النهاية

:الموضوع

ـ تتمة البحث

ـ الاقتباس والتقليد

ـ الملاحظة والمحاكاة

4 ـ العشق المجازي

ـ أضرار العشق المجازي

ـ معالجة الآمال والأماني

ـ معالجة الخرافات

ـ معالجة العشق المجازي

الدرس الحادي عشر

الخرافات

تتمة البحث

البحث السابق كان حول الخرافات، هذه الرذيلة التي لو تحكمت بأحد لأخرجته من سعادة الدنيا والآخرة، ولعله يجب القول بأنها تجعل ذلك الإنسان مجنوناً، لأن الخرافة تعني القبول بالشيء بلا برهان ولا دليل، والإنسان العاقل هو الذي لا يقبل بالشيء إلا مع الدليل والبرهان ولا يرفض الشيء إلا بدليل وبرهان، يقول القرآن الكريم:

(فبشر عبادِ * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هـم أولـو الألـباب)(1).

العقلاء أولئك الذين يميزون بين الحسن والسيئ، فيتبعون القول الحسن ويتركون القول السيئ.

 

ـ الاقتباس والتقليد:

تستعمل كلمة الاقتباس للدلالة على تقبل الشيء مع الدليل والبرهان ورفض الشيء بالدليل والبرهان، وعدا هذا الطريق يوجد طريقان لتقبل الأشياء.

الأول: التقليد، وهو تقبل الشيء من أحد ما مع الانتباه والوعي ولكن بدون المطالبة بالدليل والبرهان، والتقليد طريق خاطئ فيما عدا المجال الذي لا يتسعه فكر الإنسان.

حيث لا يكون بوسع الإنسان متابعة الدليل والبرهان مثل حالة تقليد المرجع، لأنه ليس بإمكان الجميع استخراج أحكام الفقه من مصادرها بالدليل والبرهان، ولهذا السبب لا يجوز للمجتهد التقليد.

أما في مجال الأمور العرفية والعادية فان فكر الإنسان يستطيع استيعابها وتميز الصالح عن الطالح منها، فيعدُ التقليد خطأ، والقرآن الكريم يذم هذه الطريقة، والقول عن الأشخاص الخرافيين من عبدة الأصنام إنهم حين يدعون إلى ترك عبادة الأصنام. يقولون:

(إنا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مقتدون)(2).

يعني لقد عمل بذلك آباؤنا ونحن نعمل على طريقتهم. يعني نقلد الآباء والأمهات ونعبد الأصنام.

 

ـ الملاحظة والمحاكاة:

الثاني: الملاحظة والمحاكاة. وهي نفس التقليد ولكن بدون الوعي والانتباه يعني تقبل الشيء من أي كان بلا استدلال وبدون انتباه ولا التفات، وهو واضح في سلوك الأطفال، ومن عنايات الله والطافه بهذا الإنسان، انه وهب الأطفال موهبة الملاحظة والمحاكاة. يعني تبعية وطاعة المربي مائة بالمائة حتى يتمكن المربي أو الأب أو الأم أو المعلم من تربية الطفل.

لقد ذم القرآن الكريم هذا الأسلوب في التلقي ومن الواضح انه ليس طريق الإنسان العاقل. الخرافات تعني التقليد والتقبل من الآخرين بغير التفات أو بالتفات ولكن بلا استدلال، ومن الواضح خطأ هذا الأسلوب لإنسان عاقل ولإنسان مسلم. ولكن ومع الأسف فان أكثر الناس خرافيون حتى في تلك البلدان التي قطع فيها العلم درجات الرقي فان الخرافات تتحكم في أعرافها وسننها الاجتماعية، ينقل ان على رأس كل زقاق في بريطانيا تجلس امرأة تقرأ الفال بالحمص وحولها جمع من الناس.

أو في أمريكا مع هذا الترقي العلمي فهم لا يستعملون الرقم ثلاثة عشر ويعتقدون انه من النحس، وعندما تشاد بناية من عشرين طبقة ينتقلون من الرقم اثني عشر إلى الرقم اربعة عشر، وكما كانت أيام الشاه أرقام البيوت بدل 13 كانت تكتب 12+1 وتنتشر أمثال هذه الخرافات في كل مكان، وتوجد بكثرة في أمريكا وبريطانيا، كما توجد بكثرة في إيران، ولكوننا مسلمين فيجب ان نتبع العقل، وما أراده القرآن بأن لا نكون خرافيين.

ومع الأسف كلما كان الشخص تقدمياً أكثر كلما كانت خرافاته أكثر، وتقبل البلدان الضعيفة تقليد المستعمرين وخاصة المسلمين هو في المحاكاة وأخذهم عادات وتقاليد أولئك هو على الأقل من باب التقليد.

فيقلدون أولئك في آداب التعارف والمجاملة، استخدام كلمة (مرسي) يعتبرونها من الثقافة، طريقة الجلوس والنوم والمشية والأزياء، حتى وصل الأمر ان يسمي الرجل ابنه وابنته بأسماء أولئك بدل تسميتهم بأسماء الأئمة الطاهرين، ويعتقد أن اختيار الاسماء الاجنبية من الثقافة والتطور. ولكن الحقيقة أن ذلك ليس إلا خرافة، ويعني تقليد الغرب والهزيمة أمام الغرب.

النبي الأكرم (ص) يؤكد بقوله (من تشبه بقوم فهو منهم).

إذا تشبه أحد بالكفار في الاسم والتعامل واللباس فهو في الواقع منهم وليس من المسلمين، وفي رواية أخرى يقول: إذا أكل المسلم كما يأكل الكافر، وشرب المسلم كما يشرب الكافر وأصبح يغدو ويروح كالكافر، وتعلم آدابهم وسننهم، فهو يوم القيامة معهم يعني كما يذهب أولئك إلى جهنم فهو يذهب معهم.

وموضوع بحثي هو أن نتجنب التشبه بالكفار، فلان نكون أمثالهم في الزي والغذاء، وان ننتخب لأبنائنا اسماً إسلامياً، وان نقول بدل كلمة (مرسي) شكراً أو ممنون، وان لا ننتظر مجيء أشكال الأزياء من أوروبا، والحمد لله انه قد بدلت الجمهورية الإسلامية الكثير من هذا.

في زمان الطاغوت ولأن الغربيين يأكلون الضفادع والسرطان، فان المثقفين والمتنورين شرعوا أيضاً بأكل ذلك، وكتب لنا البعض أن الكثير من فنادق العاصمة تُعدُّ مثل هذه المأكولات يعني الضفادع والسرطان، وقد يصل الحال بالإنسان إذا كان خرافياً إلى هذا المستوى فيأكل الضفادع بعنوان الثقافة والتجديد، ويدفع الكثير من المال ويفتخر بأنه تناول تلك الأطعمة وانه أكل الضفدع قلنا الخرافات لها مصاديق كثيرة، كالمتنورين ودعاة التمدن كما بينا، ولكن في أوساط المتدينين هناك خرافة من نوع آخر، كأن يرى حلماً من أول الليل إلى الصباح ويبحث عمن يعبر له ذلك الحلم، أو أن يتعرض إلى غم وحسرة ما، أو أن تتعسر بعض أموره فيذهب إلى هنا وهناك بحثاً عمن يكشف له عن فاله، أو يبحث عن شخص مُجرب بكتب الأدعية والعوذات ليكتب له دعاء خاصاً.

المسلم ينبغي أن لا يكون أسير الفأل، وان لا يقع في شباك المحتالين والكذابين، وان لا يكون أسير المعبرين، فكل ذلك نقص في المسلم المسلم ينطق بدليل ويسمع بدليل ويمشي بدليل، ويناصر بدليل، ويتراجع بدليل، وغير ذلك.

ولا يمكن تسمية الشخص بأنه مسلم، إذا سلك غير هذا الطريق، وأصبح أسير الإحساسات والخرافات والتخيلات.

هذا جانب مما يؤثر فيه التخيل على الإنسان فيجعل منه شخصاً خرافياً.

 

4 ـ العشق المجازي:

ما هو أسوأ من الخرافات والآمال والأماني، وأسوأ من الوسوسة التي جرى الحديث عنها، نوع آخر من التخيل ـ والعياذ بالله إذا ما تحكم بأحد ما ـ وهذا التخيل هو (العشق المجازي) الذي يبتلى به الإنسان أحياناً وخاصة الشباب، وبواسطة الاختلاط اللا صحيح والنظرات الخاطئة، والكلام المثير حيث يحرك هذا قوة كامنة في جسم الشاب ويبتلى بالعشق، وفي الحقيقة يجب أن نقول ان الشيطان هو الذي يسيطر على ذلك الشاب بواسطة التخيل وباسم العشق.

سئل الإمام الصادق (ع): ما العشق؟ فقال عندما يكون القلب خالياً من حب الله، يُحل العشق المجازي فيه. فعندما يضعف ارتباط الإنسان بالله. وعندما تنقطع علاقة الإنسان بالله. فان الشيطان وبواسطة قوة التخيل يدخل قلب الإنسان عن طريق قوة جذب معينة والأمر يبدأ أولاً بشكل مودة، تصل بعد مدة قصيرة إلى العشق الذي يعد بلاءً خطراً بلاءً يسقط عفة امرأة متزوجة، ويسقط دين رجل متزوج، وأخيراً يجعل الشباب في مأزق، ويزل الفتاة العفيفة والشريفة.

مسألة العشق مسألة حساسة جداً وخطرة جداً، وعلى الشباب ان يكونوا يقظين إزاء هذه المسألة التي تنشأ وتتسع بتأثير الشهوة ونظرة السوء. وعادة يكون للعشق المجازي منشأ جنسي وهو ينشأ شيئاً فشيئاً من الاختلاط بين شابين ومن الحديث الذي يدور بين الرجل والمرأة من الجلوس معاً والوقوف معاً وكثرة تبادل النظرات المشوبة بالرغبة الجنسية حتى تبرز حالة العشق يوماً بعد يوم، كما تنشأ حالة الوسوسة وتستحكم.

وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى مواقف دقيقة، مثلاً شاب عادي وفتاة عادية، لكنه يراها على جمال لا نظير له، ومنطقها عادي ولكنه يشعر ان منطقها موسيقي ولا نظير له، وكذلك مشيها وجلوسها، وشربها، حتى ولو كان عادياً أو سيئاً ولكن ذلك يراه بنظره على درجة عالية من الجمال والكمال والجاذبية.

الشيء الذي أود أن ألفت انتباه الشباب إليه ان الكثير من حالات الزواج التي قامت على العشق قد انتهت إلى الفرقة والطلاق وبنسبة مرتفعة تصل إلى تسعين بالمائة، وإذا لم يحصل الطلاق فان الأعراض والصدود تنشأ بين الزوجين، يعني أن العشق ذو نتائج عكسية.

فعندما يحصل الارتباط بين الاثنين بالزواج يبدأ رد فعله العكسي بالظهور بعد سنة بشكل نفور واعراض وينشأ الندم على ذلك الزواج وتكون العاقبة أما الطلاق وأما تحمل المشقة والعذاب إلى ساعة الموت.

 

ـ أضرار العشق المجازي:

هناك خطر واضح سواء للرجال أو النساء! وهو والعياذ بالله، إذا ما أصيبت المرأة المتزوجة بهذه الحالة وكذلك الرجل المتزوج، فان الأمر سيؤول حتماً إلى الفضيحة، وكأن الأثر الوضعي المترتب على العشق هو الحاق الفضيحة ممن يطلبه من الرجال والنساء، الحاق الفضيحة بكلا الطائفتين، ويسبب الفضيحة حتى لغير المتزوجين، فالعشق أساساً نتيجة الفضيحة.

أحد الذنوب الذي أثره الوضعي الفضيحة هو زنا المرأة المتزوجة والرجل المتزوج فعدا كون ذنبهم من الكبائر فان أثره في الدنيا هو الافتضاح.

والشيء الآخر الذي أثره الوضعي الفضيحة هو العشق خصوصاً للمتزوجين. والنكتة الأخرى هي أن العشق يؤدي إلى الاضطراب، وتعطيل الإنسان عن العمل ويسبب تشويش القلب واضطراب الخاطر، وينسى الإنسان ربه.

ويهيء الإنسان لأتيان الذنوب، وإذا لم يترك الدين دفعة واحدة يصير على الأقل إنساناً فاسقاً وفاجراً.

وكذلك فان العشق يعجل بهرم الإنسان.

هذا كله في الدنيا أما في الآخرة فان تلك الفتاة، وتلك المرأة وذلك الرجل لن يروا خيراً، وإذا ما غض النظر عن كل هذا، فان المرأة المتزوجة والرجل المتزوج سيعدون عديمي الوفاء لا سمح الله.

وعدم الوفاء والخيانة بحد ذاتها من الرذائل الخطيرة.

ودواء العشق المجازي هو عدم الاعتناء به حتى يزول ويختفي.

 

ـ معالجة الآمال والأماني:

أما كيف نتخلص من الآمال والأماني لكي لا نكون أناساً حالمين، فيجب أن نفكر كثيراً بالقبر والقيامة، يجب أن يفكر الإنسان لو كان رحيله عن الدنيا هذا اليوم أو هذه الليلة وان هذه الليلة هي الليلة الأولى في قبره فما الذي سيحصل.

في إحدى الروايات، أخبروا الرسول الأكرم (ص) ان فلاناً اقترض لعام، فتعجب النبي من ذلك وقال: عجباً من إنسان آملٍ فلو مات الليلة ماذا يفعل؟

إذا فكر الإنسان قليلاً بالقبر والبرزخ والقيامة والجنة والنار ولو بمقدار لحظة أو أكثر كل يوم فان عادة الآمال والأماني ستختفي منه بالتدريج.

طبعاً في الدرس السابق ذكرنا في علاجها بأن الآمال والأماني تختفي من فكر الإنسان إذا ما آمن بالقدر الالهي، وان الله رؤوف رحيم بحاله، عالم بحاله وانه حكيم لا يقوم بعمل في غير محله وانه كريم يعطي بما يناسب لياقة الإنسان واستعداده ويعطي بما يناسب صلاحه فسوف تزول من ذهنه الآمال والأماني، سواء أراد ذلك أم لم يرد وسوف يزول القلق واضطراب الخاطر وتشوش القلب حول المستقبل.

ولذا نبهت إلى قراءة آخر دعاء أبي حمزة الثمالي الذي فيه:

"اللهم إني أسألك إيماناً تباشر به قلبي ويقيناً صادقاً حتى أعلم انه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين".

إذا أردت المعالجة القطعية، المعالجة التي تستأصل جذور الآمال والأماني يجب التحلي بالإيمان العاطفي والقلبي، وكيف يحصل الإيمان القلبي والعاطفي؟

لقد تحدثنا عن ذلك قبلاً وقلنا بأن الإيمان يثبت ويترسخ بالقلب كلما اشتدت رابطة المرء بالله، واهتم بأداء الواجبات، خاصة الحجاب بالنسبة للنساء واهتم بالمستحبات، خاصة مساعدة خلق الله وإعانتهم، وكذلك أداء صلاة الليل، فان ذلك يساعد في هذا الأمر.

وان تؤدي الزوجة حق زوجها وترعى أطفالها، وان يؤدي الزوج حقوق الزوجية ويرعى أهل بيته.

واجتناب الذنوب وخاصة حق الناس واجتناب كبائر الذنوب. عندما يكون الإنسان كذلك، يترسخ الإيمان في قلبه قليلاً قليلاً، ويرضى بما قدر الله له، ويرى ان الخير والصلاح فيما يحصل، فيصل إلى مقام عالٍ يكون فيه قانعاً كما أجابت الحوراء زينب (ع) ابن زياد عندما سألها؟ كيف رأيت صنع الله بكم؟ فقالت: (ما رأيت إلا جميلا).

يعني لم أرَ من الله إلا الجميل.

الإنسان وبعد توكله على الله، يجب أن يتقدم بنشاط، مستفيداً من عقله، ومن المشورة، وأما إذا لم يوفق ولم يصل إلى ما يريد مع المشورة والعقل والعمل فيجب ان يكون متيقناً أن المقدر له هو ذاك الذي وصل إليه.

بعض الفقراء والعاجزين من حيث إمكاناتهم المالية ليتفكروا انهم لو كانوا بحال جيدة مالياً، ربما ذهبوا من أول ليلة للجلوس على مائدة القمار وحتى الصباح.

أو الجلوس أمام جهاز الفيديو ليشاهدوا أسوأ الأفلام.

فهل كانوا يرضون ان تكون إمكاناتهم المالية جيدة ولكن زوجتهم سافرة وتطوف في الشارع بلا حجاب؟

وماذا يفعلون لو كانت تقوم عندهم الاجتماعات المختلطة بين الرجال والنساء وبلا حجاب إلى الصباح.

فهل الفقر أفضل؟ أم هذه النكبة؟

يجب أن يعلم الإنسان إذا ما عجز عقله ومشورته عن الوصول إلى ما يريد، ان ذلك صلاح له ومقدر له مائة بالمائة.

وعندها سوف لن تبقى الآمال والأماني.

 ـ معالجة الخرافات:

الخرافات تعالج أيضاً باستعمال الفكر. المسلم يجب أن يكون من أهل التأمل والتفكير، يجلس ويفكر بينه وبين نفسه وينظر أيهما أفضل كلمة (مرسي) أو كلمة (شكراً)؟ أم هل ان السفور أفضل أم الحجاب الذي يمنح المرأة شخصية معينة؟ وهل طريقة الغرب أفضل أم نهج النبي الأكرم (ص)؟ وهل ان اسم زهراء أفضل أم الأسماء الأجنبية؟ وهل اسم صديقة أفضل أم الاسم الانكليزي أو الأمريكي؟ ليفكر قليلاً، ومن المسلم ان التفكير هو الذي ينقذ من الخرافات.

أولئك الذين يجرون خلف قارئ الطالع ومعبري الأحلام عليهم ان يفكروا قليلاً، ويسمعوا كلام الآخرين قليلاً، ويستشيروا قليلاً، وبالتفكر والمشورة والعقل يبعدون الخرافة عن أنفسهم.

إذا كان الإنسان من أهل التفكير فلا يكون خرافياً، وعدم الاستفادة من التفكير هو الذي يفسح المجال أمام الخرافة، وإذا طُبق شعار الإسلام (تفكر ساعة خير من عبادة سنة) فلن يلجأ أحد نحو الخرافة.

وعلى سبيل المثال ما هو الاشكال الذي دعاك إلى ترك اسم حسن وحسين واتخاذ اسم سهراب واسفنديار أو أي اسم أجنبي مكانه.

لذا ورد في الروايات أن الأبناء يشكون آباءهم يوم القيامة لأنهم اختاروا لهم أسماءً قبيحة.

والفرق واضح يوم القيامة عندما ينادى باسم حسين وينادى اسم أحد الكفار أو المشركين حيث يبعث على الخجل عند نفس صاحب الاسم.

فإذا اردت أن لا تكون خرافياً ففكر بهذا، وشاور الآخرين وتمسك بالمنبر والمحراب وراجع العلماء.

إذ إن أولئك الذين يرتبطون بالعلماء لهم تفكيرهم ولهم تأملهم ألتمس الجميع وخاصة النساء أن لا يكن حساسات ولا يكن خرافيات، وان لا يسمحن للشيطان ان يستفيد من قوة التخيل لديهن، اضربوا الشيطان واطردوه بعيداً عنكم، وضعوا قوة الخيال بيد العقل وضعوا الإحساسات بيد العقل لكي يستثمرها بصورة نافعة، وإذا أخضعنا الإحساسات وقوة التخيل للعقل فتلك نعمة كبيرة.

أما إذا سُلمت الإحساسات وقوة التخيل بيد النفس الأمارة أو بيد الشيطان فيشبه ذلك وضع سكين بيد شخص احترف الإجرام، أو وضع سيف بيد سكران أهوج.

 ـ معالجة العشق المجازي:

أما علاج العشق فان الإسلام أمر بكف النظر، وألا يكلم الرجل المرأة، إلا بمقدار الضرورة، وإلا يجتمعا في خلوة أصلاً وأبداً، وان يمتنعا عن المزاح مع بعضهما ويقول انه إذا ما حصل مزاح بين رجل وامرأة مشوب بشهوة وماتا بلا توبة فسيعذبان بجهنم مائة عام، خاصة المرأة المحصنة والرجل المحصن.

وان يحتاطا من المماسة ويمتنعا عن تبادل الرسائل.

ورد في الروايات ان إذا سارت المرأة أمامك فلا تنظرها من الخلف لترى طولها وقامتها لأن في ذلك خطراً كبيراً.

وكذلك ورد في الروايات انه أيسر على الإنسان ان يضع يده في فم الأسد من أن ينظر طول وقامة أمرأة أجنبية.

فالإسلام يدفع ويمنع ان تتحرك الشهوة لتصل إلى الموقف الحرج والدقيق إذاً يجب على الشباب خاصة، رجالاً ونساءً تجنب الاحتكاك والتماس.

وعندما يلاحظ إثنان من الشباب من جنسين مختلفين أو من جنس واحد، ان هناك إفراطاً في علاقتهما، فليتحكموا بذلك ولا يسمحوا للإفراط ان يأخذ مداه.

والإفراط في العلاقة شيء خاطئ حتى بين الأم وابنها والأخت وأخيها فضلاً عن غير المحارم من جنس واحد أو من جنسين مختلفين.

لا أدري أصحيح أم لا ان بعض علماء النفس يقولون: ان العشق قوة جذب تأتي عن طريق العين.

يعني من علل تحريم النظرة السيئة هو هذا، فعندما يقع نظر الرجل في عين المرأة تتحرك قوة جذب من عينه إلى بدنها. ومن هنا ينشأ أحد طرق العشق.

ولكن لو ابتلى أحد بذلك فما العمل؟ العمل ما ذكره العامة بقولهم المشهور (انسَ العشق)، يعني يجب قطع العلاقة بصورة تامة فلا تتكلم معها ولا تنظر لصورتها ولا تتصورها، وقد يكون هذا في البداية شاقاً، ولكن (لا أدري) و(لا أستطيع) و(لا يمكن) ليست لها معنى في قاموس الإنسان، فإذا أراد فسوف (يدري) و(يستطيع) و(يمكن)، لقد استخدم الكثيرون هذا الطريق وقد توصلوا به إلى النتيجة، أوله مشقة ولكن لن يطول الوقت حتى تختفي هذه المودة.

العشق أشبه بالنار، فتصور المعشوق، وصورة المعشوق وتبادل النظر والرسائل، تزيد في لهيبه.

والنار تنطفئ إذا لم يوضع تحتها الحطب، ويشتد لهيبها إذا أججت بالنفخ فيها أو القاء الوقود عليها.

نار العشق أسوأ من النار المعتادة، لأن النار المعتادة تحرق الإنسان فقط، أما نار العشق فانها تحرق دنيا وآخرة العاشق كما تحرق عشيرته أيضاً.

لذا أرجو من الشباب ان يتجنبوا هذا الداء الذي ليس له دواء، ان يتجنبوا هذه النار التي تحرق كل شيء، وان لا يقعوا بشراكه فجأة، وإذا ما وقعوا في حبائله، فلا يزيدوا النار حطباً، لأن تأججها خطر عظيم.

 

الهوامش:

(1) سورة الزمر، الآيتان: 17 و18.

(2) سورة الزخرف، الآية: 23.