إعداد الرسول (ص) وأصحابه من خلال قيام الليل ثانياً: ذكر الله كثيراً صورتان تربويتان ثالثاً: تلاوة القرآ، الكريم والتدبر فيه القرآن الأساس الفكري والروحي تلاوة القرآن الكريم |
إعداد
الرسول (ص)
واصحابه من
خلال قيام
الليل: يحل
القرآن
الكريم
بالآيات
النازلة من
اجل إعداد
الرسول (ص)،
وتوجيهه
لتحمل اعباء
المسيرة،
وطريق ذات
الشوكة.. وقد
عرفنا – فيما
مر – ان
الرسول (ص) مر
بثلاث فترات
للإعداد.. 1
– الإعداد ما
قبل النبوة
من اجل تلقي
الكلمة..
والوصول إلى
مستوى تلقي
الوحي.. 2
– الإعداد ما
بعد الوحي..
من اجل تحمل
العبء
الثقيل
والقبول
الثقيل في
الدعوة،
والتبليغ،
والمواجهة.. 3
– إعداده (ص)
على استمرار
خطه الجهادي..
إلى ان توفاه
الله تعالى..
ورفعه اليه،
ولكل مرحلة
من هذه
المراحل
طابعها،
وأسبابها. المهم
الآن.. ان
المرحلة
الثانية من
الإعداد
الروحي كانت
الإعداد
لتحمل القول
الثقيل،
وتحمل اعباء
مسيرة
الدعوة.. وهي
التي تنزل من
اجلها قوله
تعالى: (يا
أيها المزمل
قم الليل إلا
قليلا نصفه،
اوانقص منه
قليلا أو زد
عليه ورتل
القرآن،
ترتيلا) (وكان
الزاد فيها،
ومادة العمل
قيام الليل،
وتلاوة
القرآن،
بالليل..) ان
قيام الليل
والناس نيام
والانقطاع
عن غبش
الحياة
اليومية،
وسفاسفها
والاتصال
بالله تلقي
فيضه،
ونوره،
والانس
بالوحدة معه
والخلوة
اليه،
وترتيل
القرآن،
والكون ساكن
كانما يتنزل
من الملأ
الاعلى،
وتتجاوب معه
ارجاء
الوجود في
لحظة
الترتيل بلا
لفظ بشري،
ولا عبارة،
واستقبال
اشعاعاته
وايحاءاته،
وايقاعاته
في الليل
الساجي.. ان
هذا كله هو
الزاد
لاحتمال
القول
الثقيل
والعبء
الباهض،
والجهد
المرير الذي
ينتظر
الرسول،
وينتظر من
يدعو بهذه
الدعوة في كل
جيل، وينير
القلب في
الطريق
الشاق
الطويل..
ويعصمه من
وسوسة
الشيطان،
ومن التيه في
الظلمات
الحافة بهذا
الطريق
المنير)[1] وما
كان الرسول (ص)،
وصحبه إلا ان
امتثلوا،
فقاموا
الليل كما
امرهم الله،
نصفه، أو
ثلثه، او
ثلثيه إلى
سنة كاملة او
اكثر حتى
تورمت
اقدامهم،
وانتفخت ثم
خفف الله
عنهم بعد
انتهاء فترة
الإعداد..
كما تقول بعض
الروايات. (2)–
ذكر الله
كثيراً: لذكر
الله معنيان: 1
– الذكر
الذهني: وهو
المعايشة
الشعورية،
والذهنية
لعقيدة
الإيمان
بالله
تعالى، وهذا
هو الاصل في
الذكر، وقد
عرفنا فيما
سبق، ان
الذكر عنصر
ضروري من
عناصر
الجانب
الروحي من
شخصية
الإنسان
المسلم. 2
– الذكر
اللفظي: وهو
ذكر الله
تعالى
باللسان
كتسبيحه،
وتحميده،
واستغفاره،
وتهليله،
وتكبيره،
وما شاكل
ذلك، وقد ورد
الحث الشديد
عليه،
باعتباره
وسيلة من
وسائل
التربية
والمعايشة
الشعورية،
والذكر
اللفظي لله
هو ما حوى
اصواتاً
دالة على
التعظيم،
والتقديس له..
وانما يستمد
قيمته من
كونه (وسيلة)
لغاية ذات
قيمة في
نفسها، وهي
ذكر الله
ذكراً
ذهنياً اما
مثل الصلاة،
والصوم
كحركات،
وامساك
مجردة لا
قيمة لها،
إلا ان
الالتزام
بها انما هو
باعتبار
دورها
التربوي، أي
باعتباره
انتهاء عن
الفحشاء
والمنكر،
وعروجاً إلى
الله، وخلق
حالة
التقوى،
والصوم من
تلك المحارم. عن
ابي عبدالله
(ع): (شيعتنا
الذين إذا
خلوا ذكروا
الله كثيرا)[2]،
وعنه
(ع) قال رسول
الله (ص): (من
اكثر من ذكر
الله عزوجل
احبه الله،
ومن ذكر الله
كثيراً كتبت
له براءتان،
براءة من
النار،
وبراءة من
النفاق)[3]
وعن
أمير
المؤمنين (ع): (من
ذكر الله
عزوجل في
السر فقد ذكر
الله كثيراً
أن
المنافقين
كانوا
يذكرون الله
علانية، ولا
يذكرونه في
السر)،
فقال
الله عزوجل: (يراؤون
الناس، ولا
يذكرون الله
إلا قليلا)[4]
وفي
حديث عن
الصادق (ع): (الذاكر
لله عزوجل في
الغافلين،
كالمقاتل في
المحاربين)[5]
ويلاحظ
في هذه
النصوص،
التأكيد على
الطابع
السري
للذكر، وذلك
للتخلص من
شوائب
الرياء،
ودواعي
السمعة
والذكر
الحسن بين
الناس،
وتثبيتاً
للعلاقة
بالله تعالى.. صورتان
تربويتان: 1
– عن الصادق (ع):
(وكان ابي
كثير الذكر،
لقد كنت امشي
معه وانه
ليذكر الله،
واكل معه
الطعام،
وانه ليذكر
الله، ولقد
كان يحدث
القوم، وما
يشغله ذلك عن
ذكر الله،
وكنت ارى
لسانه
لازقاً
بحنكه يقول: (لا
اله إلا الله)
وكان يجمعنا
فيأمرنا
بالذكر حتى
تطلع الشمس،
ويأمر
بالقراءة من
كان يقرأ
منا، ومن كان
لا يقرأ منا
امره بالذكر)[6]
2
– عن ابي
اسامة قال:
زاملت ابا
عبدالله (ع)
قال: قال لي:
اقرأ
فافتتحت
سورة من
القرآن
فقرآتها،
فرق وبكى، ثم
قال: (يا
ابا اسامة
اوعوا
قلوبكم ذكر
الله عزوجل
واحذروا
النكت، فان
يأتي على
القلب
تارات، أو
ساعات الشك
من صباح ليس
فيه إيمان،
ولا كفر، شبه
الخرقة
البالية، أو
العظم
النخر، يا
ابا اسامة
الست وما
تفقدت قلبك،
فلا تذكر به
خيراً، ولا
شراً، ولا
تدري اين هو؟
قال: قلت له:
بلى انه
ليصيبني
واراه يصيب
الناس، قال:
اجل ليس يغري
منه احد، قال:
فإذا كان ذلك
فاذكروا
الله عزوجل
واحذروا
النكت فانه
إذا اراد
بعبد خيراً
نكت إيماناً
واذا اراد به
غير ذلك نكت
غير ذلك)[7]
3
– تلاوة
القرآن
الكريم
التدبر فيه: _روى
الحارث
الهمداني
قال دخلت
المسجد فإذا
الناس
يخوضون في
احاديث،
فدخلت على
علي (ع) فقلت
الاترى ان
اناساً
يخوضون في
الاحاديث في
المسجد؟ فقال
(ع):
قد
فعلوها؟ قلت:
نعم قال:
اما
اني سمعت
رسول الله (ص)
يقول: ستكون
فتن قلت: وما
المخرج
منها؟ قال:
كتاب الله،
كتاب الله
فيه نبأ ما
قبلكم، وخبر
ما بعدكم،
وحكم ما
بينكم، هو
الفصل ليس
بالهزل، هو
الذي من تركه
من جبار،
قصمه الله،
ومن ابتغى
الهدى في
غيره أضله
الله، فهو
حبل الله
المتين وهو
الذكر
الحكيم.. وهو
الصراط
المستقيم..
وهو الذي لا
تزيغ به
الاهواء،
ولا تلتبس به
الالسنة،
ولا يشبع منه
العلماء ولا
يخلق عن كثرة
الرد ولا
تنقضي
عجائبه، وهو
الذي لم ينته
الجن إذا
سمعته، ان
قالوا: انا
سمعنا قرآنا
عجبا، هو
الذي من قال
به صدق، ومن
حكم به عدل،
ومن علم به
اجر ومن دعا
إليه هدي إلى
صراط
المستقيم،
خذها اليك يا
اعور)[8]. وعن
امير
المؤمنين (ع): (ثم
نزل عليه
الكتاب
نوراً لا
تطفأ
مصابيحه،
وسراجاً لا
يخبو توقده،
وبحراً لا
يدرك قعره،
ومنهاجاً لا
يضل نهجه،
وشعاعاً لا
يظلم ضؤوه
وفرقاناً لا
يخمد
برهانه،
وبنياناً لا
تهدم اركانه
وشفاء لا
تخشى
اسقامه،
وعزاً لا
تهزم
انصاره،
وحقاً
لاتخذل
اعوانه، فهو
معدن
الإيمان،
وبحبوحته،
وينابيع
العلم
وبحوره..
جعله الله
ريا لعطش
العلماء،
وربيعاً
لقلوب
الفقهاء،
وفجاجاً
لطرق
الصلحاء
ودواء ليس
بعده داء،
ونوراً ليس
معه ظلمة،
وحبلاً
وثيقاً
عروته،
ومعقلاً
منيعاً
ذروته،
وعزاً لمن
تولاه،
وسلماً لمن
دخله، وهدى
لمن ائتم به
وعذراً لمن
انتحله)[9] 1
– الصفة
الأولى
للقرآن
الكريم انه
كتاب الله
تعالى.. الذي
انزله على
قلب رسوله
الكريم..
وليس على وجه
الدنيا كتاب
لله.. صانه
الله تعالى
من يد الاثم
والتحريف
كهذا
الكتاب،
وليس على وجه
الدنيا كتاب..
تطمئن إلى
انه سليم.
فكرة فكرة..
وكلمة كلمة..
وعبارة
عبارة كهذا
الكتاب..
وليس على وجه
الدنيا كتاب
تشعر وانت
تقرأ فيه
بحنان الله
وعطف الله
وتكريم الله
لهذا
الإنسان
كهذا الكتاب
2 – والصفة
الثانية
للقرآن
الكريم.. انه
كتاب الله
النازل
لهداية
الناس،
وتعبيدهم
الطريق.. فهو
ليس كتاب
ملغز، نزل من
أجل ان يحار
فيه
العلماء،
وأهل
التحقيق
والتدقيق!!
ولم ينزل
لفئة خاصة
بحيث لا
يفهمه إلا من
خوطب به، -
انما هو كتاب
الله للناس
يستقي منه
الإنسان – اي
إنسان
بمقدار ما
يقربه
روحياً من
الله تعالى،
ويتبع النهج
السليم في
البحث
والتعبر
والتفكير. "
هذا بصائر
للناس،
وهدى، ورحمة
لقوم يوقنون
" "
قل انما اتبع
ما يوحى الي
من ربي، هذا
بصائر من
ربكم وهدى،
ورحمة لقوم
يؤمنون واذا
قرئ القرآن،
فاستمعوا
له، وانصتوا
لعلكم
ترحمون "
ومن
صفة (الربانية)
وصفة (الهداية
والتبصير)
تنبع كل
الصفات
الاخرى التي تعرف
عن القرآن
الكريم: القرآن
الاساس
الفكري
والروحي: والقرآن
الكريم هو
المنبع
الثقافي
والروحي
للإنسان
المسلم.. منه
ياخذ تصوره
عن الله
تعالى، وعن
الوجود،
والحياة،
والمجتمع،
والناس..
ومنه يأخذ
معالم
التشريع
الالهي لهذا
الإنسان على
هذه الارض..
ومنه يتعرف
على اهداف
الله في
الخلق،
واغراضه من
هذا الخلق
والحياة. والقرأن
الكريم سند
روحي ايضاً،
يتصاعد
الإنسان في
تلاوته لانه
يلتقي بالله
تعالى، وهو
يتحدث اليه،
ويتحبب
اليه، ويحنو
عليه،- وفيه
يشعر هذا
الكائن
الضعيف
بالحنان
الالهي ودفء
التكريم
لهذا الكائن
الفقير،
ويعايش
الحقائق
الوجودية
الكبرى،
ويذكر الله..
ويتحسس
الحياة معنى
ومسؤولية
وابتلاء..
فيسمو،
ويسمو حتى
لكانه في
عالم آخر من
عوالم
التكوين.. ويبدأ
الانحراف في
مسيرة
الإنسان
المسلم
عندما يبحث
عن زاد آخر
غير القرآن،
وغير ما قبته
القرآن
الكريم من
مقاييس،
ويتلقى
الثقافة،
والفكر،
والتربية من
تحت منبر آخر
غير منبر
القرآن
الكريم، وقد
سجلت رواية
الحارث
الهمداني
بداية
الانحراف
الحضاري في
المسيرة
الإسلامية
عندما بدأ
الناس في عهد
علي (ع)
يخوضون في
المسجد
بالاحاديث،
لا اعرف الآن
هذه
الاحاديث
بالضبط..
ولكنها تؤشر
بداية مرحلة
العقل،
توديع مرحلة
الروح،
ومرحلة
القرآن
الكريم،
وهكذا (فعلوها)
واستمر
المسلمون في
الانحراف..
وتصدى أهل
البيت (ع)
لهذا
الانحراف عن
طريق بناء
اجيال
قرآنية (تعي)
قيمة هذا
القرآن.. كما (تفهمها)
وتبني
سلوكها،
وفكرها في
ضوء هذا
الوعي
والشعور.. و
(التلقي) من
القرآن
الكريم.. هو
المعنى
الاساس الذي
انحرفت به
الثقافة
الغربية في
الماضي، وفي
الحاضر،
فسواء في
الماضي، أو
في الحاضر
بدانا نتلقى
من مصادر
اخرى غير
القرآن..
وبدأنا إذا
التقينا
بالقرآن
نحكم عليه
ونؤوله،
ونجره إلى ما
نريد من
اهواء جرا،
ومع انه كان
في التقدير
الالهي ولا
يزال (حاكماً)
و (مهيمناً)
وسلطاناً
على كل
المقاييس
الفكرية
والثقافية.. واداء
حق القرآن
علينا لا يتم
إلا من خلال: 1
– احلاله
الموقع
النفسي
والشعوري
الذي يتناسب
معه بوصفه
الكتاب
الرباني
الوحيد في
الناس.. 2
– تحكيمه في
كل شؤوننا
الثقافية،
والفكرية،
والصدور
عنه،
والتلقي منه
بلا تدخل أو
تأويل.. 3
– معايشته
المستمرة في
التأمل،
والتدبر
والتلاوة
والحفظ.. تلاوة
القرآن
الكريم: 1
– عن الصادق (ع)
قال رسول
الله (ص): (ان
أهل القرآن
في أعلى درجة
من
الادميين،
ما خلا
النبيين،
والمرسلين
فلا
تستضعفوا
أهل القرآن
حقوقهم فان
لهم من الله
العزيز
الجبار
مكانة عليا) 2-
وعنه (ع): (من
قرأ القرآن،
وهو شاب مؤمن
اختلط
القرآن
بلحمه،
ودمه، وجعله
الله عزوجل
مع السفرة
الكرام
البررة،
وكان القرآن
حجيزاً عنه
يوم القيامة) 3
– وعنه (ع) قال: (القرآن
عهد الله إلى
خلقه فقد
ينبغي للمرء
المسلم ان
ينظر في
عهده، وان
يقرأ منه في
كل يوم خمسين
آية)، 4
– وعنه (ع): (يدعى
ابن آدم
المؤمن
للحساب
فيتقدم
القرآن
امامه في
احسن صورة،
فيقول: يارب
انا القرآن،
وهذا عبدك
المؤمن، قد
كان يتعب
نفسه
بتلاوتي
ويطيل ليله
بترتيلي،
وتفيض عيناه
إذا تهجد،
فارضه كما
ارضاني، قال
فيقول:
العزيز
الجبار عبدي
ابسط يمينك
فاملأها من
رضوان الله،
واملأ شمالك
من رحمة الله
ثم يقول: هذه
الجنة مباحة
لك، فاقرأ،
واصعد، فإذا
قد قرأ آية
صعد درجة) الى
آخر النصوص
الكثيرة
الواردة في
الحث عن
النظر إلى
عهد الله وقد
وردت ايضاً
نصوص اخرى في
ادب التلاوة..
اهمها
التفكر،
والتدبر،
والخشوع،
والاستفادة،
والترتيل،
والحزن.. 1
– ان لا تزاحم
تلاوة
القرآن
الكريم
امراً اهم. 2
– ان لا تكون
كثرة
القراءة على
حساب التأمل
والتدبر.. ولعل
من أهم اشكال
اداء حق
القرآن
الكريم،
ومعايشته
والارتباط
به هو ان
يحاول
الإنسان
المسلم
البحث في
القرآن
الكريم.. من
تفسير بعض
السور،
والكتابة في
بعض
الموضوعات
القرآنية
التي يستقصي
فيها جميع ما
ورد من آيات
في ذلك
الموضوع، أو
الكتابة عن
تاريخه،
وعلومه.. الخ
فان هذا
يزيدنا
بصيرة اكثر
في الطريق
إلى فهم
القرآن
الكريم،
ومعايشته
ومن خلال
القراءة،
والبحث،
وحفظ الكثير
من آيات
القرآن..
يكون – وما
اروع ان يكون
– القرآن
سليقة
للمؤمن،
وذوقاً له.. 4
– الاجواء
الإيمانية: وللاجواء
تأثير كبير
في التربية
الروحية –
وكل تربية –
فعلى
الإنسان
المسلم ان
يقصد
الاجواء
الإيمانية
لكي يتأثر
بها،
ويستزيد. ان
المسجد من
أهم الاجواء
الإيمانية..
وكذلك
المشاهدة
المشرفة.. ومن
الطبيعي ان
الإنسان
عندما يدخل
مكاناً
مخصصاً او
زماناً
مخصصاً لشيء
يكون اكثر
تهيؤا من
الناحية
النفسية
لاداء
النشاط..
والمكتبة
مثلاً – لما
كانت مكاناً
للمطالعة –
يكون
الإنسان
فيها اكثر
توجهاً
واستعداداً
للمطالعة
والدرس..
والمسجد..
وهو المكان
المخصص
للعبادة..
يكون
الإنسان فيه
اكثر تهيؤا
للعبادة
واستعداداً
للتعامل مع
الله تعالى..
بما يملكه من
ايحاء
وتأثير في
النفس،
وقدرة على
التأثر من
خلال
المجتمع
للصلاة..
وبسبب هذا
وغيره حثت
النصوص
الإسلامية
على ارتياد
المساجد،
والصلاة
فيها،
وعمارتها
بالصلاة،
والعبادة. ومن
هنا جاء عن
الامام علي (ع):
(من
اختلف إلى
المسجد اصاب
احدى ثمان:
اخا
مستفاداً في
الله، أو
علماً
مستطرقاً،
أو آية
محكمة، أو
يسمع كلمة
تدل على هدى،
أو رحمة
منتظرة، أو
كلمة ترده عن
ردى، أو يترك
ذنباً خشية
او رجاء)[11]
ومثل
المساجد،
والمشاهدة
المشرفة
التي يتذكر
فيها
الإنسان
المؤمن
الرجال
الصالحين
الذين زرعوا
ربيع الهدى
في النفوس،
وفجروا
الارض
ينابيع من دم..
وعلماً
غزيراً
وتربية
معصومة..
غيرت
الاجيال
اللاحقة
بزاد
الإيمان
والهدى،
والصلاح. كانت
الزيارات
يوماً في عهد
الائمة (ع)
مواصلة
للثورة التي
قام بها
الامام
الحسين (ع)،
أو القضية
التي حملها
ابناؤه
واباؤه
الطاهرون..
واصراراً
على
الاستمرار
على النهج،
وعلى الولاء
للحق.. كانت (الزيارات)
بيعاً وشراء
للانفس،
والاموال في
سبيل الله
تعالى..
وكانت
تظاهرة
وتعظيماً
لشعائر الله
في الارض..
واستهداء
بمصابيح
الهدى
الزاهرة في
ليل
الانحراف
الداجي..
والايام
الصعبة
السوداء..
فليس – على
هذا – من عجب
أن رأينا
زيارة سيد
الشهداء (ع)
تفضل في
النصوص على
الكثير من
الأعمال
والمستحبات
الخطيرة،
هذا مضافاً
إلى ما ورد
عن ابي الحسن
الرضا (ع): (ان
لكل امام
عهداً في عنق
أوليائه،
وشيعته، وان
من تمام
الوفاء
بالتعهد،
زيارة
قبورهم، فمن
زارهم رغبة
في زيارتهم،
وتصديقاً
بما رغبوا
فيه كانوا
ائمتهم
شفعاؤهم يوم
القيامة) 1
– عن ابي
عبدالله (ع): (ان
زيارة قبر
الرسول (ص)
وزيارة قبور
الشهداء –
وزيارة قبر
الحسين
صلوات الله
عليه، تعدل
حجة مع رسول
الله (ص)) 2
– (عن عمران بن
عبدالله بن
طلحة الهندي
عن ابيه قال:
دخلت على ابي
عبدالله قال:
ياعبدالله
بن طلحة ما
تزور قبر ابي
الحسين، قلت:
بلى إنا
لنأتيه، قال:
اتأتونه في
كل جمعة؟ قلت
لا، قال
افتأتونه في
كل شهر؟ قلت:
لا، فقال: ما
اجفاكم، ان
زيارته تعدل
حجة وعمرة) 3
– وعن ابي
الحسن موسى (ع):
(أدنى
ما يثاب به
زائر ابي
عبدالله (ع)
بشط الفرات
إذا عرف حقه،
وحرمته
وولايته، ان
يغفر له ما
تقدم من
ذنبه، وما
تاخر) 4
– ومن وصايا
ابي جعفر (ع)
لاصحابه –
كما عن محمد
بن مسلم:
(مروا شيعتنا
بزيارة
الحسين (ع)،
فان اتيانه
يزيد في
الرزق، ويمد
في العمر،
ويدفع مدافع
السوء،
واتيانه
مفترض على كل
مؤمن يقر به
بالامامة من
الله) 5
– علي بن
ميمون
الصائغ قال:
قال لي ابو
عبدالله (ع): (يا
علي بلغني ان
أناساً من
شيعتنا تمر
بهم السنة،
والسنتان،
واكثر من ذلك
لا يزورون
الحسين بن
علي قلت: اني
لاعرف
اناساً
كثيراً بهذه
الصفة، فقال:
اما والله
لحظهم
أخطأوا، وعن
ثواب الله
زاغوا، وعن
جوار محمد (ص)
في الجنة
تباعدوا)
[12]
ونلاحظ
من خلال بعض
هذه النصوص:
ان من اهداف
الائمة (ع) ان
يخلقوا
تياراً
اجتماعياً
لزيارة
الامام
الحسين (ع)..
وكان هذا
مرتبطاً
باهداف
الثورة
ونجاحها. ونلاحظ
ايضاً ان
زيارة
المشاهد
ليست فقط
محاولة لخلق
جو إيماني..
وانما هي
ايضاً
استشعار
لوجود
القدوة..
وتمثل
معانيها
الخيرة في
الفكر،
والروح،
والسلوك،
وفي العطاء
والجهاد؟
تأكيداً
للشعور
بالائتمام
والاقتداء.. [1]
في
ظلال
القرآن سيد
قطب م 8 ص
347. [2]
اصول
الكافي
ج2 ص 499 [3]
الوسائل
ابواب
الذكر من
كتاب
الصلاة باب 14 [4]
نفس
المصدر
ص 501 [5]
نفس
المصدر
ص 502 [6]
اصول
الكافي
ج2 ص 499 [7]
الوسائل
ابواب
الذكر [8]
البيان
من
تفسير
القرآن
للسيد
الخوئي ص 26 – 27. [9]
المرجع
السابق
ص 29 – 30. [10]
هذا
مع
انهم (الائمة)
يفعلون
العكس
ويقولون (ما
خالف كتاب
الله فهو
زخرف لم
نقله)
و
(ما جائكم
عني يخالف
كتاب الله
فلم اقله)، و (وكل
شيء لا
يوافق كتاب
الله فهو
زخرف)
و (ما وافق
كتاب الله
فخذوه، وما
خالف كتاب
الله فدعوه) [11]
الوسائل
احكام
المساجد
باب 3 [12]
الوسائل
ابواب
المزار من
كتاب الحج
باب 2 و 25 و 37 و 38. |
|