إذا كنت سيئاً فهل أن الله سيتركني أو يقل حبّه لي؟

إذا كنت سيئاً فهل أن الله سيتركني أو يقل حبّه لي؟

مع كون الشيطان عدو الانسان اللدود، يسعي بجد لان يدفع الناس نحو الذنوب و المعاصي و بذلك يبعدهم عن الله الغفور الرحيم، و لكن الله يحب جميع عباده حتي المذنبين و هو يريد هدايتهم و سعادتهم. و بناءً علي هذا فلا ينبغي لاي مذنب أن ييأس من رحمة الله في مختلف الظروف و إن كانت ذنوبه كثيرة، كما قال الله تعالي: ﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم‏﴾. و الادعية المأثورة عن الأئمة المعصومين ايضاً حافلة بالعبارات و المضامين التي تشير الي عناية الله و ؛هتمامه و رحمته للمذنبين النادمين و التائبين.

مفصل:

مع كون الشيطان عدو الانسان اللدود[۱]، يسعي بجد لان يدفع الناس نحو الذنوب و المعاصي و بذلك يبعدهم عن الله الغفور الرحيم، و لكن الله يحب جميع عباده حتي المذنبين منهم، و هو يريد هدايتهم و سعادتهم[٢]. و من الممكن أن يتسبب ارتكاب الذنوب و التمرد علي الاوامر الالهية في ابعاد الانسان عن ربّه لفترة من الزمن. و لكن الانسان يستطيع أن يمحو الاثار السيئة للذنوب و يعود الي كنف الرحمة الالهية عن طريق التوبة الحقيقية و الندم علي ما صدر منه من سيئات فيجد الله ناصراً له و معيناً و لن يتركه أو يخذله.

و الملاحظة التي يجب الالتفات اليها هي أنه ليس معني قولنا ان الله يحب جميع عباده حتي المذنبين، ان الله يحب الذنوب و المعاصي و أنه يحب المذنبين و بشكل مطلق.[۳] بل معناه أنه تعالي يرحب بالمذنبين الذين انتبهوا الي أخطائهم و ندموا علي ما صدر منهم من المعاصة و الذنوب و رجعوا الي كنف الرأفة و الرحمة الالهية، و أنه يلطف بهم و يعطف عليهم.[۴]

و بناءً علي هذا فلا ينبغي لاي مذنب أن ييأس من رحمة الله مهما كانت الظروف و مهما كثرت ذنوبه كما قال تعالي: ﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم‏﴾[۵]، حيث ان اليأس من رحمة الله سوء ظن به و هو من أكبر المعاصي، و ذلك لانه مهما عظم ذنب الانسان فان الرحمة الالهية أعظم و أوسع.

و كما نعلم فان الادعية المأثورة عن الائمة المعصومين هي الأخري حافلة بالعبارات و المضامين التي تشير الي عناية الله و اهتمامه و رحمته للمذنبين النادمين و التائبين و نشير فيما يلي الي نماذج منها:

۱. و إِنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الإِحْسَانِ فكيفَ يصنعُ المسيئُونَ و إِنْ كانَ لا يَفُوزُ يومَ الحشرِ إِلَّا الْمُتَّقُونَ فبمن يستغيثُ المذنبون‏[۶].

٢- إِلَهِي إِنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُ إِلَّا أَهْلَ طاعتك فإِلى منْ يفزعُ المذنبونَ و إِنْ كُنْتَ لا تُكرمُ إِلَّا أَهْلَ وفَائِكَ فبمنْ يَسْتَغِيثُ الْمُسِيئُون[۷].

المصادر:

[۱] “قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعين…”‏ ص:۸٢.

[٢] الزمر:۵۳.

[۳] “إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثيماً” النساء:۱۰۷.

[۴] البقرة:٢٢٢.

[۵] الزمر: ۵۳.

[۶] المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج۹۱، ص۱۰٢، مؤسسة الوفاء، بيروت، ۱۴۰۹ق.

[۷] نفس المصدر، ج۹٢،ص۴۳۹.

—————————-

المصدر: www.islamquest.net

Loading