أحر أم عبد ؟

أحر أم عبد ؟

كانت أنغام المعازف والمغنّين تلعب بالرؤوس التي لعبت الخمرة بها لعبتها. وفي الأثناء فتح باب الدار وأطلت جارية من البيت لترمي بالقاذورات في الطريق فصادفت رجلا مارا من هناك وقد بدت على سيمائه آثار العبادة والورع فسألها: صاحب هذا البيت حر أم عبد؟

– حر.

– صدقت فلو كان عبدا لخاف من مولاه.

ولما دخلت البيت، كانت قد أبطأت بسبب حديثها مع الرجل ، فسألها مولاها: ما أبطأك؟

فقالت: رجل ما كان مارا في الطريق تبدو عليه آثار الصلاح والتقوى، سألني بكذا وأجبته بكذا.

فلما أنهت حديثها فكر مليا فيما نقلته له سيما في هذه الجملة لو كان عبدا لخاف من مولاه. حيث وقعت على قلبه موقع السهم. فخرج حافيا يريد الرجل فلما وصل إليه وجده الإمام موسى بن جعفر عليه السلام فتاب على يده معتذرا ولم ينتعل من يومه ذاك حتى مات.

كان قبل ذلك اليوم يعرف بأبي نصر بشر بن الحارث بن عبد الرحمن المروزي وبعده صار يعرف “بشر الحافي”.

كان الحارث قبل ذلك من أصحاب المعازف والملاهي ولكن قول الإمام عليه السلام أثر في نفسه وكان سببا إلى توبته فأصبح عارفا عابدا زاهدا1.

الهوامش

1- الكنى والألقاب ج2 ص150.

المصدر : قصص الابرار، الشيخ مرتضى مطهري، التعارف، ص83-84.

Loading