الصداقة التي قطعت

الصداقة التي قطعت

لعله لم يخطر ببال أحد بأن هذه الصداقة سوف تقطع إلى الأبد وان هذين الرفيقين المتلازمين سينفصلان إلى الأبد. فالناس كانوا يعرفون أحد الصديقين باسم الآخر أكثر مما يعرفونه باسمه الحقيقي فكانوا ينادونه برفيق الإمام الصادق عليه السلام.

وذات يوم دخل الصديقان سوق الحذّائين، وكان بمعيّتهم غلام رفيق الإمام، كان يمشي خلفهم وفجأة التفت رفيق الإمام إلى الوراء فلم ير غلامه, فمشى عدة خطوات ثم التفت ثانية فلم يجد غلامه أيضا، ونظر خلفه للمرة الثالثة فلم يعثر على الغلام، فلقد كان مشغولا بالنظر إلى ما في السوق، ولما أعاد الكرة وقع نظره على غلامه فقال له: يا ابن الفاعلة أين كنت؟ فلما سمع الإمام الصادق عليه السلام هذا الكلام منه استهجنه ورفع يده وحزب بها جبهته وقال: سبحان الله تقذف أمه. كنت أرى أن لك ورعا فإذا ليس لك ورع.

فقال: جعلت فداك يا ابن رسول الله إن أمه سندية مشركة.

فقال عليه السلام: فلتكن أمه كافرة، أما علمت بأن لكل أمة نكاحا، وأن أبنائهم ليسوا بأولادنا ثم قال له إليك عني.

ولم يشاهد الإمام عليه السلام بعد ذلك ماشيا مع رفيقه حتى فرق الموت بينهما1.

الهوامش

1- وسائل الشيعة ج2 ص487.

المصدر : قصص الابرار، الشيخ مرتضى مطهري، التعارف، ص83-84.

Loading