
سلسلة البشر
مع اختلافهم
في العقائد
والاخلاق
والطبائع
والامزجة
والامكنة
والعادات في
البدوي منهم
والحضري
والوحشي
والمتمدن
والعالم
والجاهل
والالهي
والطبيعي.
هاتان
الفطرتان
مخمرتان وان
كانوا هم
محجوبين عن
هذه الفطرة
ويختلفون في
تشخيص
الكمال
والنقص
والكامل
والناقص،
فذاك الوحش
السفّاك
الفتّاك
القتّال يرى
الكمال في أن
يغلب على
نفوس الناس
وأعراضهم
ويرى السفك
والقتل
كمالا فيصرف
فيه عمره،
وذاك الطالب
للدنيا
الطالب
للجاه
والمال يرى
الكمال
بالمال
والجاه
ويعشقهما.
وبالجملة
فصاحب كل
مقصد يرى
مقصده كمالا
وصاحبه
كاملا
ويعشقه
ويتنفّر عن
غيره.
فالانبياء
عليهم
السلام
والعلماء
بالله
وأصحاب
المعرفة قد
جاؤوا
ليخرجوا
الناس عن
الاحتجاب
ويخلصوا نور
فطرتهم من
ظلمات الجهل
ويفهموهم
الكامل
والكمال،
فانهم بعدما
عرفوا شخص
الكمال
والكامل
فالتوجّه
اليه وترك
غيره لا
يحتاج إلى
الدعوة بل
نور الفطرة
هو أعظم هاد
الهي وهو
موجود في
جميع سلالة
البشر.
وفي
هذا المعجون
الالهي،
أعني الصلاة
التي هي
معراج القرب
الالهي
الاستقبال
إلى القبلة
والتوجه إلى
النقطة
المركزية
ورفع اليد
وصرف الوجه
عن الجهات
المتفرقة
ادعاء بأن
الفطرة قد
تيقّظت وخرج
نور الفطرة
عن
الاحتجابات
وهذا
الادّعاء
حقيقي
بالنسبة إلى
الكمّل
وأصحاب
المعرفة.
وأما
بالنسبة
الينا أصحاب
الحجاب
فأدبه أن
نفهّم القلب
أنه لا كمال
ولا كامل في
جميع دار
التحقق سوى
الذات
المقدسة
الكاملة على
الاطلاق فان
تلك الذات
المقدسة
كمال بلا نقص
وجمال بلا
عيب وفعلية
بلا شوب
القوة وخير
بلا اختلاط
بالشرّ ونور
بلا شوب
ظلمة، وما
يوجد في جميع
دار التحقق
من الكمال
والجمال
والخير
والعزّة
والعظمة
والنورانية
والفعلية
والسعادة
فهو من نور
جمال تلك
الذات
المقدسة
وليس لاحد
شركة للذات
المقدسة في
كمالها
الذاتي،
وليس لموجود
جمال ولا
كمال ولا نور
ولا بهاء الا
بجمال تلك
الذات
المقدسة
وكمالها
ونورها
وبهائها.
وبالجملة،
ان العالم قد
تنوّر بجلوة
جماله
المقدس
وأعطي له
الحياة
والعلم
والقدرة
والا فجميع
دار التحقق
كانت في ظلمة
العدم وكمون
الليس وبكون
بل من كان
قلبه منورا
بنور
المعرفة يرى
كل شيء غير
نور جمال
الجميل
باطلا ولا
شيء،
ومعدوما
أزلا وأبدا.
وفي
الحديث أن
رسول الله
صلى الله
عليه وآله
لما سمع هذا
الشعر للبيد:
* الا كل شيء
ما خلا الله
باطل * قال
صلى الله
عليه وآله: "
هذا الشعر
أصدق شعر
قاله العرب "
فاذا فهّمت
قلبك بطلان
جميع دار
التحقّق
وفهّمته
كمال الذات
المقدسة فلا
تحتاج في
توجّه القلب
إلى القبلة
الحقيقية
والعشق
لجمال
الجميل على
الاطلاق
والتنفّر من
جميع دار
التحقق سوى
جلوة الذات
المقدسة إلى
إعمال رويّة
بل فطرة الله
بنفسها تدعو
الانسان
اليه
بالدعوة
الجبلّيّة
الفطرية
وتكون وجّهت
وجهي للذي
فطر السموات
والارض لسان
الذات
والقلب
والحال
وتكون اني لا
أحب الافلين
لسان فطرة
الانسان.
فاعلم
أيها الفقير
ان العالم
بوجهته
السوائية
زائل وداثر
وفانٍ وباطل
ليس لاحد من
الموجودات
من قبل نفسه
شيء وليس في
ذاته جمال
ولا بهاء
ونور وسناء،
والجمال
والبهاء
منحصر
بالذات
المقدسة،
فتلك الذات
المقدسة كما
أنها متفردة
في الالوهية
ووجوب
الوجود،
متفردة
بالجمال
والبهاء
والكمال
أيضا بل
متفرّدة
بالوجود،
وان الذلّ
والعدم
الذاتي
والبطلان
ثابتة في
ناصية ما
سواه، فاصرف
قلبك الذي هو
مركز لنور
فطرة الله من
الجهات
المتشتتة
للاباطيل
والاعدام
والنواقص
ووجهه إلى
مركز الجمال
والكمال
وليكن لسان
فطرتك في
ضميرك
الصافي.. ما
يقوله
العارف
الشيرازي:
در
ضمير ما نمى
كنجد بغير
ازدوست كس
هر
دو عالم رابد
شمن ده كه
مارادوست بس
(لا
تسع قلوبنا
أحد غير
الحبيب فدع
الكونين
للعدوّ فان
الحبيب
يكفينا).
وصل:
عن الامام
الصادق عليه
السلام: "
اذا استقبلت
القبلة فآيس
من الدنيا
وما فيها
والخلق وما
هم فيه
واستفرغ
قلبك عن كل
شاغل يشغلك
عن الله
تعالى وعاين
بسرّك عظمة
الله تعالى
واذكر وقوفك
بين يديه يوم
تبلو كل نفس
ما أسلفت
وردّوا إلى
الله مولاهم
الحق وقف على
قدم الخوف
والرجاء ".
وهذا
الدستور
الشريف
دستور جامع
لامثالنا
المحجوبين
الذين لا
نستطيع أن
نحافظ دائما
على حالات
قلوبنا
ونجمع بين
الوحدة
والكثرة
ونتوجّه إلى
الحق والخلق
فحينئذ لا بد
لنا أن نيأس
من الدنيا
وما فيها عند
التوجّه إلى
الحق
واستقبال
القبلة
ونقطع طمعنا
عن الخلق
وشؤونه
ونخرج عن
روحنا
وقلبنا
المشاغل
القلبية
والشواغل
الروحية
لنصير
لائقين
للحضور في
الحضرة
ويتجلى في سر
روحنا جلوة
من جلوات
العظمة،
فاذا وجدنا
نور العظمة
على مقدار
استعدادنا
نتذكر
رجوعنا إلى
الحق
ووقوفنا في
محضره
المقدس يوم
يظهر لكل نفس
ما عملت
وردّوا إلى
الله مولاهم
الحق ويقع خط
البطلان على
جميع
الاهواء
النفسانية
والمعبودات
الباطلة،
ففي محضر هذا
العظيم
الشأن الذي
جميع دار
التحقق هي
جلوة من
جلوات فعله
فإن مسكينا
مثلك ومثلي
لا بد وان
يرد بقدمي
الخوف
والرجاء
ويقوم على
تينك
القدمين
وإذا رأينا
الضعف
والفتور
والمسكنة
والفقر
والذلّة
لانفسنا
والعظمة
والحشمة
والجلال
والكبرياء
في الذات
المقدسة
فنقع في
الخوف
والخشية على
خطر المقام
واذا وجدنا
الرحمة
والعطوفة
والالطاف
غير
المتناهية
والكرامات
اللانهائية
نكون راجين
وآملين
|