أربع أسس تقوم عليها الحياة الزوجية السعيدة
أربع أسس تقوم عليها الحياة الزوجية السعيدة
من أجل الاستمتاع بحياة زوجية مستقرة ترفرف عليها أجنحة السعادة وتغيب عنها أشباح المصاعب والمشكلات يقدم خبراء العلاقات الزوجية أربع نصائح لتحقيق هذا الهدف. هذه النصائح الأربعة هي:
(1) احترام مشاعر وأحلام الطرف الآخر:
إذا وضعت أصيصاً من النبات في خزانة معتمة ومغلقة ولم تفتحها إلا في فترات قليلة. ورحت تقول للنبات: ((أيها النبات الجميل.. إنني أحبك.. وأنت تثير البهجة في نفسي.. وأنت ملكي وحدي)) فإننا نشك في أن يستمر النبات في الحياة لأكثر من أيام قليلة. وكذلك الإنسان، إنه يحتاج إلى ما هو أكثر من الكلام.
إنه في حاجة إلى عناية واهتمام. لهذا علينا أن نحترم الطرف الآخر ونتقبله على علاته، ونقدم له الدعم بلا شروط. وبدلاً من الرغبة في السيطرة عليه ينبغي التعاون معه ومساعدته لتحقيق الهدف من العلاقة المشتركة.
إن إعطاء الطرف الآخر حريته يجعله أكثر رغبة في التواصل والالتزام. أي أن توثيق الرابطة لا يأتي عن طريق التحكم وإنما عن طريق احترام مشاعر ورغبات الطرف الآخر وإفساح المجال أمامه لتطوير العلاقة وتوثيقها بدون ضغوط أو توترات. أما التبرم والشكوى والعصبية فإنها تؤدي إلى النفور والتباعد.
هذا يعني أن الرغبة في السيطرة وامتلاك الطرف الآخر تؤدي إلى نتائج عكسية ـ أما التعاون والمودة والاحترام فإنها توثق العلاقة المقدسة وتقوي أواصرها.
لهذا ينبغي أن يحرص كل من الزوجين على الاهتمام بالآخر وأن يشجعه على ممارسة هواياته ويتعاون معه (في رعاية الأبناء والتدبير المنزلي وشراء اللوازم وتسديد الفواتير.. الخ) مع اللجوء إلى الحلول الوسط التي يمكن أن تشبع حاجة الطرفين مع التسامح والتنازل المتبادل إذا لزم الأمر.
باختصار نقول إن ((الحب غير المشروط)) من أهم عوامل استقرار الحياة الزوجية السعيدة.
(2) الأمانة:
نعني بالأمانة هنا الصراحة والوضوح والعلاقة الحرة غير المشروطة والصلة الوثيقة القائمة على الإعزاز والمحبة، وليس على الرغبة في التحكم بالطرف الآخر.
قد يكون هناك تصرف من الزوج يضايق الزوجة كغيابه عن البيت لمدة أطول من اللازم. ورغبة من الزوجة في تجنب غضب الزوج إذا أثارت الموضوع فإنها تلجأ إلى الصمت وكتمان مشاعر الاستياء في نفسها. وهذا تصرف غير أمين.. وغير صحي.
فمحاولة السيطرة على سلوك الطرف الآخر (كالغضب أو الضيق أو الاستياء) بالصمت تجعلنا نحن نتحمل ونضحي براحتنا. وما الفائدة في ذلك؟!
إن المرأة تلجأ أحياناً إلى اتباع بعض أساليب السيطرة والتحكم في سلوك الزوج
ومشاعره باتباع الوسائل التالية أو بعضها:
(أ) ممسحة الباب
هناك زوجات يحققن ما يريده الرجل من طلبات. وكثيراً ما تكون رغبات الرجل وراحته على حساب رغبات المرأة وراحتها. وهي تريد الاستجابة المطلقة لطلبات الزوج حتى لا يغضب وحتى تنال هي رضاها التام.
(ب) الشهيدة
إنما المرأة التي تضحي بنفسها وبراحتها واحتياجاتها من أجل راحة الرجل واشباع كل حاجاته لا لشيء إلا لإثارة عطفه عليها أو إثارة إحساسه بالذنب تجاهها.
وعادة ما تغضب هذه المرأة بشدة إذا لم يلاحظ الرجل تضحيتها ولم ينقذها.
(ج) ماكينة غضب
تلجأ المرأة أحياناً إلى الصراخ والتحدث بعصبية وصوت عال وتوجيه التهديدات.. كل ذلك للوصول إلى هدفها بالسيطرة على الزوج حتى يحقق المطلوب بالطريقة التي تريدها.
(د) العدوانية السلبية
تلجأ المرأة (والرجل أيضاً إلى الانتقام الصامت ضد شريك (أو شريكة) الحياة.
فالزوجة تحقق ما يريده الزوج بطريقتها الخاصة. فإذا أراد منها الطبخ وجبة يحبها (وهي لا تريد ذلك في قرار نفسها) فإنها تطبخها لكن بمذاق غير مستحب. وإذا طلب منها حضور زفاف إحدى قريباته فإنها تحضر الحفلة (غصباً عليها) وهي تضمر الكراهية، وتخاصم زوجها ولا تكلمه لمدة أربعة أيام!
هذه الأمثلة للنساء اللاتي يردن التأثير ـ بطريقتهن الخاصة ـ على أزواجهن حتى يغير سلوكه. وعلى الرغم من أن مظهرهن يخالف باطنهن إلا أن المشكلة تكمن في نقطة واحدة وهي:
(هـ) الخوف
فالزوجة هنا تخشى أن يغضب زوجها منها، وتخشى أن تصاب بخيبة أمل أو حالة من الاستياء أو الصد.
مثل هذه التصرفات لا تخلق مناخاً صحياً لعلاقة زوجية حرة سليمة تسودها المحبة والاحترام والمتبادل.
إن كتمان الاستياء عامل سلبي يمكن أن يدمر العلاقة. أما الأمانة والصراحة فهما من العوامل البناءة لأنهما لا بد أن يؤديا إلى التعاون لحل المشكلة.
لهذا ينبغي أن يعرب كل من الزوجين عن حاجته بصراحة وصدق. وبدلاً من الكتمان أو الغضب يمكن للطرفين أن يواجها المشكلة ويتعاونا معاً من أجل حلها.
(3) لا إكراه في الحب
ليس بإمكان أي شخص أن يجبر شخصاً آخر على حبه. فالحب لا يأتي بالإكراه. وكلما حاولنا فرض محبتنا على شخص آخر ازداد عناداً، وتكون النتيجة عكسية. وهذا يعني أن كل ما حاولنا السيطرة على مشاعر وسلوك الطرف الآخر كلما أدركنا عبث ما نقوم به وحصدنا الألم والمرارة.
في كتاب ((القواعد)) the Rules يقول المؤلف إن الرجل أكثر انجذاباً إلى النساء اللاتي يبدين أنهن مستقلات وراضيات بحياتهن وليس إلى النساء الحريصات على جذب اهتمام الذكور، وينصح المؤلف المرأة بأن تتظاهر بأنها مشغولة ومنغمسة في العديد من الأنشطة، وبهذه الطريقة تستدعي انتباه الرجل.
إن المرأة النشطة التي تحقق المثير من الإنجازات ولها دورها المؤثر في العمل والعلاقات العامة، وتتعلم الكثير، وتطور نفسها، وتساعد الآخرين.. امرأة تحترم نفسها وتقدر إمكاناتها، ولا تحتاج باستمرار إلى جذب اهتمام زوجها حتى تظل سعيدة، ولهذا لا تضطر إلى فرض حبها. ومع اختفاء حالة الإكراه والإجبار ينمو الحب ويقوى بمرور الزمن.
عليك يا سيدتي أن تكتبي المهارات التي تريدين أن تمارسيها. وإذا وجدت زوجك مشغولاً فإنه بإمكانك أن تمارسي إحدى هذه الأنشطة للتعويض عن غياب الزوج. وبهذه الطريقة تنمو شخصيتك وتجدين نفسك غير محتاجة إلى الغير.
(4) تقبل الذات كما هي:
خذي زوجك يا سيدتي على علاته، وتقبلي وضعك الحالي كما هو، ولا تسرفي في التوقعات، ولا تهتمي بأمور معينة أكثر من اللازم. إن محاولتك السيطرة على سلوك وخيارات الغير لا تمكنك من حب شريك حياتك حباً حقيقياً غير مشروط. لهذا ينبغي عدم الانشغال بسلوك ومشاعر الطرف الآخر بصورة مبالغ فيها.
إن كثيراً منا يشعر أحياناً بالفراغ أو الخواء العاطفي والقلق. والبعض يحاول ملء هذا الفراغ بالعمل والإنجاز وتطوير الذات.
والحقيقة الأكيدة هي شعورنا الداخلي بالفراغ ناتج عن عدم قدرتنا على حب أنفسنا وتقبل ذاتها كما هي. وهذا يعني أننا في حرب ضد طبيعتنا، ولن نحقق السعادة في الحب والنجاح في الحياة إلا إذا أحببنا أنفسنا أولاً.
فإذا شعرت المرأة أن سعادتها تأتي أساساً من زوجها وليس من ثقتها بنفسها وقبولها إمكاناتها الطبيعية فإنها تشعر بالتهديد في كل مرة يتضايق فيها زوجها أو يستاء بسبب مشكلة ما. والحل يتمثل في إمكانية اعتماد المرأة على نفسها واطمئنانها إلى وجود دخل مالي آخر يتمثل في وظيفتها. وفي هذه الحالة يكون هناك زواج متكافئ بين شخصين يكملان بعضهما البعض، وليس بين شخصين يحاول أحدهما إجبار الآخر على حبه أو يحاول السيطرة على أحاسيسه وقراراته في الحياة.
المرجع الالكتروني للمعلوماتية