:الموضوع |
الدرس
السابع عشر فضيلة
الدعاء (3) كان
البحث حول فضيلة الدعاء والمناجاة مع
الله سبحانه، وقد تقدم الكلام فيه. وهناك
سؤال حول هذا البحث تتوفر في هذا الدرس
للإجابة عليه: والسؤال
هو: يقول الله تعالى: (ادعوني
استجب لكم)(1) إذن
فلماذا ندعو فلا يستجاب لنا؟ جاء
رجل إلى الإمام الصادق (ع) وقال: آيتان في
القرآن لا أعرف معناهما، أحداهما قوله
تعالى: (ادعوني استجب لكم) فاني مهما دعوت
لم يستجب لي، فقال (ع): إنّ الله لا يخلف
وعده. ولكن للدعاء طريق وطريقه أن تبتعد
عن الذنوب، فإذا كان الدعاء توأماً مع
الذنب فانّ ذلك الذنب يمنع من إجابة
الدعاء. ونقرأ
في ليالي الجمعة في دعاء كميل: "اللهم
اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء" أي
أن الذنب يمنع من وصول الدعاء إلى الحضرة
الربوبية، يمنع الدعاء من الوصول إلى
السماء الأولى فكيف يصل إلى الحضرة
الربوبية. ويقول
الإمام الصادق (ع): لا تذنب وحينئذٍ ترى
كيف يستجاب دعاؤك. والآية الثانية التي
سأل الإمام عنها فهي قوله تعالى: (وما
أنفقتم من شيء فهو يخلفه)(2)
يعني إذا تصدقتم فان الله سيعوضكم، وإذا
أخرجتم الخمس من أموالكم فان الله يعوض
لكم ذلك. يقول
أحد أصدقائي: في نفس اليوم الذي أخرج فيه
الخمس من أموالي يأتيني ما يساويها. وفي
مرة أخرجت الخمس صباحاً ولكن لم يدخلني
في صباح ذلك اليوم شيئاً فتعجبت من ذلك
ولكن في عصر ذلك اليوم دخلني ضعف ما أعطيت. سُئل
الإمام (ع): يا بن رسول الله اني أنفق
الكثير من أموالي ولكن الله لم يعوضني
شيئاً. فقال الإمام (ع): أفيخلف الله وعده؟
فقال لا ولكن لا أفهم معنى هذه الآية:
فقال (ع): انفق من طريق الحلال وإذا لم
تُعوض فحينئذٍ. وعندما
يكون المال مال شبهة وملوثاً وقد حصل عن
طريق الغلاء والاحتكار والربا والرشوة
وأخيراً من طريق الحرام فانه لم ينفق في
الحقيقة. وإذا كان الانفاق من ماله
الواقعي فان الله تعالى حتماً سيخلفه. حفرت
زبيدة زوجة الملعون هارون الرشيد قناة
على بعد ستة فراسخ من مكة لجلب الماء إلى
مكة، ومنذ ألف عام إلى الآن لم تجف هذه
القناة. وماء زمزم من تلك القناة، وقد
شوهدت زبيدة في عالم الرؤيا بحال سيّئ.
فقيل لها: ان حالك كان ينبغي أن يكون أفضل
لهذا العمل الكبير الذي أنجزتيه. فتحسرت
وقالت: لم أعط ثواباً على حفر تلك القناة
لأنه كان من أموال المسلمين، كان من بيت
مال المسلمين، وقد أعطى الله ثوابه إلى
اصحاب المال الأصليين. وبعضهم
يأكل أموال الناس بالباطل ويقرأ مجالس
التعزية. حسناً، ان قراءته لمجالس
التعزية تصير إلى الناس ولا يستطيع هو ان
يأخذ ثوابه من الإمام الحسين (ع). يجمع
المال من طريق الحرام ثم يذهب إلى مشهد
الإمام الرضا (ع)، ويبقى عشرة أيام هناك.
يذهب إلى رأس قبر الإمام الرضا (ع) ويبكي
وينتحب. ولكن لا خير، ثم يشتكي من الإمام
الثامن انه لماذا لم يعطني جوابي. أيها
السيد بمال من ذهبت إلى هناك؟ إذ لا يجوز
الذهاب إلى مشهد بمال الغير ومن ثم نيل
الإجابة والمراد. ان الإمام الرضا (ع)
يعرض بوجهه عنك حين يراك، لا تقل لماذا لا
يستجاب دعائي. اذهبوا وانظروا أولاً هل
امتلأت بطونكم من الحرام أو لا؟ وهل توجد
الغيبة في منازلكم أم لا؟ كم توجه من
التهم للمؤمنين؟ وهل النميمية والدس
موجودان بين الزوجة والحماة كثيراً أم
لا؟ عندما تكون الذنوب كثيرة في البيت
فان الدعاء لا يستجاب تذهب المرأة إلى
مشهد بقميص بلا أكمام. وجوارب تحكي عن
بدنها ويصطدم بدنها بالناس لكي تصل يدها
إلى الضريح. وفي ذلك الوقت سيعرض الإمام (ع)
بوجهه عنها، تبكي وتنحب ولكن دعاءها غير
مستجاب. فيا ليتها لم تذهب إلى مشهد
بوضعها هذا. افيمكن حين تأتي إلى حرم
الإمام (ع) بالجوارب التي تحكي بدنها
والملابس التي تحكي بدنها وحين تضرب
ببدنها غير المحارم ان يستجيب الله
دعاءها؟ وعندما
تأتي إلى حرم السيدة المعصومة (ع) ويرى
وجهها المزين في الشارع ألف من غير
محارمها من الرجال، وتتوقع في ذلك الوقت
قضاء حاجتها؟ من المعلوم أنها لا تقضى.
أرجو منكم على الأقل أن لا تعتبوا على
الله. (شعر): كل
ما يحصل هو من عدم استقامتنا وإلا لكان
لكل زياراتنا ثمر وحساب. الإمام
الرضا والسيدة المعصومة (ع) حاضران لقضاء
الحوائج. وبنظرة لطف واحدة منهما ينقلان
العالم من هذه الجهة إلى تلك الجهة. ولكن
لا تؤلموا قلب الإمام الرضا (ع). ولا
تكونوا كحشرة النحل التي تلدغ بدن السيدة
المعصومة (ع) لتقضي حوائجكم. الصفات
الرذيلة مانع آخر من استجابة الدعاء حيث
لا تدع الدعاء يرتفع إلى أعلى. إذا أغلقتم
فوهة قنينة وألقيتم بها في البحر فان
قطرة واحدة لا تدخل القنينة، ولكن إذا
تركتم فوهة القنينة مفتوحة فانها ستمتلئ
من الماء خلال مدة قصيرة، لأن فوهتها
كانت مفتوحة وقلب الإنسان كذلك. فهنيئاً
للقلب المفتوح. (أفمن
شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه
فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله)(3). فذلك
القلب البعيد عن الرذيلة هو قلب مفتوح،
ويدخل إليه نور الله. وأما ذلك القلب
الأسود الذي أغلقت الرذيلة بابه وإن كان
نور الله منتشراً في كل مكان ورحمة الله
في كل مكان ولكن الرحمة لا تدخل في قنينة
ذلك القلب. وهذا ليس قصوراً في رحمة الله
بل تقصير الفوهة المسدودة لقنينة قلوبنا. افتح
باب قلبك فان رحمة الله ستدخلها، وحينئذٍ
تدعو فيستجاب لك وأما القلب المملوء
حسداً، والمملوء حقداً حتى لأمه أو أخته،
فهو حسود إلى درجة لا يستطيع ان يرى اخته
ثرية، وبخيل إلى درجة أنه لا يصل أخته
الفقيرة، فهذه القنينة بابها مغلق، وإذا
قال ألف مرة يا الله فان رحمة الله لا
تدخلها. (شعر): اغتسل
ثم اقصد نحو الخرابات لئلا يتلوث هذا
الدير منك. فإذا
نظف الإنسان قلبه وذهب إلى بيت الله وقال
يا الله، فان "يا الله" هذه نور يدخل
قلبه، أي أن دعاءه سيكون مستجاباً. ـ
التوسل بالمعصومين (ع) شرط إجابة الدعاء: الدعاء
بلا توسل لا يؤدي إلى نتيجة. فمثلاً لو
أردت أن أتحدث إليكم من خلف مكبر الصوت (المايكرفون)
وأنتم أيضاً تستمعون، ولكن لم نتوسل
بالكهرباء ولم نتوسل بمكبر الصوت فمن
البديهي أنه لا يحصل شيء. وإذا لم يكن
راديو قم موجوداً فان صوتي لا يصل إليكم
يا أهل قم، فهذا الراديو واسطة بيني
وبينكم. والنبي
الأكرم والأئمة الطاهرون (ع) وسائط الفيض
لهذا العالم، وحتى لو كان هذا الفيض هو
تنفسي وتنفسكم، فان هذا التنفس هو بواسطة
النبي الأكرم والزهراء والأئمة الطاهرين
(ع). وقد طرح هذا الموضوع القرآن
والروايات. فهذه الزيارة الجامعة زيارة
عالية جداً. أوصي وخاصة أصحاب الحاجات أن
يقرأوا هذه الزيارة أربعين يوماً فان
حوائجهم ستقضى فوراً مهما كانت هذه
الحوائج، اقرأوا هذه الزيارة الجامعة
للأئمة الطاهرين متزلفين، وهناك في
أواخر هذه الزيارة جملة تعلمنا كيف ندعو
تقول: "بكم
يفتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث
وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا
بإذنه وبكم ينفس الهم ويكشف الضر". أي
أن عالم الوجود بواسطة النبي وفاطمة
الزهراء والأئمة الطاهرين (ع). وعالم
الوجود يعني جميع السماوات والأرض وما
بينهما. "وبكم ينزل الغيث" أي إذا
نزل المطر فهو بواسطتكم. وإذا جاءتنا
نعمة فهي بواسطتكم. وإذا
كنا نتمتع بنعمة السلامة ونعمة العقل فهي
بواسطتكم. وكل نعمة ظاهرة وباطنة تأتينا
من جانب الحق سبحانه فهي بواسطتكم. (وبكم
يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه). سيدي
يا إمام الزمان بواسطتكم استقرت هذه
الأرض. وإذا كانت هناك جنة فهي من نور
الزهراء. وإذا كانت هناك نعمة في هذه
الدنيا فان الإمام الحسين (ع) هو واسطة
فيضها، والآن ولي العصر عجل الله فرجه
الشريف، كذلك ولهذا نسميه بقطب عالم
الإمكان، ومحور عالم الوجود. والواسطة
بين الغيب والشهود. "وبكم
ينفس الهم ويكشف الضر". وإذا
أزيل هم وغم عن قلب شخص فهو بواسطتكم.
وإذا رفع بلاء أو مصيبة عن أحد فسببه أنتم.
والشخص المتبلى يجب أن ينادي: يا سيدي يا
إمام الزمان. ومن كانت له حاجة عليه أن
يقول: يا حسين يا علي: ويتقدم متوسلاً
ويطلب حاجته من الله. ربما
تكون المصلحة في عدم إجابة الدعاء: وبحث
آخر هو أن الله سبحانه يفعل وفق المصلحة
فإذا كان في الشيء مصلحة فان ربّ
العالمين يوجده. وإذا لم يكن في الشيء
مصلحة فليس من المعقول إيجاده، لأنه خلاف
الحكمة والله حكيم. إذا كان الأمر كذلك
فربما يرى رب العالمين المصلحة في شيء
فيعطيه من غير دعاء، وربما تكون المصلحة
في أن يعطيك الله ما تريد ولكن مع الدعاء،
ولكن ربما لا تكون هنالك مصلحة في أن
يعطيك الله شيئاً، ومهما تدعو حينئذٍ فلا
يستجاب لك كالطفل المصاب بالزكام
والبطيخ مضر بصحته ولكنه يصر ويبكي يريد
البطيخ، فقلبك يتألم عليه ولكنك لا ترى
مصلحة في إعطائه منه. ولكي
يتركز هذا الموضوع فقد بين القرآن الشريف
قضية الخضر. وهذه القضية مهمة جداً وهي
عرفانية وفلسفية بينت في آخر سورة الكهف،
يقول الإمام قدس سره: لقد
حلت هذه الآيات جميع المسائل الإسلامية
الدقيقة: مسألة القضاء والقدر، الجبر
والتفويض، مسألة البداء، كيفية نسبة
الحدوث للقدم. والقضية
هي قتل الخضر للصبي، واعتراض موسى عليه:
لماذا قتلت هذا الصبي بلا سبب فأجاب
الخضر: قتلت الصبي لأنه عندما يكبر سيكفر
وتكون له سلطة على أمه وأبيه فيجعلهما
كافرين، فأراد الله أن يبدلهما بولد صالح.
وقد ورد في الروايات: "أبدلهما الله عز
وجل بـه جـارية ولدت سبعين نبياً"(4). كان
ثعلبة أحد أصحاب النبي الأكرم (ص)، لم يكن
رجلاً سيئاً ولكن عاقبته لم تكن على خير.
جاء إلى النبي الأكرم (ص) وقال: يا رسول
الله ان قلبي يشتهي أن أملك شاة. فأخبره
النبي بعدم صلاح ذلك له وأمره بالمواظبة
على عبادته. ولكنه أصر ولم يعبأ بنصيحة
النبي. فأعطاه النبي (ص) شاة وجعل الله
تعالى فيها البركة فصارت الواحدة اثنتين
والاثنتان أربعاً وبعد عدة سنين صار
قطيعاً. وكلما كانت تزداد شياهه كان يقلل
مجيئه إلى صلاة الجماعة، فكان يأتي
أحياناً وأخرى لا يأتي (مثل الناس
المشغولين بالدنيا الذين لا يأتون إلى
المسجد إلا قليلاً) وكان النبي يذكر
أحياناً: يا ثعلبة كأن الدنيا أخذتك. ثم
ازدادت غنمه فانتقل إلى خارج المدينة
وذهبت من يده الصلاة والمسجد والمحراب
حتى نزلت آية الصدقة: (خذ
من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها
وصلِّ عليهم ان صلاتك سكن لهم)(5). وأرسل
النبي الأكرم (ص) إلى ثعلبة شخصين أو
ثلاثة ليأخذوا منه الزكاة، وعندما حسب
ثعلبة وجد أنه يجب عليه أن يعطي زكاة
كثيرة. فقال لهم: إني سأذهب إلى النبي.
فأرسل له النبي أشخاصاً آخرين مرتين
لجباية الزكاة فلم يخرجها أيضاً. وقال في
المرة الثالثة: ان هذه الزكاة كالجزية
التي تؤخذ من النصارى، أفيريد النبي أن
يؤخذ منا جزية كما يأخذ منهم، إذن فما هو
الفرق بين المسلمين والنصارى؟ وأخبر
النبي (ص) بما قاله ثعلبة، فتأذى من ذلك.
ثم التفت ثعلبة إلى سوء ما قاله فجاء إلى
النبي وقال: يا رسول الله لقد أخطأت. ولكن
النبي أعرض عنه حتى ارتحل (ص) عن هذه
الدنيا. ثم تغيرت الأمور فلم يستطع أبو
بكر أيضاً أن يأخذ الزكاة منه، جاء ليعطي
فلم يقدر. ولم يستطع عمر أيضاً أن يأخذ
منه الزكاة، حتى جاء عثمان فأخذ الزكاة
منه. ماذا
تبين لنا هذه القضية؟ نحن لا نقتنع فالآن
أيها الشاب أمن الأفضل أن لا يستجيب الله
دعاءك أم يستجيب ولكن تكون عاقبة أمرك
إلى سوء كثعلبة؟ إذا أزيحت الستائر
حينئذٍ نعلم الحقيقة ومهما ازداد فانه
يبقى في مقابل جهلنا كنقطة في بحر. وحينما
ينكشف الغطاء يعلم ما الخبر. وأولئك
الذين ارتفعت عنهم الحجب بمقدار قليل
عندما يريدون ان يدعوا يقولون: إذا كنت
تعلم فيه مصلحة فاستجب لنا. أحياناً
ترى شاباً يواظب على الدعاء من أجل تحسين
وضعه المادي. ويستجيب الله تعالى له
دعاءه ويصبح هذا الشاب ثرياً، ولكنه لا
يعطي الخمس. وعندما لا يعطي الخمس ماذا
سيكون؟ يذهب من الدنيا حين الموت مع بغض
أمير المؤمنين (ع). فهل هذا هو الأفضل له
أم يبقى فقيراً؟ لا تعتبوا على الله. إذا
كانت هناك مصلحة في أن يعطيكم شيئاً عن
طريق الدعاء فانه يعطيكم ذلك. وجملة
أخرى هي أن الدعاء سوف لن يكون بلا نتيجة.
أي أنه في نفس الوقت الذي ليس من المصلحة
ان يعطيك ما دعوت به لكنه يعطيك بدله. أي
انه ليس من المصلحة ان يعطيك بيتاً
مستقلاً ولكن يجعل عاقبتك على خير. وقد لا
تستفيد من توبتك الخير الذي تريد لكنها
تجعل عاقبتك خيراً. قد
تصرخ وتستغيث من اجل أداء القرض الذي
يكون في ذمتك ولكن لا يكون من المصلحة أن
تبقى بلا قرض. ومهما دعوت فلا يستجاب لك.
ولكن بدلاً من ذلك فان الله تعالى يهبك
ولداً صالحاً، أو إذا لم يكن من المصلحة
أن يستجاب دعاؤك في الدنيا أو إعطاء
البدل، فإن الله عز وجل يعطيك عوضه في يوم
القيامة ونقرأ في الروايات أن كل من لم
يستجب دعاؤه، كان فقيراً واكتوى بنار
فقره في الدنيا حتى مات. فان الله سبحانه
يعطيه شيئاً إلى حد أنه يقول يا ليتني لم
يستجب لي دعاء في الدنيا لأجزى اليوم
بثواب أعظم(6). وكتب
الشهيد في "مسكن الفؤاد" يقول: كانت
هناك امرأة تطرح في كل سنة جنيناً، وقد
أسقطت عشرة أطفال تقريباً، وفي ليلة ناجت
الله تعالى قائلة: إلهي لقد ولدت عشرة
أطفال ولكن ليس عندي منهم طفل. وعاتبت
الله قليلاً. فرأت تلك المرأة في الليل
مناماً كأنها تريد أن تدخل قصراً جميلاً
جداً ولكن لم يسمح لها بذلك وقيل لها: ان
هذا القصر لك ولكن بعد الموت لا الآن.
وقال لها حارس القصر. ان الله تعالى قد
خلق هذا القصر لك بسبب المشاق التي
تحملتيها. فسرت المرأة كثيراً حينما سمعت
هذا الكلام، واستيقظت من نومها فوراً وهي
مسرورة. يقول المرحوم الشهيد: حينما
استيقظت هذه المرأة من نومها مسرورة قالت:
إلهي إني على استعداد ان اسقط في كل سنة
مرتين أو ثلاثة. نحن
غير ملتفتين وإلا لقلنا يا ليتنا لم
يستجب لنا دعاء أصلاً ليكون ثوابنا أعظم
في يوم القيامة. أو نقول في يوم القيامة:
إلهنا ليتنا كانت مصائبنا في الدنيا أكثر
أو بلاؤنا في الدنيا أكثر. (شعر): كل
من كان مقرباً أكثر إلى هذه العتبة
يسقونه كؤوساً من البلاء أكثر. الهوامش: (1)
سورة
غافر، الآية: 60. (2)
سورة
سبأ، الآية: 39. (3)
سورة
الزمر، الآية: 22. (4)
وسائل
الشيعة: ج5 ص102 ح4. (5)
التوبة،
الآية: 103. (6)
الأنوار: ج90 ص374 ـ 375.
|