الاهداء
إلى
امي التي
حملتني
كرهاً
ووضعتنى
كرهاً وفارقتني
كرهاً الى
امي التي
غذّتني من
حبها وربتني
من حبها وفارقتني
من حبها الى
امي التي
علّمتني كيف
اعيش واحيا وكيف
تموت لأحيا وكيف اموت واحيا إنّ
الكتاب الذي
بين يديك،
مجموعة من
الدروس
ألقيتها من
على شاشة
التلفاز
الإسلامي،
بعد أن تحسست
حاجة المرأة
العربية إلى
كثير من
الوعي في
تربية الطفل
وإعداد جيل
المستقبل...
كما وإنّ
افتقاد
المكتبة
العربية
للكتب التي
تتناول هذه
المواضيع
التربوية
حسب المنظار
الإسلامي،
دفعتني إلى
الكتابة في
هذه
المواضيع،
مراعية
اسلوباً
خاصاً ينسجم
وذوق المرأة...
ومستوى
مبسّطاً
يتلائم مع
المرأة. نسأل
الله أن
يتقبّل
مجهودنا
المتواضع،
ونبيّه
ووليّه
بالحقّ
وصالح
المؤمنين،
بأحسن
القبول إنّه
سميع مجيب. أم
أبرار جمادى
الأولى/ سنة 1412هـ. ما
هو الجواب؟ كيف
نحصل على
السعادة؟ كيف
نتخلّص من
الألم؟ الجميع
يسأل
باختلاف
ألوانهم
وأديانهم...
وتهمّهم
الإجابة
التي عليها
يتحدّد
سلوكهم
وحركتهم
وكدّهم... فهل
يكفي ان نأكل
ما نشتهيه
ونفعل ما
نريد حتّى
نحصل على
السعادة؟
وهل يكفى أن
لا نجوع ولا
نعرى حتّى
نتخلّص من
الألم؟ الجميع
يقول لا. فالسعادة
عند الجميع
ليست محصورة
في إشباع
حاجات البدن
والجسد... بل
تتعدّى إلى
إشباع
الحاجات
النفسية...
فما أسعدنا
حين تكون
يدنا مبسوطة
تلبّي حاجات
الفقير. وما
أبهجنا في
إيثارنا
غيرنا على
أنفسنا. إنَّ
سعادة النفس
هي الأساس في
سعادة البدن
وليس العكس...
فالزوجة حين
يغدق الزوج
عليها بما
تختار من
الأطعمة،
وما يحلو لها
من الملابس،
وما غلا من
الحلي،
ولكنّه لا
يسمعها
كلمات الحب،
ويخلو حديثه
من الكلمة
الحلوة...
مقابل أخرى
يتعذّب
جسدها في
خشونة العيش
لفقر زوجه
وقلّة ما
عنده ولكنّه
يغدقها
بالحبِّ
والعشق...
أنّنا لو
تخيّرنا بين
حياة
المرأتين
لفضّلنا
الثانية لما
فيها من
حلاوة مع
علمنا بعذاب
الجسد مقابل
الأخرى التي
يتنعّم
جسدها
وتتعذّب
نفسها... لأنّ
سعادة النفس
تطغى على
الجسد
وتريحه،
ولكن الجسد
حين يسعد لا
يؤثر على
إسعاد النفس
إلاّ بشكل
بسيط جداً...
ولذا أصبح من
الضروري
الإهتمام
بالنفس
ومعرفة
كيفية
الحصول على
سعادتها
وقايتها من
الألم. النفس
الإنسانية
وسعادتها
تمتلك
النفس
الإنسانية
نوعين من
الغرائز
مادية
ومعنوية،
وفائدتهما
لدفع
الإنسان نحو
النشاط
الفكري
والعملي...
فالغريزة
المادية
تدفعه نحو
تناول
الطعام وشرب
الماء
والهروب من
العدو وإلى
ممارسة
الجنس وإلى
كل نشاط
يشترك فيه مع
الحيوان...
أمّا
المعنوية
فتدفعه إلى
طلب العلم
وحبُّ الخير
والتضحية في
سبيل
الآخرين
وإلى كلّ
نشاط يميّزه
عن الحيوان. والغرائز
المادية
تنمو وتكبر
ولا تحتاج
إلى رعاية
واهتمام
لإنمائها...
وعلى صاحبها
أن يلزمها
حدّ
الإعتدال
فلا تضعف (الغريزة)
فيكون
مريضاً
موجعاً
كالّذي لا
يملك شهوة
نحو الطعام
أو الجنس،
وكذلك يجب
عدم تركها
تكبر وتخرج
عن حدّ
الاعتدال
فيكون
صاحبها
منهوماً
وشرهاً. أمّا
المعنوية
فهي لا تنمو
وتكبر إلاّ
برعاية
وعناية
بالغة، وليس
فيها حدّ
للإعتدال،
بل المطلوب
إنماؤها في
نفسه ولو
كانت به
خصاصة. ومن
خلال إلزام
الغرائز
المادية حدّ
الإعتدال
وإنماء
الغرائز
المعنوية
نحصل على
سعادتنا في
الحياة
الدنيا
والآخرة
ونتخلّص من
الألم
والعذاب
فيهما...
وتكون
بالتربية
الصحيحة
للنفس التي
عبّر رسولنا
الأكرم
محمّد(ص) عن
هذا العمل
بأنّه
الجهاد
الأكبر
مقابل جهاد
الأعداء. إنّ
تربية الطفل
تعني في
المنظور
الإسلامي
إنماء
الغرائز
المعنوية
والإهتمام
باعتدال
الغرائز
المادية...
فسعادة
الطفل
تتحقّق في
التعامل
الصحيح مع
نفسه وليس مع
جسده، بثوب
جميل يرتديه
أو حلي
يتزيّن بها
أو مظهر
جذّاب يحصل
عليه...
ويتخلّص
الطفل من
الألم حين
يمتلك
الوقاية من
الإصابة
بالأمراض
النفسية
كالغيرة
والعناد
والكذب...
ويجدر
بالوالدين
إمتلاك
الوعي
اتّجاه هذه
الحقيقة
التي جعلها
الإسلام من
الواجبات
عليهما (أم
وأب) لما
فيها من أثر
كبير على
المجتمع. أثر
التربية على
المجتمع
إنّ
أكثر
العظماء
الذين قضوا
حياتهم في
خدمة الناس،
كانوا نتاج
تربية صحيحة
تلقّوها في
صغرهم
فأثّرت على
صناعة
أنفسهم
فأصبحوا
عظماء بها...
والقرآن
الكريم حين
يحدّثنا في
أطول قصّة
جاءت فيه
تدور
أحداثها عن
الصراع
القائم
والدائم بين
الحقّ
والباطل...
ومن أبرز
الشخصيات
التي واجهت
الظلم بكلّ
أبعاده
وعناوينه هو
موسى(ع) الذي
جعله القرآن
رمزاً في
التحدّي
والمواجهة
للظاهرة
الفرعونية
على الأرض...
نجد أنّ
طفولته عليه
السّلام
كانت تحت
رعاية أم
وصلت من خلال
تربيتها
لنفسها إلى
درجة من
الكمال
الإنساني
أوصلها إلى
درجة أن يوحى
إليها: (وأوحينا
إلى أمّ موسى).
(القصص/7) ثم
تلقفته يد
أخرى لها
مكانة أيضاً
في مدارج
التكامل
الإنساني
وهي آسية
زوجة فرعون
التي تخلّت
عن كلّ ما
تحلم به
المرأة من
زينة ووجاهة
اجتماعية
مقابل
المبدأ
والحركة
الرسالية
وتعرّضت
لوحشية
فرعون الذي
نشر جسدها
بعد أن وتده
على لوحة
خشبية وهي
تدعو: (ربّ
ابن لي عندك
بيتاً في
الجنّة
ونجّني من
فرعون وعمله). (التحريم/11) وأصبحت
بذلك مثلاً
ضربه الله
للرجال
والنساء
المؤمنين: (وضرب
الله مثلاً
للذين آمنوا
امرأة فرعون).
(التحريم/11) وبالمقابل
نجد انّ أكثر
من يعيث في
الأرض
فساداً
أولئك الذين
وجدوا في
صغرهم أيادي
جاهلة تحيط
بهم...
وبمراجعة
بسيطة في
مزبلة
التأريخ
تلحظ طفولة
المجرمين
والطغاة
نساءاً
ورجالاً
قاسية جافّة
بسبب سوء
التعامل مع
النفس
البريئة. جاء
في الحديث
الشريف: (قلب
الحدث
كالأرض
الخالية، ما
ألقي فيها من
شيء قبلته).
(الوسائل/
باب 84) (بادروا
(احداثكم)
بالحديث قبل
أن تسبقكم
إليه
المرجئة).
(الوسائل/
باب 84) ومن
هذه المقدمة
ندرك أثر
التربية على
الطفل، حيث
تكون نفسيّة
الطفل
كالأرض
الخالية
التي تنبت ما
أُلقي فيها
من خير أو
شرّ يتلقّاه
الطفل من
والديه من
خلال
التعليم
والسلوك...
وضرورة
الإسراع في
إلقاء
مفاهيم
الخير في
نفسه الخصبة
قبل أن
يسبقنا إليه
المجتمع
ليزرع في
الأرض
الخالية من
أفكار أو
مفاهيم
خاطئة. الفرد
وتقويم
سلوكه
وتبقى
التربية في
الصغر
عاملاً
مؤثّراً على
سلوك الفرد
وليس حتمياً...
بمعنى إنّ
الفرد حين
يكبر
بإمكانه أن
يعدِّل
سلوكه وفكره
فيما لو
تلقّى تربية
خاطئة في
صغره... فله أن
يجتثّ في سنّ
الرشد أصول
الزرع
الشائك الذي
بذره
الوالدان في
نفسه صغيراً...
وبإمكانه أن
يذهب
العُقَدْ
التي
خلّفتها
التربية
الخاطئة
وليمحو
رواسبها. جاء
في الحديث
الشريف عن
الإمام
الصادق(ع): (إنّ
نطفة المؤمن
لتكون في صلب
المشرك فلا
يصيبها من
الشرّ شيء،
حتّى إذا صار
في رحم
المشركة لم
يصبها من
الشرّ شيء،
حتّى يجري
القلم).
(الكافي/
ج2) ويعني
(حتى يجري
القلم) هو
بلوغ الفرد
مرحلة الرشد
والتكليف.
فيكون
مسؤولاً عن
نفسه وعمله
ليحصل بذلك
على سعادته
وشقائه
باختياره
وإرادته. إنّ
المربي
الإسلامي
يلزم
الوالدين
بثلاث أنواع
من أساليب
التعامل
موزعة على
مراحل ثلاث
من حياة
الأبناء...
وينبغي
للوالدين
معرفة
وتوفير
حاجات
الأبناء في
كل مرحلة.
وهي باختصار
كالآتي: مراحل
تربية
الأبناء في
المنظور
الإسلامي: 1
ـ المرحلة
الأولى
وتمتد من عمر
1 ـ 7 سنوات. 2
ـ المرحلة
الثانية
وتمتد من عمر
7 ـ 14 سنة. 3
ـ المرحلة
الثالثة
وتمتد من عمر
14 ـ 21 سنة. المرحلة
الأولى وفي
المرحلة
الأولى
ينبغى من
الوالدين
التعامل مع
الطفل على
أساس حاجته
التي تتميّز
بـ: 1
ـ اللعب. 2
ـ السيادة. وكما
جاء في
النصوص
الشريفة، عن
النّبيّ(ص): (الولد
سيّد سبع
سنين...).
(بحار
الأنوار/ ج104) وعن
الصادق(ع): (دع
ابنك يلعب
سبع سنين...).
(بحار
الأنوار/ ج104) وعن
الصادق(ع)
أيضاً: (اهمل
صبيّك تأتي
عليه ست سنين..). ولعب
الطفل التي
تتحدّث عنه
الرواية
تعنى عدم
إلزامه
بالعمل فيما
يتعلّم من
والديه...
وسيادته
تعنى قبول
أوامره دون
الأئتمار
بما يطلبه
الوالدان...
أمّا اهماله
فهو النهي عن
عقوبته...
فهذه
المرحلة
تكون نفسيه
الطفل بيد
والديه
كالأرض
الخصبة بيد
الفلاّح
تتلقّف كل ما
يبذر فيها من
خير أو شرّ. (قلب
الحدث
كالأرض
الخالية، ما
أُلقي فيها
من شيء قبلته). وسوف
نتحدّث عن
هذه المرحلة
لأهمّيتها
بتفصيل أكثر
فيما بعد. المرحلة
الثانية والمرحلة
الثانية من
عمر الطفل
يجدر
بالوالدين
التعامل مع
الطفل على
أساس: 1
ـ عبودية
الطفل. 2
ـ ادب الطفل. فقد
جاء في
النصوص
الشريفة: عن
النّبي(ص): (الولد
سيد سبع
سنين، وعبد
سبع سنين...). وعن
الصادق(ع): (دع
ابنك يلعب
سبع سنين،
ويؤدّب
سبعاً...). وعنه
أيضاً: (اهمل
صبيّك تأتي
عليه ست
سنين، ثمّ
أدّبه في ست
سنين). وعبوديّة
الطفل تعني
طاعة والديه
فيما تعلّم
منهم في
المرحلة
الأولى،
وأدّبه تعني
إلتزامه
بالنظام
وتحمّله
للمسؤولية،
وهذه
المرحلة
بالنسبة
للوالدين
تشبه عند
الفلاّح وقت
نمو الزرع
الذي بذره
وظهور الثمر. المرحلة
الثالثة والمرحلة
الثالثة
تختلف عن
الثانية في
أنّ الأبناء
أصبحوا في
المستوى
الذي
يؤهّلهم
لإتّخاذ
مناصبهم في
الأسرة...
فالولد (ذكر
أو أنثى) في
هذه المرحلة: 1
ـ وزير
لوالديه. مستشار
لهم. فقد
جاء في
الحديث
الشريف، عن
النّبي(ص): (الولد
سيّد سبع
سنين وعبد
سبع سنين،
ووزير سبع
سنين). وعن
الصادق(ع): (دع
ابنك يلعب
سبع سنين
ويؤدّب
سبعاً،
والزمه نفسك
سبع سنين فإن
أفلح وإلاّ
فإنّه لا خير
فيه). وعنه
أيضاً(ع): (اهمل
صبيّك تأتي
عليه ست سنين
ثمّ أدّبه في
الكتاب ست
سنين، ثمّ
ضمّه إليك
سبع سنين
فأدّبه
بأدبك فإن
قبل وصلح
وإلاّ فخلّ
عنه). ففي
هذه المرحلة
يكون الولد(ذكراً
أو أنثى)
كالنّبات
الذي حان وقت
قطف ثماره...
فهو وزير
لوالديه
كالثمر
للفلاّح،
ووزير الملك
الذي يحمل
ثقله ويعينه
برأيه. (مجمع
البحرين
مادة وزر) ولقد
دعاء موسى(ع)
ربّه أن يكون
له وزير في
مهمّته
الصعبة: (واجعل
لي وزيراً من
أهلي).
(طه/29) ثمّ
إنّ الزام
الوالدين
للولد في هذه
المرحلة
وضمّه
إليهما كما
جاء في
النصوص
الشريفة
تعني كونه
مستشاراً
لهم، الأمر
الذي يفترض
قربه ودنوّه
من والديه...
أمّا إن كان
الود (ذكراً
أو أنثى) في
هذه المرحلة
غير مؤهّل
لهذا المنصب
في الوزارة
والإستشارة...
فهذا يرجع
إلى سوء
التعامل معه
في الصغر...
فعدم جودة
الثمرة يرجع
إلى البذرة
لا إلى
التربة
الخصبة،
كذلك نفسيّة
الطفل التي
تنبت ما بذر
فيها... ولا
علاج لهذه
الثمرة
الرديئة ولا
ينفع الأدب
معها، وهو ما
تشير إليه
الرواية (فخلّ
سبيله) أو (فإنه
لا خير فيه). وفي هذا الكتاب نستعرض حياة الطفل للمرحلة الأولى والثانية... تاركين المرحلة الثالثة إلى فرصة أخرى... حيث نشير من خلال أسئلة الأمّهات إلى التعامل الصحيح أو الخاطئ مع الطفل. |
|