الفصل
العاشر
في
طريق تحصيل
حضور القلب
اذا
عرفت الآن
فضيلة حضور
القلب
وخواصّه
عقلا ونقلا
وفهمت
الاضرار
الكبيرة في
تركه فلا
يكفي العلم
وحده بل يجعل
الحجة عليك
أتمّ، فشمّر
عن ذيل
الهمّة وكن
في صدد تحصيل
ما علمته
وأخرج علمك
إلى مرحلة
العمل كي
تستفيد منه
وتربح فتفكر
قليلا في أن
قبول الصلاة
شرط لقبول
سائر
الاعمال
بحسب أحاديث
أهل بيت
العصمة
عليهم
السلام
الذين هم
معادن الوحي
وإنّ
أقوالهم
وعلومهم من
الوحي
الالهي
والكشف
المحمّدي
صلى الله
عليه وآله
وسلم وان
الصلاة إذا
لم تكن
مقبولة فلا
ينظر إلى
سائر
الاعمال
أصلا وإن
قبول الصلاة
بإقبال
القلب فلو لم
تكن الصلاة
مشتملة عليه
فهي ساقطة من
درجة
الاعتبار
ولا تليق
بمحضر الحق
تعالى ولا
تقبل كما علم
ذلك من
الاحاديث
السابقة
فمفتاح
خزينة
الأعمال
وباب أبواب
جميع
السعادات
حضور القلب
فيه يفتح باب
السعادة
للإنسان ومن
دونه تسقط
جميع
العبادات من
درجة
الاعتبار.
فالآن تفكّر
قليلا بنظر
الاعتبار
وانظر بعين
البصيرة
أهمية
المقام
وعظمة
الموقف وقم
بالامر بجدّ
تامّ فإن
مفتاح باب
السعادة
وأبواب
الجنة
ومفتاح باب
الشقاوة
جهنم لفي
جيبك في هذه
الدنيا
فتستطيع أن
تفتح أبواب
الجنة
والسعادة
لنفسك
وتستطيع أن
تكون على
خلاف ذلك
فزمام الأمر
بيدك ولله
الحجة
البالغة قد
هدى سبيل
السعادة
والشقاوة
وأعطى
التوفيقات
الظاهرية
والباطنية
فما منه
تعالى ومن
أوليائه فقد
تمّ وانمّا
الآن فرصتنا
في الإقدام
فإنهم
الهادون إلى
الطريق ونحن
السائرون
فيه إنهم
قضوا ما
عليهم على
الوجه
الاحسن ولم
يتركوا لنا
عذرا ولم
يقصّروا ولو
لمحة فانتبه
أنت أيضاً من
نومك واطْوِ
طريق
السعادة
واستفد من
عمرك وقوّتك
فإن الوقت
إذا انقضى
وفاتك العمر
الحاضر و
الشباب
الموجود
وفقدت كنز
القدرة
والقوة فلا
ينجبر أبدا
فإن كنت الآن
في عهد
الشباب فلا
تؤخر أمرك
إلى الشيب
فإن للشيب
مصائب لا
يعلمها إلا
الشيب وأنت
في غفلة
عنها، ان
الاصلاح في
حال الشيب
والضعف لمن
الامور
الصعبة جدا،
وان كنت
شايبا فلا
تدع بقية
العمر تفوت
منك فإنك
مادمت في هذا
العالم فلك
طريق إلى
السعادة ولك
منها باب
مفتوح فلا
سمح الله إذا
أغلق هذا
الباب
وانسدّ هذا
الطريق
فيخرج زمام
الاختيار من
يدك ولا يبقى
لك نصيب سوى
الحسرة
والندامة
والأسف على
ما مضى من
أمرك.
فأنت
أيها العزيز
ان كنت تؤمن
بما ذكر بما
أنه قول
الأنبياء
عليهم
السلام
وهيّأت نفسك
لتحصيل
السعادة
وسفر الآخرة
وعلمت بلزوم
حضور القلب
الذي هو
مفتاح كنز
السعادة
فطريق
تحصيله أن
ترفع أولا
موانع حضور
القلب
وتنحّي
الاشواك عن
طريق السلوك
بجذورها
وبعد رفع
الموانع
تقدم على
تحصيل حضور
القلب.
أما
موانع حضور
القلب في
العبادات
فهي تشتّت
الخواطر
وكثرة
الواردات
القلبية
وهذه ربما
تحصل من
الامور
الخارجية
ومن طرق
الحواس
الظاهرية
مثل أن يسمع
في حال
العبادة
شيئا يتعلق
الضمير به
ويكون مبدأ
للتخيلات
والتفكرات
الباطنية
وتتصرف فيه
الواهمة
والمتصرفة
فيطير
الخيال من
غصن إلى غصن.
أو
أن عين
الانسان ترى
شيئا ويكون
منشأ تشتّت
الخاطر
وتصرُّف
المتصرفة أو
أن سائر حواس
الانسان
تدرك شيئا
فتحصل منه
انتقالات
خيالية.
وطريق علاج
هذه الامور،
وان كان
العلماء
ذكروا أن
العلاج هو
رفع هذه
الاسباب مثل
أن يصلي
الانسان في
غرفة مظلمة
أو مكان خال
ويغضّ عينه
ولا يصلي في
المواضع
التي تجلب
النظر كما
نقله الشهيد
السعيد (هو
الشيخ الأجل
زين الدين بن
نور الدين
علي بن أحمد
بن جمال
الدين بن تقي
بن صالح بن
مشرف
العاملي
الجبعي أمره
في الثقة
والجلالة
والعلم
والفضل
والزهد
والعبادة
والورع
والتحقيق
والتبحّر
وجميع
الفضائل
والكمالات
أشهر من أن
يذكر.
ومحاسنه
وأوصافه
الحميدة
أكثر من أن
تحصر وُلِد
الشيخ زين
الدين ثالث
عشر شوال سنة
911 (ظيا) وختم
القرآن
وعمره تسع
سنين وقرأ
على والده
العربية
وتوفي والده
سنة 925 (ظكه)
وعمره اذ ذاك
اربع عشرة
سنة وارتحل
إلى ميس وهو
أول رحلته
فقرأ على
الشيخ
الجليل علي
بن عبد
العالي
الميسي
الشرايع
والارشاد
وأكثر
القواعد. وله
قدّس سرّه
رحلات إلى
كرك و إلى
جبع و إلى
دمشق ثم
الرجوع إلى
جبع والرحلة
منها إلى
دمشق يريد
مصر فسافر
إلى مصر يوم
الأحد منتصف
ربيع الأول
سنة 942 واتفق
له في الطريق
ألطاف خفية
وكرامات
جليّة ذكرها
تلميذه ابن
العودي. ودخل
مصر بعد شهر
من خروجه
واشتغل على
جماعة منهم
الشيخ ابو
الحسن
البكري صاحب
كتاب
الأنوار في
مولد النبي
صلى الله
عليه وآله،
ثم ارتحل إلى
الحجاز في
شوال 923، ولما
قضي مناسكه
زار النبي
صلى الله
عليه وآله
وقد وعده
بالخير في
المنام بمصر
ثم ارتحل إلى
بلده جبع في
صفر سنة 944
واقام بها
إلى سنة 946
وتوشح ببرد
الاجتهاد
الا أنه بالغ
في كتمان
أمره إلى أن
أقام ببعلبك
بعد رحلات
سنة 953 يدرس في
المذاهب
الخمسة
واشتهر أمره
وصار مرجع
الانام
ومفتي كل
فرقة بما
يوافق
مذهبها وصار
أهل البلد
كلّهم في
انقياده
ورجعت إليه
الفضلاء من
أقاصي
البلاد ثم
انتقل بعد
خمس سنين إلى
بلده، بنيّة
المفارقة
وأقام في
بلده مشتغلا
بالتدريس
والتصنيف.
ومصنفاته
كثيرة
مشهورة
أولها الروض
وآخرها
الروضة.
ألّفها في
ستة أشهر
وستة أيام
وكان غالب
الايام يكتب
كراسا ومن
عجيب أمره
انه كان يكتب
بغمسة واحدة
في الدواة
عشرين أو
ثلاثين سطرا
وخلّف ألفَي
كتاب منها
مئتا كتاب
كانت بخطه
الشريف من
مؤلفاته
وغيرها مع
أنه قال
تلميذه
الشيخ محمد
بن علي بن
الحسن
العودي
الجزيني في
رسالة (بغية
المريد في
أحوال شيخه
الشهيد):
ولقد شاهدت
منه سنة وردي
إلى خدمته
انه كان ينقل
الحطب في
الليل
لعياله
ويصلّي
الصبح في
المسجد
ويجلس
للتدريس
والبحث
كالبحر
الزاخر
ويأتي
بمباحث غفل
عنها
الأوائل
والأواخر.
وذكر أنه (ره)
كان يتعلطى
جميع
مهمّاته
بقلبه وبدنه
مضافا إلى
مهمّات
الواردين
ومصالح
الضيوف
المتردّدين
اليه مع أنه
كان غالب
الزمان في
الخوف
الموجب
لاتلاف
النفس
والتستّر
والاخفاء
الذي لا يسع
الانسان أن
يفكّر معه في
مسألة من
الضروريات
البديهية.
ولمّا كان في
سنة 965 وهو في
سن اربع
وخمسين
ترافع اليه
رجلان فحكم
لاحدهما على
الاخر فذهب
المحكوم
عليه إلى
قاضي صيدا
واسمه معروف
وكان الشيخ
مشغولا
بتأليف شرح
اللمعة
فأرسل
القاضي إلى
جبع من يطلبه
وكان مقيما
في كرم له
مدة منفردا
عن البلدة
متفرّغا
للتأليف،
فقال بعض اهل
البلد قد
سافر عنا منذ
مدّة فخطر
ببال الشيخ
ان يسافر إلى
الحج. وكان
قد حج مرارا
لكنه قصد
الاختفاء
فسافر في
محمل مغطّى
وكتب القاضي
إلى السلطان
انه قد وجد
ببلاد الشام
رجل مبدع
خارج عن
المذاهب
الاربعة
فأرسل
السلطان في
طلب الشيخ
فقبض عليه،
وروي أنه كان
في المسجد
الحرام بعد
فراغه من
صلاة العصر
وأخرجوه إلى
بعض دور مكة
وبقي هناك
محبوسا شهرا
وعشرة أيام
ثم ساروا به
على طريق
البحر إلى
قسطنطنّية
وقتلوه بها
وبقي مطروحا
ثلاثة أيام
ثم ألقوا
جسده الشريف
في البحر.
وفي
رواية ابن
العودي
قتلوه في
مكان من ساحل
البحر وكان
هناك جماعة
من
التركمان،
فرأوا في تلك
الليلة
أنوار تنزل
من السماء
وتصعد
فدفنوه هناك
وبنوا عليه
قبة وحُمل
رأسه إلى
السلطان
وسعى السيد
عبد الرحيم
العباسي في
قتل فقتله
السلطان.
وحكي
عن شيخنا
البهائي (ره)
قال أخبرني
والدي أنه
دخل في صبيحة
بعض الأيام
على شيخنا
الشهيد
المعظّم
فوجده
متفكّرا
فسأله عن سبب
تفكره فقال
يا أخي أظن
أن أكون ثاني
الشهيدين
لأني رأيت
البارحة في
المنام ان
السيد
المرتضى علم
الهدى رضي
الله عنه عمل
ضيافة جمع
فيها
العلماء
الامامية
بأجمعهم في
بيت فلمّا
دخلت عليهم
قام السيد
المرتضي
ورحّب بي
وقال لي يا
فلان اجلس
بجنب الشيخ
الشهيد
فجلست بجنبه
فلما استوى
بنا المجلس
انتبهت.
ومنامي هذا
دليل ظاهر
على أني أكون
تالياً له في
الشهادة.
(انتهى).
قيل
في تاريخ
وفاته:
تاريخ
وفاة ذلك
الأوّاه
الجنة
مستقرة
والله)
رضوان
الله عليه
حيث قال: "
كان
المتعبدون
يتعبدون في
بيت صغير
مظلم سعته
بقدر ما يمكن
الصلاة فيه
ليكون أجمع
للهمّ " ولكن
من المعلوم
أن هذا لا
يرفع المانع
ولا يقلع
المادة لان
العمدة هي
تصرّف
الخيال فإن
الخيال يعمل
عمله بحصول
منشأ جزئي له
بل ربما يكون
تصرف الخيال
والواهمة في
البيت
المظلم
والصغير وفي
حال الوحدة
أكثر،
ويتمسكان
لاجل
الدعابة
واللهو
بمبادئ اخرى
فيتوقف
حينئذ قلع
المادة
بالكلية على
اصلاح
الخيال
والوهم ونحن
نشير بعد ذلك
إليه. نعم
هذا النحو من
العلاج ربما
لا يكون في
بعض النفوس
بلا تأثير
وخاليا من
الاعانة
ولكننا بصدد
العلاج
القطعي
ونتطلب
السبب
الحقيقي
للقلع وهو لا
يحصل بما ذكر.
وربما
يكون تشتت
الخاطر
والمانع عن
حضور القلب
من الامور
الباطنية
وعمدة
المنشأ له
على نحو كلّي
أمران
اليهما ترجع
عمدة الامور
الأخر.
الأول:
ان طائر
الخيال هو
بنفسه فرّار
يتعلق دائما
كطائر من غصن
إلى غصن
ويطير من
افريز إلى
افريز وهذا
ليس مرتبطا
بحب الدنيا
والتوجه
بأمور دنيّة
ومال دنيوي
بل كون
الخيال
فرّارا
مصيبة يبتلي
بها الناس
حتى
التاركين
للدنيا.
وتحصيل سكون
الخاطر
وطمأنينة
النفس وتوقف
الخيال من
الامور
المهمة التي
بإصلاحها
يحصل العلاج
القطعي،
ونحن نشير
إليه بعد ذلك.
الامر
الثاني
الموجب
لتشتّت
الخاطر هو حب
الدنيا
وتعلق
الخاطر
بالحيثيات
الدنيوية
التي هي رأس
الخطايا وام
الامراض
الباطنية،
وهذا
التعلّق هو
شوك طريق أهل
السلوك
ومنبع
المصيبات،
وما دام
القلب
متعلقا به،
ومنغمرا في
حب الدنيا
فالطريق
لاصلاح
القلوب
مسدود، وباب
جميع
السعادات في
وجه الانسان
مغلق ونحن
نشير إلى رفع
هذين
المنشأين
العظيمين
والمانعين
القويين ضمن
فصلين ان شاء
الله.
الفصل
الحادي عشر
في
بيان الدواء
النافع في
علاج كون
الخيال فرار
الذي
يحصل منه
حضور القلب
ايضا
فاعلم
أن كلا من
القوى
الظاهرية
والباطنية
من النفس
قابل
للتربية
والتعليم
بارتباض
مخصوص، فعين
الانسان
مثلا لا تقدر
أن تنظر إلى
نقطة معيّنة
أو إلى نور
شديد كنور
عين الشمس
مدة طويلة من
دون أن تغمض
ولكن اذا
ربّاها كبعض
أصحاب
الرياضات
الباطلة
لمقاصدهم
فيمكن أن
تنظر إلى عين
الشمس ساعات
مديدة من دون
أن تغمض عينه
أو يجد فيها
تعبا، وكذلك
يمكن له أن
ينظر إلى
نقطة معيّنة
ساعات من دون
أي حركة
وكذلك سائر
القوى حتى
حبس النفس
فإن في أصحاب
الرياضات
الباطلة
أفرادا
يحبسون
أنفاسهم مدة
زائدة عما هو
متعارف عليه:
ومن
القوى التي
تقبل
التربية قوة
الخيال وقوة
الواهمة
فإنهما قبل
التربية
كطائر فرار
ومتحرك بلا
نهاية يطير
من غصن إلى
غصن ويتحرك
من شيء إلى
شيء آخر بحيث
أن الإنسان
اذا حاسبها
دقيقة واحدة
يرى أنها
انتقلت
مسلسلة إلى
اشياء
بمناسبات
ضعيفة جدا
وارتباطات
غير متناسبة
حتى ظنّ كثير
من العلماء
أن حفظ طائر
الخيال
طائعا من
الامور
الخارجة عن
حيّز
الامكان
وملحق
بالمحالات
العادية،
ولكن الامر
ليس كذلك
ويمكن
تطويعه
بالرياضة
والتربية
وصرف الوقت
بحيث يكون
طائر الخيال
في قبضته لا
يتحرك إلا
بإرادته
واختياره
فيحبسه متى
أراد في أي
مقصد أو أي
مطلب بحيث
يكون في ذلك
المقصد
ساعات.
والطريق
العمدة لهذا
التطويع هو
العمل على
الخلاف
وطريقه ان
الانسان
حينما يريد
ان يصلي يهىء
نفسه بأن
يحفظ خياله
في الصلاة
ويحبسه في
العمل
وبمجرد أن
الخيال يريد
أن يفّر من
يد الإنسان
يسترجعه
فورا ويلتفت
إلى حاله في
جميع حركات
الصلاة
وسكناتها
وأذكارها
وأعمالها
ويفتش عن
حاله ولا
يدعه بحاله،
وهذا في أول
الأمر ربما
يبدو أمرا
صعباً،
ولكنه بعدما
عمل فيه مدة
بدقة وعلاج
يصير طائعا
حتما ويرتاض
على
الاطاعة،
فأنت لا
تتوقع أن
تتمكن في أول
الأمر من حفظ
طائر الخيال
في جميع
الصلاة فإن
هذا أمر غير
ممكن ومحال
البتة ولعل
الذين
ادّعوا
استحالة هذا
الأمر كانوا
يتوقّعون
ذلك ولكن هذا
الأمر لابد
أن يكون
بكمال
التدريج
والتأنّي
والصبر
والتأمل
فيمكن أن
يحبس الخيال
في أول ألامر
في عشر من
الصلاة
ويحصل حضور
القلب في عشر
منها
وبالتدريج
إذا كان
الانسان
بصدده ويرى
نفسه محتاجا
إليه فيصل
إلى نتيجة
أكثر. وشيئا
فشيئا
يتغلّب على
شيطان الوهم
وطائر
الخيال بحيث
يكون في أكثر
حال الصلاة
زمام
الاختيار
بيده، ولا بد
للإنسان
ألاّ ييأس
فإن اليأس هو
المنبع
للوهن
والضعف كله
ونور الرجاء
في القلب
يوصل
الانسان إلى
كمال
سعادته،
ولكن العمدة
في هذا الباب
هو حسّ
الاحتياج
الذي هو فينا
قليل وان
قلوبنا لم
تؤمن بأن رأس
المال في
سعادة
العالم
الاخر
ووسيلة
العيش في
الايام غير
المتناهية
هو الصلاة،
نحن نحسب ان
الصلاة أمر
مفروض علينا
ونراها
تكليفا
وتحميلا.
إن
حبّ الشيء
يحصل من
إدراك
نتائجه فنحن
نحب الدنيا
فقد أدركنا
نتيجتها
وآمنت
قلوبنا بها
ولهذا لا
نحتاج في
اكتساب
الدنيا إلى
الدعوة
والوعظ
والاتعاظ.
وانّ
الذين
يظنّون ان
الدعوة
النبي
الخاتم
والرسول
الهاشميّ
صلى الله
عليه وآله
جهتين
دنيوية
وأخروية،
ويحسبون هذا
فخرا لصاحب
الشريعة
وكمالا
لنبوّته،
فهؤلاء ليس
عندهم معرفة
عن الدين وهم
عن مقصد
النبوّة
ودعوتها
غافلون.
ان
الدعوة إلى
الدنيا
خارجة عن
مقصد
الانبياء
العظام
بالكلّية
ويكفي في
الدعوة إلى
الدنيا حسّ
الشهوة
والغضب
والشيطان
الباطن
والظاهر ولا
تحتاج إلى
بعث الرسل.
إن إدارة
الشهوة
والغضب لا
تحتاج إلى
القرآن
والنبي،
وإنما
الانبياء
بعثوا
لينهوا
الناس عن
التوجّه إلى
الدنيا
وانهم
ليقيّدون
إطلاق
الشهوة
والغضب
ويحدّدون
موارد
المنافع.
والغافل يظن
أنهم يدعون
إلى الدنيا،
ان الانبياء
يقولون إن
المال لا
يجوز تحصيله
كيفما كان.
ونار الشهوة
لا يجوز
إطفاؤها
بأيّ نحو بل
لا بدّ من
إطفائها عن
طريق
النكاح،
وهكذا تحصيل
فلا بدّ يكون
عن طريق
التجارة
والصناعة
والزراعة مع
أن في أصل
الشهوة
والغضب
إطلاقا،
فالانبياء
يصدّون طريق
إطلاقهما لا
إنهم يدعون
إلى الدنيا،
فروح الدعوة
إلى التجارة
هو التقييد
والنهي عن
الأكل
بالباطل،
وروح الدعوة
إلى النكاح
هي تحديد
الطبيعة
والنهي عن
الفجور وعن
إطلاق قوة
الشهوة.
نعم
انهم عليهم
السلام
ليسوا
مخالفين على
الاطلاق،
فإن
المخالفة
على الاطلاق
مخالفة
للنظام
الأتمّ.
وبالجملة
نحن لما
أحسسنا
الاحتياج
إلى الدنيا
وجدناها رأس
مال للحياة
ومنبعا
للّذات
نتوجّه
اليها ونسعى
في تحصيلها
فاذا آمنّا
بالحياة
الاخرة
وأحسسنا أنا
محتاجون إلى
العيش هناك
والعبادات
كلها
والصلاة على
الخصوص رأس
مال للعيش في
ذلك العالم
ومنبع
لسعادات تلك
النشأة فلا
محالة نسعى
في تحصيله
ولا نجد
لانفسنا في
هذا السعي
والاجتهاد
أي تعب أو
مشقة أو
تكلّف، بل
نكون في صدد
تحصيله مع
الاشتياق
والشوق
الكامل
ونحصّل
شرائط حصوله
و قبوله
بإقبال من
أرواحنا
وقلوبنا،
فهذه
البرودة
التي فينا
إنما هي من
برودة أشعة
الايمان
وهذا الوهن
الذي نجده
انما هو من
وهن أساس
الايمان ولو
كانت أخبار
الأنبياء
والأولياء
عليهم
السلام
وبراهين
الحكماء
والعرفاء
عليهم
الرضوان
أوجدت في
أنفسنا مجرد
الاحتمال
بالصدق لكان
اللازم
علينا أن
نقوم بالامر
ونجتهد في
تحصله بأحسن
مما نحن فيه
ولكن مع
الآلاف من
الاسف فإن
الشيطان قد
تسلّط على
باطننا
وتصرّف
بمجامع
قلوبنا
ومسامع
باطننا وهو
لا يدع كلام
الحق
وأنبيائه
وكلمات
العلماء
ومواعظ
الكتاب
الالهي تصل
إلى سمعنا،
فسمعنا الان
إنما هو
السمع
الحيواني
الدنيوي
ومواعظ الحق
تعالى لا
تتجاوز الحد
الظاهر، ولا
تصل إلى
الباطن،
وذلك لمن كان
له قلب أو
القى السمع
وهو شهيد.
ومن
الوظائف
المهمة
للسالك إلى
الله
والمجاهد في
سبيل الله ان
يرفع اليد
بالكلية في
خلال
مجاهدته
وسلوكه عن
الاعتماد
على نفسه
ويكون
بجبلته
متوجها إلى
مسبّب
الاسباب
وبفطرته
متعلقا
بمبدأ
المبادئ
ويتطلب من
ذاته
المقدسة
العصمة
والحفظ
ويعتمد على
تأييد ذاته
الاقدس
ويتضرع في
خلواته إلى
حضرته ويطلب
إصلاح حاله
مع كمال الجد
في الطلب منه
تعالى فانه
لا ملجأ دون
ذاته
المقدسة
والحمد لله.
الفصل
الثاني عشر
في
الاشارة إلى
أن حب الدنيا
منشأ لتشتت
الخيال
ومانع من
حضور
القلب وفي
بيان علاجه
بالمقدار
الميسور
فليعلم
ان القلب
بحسب فطرته
إذا تعلّق
بشيء وأحبه
يكون ذاك
المحبوب
قبلة
لتوجّهه وان
شغله أمر
ومنعه عن
التفكر في
حال المحبوب
وجمال
المطلوب
فبمجرّد أن
يخفّ
الاشتغال
ويرتفع ذلك
المانع يطير
القلب شطر
محبوبة فورا
ويتعلق
بذيله، فأهل
المعارف
وأرباب
الجذبة
الالهية إذا
كانت قلوبهم
قوية وصاروا
متمكنين في
الجذبة
والحب
فيشاهدون في
كل مرآة جمال
المحبوب وفي
كل موجود
كمال
المطلوب
ويقولون: " ما
رأيت شيئا
الا ورأيت
الله فيه
ومعه ".
وان
سيدهم ان قال
" لَيُغان
على قلبي
واني
لاستغفر
الله في كل
يوم سبعين
مرة " إنما
ذلك لاجل أنّ
مشاهدة جمال
المحبوب في
المرآة
خصوصا
المرائي
الكدرة،
كمرآة ابي
جهل هي
بنفسها
موجبة
للكدورة في
قلوب الكمّل
و إذا كانت
قلوبهم غير
قوّية ويكون
الاشتغال
بالكثرات
مانعا عن
الحضور،
فبمجرد أن
الاشتغال
تطير قلوبهم
إلى وكر
القدس
وتتعلق
بجمال
الجميل.
والطالبون
لغير الحق
أيضا الذين
هم عند أهل
المعرفة
كلهم طالبون
للدنيا فما
يكون مطلوبا
لهم فهم
يتوجهون
إليه
ويتعلّقون
به فهؤلاء ان
كانوا
مفرطين في حب
محبوبهم
ويكون حب
الدنيا آخذا
بمجامع
قلوبهم فلا
ينسلبون عن
التوجه اليه
في وقت
ويعيشون مع
جمال
محبوبهم على
كل حال ومع
كل شيء وامّا
إذا كان
حبّهم للحق
قليلاً
فقلوبهم في
وقت الفراغ
ترجع إلى
محبوبها
وأما الذين
يكون في
قلوبهم حب
المال
والرياسة
والشرف
فأولئك
يشاهدون
مطلوبهم في
المنام ايضا
ويتفكرون في
محبوبهم في
يقظتهم، وما
داموا
يشتغلون
بالدنيا فهم
يعتنقون
محبوبهم
فاذا حان وقت
الصلاة وحصل
للقلب فراغ
فانه يتعلق
بمحبوبه
فورا فكأنما
تكبيرة
الإحرام هي
مفتاح دكان
أو رافعة
للحجاب بينه
وبين محبوبه
فيتنبّه وقد
سلم في صلاته
وما توجّه
اليها أصلا
وهو في جميع
الصلاة كان
معتنقا فكر
الدنيا،
فلهذا نرى أن
الصلاة في
مدى أربعين
أو خمسين سنة
ما أثرت في
قلوبنا غير
الظلمة
والكدورة
وما هو معراج
قرب جناب
الحق ووسيلة
الانس بذلك
المقام
المقدس قد
صرنا
مهجورين به
من ساحة
القرب
وأبعدنا عن
مقام الانس
بفراسخ، ولو
كان في
صلاتنا
رائحة
العبودية
لكانت
ثمرتها
المتربة
والتواضع لا
العجب
والكبر
والافتخار
التى يصلح كل
واحد منها
سببا مستقلا
وموجبا
منفردا
لهلاك
الانسان
وشقاوته.
وبالجملة
فإن قلوبنا
لما كانت
مختلطة بحب
الدنيا وليس
لها مقصد ولا
مقصود غير
تعميرها فلا
محالة أن هذا
الحب مانع من
فراغ القلب
وحضوره في
ذلك المحضر
القدسيّ،
وعلاج هذا
المرض
المهلك
والفساد
المبيد هو
العلم
والعمل
النافعان.
أما
العلم
النافع لهذا
المرض فهو
التفكر في
ثمراته
ونتائجه
والمقايسة
بينها وبين
مضاره
ومهالكه
الحاصلة منه.
وكاتب هذه
الاوراق قد
كتب في شرح
الاربعين
شرحا في هذا
الباب وفسّر
الموضوع فيه
بالمقدار
الميسور،
وهنا في هذا
المجال ايضا
نكتفي بشرح
بعض أحاديث
أهل بيت
العصمة.
في
الكافي عن
أبي عبدالله
عليه السلام
قال: "
رأس كل خطيئة
حب الدنيا ".
والروايات
بهذا
المضمون
كثيرة مع
اختلاف في
التعبير
ويكفي
للانسان
اليقضان هذا
الحديث
الشريف،
ويكفي لهذه
الخطيئة
العظيمة
المهلكة
أنها منبع
لجميع
الخطايا
وأساس جميع
المفاسد،
فبقليل من
التأمل يعلم
أن جميع
المفاسد
الخلقية
والعملية
على التقريب
من ثمرات هذه
الشجرة
الخبيثة فما
أسّس في
العالم دين
كاذب ولا
مذهب باطل
وما اتفق في
الدنيا فساد
الا بواسطة
هذه الموبقة
العظيمة.
وإنّ القتل
والنهب
والظلم
والتعدي هي
نتائج هذه
الخطيئة. وان
الفجور
والفحشاء
والسرقة
وسائر
الفجائع
وليدة هذه
الجرثومة
للفساد،
والانسان
الذي وقر فيه
هذا الحب
مجانب لجميع
الفضائل
المعنوية،
وان الشجاعة
والعفّة
والسخاء
والعدالة
التي هي مبدأ
جميع
الفضائل
النفسانية
لا تجتمع مع
حب الدنيا،
وان المعارف
الالهية
والتوحيد في
الاسماء
والصفات
والافعال
والذات
وتطلب الحق
ورؤية الحق
متضادة مع حب
الدنيا وان
طمأنينة
النفس وسكون
الخاطر
واستراحة
القلب التي
هي روح
السعادة في
الدنيا لا
تجتمع مع حب
الدنيا وان
غنى القلب
والكرامة
وعزّة النفس
والحرية
كلها من
لوازم عدم
الاعتناء
بالدنيا،
كما أن الفقر
والذلّة
والطمع
والحرص
والرقّيّة
والتملّق من
لوازم حب
الدنيا، وان
العطف
والرحمة
والمواصلة
والمودة
والمحبة
متعارضة مع
حب الدنيا،
وان البغض
والحقد
والجور وقطع
الرحم
والنفاق
وسائر
الاخلاق
الفاسدة
وليدة أم
الامراض هذه.
وفي
مصباح
الشريعة قال
الصادق علية
السلام "
الدنيا
بمنزلة صورة
رأسها الكبر
وعينها
الحرص
وأذنها
الطمع
ولسانها
الرياء
ويدها
الشهوة
ورجلها
العجب
وقلبها
الغفلة
وكونها
الفناء
وحاصلها
الزوال فمن
أحبها
أورثته
الكبر ومن
استحسنها
أورثته
الحرص ومن
طلبها
أوردته إلى
الطمع ومن
مدحها
ألبسته
الرياء ومن
أرادها
مكّنته من
العجب ومن
اطمأنّ
إليها أولته
الغفلة ومن
أعجبته
متاعها
أفنته ومن
جمعها وبخل
بها ردّته
إلى مستقرها
وهي النار ".
وروي
الديلمي (هو
أبو محمد
الحسن بن ابي
الحسن محمد
الديلمي
الشيخ
المحدّث
الوجيه
النبيه صاحب
كتاب إرشاد
القلوب
المعروف
الذي قال في
مدحه السيد
عليخان كما
في (ضا):
للديلمي
ابي محمد
الحسن
|
|
هذا
كتاب في
معانيه
حسن
|
اشهى
إلى المضنى
العليل من
الشفا
وألذّ في
العينين من
غمض الوسن
وله
أيضا في مدحه:
فلم
تدر
العقاب من
الثواب
بإرشاد
القلوب
إلى
الصواب
|
|
اذا
ضلت قلوب
عن هداها
فأرشدها
جزاك الله
خيرا
|
وله
كتاب غرر
الاخبار
ودرر
الآثار،
وأعلام
الدين في
صفات
المؤمنين. و
الظاهر أنه
كان في عصر
الشهيد
الأول وينقل
عنه الشيخ
ابن فهد في
عدّة الداعي
بعنوان
الحسن بن ابي
الحسن
الديلمي قيل
إن حديث
الكساء
المشهور
الذي يعدّ من
منفردات
منتخب
الطريحي
موجود في غرر
هذا الشيخ.)
في إرشاد
القلوب عن
أمير
المؤمنين
عليه السلام
عن النبي صلى
الله عليه
وآله في ليلة
المعراج
ممّا خاطب
الله به نبيه
"
يا أحمد لو
صلّى العبد
صلاة أهل
السماء
والأرض وصام
صيام أهل
السماء
والأرض وطوى
من الطعام
مثل
الملائكة
ولبس لباس
العابدين ثم
أرى في قلبه
من حب الدنيا
ذرة أو
سمعتها أو
رياستها أو
حيلتها أو
زينتها لا
يجاورني في
داري
ولأنزعنّ من
قلبه محبّتي
ولأظلمنّ
قلبه حتى
ينساني ولا
اذيقه حلاوة
محبّتي ".
(أقول: ما بين
القوسين لم
يكن في
النسخة
المطبوعة
وانما نقلته
من ترجمة
الاستاذ دام
ظلّه.)
والاحاديث
في هذا الباب
أكثر من أن
تسعها هذه
الأوراق،
فاذا علم أن
حبّ الدنيا
هو مبدأ
ومنشأ جميع
المفاسد
فعلى
الانسان
العاقل
المعتني
بسعادته أن
يخلع هذه
الشجرة
بجذورها عن
القلب.
وأما
طريق العلاج
العلمي فهي
أن يعامله
بالضدّ فاذا
كان تعلقه
بمال ومنال
فانه يقطع
جذورها عن
القلب ببسط
اليد
والصدقات
الواجبة
والمستحبة،
وان من اسرار
الصدقات
تقليل
العلاقة
بالدنيا،
ولهذا
يستحبّ
للانسان أن
يتصدّق
بالشيء الذي
يحبّه
ويتعلق قلبه
به، كما قال
الله تعالى
في كتابه
الكريم: "
لن تنالوا
البّر حتى
تنفقوا مما
تحبّون ". (آل
عمران 92).
وان
كانت علاقته
بفخر وتقدّم
ورياسة
واستطالة
فليعمل
ضدّها ويرغم
النفس حتى
تصير إلى
الصلاح،
وليعلم
الانسان أن
الدنيا
بمثابة أنه
كلّما
اتبعها أكثر
وكان في صدد
تحصيلها
أكثر تكون
علاقته بها
أكثر ويكون
أسفه على
فقدانها
أزيد، فكأنّ
الانسان
دائما طالبك
لشيء لا
يناله فهو
يظن أنه طالب
للحد
الفلاني من
الدنيا فما
دام فاقدا
لذلك الحد
فإنه يطلبه
ويتحمل في
سبيل تحصيله
المشاق
ويلقي بنفسه
إلى
المهالك،
وبمجرد أن
ينال ذلك
الحد من
الدنيا يغدو
في نظره أمرا
عاديا.
ويرتبط عشقه
وعلاقته
بشيء آخر فوق
ذلك الحد
فيتعب نفسه
له ولا تطفأ
نار عشقه
أبداً بل
تزداد
اتّقادا
يوما فيوما
ويشتدّ تعبه
ومشقّته
أكثر وليس
لهذه الفطرة
والجبلة
توقف أبدا،
وأهل
المعرفة قد
أثبتوا بهذه
الفطرة
كثيراً من
المعارف
بيانها خارج
عن مجال هذه
الأرواق،
وقد أشير إلى
بعض هذه
المطالب في
الاحاديث
الشريفة كما
في الكافي
الشريف عن
باقر العلوم
عليه السلام:
"
مثل الحريص
على الدنيا
مثل دودة
القزّّ كلما
ازدادت من
القزّ على
نفسها لفّا
كان أبعد لها
من الخروج
حتى تموت
غماّ ".
وروي عن
الصادق عليه
السلام أنه
قال: "
مثل الدنيا
كماء البحر
كلما شربه
انسان عطشان
يزيد عطشه
حتى يقتله ".
فأنت
يا طالب الحق
والسالك إلى
الله إذا
طوّعت طائر
الخيال
وقيّدت
شيطان
الواهمة
وخلعت نعليَ
حبّ النساء
والأولاد
وسائر
الشؤون
واستأنست
بجذوة نار
العشق لفطرة
الله وقلت
اني آنست
نارا ووجدت
نفسك خاليا
من موانع
السير
وهيّأت
أسباب السفر
فقم من مكانك
واهجر هذا
البيت
المظلم
للطبيعة
والمعبر
الضيق
المظلم
للدنيا
واقطع سلاسل
الزمان
وقيوده وانج
بنفسك من هذا
السجن وأطر
طائر القدس
إلى محفل
الانس.
توراز
كنكره عرش
ميزنند صفير
ندانمت كه
دراين دامكه
جه افتاده. (البيت
للشاعر
العارف
الحافظ
الشيرازي
يقول:
تنادى
من العرش
العظيم ولا
أدري
لماذا مقيم
أنت في ذلك
الفخ)
فقو
عزمك وأحكم
إرادتك فان
أول شرط
للسلوك هو
العزم
وبدونه لا
يمكن أن يسلك
طريق ولا
ينال كمال،
والشيخ
الأجلّ شاه
آبادي، روحي
فداه كان
يعبّر عنه
بلبّ
الانسانية
بل يمكن أن
يقال أن، من
احدى الجهات
المهمة
للتقوى
والتجنّب عن
المشتهيات
النفسانية
وترك
أهوائها
والرياضات
الشرعية
والعبادات
والمناسك
الالهية
تقوية العزم
وانقهار
القوى
الملكية تحت
ملكوت النفس
كما ذكر من
قبل، ونحن
نختم الآن
هذه المقالة
بالتحميد
والتسبيح
للذات
المقدسة
الكبريائية
جلّ وعلا
وبالثناء
على السيد
المصطفى
والنبي
المجتبى
وآله
الاطهار
عليم
السلام،
ونستمدّ
لهذا السفر
الروحاني
والمعراج
الايماني من
تلك الذوات
المقدسة.
|