العاطفة المبدئية والانفعال الرسالي دور الوجدان في الحياة الإنسانية مبدآن إسلاميان للحياة الوجدانية المبدأ الأول: المبدأ الثاني: الضغط على العواطف الرسالية في حياة القادة حب الله من عطاء الحب الإلهي حب المؤمنين أو الحب في الله المشاركة الوجدانية |
الفصل
الثالث الوجدان العاطفة
المبدئية
والانفعال
الرسالي في
الفصل
السابق
تناولنا
الوعي
الديني،
والوعي
التاريخي
والوعي
الذاتي.. وهي
مجموعات
تؤلف جانب
البصيرة
والرؤية
الفكرية
للشخصية
الإسلامية..
وهذا هو
الجانب
الأول في
الشخصية
الإسلامية..
والمرتكز
الاساس الذي
تقوم عليه،
اما الجانب
الاخر –
والاساس هو
الاخر.. فهو
الوجدان
الإسلامي
بالمعنى
الواسع الذي
يشمل
العاطفة
كالحب
والبغض،
والانفعال
كالخوف،
والرجاء،
والغضب
والفرح. دور
الوجدان في
الحياة
الإنسانية وللوجدان
بالمعنى
المذكور دور
كبير في حياة
الفرد
البشري. فليس
الإنسان
مركبا الياً
يتحرك بسبب
الاثارات او
بالاحرى
الحركات
الخارجية،
كما هو شان
كل جسم مادي
لا يملك
الحيوية
الذاتية،
والاندفاع
الذاتي،
وليس
الإنسان
كذلك كائنا
عقليا صرفا
يعقل،
فيتحرك بسبب
رؤيته
العقلية
فقط، ويتصرف
بارادة محضة
لا يشاركها
حب، ولا بغض،
ولا غضب، ولا
سرور.. ليس
الإنسان
كذلك ولا
يمكن ان يكون
كذلك، وان
اصرت مجموعة
من الفلاسفة
على ان يكون
الإنسان
ارادة محضة،
وعقلا محضا،
وان ينطلق من
افعاله،
وتصرفاته من
الاحساس
بالواجب
الاخلاقي
والشعور
بالالزام
فقط. وبسبب
هذا الامر.. وبسبب
ان للوجدان –
عاطفة
وانفعالا –
اثرا كبيرا
في الفكر،
وفي السلوك
إذ يدفع نحو
بعض المواقف
ويمنع من
بعض، ويقرر
بعض
الافكار،
ويحول دون
بعضها
الاخر، بسبب
هذين
الامرين (عدم
انفكاك
الإنسان عن
العاطفة،
والانفعال،
واثرهما
الكبير في
الفكر،
والسلوك)،
اكد الإسلام
في مفاهيمه
الاخلاقية
ومناهجه
التربوية
على كل من
الميول
النفسية (العواطف)،
وعلى
الاستجابات
النفسية
الثائرة من
غضب، وفرح،
ومن خوف،
ورجاء. مبدأن
إسلاميان
للحياة
الوجدانية وكان
التأكيد
الإسلامي،
والعمل الذي
تقوم به
التربية
الإسلامية،
بأتجاه
الحياة
الوجدانية
للإنسان،
مرتكزا على
أساسين
ومبدأين: المبدأ
الأول: تكوين
وجدان
إسلامي خاص
بالإنسان
المسلم، وقد
اعد الإسلام
بهذا الصدد
قائمة طويلة
للمعاني
التي يجب ان
يبتني عليها
الإنسان
المسلم،
وتقوم على
أساسه
الشخصية
الإسلامية
والتي تتألف
من عناصر
عديدة كحب
الله تعالى،
والانس به،
والاشتياق
إليه والخوف
منه، ورجاؤه
والرضا
بقضائه
وقدره، وحب
المؤمنين،
وحب
الرسالة،
وبغض
الكافرين،
والمنحرفين،
والشريرين،
والسرور
بالحسنة
والتضايق من
المعصية
والانفتاح
النفسي على
الحياة
والابتهاج
بها إلى غير
ذلك من
المعاني
الإسلامية
الكثيرة في
هذا المجال..
وتوجد إلى
جانب ذلك
عناصر سلبية
في الوجدان
المسلم..
كالزهد الذي
يعني تفريغ
الإنسان
المسلم
لوجدانه من
حب الدنيا..
والخوف
عليها
ورجائها. لماذا
يصر الإسلام
على تكوين
وجدان خاص
بالإنسان
المسلم، ولا
يكتفي منه
بالعمل؟ ان
السبب في هذا
الاصرار من
قبل الإسلام
يعود إلى
أمرين: 1
– ان هدف
الإسلام ليس
مجموعة من
التصرفات،
والمواقف،
والحركات
يؤديها
الإنسان
المسلم،
وانما هو
بناء
الإنسان
الصالح بكل
ما يعنيه
الإنسان من
الفكر،
والروح،
والوجدان.
والسلوك ان
الإسلام
يهدف إلى
ايجاد صيغة
جديدة
للإنسان
تختلف عن كل
الصيغ
المعروفة
للإنسان في
مختلف
الحضارات،
صيغة كاملة
شاملة..
وليست
محصورة ضمن
نطاق الفعل،
والسلوك
الاجتماعي
وبهذا يختلف
الإسلام عن
مجموعة من
انظمة الارض
التي لا تريد
سوى ان تؤكد
سلطتها
وسيطرتها
السياسية،
والاجتماعية
على الناس.. 2
– ينظر
الإسلام إلى
الشخصية
الإنسانية
وحدة
متكاملة
يؤثر كل جانب
منها، وكل
جزء في
الجانب
الاخر،
والاجزاء
الاخرى، ومن
هنا فهو يرى
ان من غير
الممكن ان
نؤمن جانبا
من الشخصية
الإنسانية
دون تأمين
كافة
الجوانب
الاخرى، ليس
من الممكن
للإسلام ان
يحكم السلوك
الاجتماعي،
والسياسي
للناس دون ان
يغير من
مضمونهم
العاطفي،
والانفعالي،
والوجداني،
ودون ان يغير
من مفاهيمهم
الحياتية
ورؤاهم
الفكرية حول
الكون،
والحياة كما
لا يمكنه ان
يؤكد على
جانب الفكر،
والوجدان في
شخصية
الإنسان
المسلم دون
ان يؤكد على
جانب
السلوك،
والنظام
الاجتماعي،
والسلطة
الزمنية. المبدأ
الثاني: تحكيم
العقل
والدين على
العاطفة،
والانفعال
فمهما كانت
العواطف،
والانفعالات
رسالية،
وإنسانية
عامة او
منحرفة فهي –
محكومة – في
شخصية
الإنسان
المسلم –
لارادة الله
تعالى التي
يعرفها
العقل. وعلى
هذا
فالعاطفة
والانفعال –
ولو كانا
مبدأين –
يعتبرهما
الإسلام (طاقة
نفسية) لابد
منها، اما
الجهاز
الحاكم في
الشخصية
فليس هو
العاطفة،
ولا
الانفعال
وانما
العقل،
والارادة،
أولهما: يوضح
الصحيح من
الخطأ
والحلال من
الحرام في
ضوء المنطق
الشرعي،
وثانيهما
ينفذ ويقرر
عمليا
ويرتكز ذلك
على ما يلي: 1
– ان ارتباط
الغريزة،
والعاطفة،
والانفعال
الذي تقتضيه
هذه الدوافع
ليس ارتباطا
حتميا،
وانما هو
ارتباط
اقتضائي. إذ
يمكن
للإنسان ان
يحول بين
العاطفة
والانفعال
وبين
نتائجهما
العملية. 2
– ان مقتضى
العبودية
لله تعالى
هو، ان ينسجم
الإنسان
سلوكيا مع
ارادته
تعالى، سواء
كانت مثبتة
تشريعيا على
شكل الزام،
او على شكل
ترجيح، او
كانت ارادته
تعالى هي
ترجيح احد
الاطراف
المتزاحمة
من وجهة نظر
المصالح،
والمفاسد. 3
– ان العواطف
ولو كانت
دينية – لا
تقتضي دائما
الفعل الذي
ينسجم مع
ارادة الله
تعالى، بل قد
تختلف
مقتضياتها
مع مقتضيات
الارادة
الالهية فقد
يسب المؤمن –
لعاطفته
الدينية –
الذين كفروا
فيسبوا الله
تعالى، وقد
ينفعل –
غاضبا لله
تعالى
فيتعجل
بموقف يعود
بالضرر على
الدين وعلى
هذا اناط
الإسلام (الفعل)
بالتدبر،
بالعاقبة
والتعقل كما
جاء في حديث
عن رسول الله
(ص): (اذا
هممت بأمر
فتدبر
عاقبته فان
يك رشدا
فامضه، وان
يكن غياً
فدعه). الضغط
على العواطف
الرسالية في
حياة القادة والامثلة
على الضغط
على العواطف
الرسالية،
في سبيل
المصلحة
العليا
للرسالة
كثيرة في
حياة الرسول(ص)والائمة
(ع). اذكر
من سيرة
الرسول (ص)
موقفه في صلح
الحديبية،
في شكل
الكتاب
بينه، وبين
موفد
المشركين إذ
رفض المشرك (سهيل
بن عمرو) ان
يفتتح
الكتاب بـ (بسم
الله الرحمن
الرحيم) وان
يسمي فيه
محمدا برسول
الله (ص)
واقره
الرسول
بذلك، وان
يرد (ص) بعض
المسلمين
المهاجرين
إليه من
العذاب
الجاهلي
فيردهم إلى
المشركين
لموقع العهد
بينه (ص)
وبينهم وهو
موقف في قمة
الضغط على
العاطفة
الرسالية
لمجرد
الوفاء بشرط
اشتراطه (ص)
للمشركين[1]. واذكر
من سيرة
الامام علي (ع)
موقفه. عندما
غلب
الانحراف
على الخط
الإسلامي
الأصيل بعد
وفاة الرسول
(ص) وفي ذلك
يقول (ع) كما
في الخطبة
الشقشقية: (وطفقت
أرتئي بين ان
أصول بيد
جذاء، او
اصبر على
طغية عمياء،
يشبب فيها
الصغير،
ويهرم فيها
الكبير،
ويكدح فيها
مؤمن، حتى
يلقى ربه
فرأيت ان
الصبر على
هاتا احجى،
فصبرت وفي
العين قذى،
وفي الحلق
شجا، ارى
تراثي نهبا)[2] ومن
سيرة الامام
الحسن (ع)
عملية الصلح
مع معاوية
التي لم
تتحملها حتى
القلوب
المؤمنة..
فتفجرت على
شكل
ملاحظات،
وكلمات
نابية قوبل
بها الامام (ع)
من قبل خيرة
اصحابه..
ولكن
المرحلة،
ومصلحة
الإسلام
العليا التي
هي المقياس
في صحة
الموقف،
والانفعالات
كانت تقتضي
منه (ع) ان
يقبل بالصلح
ضمن شروط
معينة. واما
الان فالى
مجموعة من
العواطف
الإسلامية
والانفعالات
المؤمنة. حب
الله: أول
عناصر
العاطفة
الإيمانية،
حب الله
تعالى قال
سبحانه: (ومن
الناس من
يتخذ من دون
الله
اندادا،
يحبونهم كحب
الله والذين
آمنوا اشد
حباً لله)[3]
(قل
ان كان
اباؤكم
وابناؤكم،
واخوانكم،
وازواجكم،
وعشيرتكم
واموال
اقترفتموها،
وتجارة
تخشون
كسادها،
ومساكن
ترضونها،
احب اليكم من
الله،
ورسوله،
وجهاد في
سبيله
فتربصوا حتى
يأتي الله
بأمره،
والله لا
يهدي القوم
الفاسقين)[4] وعاطفة
الحب اوسع
العواطف
الإيمانية،
واشملها،
وتتمثل في
الميل
النفسي إلى
الله تعالى
والاستعداد
الدائم
للانس
والالتذاذ
بلقائه
وينبسط هذا
الحب،
ويتفرع إلى
معاني اخرى
بسبب
ارتباطها
بالله، بنحو
من انحاء
الارتباط. ويرتكز
حب الله في
نفس المؤمن
على اوسع
المرتكزات
النفسية
واوثقها وهي
اثنتان: 1
– حب الذات..
وحب الذات
أمر فطري في
الإنسان
بمعنى ان
الإنسان
مجبول على حب
ذاته وهو حب
يمتد وينبسط
على خالق
الذات،
والمنعم
عليها، ومن
يمدها
بالنعم
صباحاً
ومساء.. ومن
هنا جاء في
الحديث عن
الرسول (ص): (احبوا
الله لما
يغذوكم من
نعمه،
واحبوني لحب
الله). 2
– حب الكمال،
والجمال،
وهو حب آخر
جبل عليه
الإنسان،
غير حب الذات..
والله
سبحانه
منتهى
الجمال،
والكمال،
والصفات
الحسنى كلها
له. (من
عطاء الحب
الالهي) ولحب
الله تعالى
آثار كبيرة
على شخصية
الإنسان
المؤمن: 1
– الاثر
العملي: وهو
الطاعة
والاستقامة
على خط الله
تعالى في
الحياة (قل
ان كنتم
تحبون الله
فاتبعوني
يحببكم الله)(31/آل
عمران). وفي المعاني للصدوق عن الصادق (ع) قال: ما احب الله من عصاه ثم تمثل بقوله:
تعصي
الاله
وانت تظهر
حبه
هذا لعمري في
الفعال بديع لو
كان
حبك صادقاً
لاطعته
ان المحب لمن
احب مطيع
وفي
مناجاة
المحبين
للسجاد (ع) (الهي
من ذا الذي
ذاق حلاوة
محبتك فرام
منك بدلا،
ومن ذا الذي
انس بقربك
فابتغى عنك
حولا) وفيها
ايضا (يا منى
قلوب
المشتاقين،
ويا غاية
آمال
المحبين،
اسألك حبك
وحب من يحبك،
وحب كل عمل
يوصلني إلى
قربك، وان
يجعلك احب
الي مما
سواك، وان
يجعل حبي
اياك قائد
إلى رضوانك،
وشوقي اليك
ذائدا عن
عصيانك). وفي
قصة مصعب بن
عمير، وهو
احد
المؤمنين
الذين تربوا
على يد رسول
الله (ص) وكان
فتى مترفاً
في بيت مرفه،
يصفه رسول
الله (ص) _ كما
في الرواية –
ما رأيت بمكة
احسن لمة،
ولا أرق
حلقة، ولا
انعم من مصعب
بن عمير، في
هذ القصة: ان
رسول الله (ص)
رآه بعد ذلك
وعليه جلد
كبش من اثر
الحرمان في
الله ومن اجل
الله تعالى،
فقال (انظروا
إلى هذا الذي
نور الله
قلبه، لقد
رأيته بين
ابوين
يغذوانه
بأطيب
الطعام،
والشراب،
ولقد رأيت
عليه حلة (ثوبا)
شراها
بمائتي
درهم، فدعاه
حب الله،
ورسوله إلى
ما ترون). 2
– الانس
بالله
ورسوله في
الوحدة..
والانس
بعبادة الله
تعالى في
الايام
المعتادة
وايام
الوحدة،
والغربة من
أهم آثار أو
أسس حب الله
تعالى وقد
كانت عبادة
الله تعالى
قرة عين
الرسول (ص)
والائمة (ع)
من بعده. وقد
كانوا عليهم
السلام
عندما تحدد
ممارساتهم
الاجتماعية،
وصلاتهم
بالناس
يأنسون
بالصلاة،
وتلاوة
القرآن
الكريم
ويملأؤن كل
اوقاتهم
بالعبادة،
والصلاة،
انسا بربهم،
وحبا،
وعبودية. بل
نلاحظ انهم (ع)
وان كانوا
يؤدون
واجبهم في
العمل
الاجتماعي،
ويعملون
تخطيطاً
وجهودا من
اجل قضية
الإسلام،
يتمنون لو
اتاحت لهم
الظروف ان
يتفرغوا
للعبادة
والالتقاء
المباشر
بالله تعالى
وليس في هذا
غض واقلال من
قيمة، وشأن
العمل
الاجتماعي،
والجهاد في
سبيل الله
ولكن المؤمن
يأنس بالله
تعالى،
وعبادته
المباشرة من
سجود،
وركوع، وذكر
اكثر مما
يأنس
بالممارسات
الاجتماعية
والاختلاط
مع الناس. وفي
الرواية: ان
موسى بن جعفر
(ع) كان كثيرا
ما يسمع في
دعائه –
عندما كان في
السجن – يقول: (اللهم
انك تعلم اني
كنت أسألك ان
تفرغني
لعبادتك،
اللهم وقد
فعلت فلك
الحمد) [5]
وكان
(ع) مشغولا
يحيي الليل
كله صلاة،
وقراءة
للقرآن،
ودعاء،
واجتهاد،
ويصوم
النهار في
اكثر
الايام، ولا
يصرف وجهه عن
المحراب[6]. ويرد
الكلام نفسه.
وان كان
بصيغة اخرى
عن الحسن
العسكري (ع)
ففي الخبر (دخل
العباسيون
على صالح بن
وصيف عندما
حبس ابو محمد
(ع) فقالوا له:
ضيق عليه ولا
توسع فقال
لهم صالح: ما
اصنع به وقد
وكلت به
رجلين شر من
قدرت عليه،
فقد صار من
العبادة،
والصلاة
والصيام إلى
أمر عظيم ثم
أمر باحضار
الموكلين به.
فقال لهما:
ويحكما ما
شأنهما في
أمر هذا
الرجل فقالا:
ما نقول في
رجل يصوم
النهار
ويقوم الليل
كله لا يتكلم
ولا يتشاغل
بغير
العبادة
فإذا نظر
الينا
ارتعدت
فرائصنا
وداخلنا ما
لا نملك من
انفسنا)[7]
وهذا
علي بن
الحسين (ع)
الذي كانت
ظروفه لا
تسمح له
بالعمل
الاجتماعي
المكثف بحال
من الاحوال،
فأتاحت له
شيئا من
الوحدة،
والتفرغ سجل
لنا تاريخه
اروع درجات
الانس،
والتوجه،
والشوق إلى
الله تعالى..
فكان من
ادعيته ما
تقرأه في
الصحيفة
قطعاً من
قلبه
الخاشع،
وروحه
المتحفزة
وانسه بالله
تعالى العلي
العظيم..
وكان من
عبادته ما
حكاه ابو
عبدالله (ع)
من دخول
الباقر (ع) (فاذا
هو قد بلغ من
العبادة ما
لم يبلغه
احد، فرآه قد
اصفر لونه من
السهر،
ورمضت عيناه
من البكاء،
ودبرت جبهته
وانحرف انفه
من السجود،
وورمت ساقاه
وقدماه من
القيام في
الصلاة. وقال
أبوجعفر (ع)
فلم املك –
حين رأيته
بتلك الحال –
البكاء –
فبكيت رحمة
له) هكذا روي
عن ابي
عبدالله (ع)
في الوسائل –
ابواب
مقدمات
العبادات ب 20-). 3
– حب الرسالة
والعمل من
اجلها، فمن
شؤون حب الله
تعالى حبه
دينه الذي
شرعه للناس
لينهجوه في
هذه الحياة،
وحب تقدم
الناس نحو
هذه
الرسالة،
وتطبيقهم
لها وحب
الإسلام
والرسالة
الإسلامية
يكون على أ
– حب الرسالة
والعمل من
اجلها
باعتبار
انها تحقق
للإنسان
سعادته،
وتتمثل فيها
كافة
المصالح
الإنسانية
او حبها
باعتبار
اقتناع
الإنسان
بها، وكونها
جزءا من
شخصيته
وكيانه، او
باعتبارها
من دين
الاباء، وما
شاكل ذلك من
الشؤون
والاعتبارات
التي لا يكون
فيها أي نحو
من الارتباط
بالله
تعالى، وليس
لهذا الحب
والعمل قيمة
من وجهة نظر
الاخلاقية
الإسلامية،
ولا يعتبر من
المعاني
التي يتشكل
منها وجدان
الإنسان
المسلم،
وانما هو من
قبيل حب أي
إنسان
لعقيدته،
وقومه، او
وطنه،
وامثالها من
المعاني
التي يضحي
بعض الناس
بمصالحهم
الشخصية في
سبيلها،
وتعبر توسعا
لدائرة
الذات،
والمصلحة
الشخصية. ب
– حب الإسلام
لانه دين
الله تعىل
وارادته
التي يجب ان
تطبق في
الارض.. وهذا
هو الحب الذي
ينبع عن حب
الله تعالى
ويتفرغ عنه،
ويعتبر اثرا
من اثاره في
الحياة
النفسية،
والعملية
للإنسان
المسلم،
ويقابل هذا
الحب بغض
الانحراف
وانكار
المنكر في
القلب.. كما
سوف يأتي ان
شاء الله
تعالى. ومن
آثار حب الله
تعالى،
الزهد في
الدنيا، ومن
آثاره ايضا
حب المؤمنين.. حب
المؤمنين او
الحب في الله عن
ابي عبد الله
(ع) قال: قال
رسول الله (ص): (ود
المؤمن
للمؤمن في
الله من أعظم
شعب
الإيمان،
إلا ومن احب
في الله،
وابغض في
الله، واعطى
في الله،
ومنع في
الله، فهو من
اصفياء الله). وعن
علي بن
الحسين (ع)
قال: (اذا
جمع الله
عزوجل
الأولين
والاخرين
قام مناد
فنادى ليسمع
الناس فيقول:
اين
المتحابون
في الله؟ قال:
فيقوم عنق من
الناس فيقال
لهم اذهبوا
إلى الجنة
بغير حساب). وعن
ابي عبدالله
(ع): (كل
من لم يحب
على الدين
ولم يبغض على
الدين فلا
دين له)[8]
ان
حب المؤمنين
نتيجة
طبيعية لحب
الله تعالى،
لانهم
مرتبطون
بالله بأسمى
معاني
الارتباط،
وحب الشيء
ينبسط
وينسحب على
ارتباطاته،
ومتعلقاته.
أمر
على
الديار
ديار
سلمى
اقبل ذا
الجدار وذا
الجدارا وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا وينتج حب
المؤمنين من
جهة اخرى من
التجانس في
العلاقة
بالله
تعالى،
والعقيدة،
والحياة في
عالم يغترب
فيه
المؤمنون
الحقيقيون،
والإنسان
يألف
مجانسه،
ومماثله.. ويفرز
تحاب
المؤمنين
فيما بينهم
وينميه
الخلق
الإسلامي من
الادب،
والاحترام،
والتزاور،
والتكافل..
وغير ذلك من
التعامل
الذي يهدف
الإسلام من
التشجيع
عليه توثيق
الصلة بين
المؤمنين،
وتركيز
علاقتهم
العاطفية. ان
حياة
المؤمنين
فيما بينهم
هي حياة
الحب،
والانس،
والانفتاح،
والاحترام،
والتواضع
فلا حقد، ولا
بغضاء ولا
كراهية، ولا
انقباض.. هي
حياة ملؤها
الرحمة،
والحنان،
والعطف لا
تشوبها
شائبة، من
غلظة،
وجفاء،
وقطيعة.. وقد
نلاحظ في
حياتنا
اليومية بعض
المؤمنين
الذين
يتنافرون،
بسبب
اختلافهم في
الرأي حول
قضية
إسلامية،
فتشيع بينهم
العداوة،
والتحاقد،
والعياذ
بالله، ان
هؤلاء لم
يعرفوا حدود
الاخوة
الإيمانية،
ومستلزماتها..
ولم يعوا بعد
ان اختلاف
الرأي لا
يفسد، للحب
قضية، وان
لكل مجتهد
اجرين، ان
اصاب اجر،
وان اخطأ
اجر، وان
حياة
الإيمان،
والوحدة
الروحية بين
المؤمنين
أهم بكثير من
الموقف
الفلاني
الذي يؤمن به
احدهما،
ويكفر به
الاخر، حتى
ولو كان هذا
الموقف
صحيحا. وقد
نلاحظ في
حياتنا
اليومية
أيضاً بعض
المسلمين
الذين
يتنافرون
بسبب مصالح
شخصية – قد
تظهر بمظهر
ديني – فيحقد
احدهما على
الاخر بسبب
انه اخطأ في
حقه، او نقده
او نصحه
باسلوب حاد،
او زاحمه على
مركزه، او لم
يتابعه في
رايه، وغير
ذلك من
الأسباب
السخيفة. ان
المؤمن
يتجاوز
الخطيئة،
ويكظم
الغيظ،
ويغفر زلات
اخوانه،
ويتغاضى عن
سيئاتهم..
أوليس اخلاق
المؤمن من
اخلاق الله؟
ومن راجع
النصوص
الواردة عن
أهل البيت (ع)
في اخوة
المؤمنين،
وحقوق
الاخوة، وجد
يها ما يقصم
الظهر..
وسنأتي على
ذكر الكثير
منها ان شاء
الله تعالى
في القسم
الثالث من
هذا الكتاب
ويكفينا هنا
ان نذكر بعض
هذه النصوص: عن
ابي عبدالله
(ع): (قال
الله عزوجل:
ليأذن بحرب
مني من آذى
عبدي المؤمن)
وعنه (ع) عن
ابيه: (اقرب
ما يكون
العبد إلى
الكفر ان
يواخي الرجل
على الدين،
فيحصي عليه
عثراته،
وزلاته
ليعنفه بها
يوما ما). وعنه
(ع):
(من
روى عن اخيه
المؤمن
رواية يريد
بها شينه،
وهدم مروءته
ليسقط من
اعين الناس،
اخرجه الله
تعالى من
ولايته إلى
ولاية
الشيطان فلا
يقبله
الشيطان). (واذا
اتهم المؤمن
اخاه انماث
الإيمان من
مسلما
زائرا، او
طالب حاجة،
وهو في
منزله،
فأستأذن له،
ولم يخرج
إليه لم يزل
في لعنة الله
حتى يلتقيا)
واخيرا عن
ابي عبدالله
(ع):
(اذا
غاب المؤمن
فاحفظه في
غيبته، واذا
شهد فرزه،
واجله،
واكرمه،
فانه منك،
وانت منه،
فان كان عليك
عاتبا، فلا
تفارقه حتى
تسأل
سميحته، وان
اصابه خير
فاحمد الله،
وان ابتلى
فاعضده، وان
تمحل له
فاعنه، واذا
قال الرجل
لاخيه: اف،
انقطع ما
بينهما من
الولاية،
واذا قال:
انت عدوي كفر
احدهما فإذا
اتهمه انماث
الإيمان في
قلبه كما
ينماث الملح
في الماء) [9]. المشاركة
الوجدانية والمشاركة
الوجدانية
هي، ان يكون
المؤمنون في
حالة من
التعاطف،
والانسجام
الوجداني،
وكأنهم
مشتركون في
وجدان واحد،
ومن هنا إذا
تألم واحد
منهم تألم
الآخرون
واذا فرح فرح
الآخرون،
وهكذا في
الحزن والهم
والسرور..
وفي
المشاركة
الوجدانية
لا يفقد
الفرد
المؤمن
شخصيته
الفردية ضمن
المجموع
المركب من
المؤمنين
وانما يوسع
من دائرة
روحه
الاجتماعية..
وارتباطه
النفسي
بأخوته في
الله تعالى.. 1
– عن ابي
عبدالله (ع) (انما
المؤمنون
بنو اب وام
واذا ضرب على
رجل منهم عرق
سهر له
الآخرون). 2
– وعنه (ع) (المؤمن
اخو المؤمن،
كالجسد
الواحد إذا
اشتكى شيئا
منه وجد ألم
ذلك في سائر
جسده،
وارواحهما
من روح
واحدة، وان
روح المؤمن
لاشد اتصالا
بروح الله من
اتصال شعاع
الشمس بها)(راجع
الروايتين
في الاصول – ج 2
– ص 165 – 166). |
|