بعض طرق التربية السّليمة

بعض طرق التربية السّليمة

هناك طرق في التربية تختلف بحسب قابليّات الولد وعمره، وتختلف من موضوع لآخر، ويمكن الإشارة هنا إلى ثلاث طرق أساس:

۱ ـ التوجيه غير المباشر:

وربما تكون أوّل طريقة تُتّبع مع الطفل لأنّه غير قادر على تلقّي رسائل الإرشاد والالتزام بها، وبالتالي فعلى الأمّ أن تدفعه نحو الصلاح، وتبعده عن الفساد من خلال وضع بدائل صالحة تشغله حتى لا يُستدرج لغير الصالح، وتشجعه على التزام الصالح، وتصنع حاجزاً نفسيّاً بينه وبين الفساد، وتصنع له قدوة يقتدي بها في هذا الإطار، ومن الضروريّ أن تعرف أنّها قدوة ولدها الأولى فعليها أن ترشده قبل كلّ شيء من خلال أعمالها، وهذا الأسلوب هو الأسلوب الأساس الذي يجب أن تتبعه الأم، وهو مطلوب على الدوام ومفيد في جميع الأعمار، وإن كان هو الطريق الوحيد خلال السنين الأولى من عمر الإنسان، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: “دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدّب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين”(۱).

فتركه في حالة اللعب في السنين السبع الأولى لا يعني إهماله مطلقاً بل هو يتناسب مع التوجيه غير المباشر، ولو من خلال اللعب.

٢ ـ التوجيه المباشر:

وهو في الحقيقة دخول في مرحلة التمييز العلميّ، حيث يتعلّم الإنسان – بحسب عمره وقابليّته – التمييز بين الخير والشرّ وبين الصلاح والفساد، وهذا الأمر- في مرحلة معيّنة لا بدّ منه أيضاً، حتّى لا يعتاد على أسلوب اتباع التوجيه العمليّ فقط دون معايير علميّة؛ لأنّه من دون هذه المعايير قد يسقط بسرعة أمام أي امتحان أو أجواء جديدة تطرأ عليه.

۳- ثمّ التوجيه إلى الأسباب والنتائج:

حيث ينبغي تعريف الطفل آثار الأعمال وأسباب حسنها أو قبحها، ويجب ربطه بالآخرة وملاحظة آثار الأعمال وظهورها فيها بأوثق شكل ممكن.

هذه الأساليب على الأمّ أن تتقنها حتّى تؤدّيها بشكلها الصحيح لتخرج إلى المجتمع ولداً صالحاً، وللتوجه دائماً إلى الله تعالى:﴿… قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء﴾(٢).

المصادر:

۱- الكافي، ج۶، ص۴۶.

٢- آل عمران: ۳۸.

——————————

المنبع: مكانة المرأة ودورها

نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

إعداد: مركز نون للتأليف والترجمة، الإعداد الإلكتروني

شبكة المعارف الإسلامية.

Loading