|
||||||||
تجويف
في وسط
القدم
يُسهِّل
له القيام
بوظائفها
دليل
بسيط على
المعاد
الأتقياء
هم الذين
ينتفعون
من النّعم
الأخرويّة
(الخالدة) الجسم
من أقصاه
إلى أدناه
يدُلُّ
على حكمة
الله
لماذا
الإحساس
بالألم...
رحمة؟
إختيار
الطبيعة
تناقضٌ
واضح
ملايين
الخلايا
لكلّ عضو
في الجسم
الخضوع
في مقابل
إحسان
الله
لنعرف
قدر
النعمة
قبل
زوالها
الخطوة
الأولى في
التهذيب
هي
التفكّر
التفكّر
في مبدأ
التكوين (النطفة) |
||||||||
تجويف
في وسط القدم
يُسهِّل له
القيام
بوظائفها
هناك
حديث في
المجلّد(14) من
بحار
الأنوار
يقول: إن
حكيماً
هندياً لم
يكن موحداً
ولا مسلماً
جاء إلى
المدينة
وحضر في مجلس
الإمام
الصادق(ع).
أثناء
الحديث سأل(ع):
لماذا أوساط
الأرجل لها
تجاويف؟
وكان هذا
الحكيم
يدّعى
معرفته
وعلمه بكل
شيء، ولكنه
عجز عن
الإجابة على
سؤال الإمام(ع)
وقال: لا
أعلم ولكن
أنت قل
لماذا؟
خلاصة جواب
الإمام(ع)
أنه قال: لو
كانت راحة
القدم
كلُّها
مستوية لكان
تعذّر
المشي، ولكن
لأنّ وسطها
مجوّف
قليلاً سهل
المشي ويضرب
لذلك مثالاً
ويقول(ع): إن
الحجر الذي
يسقط على
الأرض، إذا
أرادوا أن
يرفعوه،
فإنه يصعب
عليهم ذلك،
ولكن لو كان
لهذا الحجر
نتوءٌ في
جانبه، يسهل
حينئذٍ رفعه
بواسطة
المخل على
نحوٍ يمكن
فيه لشخص
واحد القيام
بهذا العمل.
والله
سبحانه
وتعالى جعل
راحة القدم
مجوّفة حتى
يسهل على
الإنسان
المشي
والحركة. (ألا يعلم
من خلق) هل
إنّ خالق هذا
الجسم لا علم
عنده؟ هل هو
مادة؟ هل
يرضى وجدانك
بذلك؟ يجيب:
نحن لم نذهب
لنرى بل حتى
الذين ذهبوا
إلى الكواكب
الأخرى
أيضاً لم
يشاهدوا
الله. كل
مكانٍ
إرتادوه لم
يروا فيه
الله. عليك
نفسك أن تدرك
وتحكم عقلك
فما هي حدود
رؤيتك ورؤية
الآخرين. إن
العين
الحيوانية
التي تشترك
فيها مع كلّ
الحيوانات
يمكنها رؤية
المادة...
يمكنها رؤية
الجسم، ليس
كلُّ جسم بل
الجسم
المركَّب
غير الشفّاف
فهي أيضاً لا
تستطيع أن
ترى جسماً
لطيفاً
كالهواء
مثلاً. فكيف
تنكر كل ما
لا تراه؟ إن
الهواء الذي
يحيط بالأرض
هو جسم مركّب
ولكنه شفاف
إلى حدّ لا
تراه العين
ولكنه مع ذلك
يُحس..
يتنفّس، لا
تتوقّع أنْ
تراه. إننا
لا يمكننا
حتى تمييز
الماء
المصفى
جيداً من
الكأس
النظيفة
جداً إذا ما
ملئت به.
باختصار،
يشترط في
الرؤية وجود
المستلزمات
وإنعدام
العوائق
المتعدّدة.
هل بإمكانك
أن تُنكر
القوة
الكهربائية
في الوقت
الذي لا
تراها؟ نفسك
أنت، هل
تراها؟ إن
العقل لا
يقول أبداً:
إن كل من
وكلّ ما لا
أراه فهو غير
موجود. دليل
بسيط على
المعاد
(إنه
على رجعه
لقادر). نفس
الشيء يحصل
بالنسبة
للمعاد بعد
التفكّر في
هذا الجهاز
العظيم. فهل
الذي خلق هذا
الجهاز
العظيم ليس
له هدف؟ كل
دقائق
الحكمة
والعلم هذه
التي أبدعت
في هذه
الموجودات
لماذا هي؟
مثلاً خلق
الإنسان
ليومي
الحياة
الدنيا هذين
فليأكل
وينام
ويتوالد
ويرمي
بالفضلات
خارجاً،
ويقضي شهوته
ويغضب ويموت
ثم ينتهي كل
شيء؟ إن
هذا ليس إلاّ
عملاً لا
جدوى منه (أفحسبتم
أَنما
خلقناكم
عبثاً وأنكم
إلينا لا
ترجعون)[1].
حقاً لو لم
يكن هناك
معاد لكان
نظام الخلق
كلّه لغواً
وعبثاً. أنْ
يأكل ويتخلى
كل واحد
منهما غاية
للآخر. إنه
يأكل كي
يتخلّى
ويتخلى كي
يأكل. إن هذا
مستبعد وغير
عقلاني حتى
لو لم يكن
هناك وحي مع
ذلك لكان حكم
الإنسان
إستناداً
إلى عقله أنه
لا بد من
وجود عالم
الآخرة
وعوالم أخرى
ليكون
الإنسان
بالتالي قد
خلق من
أجلها، وإلا
فإن هذا
العالم نفسه
لن يكون
المنزل
والمقعد
الأصلي
للإنسان. هنا
مع جميع ما
يرافقه من
أمورٍ لا
تناسبه
ومتاعب:
الأمراض على
أنواعها،
والمشاكل،
الإبتلاء
بحسد
الحاسدين،
وشر الأشرار..
الخ إذاً لا
بد من وجود
عالم آخر حيث
السعادة
المطلقة
موجودة هناك.
هنا وطن
الحيوان
وإلا
فالآخرة هي
وطن الإنسان.
يسألون كيف
يمكن
للإنسان أن
يحيا ثانية
بعد أن يكون
قد صار
تراباً
وطرأت عليه
تغيرات
متعددة؟
يذكر الله
سبحانه
وتعالى
الجواب على
ذلك في الآية
التي تُليت،
يقول عزّ من
قائل: (إنّهُ
على رجعه
لقادرٌ)
إن ما في
العالم هو
تراب، نموذج
عن أصل
القدرة
والعلم
الإلهيين. (وإن
من شيءٍ إلاّ
عندنا
خزائنه وما
ننزّله إلاّ
بقدرٍ معلوم)[2] الخزينة
موجودة في
عالم الغيب
والقليل
منها قد نثر
في عالم
المادة هذا.
مثلاً من
خزائن الغيب
الإلهي
الرائحة
العطرة، وقد
نثرت ذرةٌ
منها في عالم
المادة هذا.
من بينها
الرياحين
على
أنواعها،
والزهور،
والعطور.
هناك أيضاً
أصل خزينة
رائحة محمّد(ص)
وآل محمّد (ع)
الذي هو أصل
الجنة,
الروائح
الدنيوية
العطرة
تتواجد في
منطقة
محدّدة لا
تتجاوزها،
وهي من حيث
المدة
محدودة
أيضاً، تبقى
عطرة إلى
زمان محدّد،
أما رائحة
الجنة
فإستناداً
إلى الرواية
المروية عن
الإمام
الصادق(ع)
فإن رائحة
الجنة تشتم
من على مسافة
ألفي سنة فيا
لها من
خزينة؟
أيضاً بقيّة
الرواية
تفيد كذلك،
يقول(ع): مع
ذلك فإن قاطع
الرحمن وعاق
الوالدين،
لا يشمّ
رائحة
الجنة، أي
فكيف يدخل
الجنّة
ويتنعَّم
بنعيمها. الأتقياء
هم الذين
ينتفعون من
النّعم
الأخرويّة (الخالدة) إن
الله تعالى
قد أعدّ
النّعم
الخالدة
لأهل التقوى[3][4]
شرط أن لا
يكونوا
متشبثين
بالأرض وأن
يكونوا قد
هجروا إتباع
الهوى[5].
باختصار هي
فرع على
التقوى. يوم
القيامة
يظهر
المخبّأ[6].
ما كان مخبّأ
في رأسه
يتجسم. إنّ
غلبة المعنى
على الشكل لا
تظهر في عالم
المادة،
ولكن يوم
القيامة
تظهر، فيبدو
شكل الإنسان
موافقاً لما
يبطن. حقاً
إن الإنسان
خليط عجيب
فيه شيء من
كل موجود
يجعله أكثر
كمالاً. فيه
من توحُّش
الذئب
والنمر، ومن
نهم الشاة
وغيرها، إلى
شهوانية
الخنزير،
وإحتيال
الثعلب. من
جهة أُخرى
فإنّ حب
الخير،
وإسداء
العون الذي
في الملائكة
موجود في
الإنسان
أيضاً. وفي
الفترة التي
هو فيها في
هذه الدنيا
بإمكانه أن
يكمِّل أيّ
واحدٍ من هذه
الأمور. إذا
كان همه في
الحياة
بطنه، يكون
كالشاة
فيترك
الدنيا دون
معرفة ولا
كمال، باطنه
يكون بهيمة.
كذلك
بإمكانه أن
يمتزج
التوحُّش
والغضب
والسبعية أو
أنه يتجاوز
في شهوانية
الخنزير، أو
أنه يسعى
وراء
السيادة
والعلو
فيتحول إلى
نمر، وهو
مثال في
التكبُّر،
يقولون: إنه
إذا كان في
الجبل أو
سفحه، وكان
هناك إنسان
أو حيوان
فوقه فإنه
يحمل عليه
ويفترسه،
لأنه ليس
مستعداً أن
يرى أحداً
غيره يفوقه،
ولكن إذا كان
تحت قائمته،
فإن لم يكن
جائعاً فهو
ليس خطراً. إن
الإنسان في
السعي وراء
السيادة
والعلو يصل
به الأمر إلى
حدّ
استعداده
لتوجيه كل
أنواع
الصدمات
المعنوية،
أو المادية،
إلى منافسه،
حتى يحول دون
تقدمه
ويتقدّم هو
فقط. بل حتى
المدرِّس
إذا ما أراد
التكبر على
تلميذه... إذا
كان لديه سعي
للتفوق، فإن
نفس الشيء
سيحدُث. باختصار،
فإن الله
تعالى قد جعل
في الإنسان
شيئاً من كل
موجود. إذا
استطاع أن
يسيطر على
نفسه فلا
يحاول أن
يتقدّم
غيره، ولم
يكن طالب
شهرة، فعنده
أملٌ في
الخلاص. إنّ
نفس الإنسان
حقيرة إلى
حدّ أنها في
بعض الأحيان
ومن أجل أن
يقال له(
أحسنت) أو (بارك
الله) يرمي
بنفسه في
مهالك وأي
مهالك وذلك
فقط كي
يقولوا عنه
إنّه قام
بكذا عمل. الحرص
يدفع إلى
ارتكاب
الجريمة
أياً كانت ربما
يقع في بعض
الأحيان في
الحرص.
فالإدخار
واضح عند بعض
الحيوانات،
خاصة
النملة، فهي
نموذج في
الإدخار
للمستقبل،
فإذا صار
الإنسان
حريصاً
أيضاً فإنه
سيفوق
الفأرة
والنملة في
ذلك. محمّد
رضا بهلوي
كان يرسل
الملايين من
الأموال إلى
الخارج
علّها تنفعه
إذا ما هم
أخرجوه
يوماً ما.
إنها
الدناءة
التي توجب
الخيانة،
والنَّهب،
وعدم
الإنصاف،
والغلاء
والفحش و...
يتصوّر أنّ
ماله يحفظه.
بالمقابل
يظهر شخص
ينهج نهج
الملائكة،
ويصبح
إنساناً،
فعلاً،
وحقاً، هذا
أمرٌ صعب.
ليس أسهل من
أنْ يكون
الإنسان رجل
دين، أمّا
الأصعب أن
يكون
إنسانياً.
إنّ على
الإنسان أنْ
يجتهد في أنْ
يخدم، لا أن
يسعى وراء
السيادة، بل
يسعى لخدمة
الناس، ولا
ينسى أوّله
وآخره.
فأوّله نطفة
وآخره جيفة. لقد
سمعتم أنّ
علياً(ع) ذهب
يوماً إلى
السوق ومعه
قنبر،
واشترى
قميصين،
فأعطى
أفضلهما
لغلامه قنبر
فقال له قنبر:
أنت مولاي
وخليفة
المسلمين.
فقال الإمام:
إني لأستحي
من الله أن
افضِّل نفسي
وأقدمها
عليك. إن
علياً(ع)
مخلوق وقنبر
أيضاً
مخلوق، وإن
كان لعليّ
منصب، فهو قد
أعطاه إيّاه
الله تعالى
أما من ناحية
الخلق
فالإثنان
متساويان!
هذه نماذج
يجب على شيعة
علي(ع) أن
يتخذوها
مثلاً أعلى
فلا
يتكبّروا
على.
الآخرين،
وكل واحدٍ
منهم يجب أن
يكون حاله
بالنسبة إلى
غيره على هذا
النحو: أن لا
يستعلي على
الآخرين...
أنْ لا يطلب
الراحة
لنفسه
والمشقة
للآخرين...
أنْ يكون
عوناً لهم
يتحمَّل
عنهم
أعباءهم...
أنْ يكدح في
سبيل
الآخرين
ويسعى
لخدمتهم..
أنْ يكون همه
راحة
الآخرين وإن
كان هو نفسه
يعاني
المشقّات،
وليس العكس
بأن يطلب
لنفسه
الراحة
ولغيره
المشقة!! الجسم
من أقصاه إلى
أدناه
يدُلُّ على
حكمة الله
إنّ
الله تعالى
يأمر
الإنسان بأن
يمعن النظر
في مبدأ
تكوينه. عليه
أن يتأمّل في
هذا الأمر
إنه في قطرة
الماء التي
ينفر منها
الجميع. جهاز
الجسم
العظيم هذا
الذي يشتمل
على مصانع
متعددة.. على
عظام أصلية
وفرعية حيث
يقال إن راحة
اليد نفسها
تتكون من
أربعة
وثلاثين
عظماً،
والتي إن لم
تكن كذلك
لوقع
الإنسان في
المتاعب. كل
أصبع له
ثلاثة
مفاصل، وذلك
للقبض على
الأشياء
وحملها،
وفتح اليد
وإغلاقها،
فليمعن
النظر وليرَ
أنّ جهاز
بدنه العظيم
هذا من اقصاه
إلى أدناه
حكمة، لم
يخلق فيه ولا
حتى عضو واحد
دون فائدة،
ولا يعثر فيه
ولا على عصب
واحد زائد،
أو عظم واحد
لا يكون
نافعاً. وإذا
تصوّر أحد
أنّه يجد ولو
عضواً
واحداً لا
فائدة منه
فعليه أن
يلوم فهمه هو. الزائدة
العوراء خطأ
فهمها
السابقين
قبل
ثلاثين أو
أربعين سنة
تقريباً كان
يقول
الأطباء: إنّ
في الجسم
عضواً
زائداً
وكانوا
يسمونه (الزائدة
العوراء).
قطعة من
الأمعاء
صغيرة بطول
الإصبع وهي
عوراء أي أنّ
المادة
الغذائية
عندما
تدخلها وهي
ليس لها طريق
للخروج يجب
عليها
الرجوع،
ولأنها لا
ترجع فهي
تتعفّن في
محلّها،
وتتسبَّب في
إيجاد
المرض،
ولهذا صارت
العادة أن
يذهب
الأفراد
الأصحّاء
ويستأصلون
هذه الزائدة.
ولكن مع تقدم
علم الطب
إنتبهوا إلى
الخطأ
العظيم
السابق،
وأدركوا أنّ
هذا الجزء من
الأمعاء ليس
زائداً، بل
إنّ له ميزة
ووظيفة
مهمّة،
فكُلّما
أصيبت
الأمعاء
بالتعفُّن
تكون هذه
الزائدة
بمثابة بوق
الخطر، يشعر
عندها
الإنسان
بالألم
فيعرض نفسه
على الطبيب
وإلاّ فإن
الإمعاء
تصابُ
بالتعفُّن،
ولا يعلم
الإنسان
بذلك إلاّ
عندما لا
يكون هناك
فائدة من ذلك. لماذا
الإحساس
بالألم...
رحمة؟
نفس
الألم هذا هو
نعمة
للإنسان،
لقد جعله
الله سبحانه
وتعالى في
الجسم حتى
إذا أحس
الإنسان به
يبادر إلى
العلاج، فلو
أنّ عضواً من
بدن الإنسان
أصابه
الفساد، وهو
لم يشعر
بالألم،
فإنه لن يسعى
وراء
الدواء،
فيفسد العضو
أكثر فأكثر.
مرض السرطان
هذا يقولون
إنه خطر لأن
الإنسان منذ
البداية لا
يشعر بالألم
وهو لذلك لا
يسعى وراء
الدواء، إنه
يشعر بالألم
عندما يكون
علاجه قد صار
غير قطعي
ويقضي
بالتالي على
الجسم، قصدي
من هذا
التوضيح هو
أن على
الإنسان أنّ
يمعن النظر
جيداً في
خلقه وكما
يقول الشيخ
الرئيس: كل
من لم يفهم
علم الهيئة
والتشريح
فهو لا يكون
جريئاً في
معرفة الله.
وقد نسب
بعضهم هذا
القول
للإمام
الرضا(ع). (من
لم يعرف
الهيئة
والتشريح
فهو عنين في
معرفة الله).
هو ضعيف
وقاصر عن
معرفة الله،
وكلّما
تفكّر أكثر
في علم
التشريح
ومعرفة حكم
أعضاء
البدن،
كلّما أدرك
أكثر علم
وقدرة إلهه
اللامتناهية،
فهكذا بناء
هل يمكن أن
يكون بناؤه
لا يعلم؟... هل
يمكن أن يكون
قد حدث صدفة؟
أو كما يقول
الماديون،
أن يكون ذلك
اختيار
الطبيعة؟ إختيار
الطبيعة
تناقضٌ واضح
ماذا
يعني
الإختيار؟
إنه يعني أنّ
الشخص الذي
هو ذو فهم
وشعور،
يختار
الأفضل.
فالمختار (أي
الذي يختار)
يجب أن يكون
ذا شعور وعلم
وإدراك حتى
يختار ما هو
الأصلح. إذا
كانت
الطبيعة لا
تملك
شعوراً،
إذاً فماذا
يعني هذا؟ هل
في النطفة
شعور حتى
تنظم هيئة
الجسم وترتب
أنظمته،
وتضع كلّ شي
في محلّه؟ أمعنوا
النظر في
أهداب
أعينكم هذه...
هل ترون هذه
الشعيرات
التي تنمو
على حواشي
جفن العين...
الرموش
العليا
مائلة
قليلاً إلى
فوق،
والرموش
السفلى
مائلة
قليلاً إلى
تحت، ولهذا
فهما اثناء
تشابكهما،
الرمش
الأعلى
والرمش
الأسفل،
يتشابكان
جنباً إلى
جنب. ولو لم
يكن للرمشين
هذا الإنحاء
والتمايل،
وكان
استقرارهما
موازياً
لبعضهما
البعض
تماماً لما
تشابكا
جنباً إلى
جنب بل لكانا
إنطبقا فوق
بعضهما
البعض
ولبقيت هناك
منافذ إلى
العين
تجعلها غير
مصانة من
دخول الغبار
والأشياء
التي لا يجب
أن تصلها.
ألا ترون أنه
تعالى لم
يغفل حتى عن
الرمش وشكل
استقراره.
لقد اهتم
سبحانه بما
يؤمن راحة
الإنسان
ويحفظ له
عينه، هذا
العضو المهم
والفعّال في
جسم الإنسان. ملايين
الخلايا
لكلّ عضو في
الجسم
في
علم التشريح
منذ السابق
وحتى اليوم
ومنذ اليوم
وإلى ما بعد،
حدثت أبحاث
كثيرة
وتحدث، كتبت
كتب عديدة
وتكتب، وإلى
الآن لا
يزالون
يقولون إن
حكماً كثيرة
تتعلق
بأعضاء
الجسم هي غير
ظاهرة لنا
وربّما تظهر
فيما بعد،
كما أننا نحن
أدركنا
الكثير من
الأمور التي
لم يكن قد
أدركها
الكثيرون.
قوة السمع،
الأذن لها
ثلاثة
ملايين خلية
لو فقد جزء
منها لتعطل
سمعه. أحد
الأقرباء
الذي كان قد
فقد سمعه،
خضع
لمعاينات
طبيّة دقيقة
فقالوا إنّ
الثلاثة
ملايين خلية
التي لأذنه
قد فقد ما
يقارب الستة
عشر ألف خلية
منها وهو
لهذا قد فقد
سمعه. إن هذا
لمدهش حقاً. (فلينظر
الإنسان مم
خلق)
تفكّر
قليلاً في
أصل خلقك
وسترى ما قد
فعله جلّ
وعلا. إن (الحكيم)
و(العليم) هي
من أسماء
الله تعالى.
لاحظ الحكمة
المطلقة
والعلم
الكامل في
أفعال الله.
أنظر القدرة
اللامتناهية
التي أظهرها
سبحانه في
هذا الجسم.
هناك عبارة
جميلة للشيخ
الرئيس يقول
فيها: (الناس
يتعجبون من
جذب
المغناطيس
مثقالاً من
الحديد ولم
يتعجبوا من
جذب النفس
الناطقة
الحيوانية
هذا الهيكل
العظيم).
الجسم هذا
إذا ما مات
فإنه يصعب
حمله على عدة
أشخاص
مجتمعين،
فما هي هذه
القدرة التي
بمجرد
الإرادة
تجعله يتحرك.
من اين هي
هذه القدرة؟
أي قدرةٍ
وهبها الله
للنفس؟. الخضوع
في مقابل
إحسان الله
يجب
أنّ ندوم على
هذا المنوال
من التفكّر.
أمعنوا
النظر
كثيراً في
تشريح الجسم....
تفكّروا فيه
ثم قولوا: (تبارك
الله أحسن
الخالقين)
وفي نفس
الوقت الذي
يدرك فيه
الإنسان هذه
الأمور،
يقول العقل:
يجب أن أخضع
في مقابل
هكذا خالقٍ
عليم وقادر.
قال
العظماء،
وصحيح ما
قالوا: (الإنسان
عبد الإحسان).
إذا أحسن
إليه أحد
فإنه يحبه
وفق فطرته،
ويخضع له في
سره، فإن هو
إنتبه إلى
هذا الأمر
وهو أنه غارق
في إحسان
الله، وأنه
لا وجود لغير
نعمة الله،
فكم سيكون
خاضعاً للحق
تعالى
حينئذٍ. لنعرف
قدر النعمة
قبل زوالها
منذ
عدة سنوات
مضت إنسدت
أذناي،
وبقيت لعدّة
أيامٍ لا
اسمع شيئاً،
فذهبت
مجبراً إلى
طبيب الأذن
فنظفهما لي،
وبعد أن أمضى
مدة من الزمن
يغسلهما
وسمعت أوّل
صوت يطرقهما
فسيطرت علي
نشوة غريبة.
قلت: (إلهي... أي
نعمة عظيمة
كنت قد
وهبتني
إيّاها ولم
أكن منتبهاً
لها!) إن شقاء
الإنسان في
هذا، فهو ما
لم تسلب عنه
لا يعرف
قدرها. آمل
ألاّ
تنتظروا
أنتم حتى
تسلب عنكم
النعمة
لتصبحوا
مقدرين لها.
نعمة اللسان
إذا ما سلبت
القدرة على
النطق
حينئذٍ يعلم
أي نعمةٍ هي. كم
يجب أنْ تذكر
الله بها
فتقول: (الله
أكبر)، كم
يجب أنْ لا
تنسى الله
تعالى إلى
آخر العمر،
كم يجب أنْ
لا تكون
كفوراً. إن
الأمر يصل
بالإنسان في
بعض الأحيان
إلى أنْ ينكر
الله تعالى
كالأنعام،
ينتفع بأنعم
الله دون أنْ
يكون عارفاً
لقدرها[7].
الله الذي
وهب هذه
النِّعم
كلَّها،
الباطنية
والخارجية،
المادية
والمعنوية،
وجعل الأرض
والسماء
والكواكب
مسخرة
للإنسان ألا
يجب أنْ يكون
شاكراً له؟
إن هذا
الشُّكر
نفسه يؤدي بك
إلى بلوغ
الدرجات
الرفيعة
والكمال. يسمع
من وقتٍ لآخر
أنّ البعض
يقولون: إن
الله ليس
بحاجة إلى
عبادتنا أو
شكرنا. هذا
صحيح ولكن
أنت تحتاج
لنفسك. إن
للإنسان ما
أكتسب وكان
في ضرره. ما
أكتسب[8]
أي أنّ عمله
يرجع إليه
سواء أكان
حسناً أو
سيّئاً. إذا
شكرت، تكون
قد اتجهت في
الإتجاه
الإنساني...
تصبح أسمى من
الملائكة. إن
الله شكور.
يجزي الجزاء
الحسن وإن لم
تفعل يكون
عليك وفي
النهاية فإن
الله تعالى
يعلم أين
تظهر. أرجو
الله أن يعين
الجميع على
الوصول إلى
المنزل
المقصود
الذي هو لقاء
الله. الخطوة
الأولى في
التهذيب هي
التفكّر
بدون
مشقة غير
ممكن. لا بد
من السيطرة
على النفس
ولا بد من
لجمها،
وأساس سبيل
التهذيب
طريق
التفكُّر
والعمل،
والذي أعرضه
بشكل مختصر. إن
السبيل
الأساس الذي
يستفاد من
القرآن
الكريم هو
التفكّر،
السبيل الذي
أوضحه
للرياضة
الفكرية
قدّمه في عدة
مواضع من
القرآن
الكريم في
إحساس
التفكّر
والنظر
والتأمّل.
يجب أن يعود
أولاً إلى
ذاته فينظر
ويتفكّر
ويجد نفسه في
النهاية.
يفكّر، ماذا
كنت؟ والآن
ماذا أنا؟
وماذا سأصبح
فيما بعد؟ من
أين أتيت؟
وإلى أين أنا
ذاهب؟
ولماذا
أتيت؟ التفكّر
في مبدأ
التكوين (النطفة) في
البداية
كلُّنا كنّا
مجرّد قطرة
ماء، ويصدر
الله أمره: (فلينظر
الإنسان مم
خلق، خلق من
ماءٍ دافق)
لو تعمّق
جيّداً في
هذه الفكرة
فإنه سيحصل
على منافع
كثيرة
ومتنوعة،
التفكر في
بناء الجسم
العظيم،
التشكيل
العجيب الذي
أبدعه الله
تعالى في هذا
الجسم، في
هذه القطرة
الواحدة،
صنع جسماً
يشتمل على
معامل
متعدّدة من
عين وأذنٍ
وكبد وغير
ذلك، جهاز
القلب
بمصفاته
العجيبة،
الكبد يقوم
بعدّة أعمال
الدم يجري
دائماً في
هذه العروق،
وكما يقول
أحد العظماء: إن
من شروط
الرسم أن يتم
على شيء صلب،
وعلى مساحة
مستوية، وفي
مكانٍ منير،
بينما الله
سبحانه
وتعالى قام
بالرسم في
الظلمات
الثلاث: ظلمة
البطن
والمشيمة
والرحم
وكذلك في جوف
الماء الذي
هو محلّ غير
ثابت. وأي
رسمٍ هو هذا
الرسم عين
لوزية
الشكل،
وحاجب
كالميزاب أو
الرسم
الداخلي،
قلب بشكل
الصنوبر، لو
كان لكلٍ
منها غير
الشكل الذي
لها لما أعطت
النتيجة
المطلوبة،
هذه مجموعة
من التفكر
لمعرفة الله
ومعرفة
كينونتك
عبداً. قدرة الله الأزلية ولمعرفة كينونتك عبداً. قدرة الله الأزلية غير محدودة ولا متناهية، هو قادر على كل شيء. ومن هذا التفكّر تتأمّن في نفس الوقت أصول العقائد ومعارفها، وكذلك تهذيب النفس. إن ما قدّمت له كان عن المعرفة التي تجعل الإنسان يستدل بها إلى العلم الإلهي العظيم والقدرة الإلهية اللامتناهية. [1] سورة
المؤمنون:
الآية 115. [2] سورة
الحجر:
الآية 12. [3] (أعدّت
للمتقين) آل
عمران/133. [4] (وأزلفت
الجنة
للمتقين)
الشعراء/90. [5] (أخلد إلى
الأرض
وإتبع هواه)
الأعراف/176. [6] (يوم تبلى
السرائر)الطارق/9. [7] (والذين
كفروا
يتمتعون
ويأكلون
كما تأكل
الأنعام
والنار
مثوى لهم)
محمّد/12. [8] (لها ما
كسبت
وعليها ما
اكتسبت)
البقرة/285.
|
||||||||
|