نتائج الانحراف النفسي

ان مضاعفات واخطار ما يصيب النفس من انحرافات وامراض هي مضاعفات واخطار عظيمة ، تطال مختلف جوانب حياة الانسان ، وتملأ واقعه الدنيوي ومستقبله الاخروي بالحسرة والشقاء.

والانسان الذي تدفعه غريزة حب الذات الى دفع الاخطار وتجنب الاضرار ، كيف يتساهل تجاه تلك المضاعفات والاخطار العظيمة ؟ وكيف يرضى لنفسه الدمار والشقاء من اجل شهوات محدودة ومكاسب حقيرة ؟

انه في حاجة ماسة الى التذكير والارشاد والوعظ حتى لا يقع في هذا المزلق الخطير ، وهذا ما تهدفه النصوص التالية :

1 ـ وكحقيقة مسلمة ينسب القرآن الحكيم كل ما ينال الانسان من مصائب ونكسات الى نفسه يقول تعالى : ( وما اصابك من سيئة فمن نفسك ) (1).

2 ـ وفي التجمعات والامم كما في الافراد فان مصدر انتكاسات وهزائمها هي الحالات النفسية يقول تعالى : ( او لما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم اني هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير ) (2).

1 ـ سورة النساء : 79.

2 ـ سورة آل عمران : 165.

والاية الكريمة تتحدث عن الهزيمة العسكرية التي اصابت المسلمين في واقعة احد فهي نتيجة للحالات النفسية الخاطئة التي اصابت نفوس المقاتلين. وخاصة الرماة الذين كانوا على قمة الجبل فتخلوا عن موقعهم الاستراتيجي للحصول على الغنائم مما مكن العدو من احتلال الموقع والسيطرة على المعركة كما هو معروف في التاريخ.

3 ـ ويقول تعالى : ( ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم وان الله سميع عليم ) (1).

4 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « لا ترخص لنفسك في مطاوعة الهوى ، وايثار لذات الدنيا ، فتفسد دينك ولا يصلح ، وتخسر نفسك ولا تربح » (2).

انها خسارة الدين والدنيا.

5 ـ ان من اخطر الانحرافات النفسية تأثيرها على العقل حيث تشل قدرته وتعطل دوره. يقول الامام علي ( عليه السلام ) : « ذهاب العقل بين الهوى والشهوة » (3).

وماذا يبقى من الانسان اذا ذهب عقله ؟ وما هي قيمته بعد ذلك ؟ ليكون أداة لغيها بدل ان يمارس دور الارشاد والتوجيه لها ، فيقول : « قد خرقت الشهوات عقله » (4).

1 ـ سورة الانفال : 53.

2 ـ الري شهري : ميزان الحكمة : ج 10 ص 146.

3 ـ الري شهري : ميزان الحكمة : ج 6 ص 431.

4 ـ نهج البلاغة خطبة : 109.

7 ـ وكتب الامام علي ( عليه السلام ) الى معاوية بن ابي سفيان قائلاً :

« فان نفسك قد اولجتك شرا ، واقحمتك غيا ، واوردتك المهالك ، واوعرت عليك المسالك » (1).

وذلك هو مكمن الخلل واصل الضلال والانحراف لدى معاوية.

1 ـ المصدر السابق كتاب : 30.


المصدر : كتاب معرفة النفس

Loading