الاِسلام دين التآخي والتآلف ، يُقدم المثل الصالح في نسج علاقات تقوم على الاُخوّة الصادقة . ويعتبر المقياس الصحيح للاُخوّة هو ذاك المستند إلى الحقوق المتقابلة . فكل إخلال بها سوف ينعكس سلبا على رابطة الإخاء ويحقق علاقة غير سليمة بين الطرفين
حق الاَخ
الاِسلام دين التآخي والتآلف ، يُقدم المثل الصالح في نسج علاقات تقوم على الاُخوّة الصادقة . ويعتبر المقياس الصحيح للاُخوّة هو ذاك المستند إلى الحقوق المتقابلة . فكل إخلال بها سوف ينعكس سلبا على رابطة الإخاء ويحقق علاقة غير سليمة بين الطرفين ، بل مشحونة بروح العداء وتؤدي إلى القطيعة والجفاء . وضرب لنا الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم المثل الاعلى في مراعاة حقّ الاِخوان ، كان إذا فقد الرّجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فإن كان غائباً دعا له ، وإن كان شاهداً زاره ، وإن كان مريضاً عاده (1). ولاَخيه الاِمام علي عليه السلام توصية ذهبية في هذا المجال ، يقول فيها عليه السلام : «لا تُضيّعنّ حقّ أخيك اتكالاً على ما بينك وبينَهُ ، فإنَّهُ ليسَ لك بأخٍ مَنْ أضعت حقَّهُ» (2). وللاَخ أيضاً حق الاِكرام ، فمن أكرمه حصل على رضا الله تعالى ، وينبغي قضاء حاجته وعدم تكليفه الطلب عند معرفتها ، ويتوجب المسارعة إلى قضائها . فقضاء حقوق الاِخوان أشرف أعمال المتقين .
وبلغ السمو السلوكي لاَهل العصمة ، في تقدير حق الاَخوّة ، درجة بحيث أن الاِمام الباقر عليه السلام سأل يوماً أحد أصحابه ـ سعيد بن الحسن ـ قائلاً: «أيجيء أحدكم إلى أخيه ، فيدخل يده في كيسه ، فيأخذ حاجته فلا يدفعه؟» فقلت : ما أعرف ذلك فينا ، فقال أبو جعفر عليه السلام : «فلا شيء إذاً» ، قلت : فالهلاك إذاً ، فقال : «إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد» (3).
وقدم لنا أهل بيت العصمة مقاييس معنوية نحدد من خلالها مدى تعظيم الاشخاص لدين الله تعالى ، ومدى قربهم وبعدهم عنه ، ومن هذه المقاييس حق الاخوان ، قال الاِمام الصادق عليه السلام : «من عظّم دين الله عظّم حق إخوانه ، ومن استخفَّ بدينه استخفَّ بإخوانه» (4)، وعن الاِمام العسكري عليه السلام : «وأعرف النّاس بحقوق إخوانه ، وأشدّهم قضاءً لها ،
____________
(1) بحار الانوار 16 : 233 .
(2) شرح نهج البلاغة ـ لابن ابي الحديد 16 : 105 .
(3) أُصول الكافي 2 : 181 | 13 باب حقّ المؤمن على أخيه واداء حقّه .
(4) بحار الانوار 74 : 287 .
المصدر
http://holynajaf.com/