ماهو النفاق وما موقف الشريعة المقدسة منه ؟

 مقدمة :

بعث الله تبارك وتعالى نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ليخرج الناس من رذائل الأخلاق إلى مكارمها فعنه صلى الله عليه وآله : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (1)

 وقال صلى الله عليه وآله وسلم : أدبني ربي فأحسن تأديبي (2) ،، ولذلك نجد كثير من الروايات والآيات القرآنية تحث المؤمنين على اكتساب محاسن الأخلاق والابتعاد عن مساوي الأخلاق .

والنفاق واحدة من أرذل الأخلاق التي نهى الشارع المقدس عنه وأولى العناية الكبيرة بالابتعاد عنها فما هو النفاق وما هو موقف الشرع منه وما هي أنواعه ،،،،، وغير ذلك مما سنتعرض إليه في هذا البحث :

ما معنى النفاق

النفاق هو عمل المنافق وهو الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر ،قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم : (…..يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) (3)،

يقول الشيخ الطوسي رحمه الله في التبيان (4) :

 وخداع المنافق إظهاره بلسانه من القول أو التصديق خلاف ما في قلبه من الشك والتكذيب .

ولا شك إن هذا التعريف لا يشمل جميع اصناف النفاق فإن النفاق ـ كما سنبين ـ على مراتب وهذا التعريف هو المنزلة الواضحة من النفاق أما التعريف الاعم للنفاق فهو ما يبينه الحديث الشريف :

عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِ الصادق عليه السلام، قالَ: “مَنْ لَقِيَ المُسْلِمِين بِوَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ”(5).

فإن لقاء المسلمين على وجهين هو الذي عبر عنه الحديث الشريف بالنفاق ،، يقول السيد الإمام الخميني رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون حديثا في ذيل هذا الحديث :

” أن يبدي المرء ظاهر حاله وصورته الخارجية لهم على خلاف ما تكون في باطنه وسريرته. كأن يبدي أنه من أهل المودة والمحبة لهم، وأنه مخلص حميم، بينما يكون في الباطن على خلاف ذلك فيعامل بالصدق والمحبة في حضورهم، ولا يكون كذلك لدى غيابهم .

أما ذو اللسانين فهو أن يثني على كل من يلقاه منهم ويمتدحه ويتملق له ويظهر المحبة له، ولكنه في غيابه يعمد إلى تكذيبه وإلى استغابته. فبناء على هذا التفسير، تكون الحالة الأولى هي:”النفاق العملي”والحالة الثانية هي:”النفاق القولي”. ولعل الحديث الشريف يشير إلى صفة النفاق القبيحة. وباعتبار أن هاتين الحالتين هي من أظهر صفات المنافقين وألصقها بهم، اقتصر الحديث الشريف على ذكرها خاصّة.”

ومن هنا يظهر الفرق بينه وبين التقية الذي يخفي الإيمان خوفا على نفسه أو ماله أو عرضه ،، كما عبر الشيخ المفيد حيث قال : التقية هي الخوف على النفس (6).

ما هو موقف  الشريعة من النفاق

إن خطر النفاق والمنافق بدا واضحا لكل مسلم قد قرأ القرآن الكريم فقد انزل الله تعالى سورتين في القرآن الكريم قد انفرد بذكر النفاق والمنافق فيهما وهما وكفى بعظم خطر هذه الخصلة إنه تعالى أنزل سورة في قرأنه الكريم أسماها بسورة ” المنافقون ” ،، بالاضافة إلى انه تعالى قد بين أن العدو هو المنافق حيث قال تعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (7) وكما هو واضح لأهل العلم أنه تعالى هنا حين حصر العدو بالمنافق يريد ان يبين تعالى أن الكافر عدو ظاهر والمنافق عدو باطن كما يسميه المصطلح الحديث الطابور الخامس ( الجواسيس) فالخطر الداخلي اعظم واشد من الخطر الخارجي .

يقول السيد كامل الهاشمي :

” إن بيان الموقف الإسلامي من هذا الداء الوبيل والمرض المهلك يحتاج إلى بحث مستقل لما لهذا الداء من أثر عظيم في إفساد المجتمع وتفكيك الروابط الاجتماعية والأواصر الأخوية, ونظراً لهذا الأثر فقد أنزل الله تعالى سورة مستقلة تذم المنافقين وتفضح خفايا أنفسهم وما انطوت عليه قلوبهم, ولما كان هذا البحث يبتني على الاختصار فإننا نجوز الموقف الإسلامي من النفاق بالقول:

إن الإسلام بالإضافة إلى تحذيره من النفاق وأمره بلزوم تطهير القلب منه فقد اعتمد في تعريف النفاق والمنافقين على أسلوب رائع يرتكز على الكشف والإفصاح عن الدوافع النفسية الخفية للنفاق, واعتماد الرؤية التحليلية العميقة لأساليب المنافقين العملية ومحاولة إظهار البواعث الباطنية الحقيقية لاتخاذ هذه الأساليب التي يحاول المنافقون من خلالها دفع التهمة بالنفاق عن أنفسهم من خلال شعورهم بتوجه هذه التهمة إليهم وإن لم يكن هناك من يثير هذه التهمة ويوجهها إليهم فهم يحسبون كل صيحة عليهم كما قال تعالى في شأنهم 

ونكتفي في هذا المقام بذكر خطبة بليغة لسيد البلغاء وإمام المتكلمين يكشف فيها النقاب, ويزيح بها الستار والحجاب عن حقيقة النفاق وأهله. قال ليه السلام) في بعض خطب النهج: “أوصيكم عباد الله, بتقوى الله, وأحذركم أهل النفاق, فإنهم الضالون المضلون, والمزالون المزلون, يتلونون ألواناً, ويفتنون افتناناً, ويعمدونكم بكل عماد ويرصدونكم بكل مرصاد. قلوبهم دوية, وصفاحهم نقية يمشون الخفاء, ويدبون الضراء. وصفهم دواء, وقولهم شفاء, وفعلهم الداء العياء حسدة الرخاء, ومؤكدوا البلاء, ومقنطوا الرجاء. لهم بكل طريق صريع وإلى كل قلب شفيع, ولكن شجو دموع. يتقارضون الثناء, ويتراقبون الجزاء: أن سألوا ألحفوا, وإن عذلوا كشفوا, وإن حكموا أسرفوا. قد أعدوا لكل حق ولكل قائم مائلاً باطلاً, ولكل حي قائلاً, ولكل باب مفتاحاً, ولكل ليل مصباحاً. يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم, وينفقوا به أعلاقهم. يقولون فيشبهون, ويصفون فيموهون. قد هونوا الطريق, وأضلعوا المضيق, فهم لمة الشيطان, وحمة النيران: (أولئك حزب الشيطان, ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون).

 القرآن الكريم :

هذا وقد بين تعالى في آيات كثيرة عواقب المنافقين ونهى المؤمنين بأن يكونوا منهم (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) (8)

كما أنه تعالى أوصى النبي صلى الله عليه وآله بأن لا يعطي للمنافقين فرصة محاولة منهم لزرع الفتنة بين المؤمنين حيث قال تعالى :(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (9)

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة المباركة التي تنص على هذا الخطر العظيم نذكر منها :

(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) (10)

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) (11)

(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (12)

(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (13)

(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) (14)

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) (15)

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا) (16)

(إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (17)

(يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ) (18)

(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (19)

(وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (20)

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (21)

(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) (22)

(وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ) (23)

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) (24)

(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (25)

(لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (26)

(وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) (27)

(لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً) (28)

 (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (29)

(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (30)

(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) (31)

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (32)

(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (33)

(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) (34)

(يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) (35)

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (36)

(فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ) (37)

(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (38)

 السنة النبوية الشريفة :

وأما في لسان الروايات فنجد الكثير من الروايات التي أكدت على أن هذه الصفة الذميمة بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي الحنيف :

فعن النبي (( صلى الله عليه وآله وسلم )):

 من خالفت سريرته علانيته فهو منافق كائناً ما كان (39)

ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا منافق (40)

آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أئتمن خان (41)

خصلتان لا يكونان في منافق حسن سمت وفقه في الدين (42)

إني لا أتخوف على امتي مؤمنا ولا مشركاً أما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما الكافر فيقمعه كفره ، ولكن أتخوف عليكم منافقاً عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون (43)

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام :

ورع المنافق لا يظهر إلا على لسانه (44)

كثرة الوفاق نفاق ، كثرة الخلاف شقاق (45)

إن لسان المؤمن وراء قلبه ، وإن قلب المؤمن وراء لسانه…..(46)

اظهر الناس نفاقاً من أمر بالطاعة ولم يعمل بها ونهى عن المعصية ولم ينته بها (47)

بالكذب يتزين أهل النفاق (48)

احذركم أهل النفاق فإنهم الضالون المضلون والزالون المزلون يتلونون ألواناً ويفتنون افتنانا ، ويعمدونكم بكل عماد ، ويرصدونكم بكل مرصاد ، قلوبهم دوية وصفاحهم نقية ، يمشون الخفاء ويدبون الضراء ، وصفهم دواء وقولهم شفاء ، وفعلهم الداء العياء ……. أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (49)

النفاق توأم الكفر (50)

إن النفاق يبدو لمظة سوداء فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد فإذا استكمل النفاق اسود القلب (51)

ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين (52)

الكذب يؤدي إلى النفاق (53)

نفاق المرء من ذل يجده في نفسه (54)

وعن الإمام الصادق عليه السلام :

من لقي الناس بوجه وعابهم بوجه جاء يوم القيامة وله لسان من نار (55)

وعن الإمام العسكري عليه السلام :

بئس العبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري اخاه شاهداً ويأكله غائباً إن اعطي حسده وإذا ابتلي خذله (56) .

أما ما هي انواعه وما هي طرق معالجته فسنتعرض لها ان شاء الله تعالى .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .

 


(1) (البحار ج16 ص194).

(2) (البحار ج16 ص194).

(3) (آل عمران:167) .

(4) (التبيان ج1 ص69).

(5) (أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر باب ذي اللسانين، ح 1).

(6) (الفصول المختارة الشيخ المفيد ص112).

(7) (المنافقون:4).

(8) (النساء:140) .

(9) (التحريم:9) .

(10) (آل عمران:167).

(11) (النساء:61) .

(12) (النساء:88).

(13) (النساء:138).

(14) (النساء:140) .

(15) (النساء:142) .

(16) (النساء:145) .

(17) (الأنفال:49).

(18) (التوبة:64) .

(19) (التوبة:67) .

(20) (التوبة:68) . 

(21) (التوبة:73) .

(22) (التوبة:101) .

(23) (العنكبوت:11).

(24) (الأحزاب:1) .

(25) (الأحزاب:12) .

(26) (الأحزاب:24) .

(27) (الأحزاب:48) .

(28) (الأحزاب:60) .

(29)(الأحزاب:73) .

(30) (الفتح:6) .

(31) (الحديد:13) .

(32) (الحشر:11) .

(33) (المنافقون:1) .

(34) (المنافقون:7) .

(35) (المنافقون:8) .

(36) (التحريم:9) .

(37) (التوبة:77) .

(38) (التوبة:97) .

(39) (( البحارج72ص207)).

(40) (( اصول الكافي ج2 ص396)).

(41) ((الترغيب والترهيب ج4 ص9)).

(42) (( كنز العمال خ776ج72ص108)).

(43) ((كنز العمال خ29046)).

(44) ((غرر الحكم)).

(45) ((غرر الحكم)).

(46) ((نهج البلاغة خ176)).

(47) ((غرر الحكم)).

(48) ((غرر الحكم)).

(49) (( نهج البلاغة خطبة 194)).

(50) (( غرر الحكم)).

(51) ((كنز العمال خ1735)).

(52) ((غرر الحكم)).

(53) ((غرر الحكم)).

(54) ((غرر الحكم)).

(55) ((البحارج75ص203)).

(56) ((البحارج75ص203)).


المصدر: مجلة الفرات العدد (56)

 

Loading