الخوف والرجاء
الخوف والرجاء
الخوف انفعال نفساني يحصل للإنسان أو للحيوان حين يتوقع صدور أمر يكرهه أو فوات شيء يحبه، وهو إحدى الغرائز التي تولد معه وتنشأ وتصحبه في جميع أحواله، وكم جلبت له هذه الغريزة من خيرات، وكم جنت عليه من شرور. والرجاء هو انتظار النفس حصول أمر ترغب فيه، وموضع الخوف والرجاء في الأكثر هو الشيء إذا كان مشكوك الوقوع. وللإنسان بين هاتين الملكتين شؤون وأطوار، فقد يشتد به الخوف حتى يكون يأساً، وقد يفرط به الرجاء حتى يكسبه تسامحاً وإهمالاً وقد يعتدلان فيكونان مزيجاً خلقياً يبعث إلى العدل ويرشد إلى الخير، وقد قال الإمام الصادق (ع) في ذلك: ” أرج الله رجاءً لا يجرِّئك على معاصيه، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته “[14] وقال: ” لا يكون المؤمن مؤمناً مؤمنا حتى يكون خوفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو “[15] ..
الخوف والرجاء صفتان نفسانيتان ولكنهما لا يثمران الخير حتى يكون لهما مظهر في السلوك وتأثير في العمل هذا.
الخوف العملي إذا اشتد يسمى عند العلماء الخلقيين ورعاً. وإذا اشتد الورع يسمى تقوى: ” وان قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى “[16]
الهوامش
[14] أمالي الصدوق ص10.
[15] الكافي الحديث11 باب الخوف والرجاء.
[16] الكافي الحديث7 باب الطاعة والتقوى.
المصدر
http://www.anwar5.net