الأبعاد الثلاثة في شخصية الإنسان المؤمن

عن الامام الصادق ( عليه السلام ) : « القلب حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله » (1).

هنالك ثلاثة ابعاد في شخصية الانسان المؤمن تعكس ايمانه بالله عزوجل ، ومدى تدينه ، وتتفاوت هذه الابعاد في القوة من شخص لاخر.

وهذه الابعاد هي :

1 ـ البعد العقلي « العلمي ».

2 ـ البعد السلوكي « العملي ».

3 ـ البعد النفسي « المعنوي ».

ماذا تعني هذه الابعاد ؟

ـ البعد العقلي .. ويعني ان يكون ايمان الانسان وتدينه قائماً على اساس عقلي وادلة علمية مستوحاة من القرآن واحاديث الرسول وآل البيت ( عليهم السلام ) ومن الطبيعة والسنن الكونية ، والتي عبرها يستطيع الرد على المبطلين والملحدين.

ـ البعد السلوكي .. ويعني الممارسات الدينية والطقوس العبادية التي

يمارسها الانسان المتدين من صلاة وصيام والتزام بالاحكام في مختلف ـ المجالات ، وقد تكون هذه السلوكيات العبادية على اساس علمي كما مضى او على اساس تقليدي وراثي او توافق اجتماعي.

ـ البعد النفسي … وهذا البعد والذي سوف نتناوله بشيء من التفصيل يحتاج منا الى تعريف النفس ولو باختصار ، ويقصد بالنفس هنا الدائرة الداخلية في كيان الانسان والتي تتمركز فيها العواطف والمشاعر والاحاسيس السلبية منها والايجابية اللذيذ منها والمؤلم.

وعلى هذا فان هذا البعد يختلف عن البعدين الاخرين وهو اهم منهما لانه الحصانة لهما. ذلك ان البعد الاول المستند على ادلة علمية لايمكنه ان يحصن الانسان من الانحراف لان جل الانحرافات التي تصيب الانسان مصدرها النفس وليس العقل.

كما ان البعد السلوكي للتدين والذي ربما يكون باعثه تقليلد الاباء والمحيط الاجتماعي هذا البعد قد ينهار عندما ينتقل الانسان الى محيط آخر ، بينما البعد النفسي والذي يعني تفاعل المشاعر والاحاسيس مع وجود الله ، مثل الحب والبغض والخوف والرجاء والرضا والغضب ، والهيام والشوق والمناجاة ، هذه المشاعر هي ركيزة الايمان والتدين والمناعة ضد الغواية والانحراف والسلاح الذي يشهره الانسان المؤمن في وجه الشيطان والاغراءات الدنيوية.

1 ـ الري شهري : ميزان الحكمة : ج 2 ص 212.


المصدر : كتاب معرفة النفس

Loading