|
||||||||
أهمية
مجالس ذكر
أهل البيت(ع) لنعرف
قدر واسطة
نعم الله
علينا
لماذا
الخلق إظهار
القدرة في
الخلق
نظرة
إلى حركات
الكرة
الأرضية
تكامل
الإنسان
في
المعرفة
القرأن
والتفكّر
في الخلق
الشواهد
على
التوحيد
لا
متناهية
التكامل
الدنيوي
نموذج
عمّا بعد
الموت
الإدراكات
تزيد
بالموت
نموذج
من الدعوة
إلى
اللذائذ
يوم
القيامة
يجمع
المتفرّق
أيضاً
|
||||||||
أهمية
مجالس ذكر
أهل البيت(ع) لهذا
جاء في
الروايات
أنّ الله
تعالى يحب
المجلس الذي
يُذكر فيه
علي(ع)
وأبناؤه. في
هكذا مجلس
تملأ رائحة
عطرهم الملأ
الأعلى
ويسأل سائر
الملائكة من
أين أتيتم
بهذه
الرائحة
العطرة؟
يجيبون: من
الأرض، من
المجلس الذي
كانوا
يذكرون فيه
فضائل محمّد(ص).
القصد هو أنه
على إثر سماع
كمالاتهم(ع)
تحدث المحبة
وتزيد محبة
الشخص لهم(ع).
إن الأهمية
الفائقة
للصلوات على
محمّد(ص) وآل
محمّد(ص) هي
من أجل هذا
لأنك تكثر
بذلك من
ذكرهم
فيزداد حبك
لهم أيضاً. لنعرف
قدر واسطة
نعم الله
علينا
السبب
الثاني هو
تذكّر
النِّعم
وأنواع
الإحسان
إلينا التي
حصلنا وما
نزال نحصل
عليها
بواسطة
وبركة آل
محمّد(ص). ولأنّ
(الإنسان عبد
الإحسان) إذا
أهدى أحدهم
لك زهرة فإن
حباً يظهر في
قلبك لهذا
الشخص وهنا
يجب أن ندرك
أنّ كل نعمة
وهبنا
إيّاها الله
تعالى حيث (وإن
تعدوا نعمة
الله لا
تحصوها)[1]
كل هذه النعم
هي ببركة أهل
البيت(ع)
وأيضاً كل
بلاءٍ يبعد
عنّا فذلك
ببركة هذه
الشجرة
المباركة. بسم
الله الرحمن
الرحيم لماذا
الخلق إبتدع
الأشياء... إن
الله أوجد
عالم الوجود
هذا من العدم
دون مادة أو
سبب... أنشأه
إنشاءً...
أوجده دون أن
يكون عنده
نموذج يأخذ
عنه. أنشأ
الإنسان
وأوجده قبل
أنْ يكون له
سابقة
صوريّة (من
غير حاجة...)
أكان بحاجة
إلى خلقك
فخلقك حتى
يسُد حاجته
بك... أخلقك
حتى تساعده...
أبداً لم يكن
بحاجة إلى
خلقك (ومن
غير فائدة...)
ولا حتى يؤدي
خلقك نفعاً
للخالق فهذا
محال إذ لا
يمكن للفقير
المطلق أنْ
يُصبح في
وقتٍ من
الأوقات
نافعاً
مطلقاً. نظام
الخلق هذا
ليس هو لرفع
الحاجة، ولا
هو لإيصال
النفع إلى
الخالق،
الحاجة لا
سبيل لها
هناك على
الإطلاق. أو
ربما كان
مستوحشا
فأراد رفع
تلك الوحشة
بواسطة
الخلق...
أبداً لم يكن
الهدف هو هذا. وهنا
يُسأل: إذاً
خلق
الموجودات
لماذا؟ نظام
الخلق
العظيم ذاك...
هذه
المنظومة
الشمسية وما
تشتمل عليه
لماذا؟ هذا
سؤال عقلائي
على كل شخص
أنْ يلتفت
إليه ويفهم
جوابه أنْ ما
هو القصد من
الخلق. يجب
عقلا على
الإنسان أنْ
يدرك لماذا
جاء إلى هذه
الدنيا؟
وإلى اين هو
ذاهب؟ وهل
يُعدم
بالموت؟ أم
أنّ الموت هو
تبديل في
المنزل؟
بدعة أولئك
الذين
يتركون هذا
العلم وهم في
حالٍ من
الجهل
والعمى. إن
الجواب على
هذا السؤال
يجب أنْ يعطى
عن طريق
الوحي...
لنأخذ
الجواب عن
لسان القرآن
وأهل البيت
عليهم
السلام. إظهار
القدرة في
الخلق
فاطمة
الزهراء(ع)
تشرح القرآن
وكلمات
أبيها(ص)
وتذكر في خمس
جُملٍ هي في
غاية
الفصاحة
والبلاغة
الهدف من
الخلق فتقول(ع): (تبييناً
لحكمته
وإظهاراً
لقدرته
وتنبيهاً
على طاعته...) دورة
الخلق
العظيمة هذه
هي لإظهار
القدرة
اللامتناهية،
خلق الإنسان
ومنحه
الإدراك
أيضاً
حينئذٍ أظهر
قدرته
للإنسان (وسوف
نذكر فيما
بعد لماذا
كان خلق
الإنسان). خلق
الإنسان
المدرك
للكليات
بإرادته (يدرك
الكليات إن
هو أراد) ثم
أظهر الحكم
الإلهية
ودقائق
الصنع التي
أحدثت في
نظام الخلق
على أوجهها
كافة بحيث لو
أمعن
الإنسان
النظر لدهش
بالفعل. نظرة
إلى حركات
الكرة
الأرضية
إحسبوا
دورة واحدة
من دورات
الكرة
الأرضية...
كوكب بهذه
العظمة وهذا
الحجم مع
ماله من
مسافة كبيرة
تفصله عن
الشمس... هذه
الحركة
المنظّمة
سواء منها
الوضعية حيث
تدور فيها
الأرض حول
نفسها، أو
الإنتقالية
حيث تدور
خلالها
الأرض حول
الشمس، أو
سواء منها
حركتها من
الشمال إلى
الجنوب،
دقيقة إلى
حدّ أنها في
كل يوم تتقدم
بمقدار
نقطة، وفي
الويم
التالي
بمقدار نقطة
أخرى من
الشمال إلى
الجنوب إلى
أنْ تبلغ
نقطة
الإنتهاء
حيث الخريف
نهاية
الحركة
الشمالية
لهذه الكرة،
ثم هي بعد
ذلك تعود،
والليالي
تطول،
والنهارات
تقصر
بالتدريج
إلى أن تبلغ
منتهاها. أول
فصل الشتاء
حيث نهاية
هبوطها
باتجاه
الجنوب حيث
شبّهوا ذلك
بالمهد.
تحرُّكها من
الجنوب إلى
الشمال ومن
الشمال إلى
الجنوب حيث (180)
درجة ذهاباً
و (180) درجة أخرى
إياباً
وخلال ستة
أشهر تتجه
صعوداً
وخلال ستة
أشهر أخرى
تتجه نزولاً.
في
فصل الصيف،
ظهراً، أنظر
نحو السماء،
تر الشمس فوق
رأسك مباشرة
وبعد ستة
أشهر أخرى
تراها
أمامك، أي
إنها ذهبت
باتجاه
الجنوب
كلامنا في
الأساس هو عن
مسألة
النظام. فدون
أن تتوقف ولو
ليومٍ واحد..
إن هي توقفت
في نقطة
محدّدة من
الأرض لمدة(7)
أو (8) أيام لما
وجدت هذه
الفصول
الأربعة:
الربيع،
الصيف،
الخريف،
الشتاء. إن
لم توجد لما
كانت وجدت
موجودات
الكرة
الأرضية
ولما أمكنها
الحياة. هذه
الثمار، حتى
حياة
الحيوانات
لو لم يكن
الربيع من
أين كانت
ستحيا
موجودات
كُرة التراب
هذه. تكامل
الإنسان في
المعرفة
الهدف
هو إمعان
النظر في
الخلق الذي
كلُّه إظهار
للحكمة (تبييناً
لحكمته) إن
الله تعالى
قد جعل هذا
النظام
طافحاً
بالحكمة حتى
يظهر لك... حتى
تتعرف إلى
ذاته
الأزلية
بالقدرة
والحكمة،
لتقول
حينئذٍ، عن
يقين، وعلم،
ومعرفة: الله
أكبر. إذاً
الهدف من هذا
النظام هو
القوّة
العلمية
والعملية
وتكميلها في
الإنسان.
ولقد قلت
مراراً إن
الإنسان
يُكمّل هنا
حتى يُصبح
قادراً على
إدراك قدرات
هذا العالم
جيداً طالما
هو موجود على
سطح كرة
التراب
والمادة
هذه،
فتتولّد في
ذاته من هذه
الإدراكات
الجزئية،
الإدراكات
الكلّيّة
لكي يحصل على
أنواع
السعادة
الأبدية في
العالم
الباقي إذا
ما هو غادر
هذا العالم
بدنياً
مزوداً
العلم
والمعرفة. نظرة
إلى الفيل
والبعوضة
إن
الله تعالى
قد خلق الفيل
بأي جثة
عظيمة،
خرطومه محير
للعقول. أيُّ
قدرة يملك في
خرطومه هذا
يلفه حول
الشجرة
يقلعها من
مكانها. في
مقابل ذلك
خلق البعوضة
لتقول: الله
أكبر، كل ما
أوجده في ذلك
الفيل بتلك
القدرة
العظيمة
جعله أيضاً
في هذا
الحيوان
الصغير. لا
ينقصه شيء عن
الفيل. تلك
العظمة
والقدرة
الموجودتان
في خرطوم
الفيل
موجودتان
أيضاً في
خرطوم هذه
البعوضة. في
بعض الأحيان
تغرس
البعوضة
إبرتها
بسرعة وتسحب
الدمَّ.
أحياناً
تدخل
خرطومها
الدقيق من
ثقب الغطاء
الرقيق الذي
تجعله على
رأسك ووجهك
وتفعل فعلها
وتسحب
الدَّم وما
إن تتحرك حتى
تفّر. الله
أكبر... أي
إظهار
للقدرة هو
هذا؟! خرطوم
البعوضة هذا
بهذه الدقة
هو كالشعرة،
من الذي ثقبه
من وسطه؟ لو
لم يكن وسطه
مثقوباً لما
استطاعت أن
تسحب الدم.
بأي مثقاب
ثقبه؟ ثم كم
هي ذكية في
الفرار. هكذا
جعلها
سبحانه
وتعالى في
عملها. ما إن
ترفع يدك حتى
تدرك أنها
تتحرك. ما إن
تحاول أن
تتحرك حتى
تكون قد
فرَّت. إنها
أذكى منك
وأفعل. البعوضة
هي لإعجاز
المتكبرين
عندما
ضايقت (منصور
الدوانيقي)[2]
ذبابة كانت
تحط على وجهه
وكان هو
بدوره
يتضايق من
ذلك، سأل
الإمام
الصادق(ع): آه...
ما هذا؟
أآلله
خلقها؟ قال
الإمام(ع): إن
الله تعالى
خلق هذا حتى
يفهم
المستكبرين
عجزهم. أيها
الإنسان...
إنّك لا
تستطيع قهر
حتى بعوضة
فلا تبق إلى
هذا الحد
تقول: أنا
أنا...، أنظر
إلى نفسك في
مقابل نظام
الخلق على
أنك ضعيف إنك
لا تستطيع
قهر حتى
بعوضة فماذا
يعني قولك
الدائم: أنا
أنا...؟؟ (تبييناً
لحكمته
وإظهاراً
لقدرته) حتى
يُبرز حكمته
لكي يعرف
الإنسان
بنور العقل
الله الحكيم
الذي هو (على
كل شيء قدير)
لكي تخشع
بفضل هذا
العلم. القرأن
والتفكّر في
الخلق
القرآن
الكريم
يذكّر بأن
على الإنسان
أنْ ينظر إلى
طعامه، كيف
أنّ يد
القدرة
جعلته على
هذه الصورة[3].
أنظر إلى
النخل، أنظر
إلى العنب،
أنظر إلى..
الحيوانات
التي خلقها
هي الأخرى
لكم. (والأنعام
خلقها لكم)
إذاً خالقك
أنت وهو
والجميع
واحد، لأن
هؤلاء كلهم
لبعضهم
البعض. إن
الذي خلق
جهاز جسم
الإنسان
المحير، هو
نفسه خالق
النباتات
والحيوانات
ليتحوّل
النبات إلى
جزء من
الحيوان،
وجزء من
الإنسان،
حتى يبلغ
الإنسان
الدرجات
والمقامات
العلى، حتى
يشهد
بوحدانية
خالق الكون
عن علم[4]. إذاً
لبُّ عالم
الوجود هو
الإنسان وما
بقي هو القشر.
بلى إن الأمر
ليصل به إلى
حدّ أنْ يقول
مع ذاته
الأزلية: (لا
إله إلاّ
الله). إنه
ليستدلُّ
على التوحيد
عن علم ويقين
من وحدة
الصنع ووحدة
الغاية
ويقول عن علم:
أشهد أن لا
إله إلاّ
الله. إن
الشهادة من
الشهود
بمعنى
الحضور أي
إنّ هذا
المفهوم
بديهي عندي،
واضح وضوح
الشمس إذ
إنني أشهد
أنّ خالق
السماوات
والأرض
والكواكب
واحد. المدير
والمدبِّر
للجميع
واحد،
والجميع
يدور بإرادة
واحدة. (والهكم
إلهٌ واحدٌ ـ
وهو الذي في
السّماء
إلهٌ وفي
الأرض)[5]. الشواهد
على التوحيد
لا متناهية
أردت
أنّ يضتح
معنى (إعزازاً
لدعوته). بكم
من الشواهد
أتى الله
سبحانه
وتعالى على
توحيده؟
أيُّ أمرٍ
يريدون
إثباته
يأتون عليه
بدليل أو
دليلين أو
مئة دليل أو
قُل: ألف
دليلً! ولكن
ربّ
العالمين
أتى بشواهد
على
وحدانيته
وصفاته
الكمالية
بعدد
الأوراق على
أغصان
الشجر،
والأسماك
التي تسبح في
أعماق
البحار.. بل
جميع
الموجودات
هي شواهد على
ذلك. يقول
الشاعر ما
مضمونه: إن
كل ورقة من
أوراق الشجر
الخضراء هي
في نظر
اللبيب دفتر
من حكم
ومعرفة الله
سبحانه
وتعالى. إن
كلّ عرقٍ من
عروق بدنكن
وكل عظم، بل
كل شعرة،
يشهد على
الصانع
وسائر
الأعضاء
الأخرى،
وأجزاء جسمي
كُلُّها
مصنوعة؛
لقدرة الحق
والحي
الأزلي الذي
هو عليم،
وقدير،
وحكيم.
فليقٌل
الجميع
بلسان حالهم:
لا إله إلا
الله. (قل
لو كان
البحرُ
مداداً
لكلمات ربي
لنفد البحر
قبل أنّ تنفذ
كلمات (التوحيد
والعظمة
والكمال)
ربي ولو جئنا
بمثله مدداً)[6]. الدعوة
الاخرى التي
قام بها الله
سبحانه
وتعالى هي
الدعوة إلى
الجنة وعالم
الآخرة. (والله
يدعو إلى دار
السّلام). الشيطان
يدعو إلى
الدنيا،
يدعوك إلى
نفسك،
وهواك،
وشهوتك. أما
خالقك
فيدعوك إلى
عالمٍ يظهر
فيه أصل
القدرة
والسلطان
الإلهيين.
أنت خلقت
لهكذا عالم،
ولقد دعّم
الله سبحانه
وتعالى
الدعوة في
هذه الدنيا
إلى القيامة
والجنة
وباختصار..
المعاد
بالعروض
التي له
سبحانه
وتعالى في
عالم
الطبيعة. التكامل
الدنيوي
نموذج عمّا
بعد الموت
أنظر
إلى النشأة
الأولى هذه
لتعلم أنك
تتجه نحو
الكمال. في
البداية كنت
نطفة، ثم
علقة، ثم
مضغة، ثم
لحماً
وعظاما،
وحينئذٍ
نفخت فيك
الروح إلى
أنْ جئت إلى
هذا العالم
ضعيفاً لا
حول ولا قوة،
ثم كنت
صغيراً قليل
الإدراك،
فكمُلت قواك
الحيوانية
كلُّها
بالتدريج
فهل حدث أنْ
توقف فيك هذا
التكامل
يوماً ما؟ لقد
رأيت أننا
جعلناك
تتكامل
فاعلم أنّ
هذه هي
المرتبة
الأولى من
الكمال
ودرجته
الدنيا أمّا
كمالك
الحقيقي
فيظهر بعد
الموت. الإدراكات
تزيد بالموت
في
الحقيقة لم
تكن تدرك
شيئاً أوّل
ما وُلدت،
ولكن سنة بعد
سنة، صارت
إدراكاتك
أكثر،
ورُشدك
العقلي اكبر.
إذاً فأنت
تتجه نحو
الكمال ولا
تحصل وقفة في
هذا الجانب
بالموت. إن
عُدمت
بالموت فهذا
خلاف الحكمة
وأنت قد عرفت
حكمة الله
سبحانه
وتعالى في كل
أجزاء عالم
الوجود. إذا
عدمت بالموت
فخلقك لغواً
إذاً، ولكن
لا يوجد عقل،
أو وجدان
يقبل بهذا
الكلام، بل
الموت هو
أوّل مسيرتك
التكاملية..
هو أوّل
حصادك
وإنتفاعك أو
كما يقول
العظماء: (المعرفة
بذر
المشاهدة). لقد
عملت هنا
عمراً،
وتفكّرت حتى
أدركت مقام
علي(ع) وآله.
إن بداية
الموت هي وقت
رؤية ما
أدركت. إنها
اللحظة التي
ترى فيها طبق
إستعدادك
وفهمك
أحقيّة علو
علي(ع). هناك
هو عالم
الشهود، كل
ما حصّلته من
المعارف
والحقائق
المعلوماتية
وتشاهده
هناك
بالعيان. هدفي
الإستفادة
وترقي
الإدراكات
منذ الموت
وإلى ما بعد،
حيث العلم
يظهر بصورة
شهود. ليس
عجيباً أنْ
يقول سبحانه:
(ولدينا
مزيد)،
مهما ترقى
الإنسان
يبقى هناك مع
ذلك متسع من
المكان
ليتقدّم
أكثر، وتحصل
له إنعامات
وأنواع من
الإحسان
جديدة،
وألطاف
كثيرة. هنا
لا وجود
لمكررات هي
مملة بعد
الآن بل
كلُّه (جديد
بجديد، حديث
بحديث). إذا
رأيت كيف
أننا في
النشأة
الأولى
وجّهناك
باتجاه
الكمال...
دعوناك إلى
كمالٍ أعلى،
ومقامٍ أرفع
من هو الذي
يكون نصيبه
في هذه
الدنيا حياة
سعيدة؟ لا
شكّ أنّ مكان
السعادة
الحقيقية هو
عالم آخر. نموذج
من الدعوة
إلى اللذائذ
البراهين
الإلهية على
الدعوة إلى
الجنّة تفوق
الحصر، ولقد
دعَّم الله
تعالى دعوته
هذه بالأنعم
التي لا
تحصى، نرجو
الله أنْ
يصبح
الإنسان من
اهل الفهم
والعبرة..
فالذي يرى
المثال على
ذلك في هذا
العالم بهذا
الضيق الذي
هو غير قابل
لتجلي
القدرة
بتمامها
جاهل. إنكم
تزرعون في
الأرض بذر
بطيخ،
فتُعطيكم
عدة بطيخات،
وعدداً من
البذور. هذا
نموذج من
التكامل في
سائر
الموجودات
ونموذج صغير
عن النعم
الأخروية
اللذيذة. هذه
نماذج تهزّك
لتتحرك
باتجاه
أصلها...
لتحمل نفسك
إلى مضمونها[7]. هذه
قطرة من اصل
الحلاوة
التي
خزينتها
محفوظة عند
ربّك. ما
تراه من
الجمال هو
ذرّة من أصل
الجمال الذي
هو بعد الموت. كان
كلامنا عن
أنّ الله
سبحانه
وتعالى قد
دعّم بشواهد
لا حصر لها
على الدعوة
إلى توحيده.
لقد أتى
بالشواهد في
نظام الخلق
هذا إلى حدّ
إنّ التوحيد
هو من أوضح
الأمور
العقلية عند
كل عاقل. ثم
الدعوة إلى
المعاد، حتى
يعلم
الإنسان أنّ
له إلهاً أتى
به ويأخذه
ونحن إليه
راجعون نحن
ملك لله
ونرجع إليه،
إلى العالم
الأعلى، إلى
لقاء الله. أيها
الإنسان أنت
بالموت لا
تُعدم. إن
الله سوف
يمنحك
الحياة مرّة
أخرى وسوف
يحقّق في
أفعالك
وأعمالك
وسوف يوصلك
إلى مقاماتٍ
حيث لاعين
رأت ولا أذن
سمعت، ولكي
يدعّم هذه
الدعوة
ويثبِّت
حجَّته جعل
الشواهد في
هذا العالم
إلى حدّ أنْ
لا نهاية لها. أنت
يا من تعجب
كيف يمكن
لإنسان أنْ
يبعث حياً
بعد أنْ صار
تراباً أنظر
كيف يجمع
الجزيئات
المتفرقة
لتصبح على
شكل نطفة.
النباتات
التي تصل إلى
يدي ويدك
أولم تكن
إلاّ جزيئات
ترابٍ
متفرقة جمعت
مع سائر
المواد وهي
تدخل
أجسادنا على
هذا الشكل
بزيادة ونقص
الأجزاء بيد
القدرة
الإلهية. يوم
القيامة
يجمع
المتفرّق
أيضاً
ا |