44/11/10 (29 مايو 2023)
القائمة الرئيسية

 

عدد زوار الشبكة
copy html code
احصائيات الزوار
Flag Counter
شبكة التقوى الاسلاميه

البحث في الموقع

أسرار الحج
مقالات خاصة بالحج

أسرار الحج



     قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم:
{فَلَمَّ أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ*وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (الصافات:103-105).

وقال تبارك وتعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:56-58) صدق الله العلي العظيم.

غريزة المعرفة

خلق الله الإنسان وفطره على حب المعرفة، فهو بطبيعته يريد أن يتعرف على أسرار الأشياء ، لا يقنع دون أن يتعرف على السبب في كل مفردة من المفردات؛ لأنّ الله تعالى أودع هذه الفطرة فيه منذ أن كان فطيماً إلى أخر مرحلة في عمره .. يحاول جاداً ويكدح جاهداً للتعرف على أسرار الأشياء، إلا ّ أنّ هذه الغريزة وحب الإطلاع والمعرفة التي أُودعت في كنّه وجوده، جعلته يبحث وكل شيءٍ يبحث عنه الإنسان، للتعرف عليه وإدراك أسراره، وإذا كان الأمر كذلك فإن القدرات المحدودة له لا تُتيح له الوصول إلى كل ما يريده، فقد فتح الله نافذة للتعرف على بعض الحكم والمصالح المودعة في الأشياء، وباباً للوصول إلى أسرار وعلل بعض الأشياء، وأُخفى عنه الكثير منها، فهناك الكثير لا يستطيع عقل الإنسان إدراكه، حتى مع بحثه العلمي الواسع والكبير كما أشار إلى ذلك الذكر الحكيم {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (الإسراء:85) ومهما تمتع به من علم فإنّه يبقى قليلا، لذا فالعلماء كلما ازدادوا علماً أحسوا بجهلهم.

والحق يأمر المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ((وقل ربي زدني علماً)) وفي الدعاء ((ربي أرني الأشياء كما هي)) فإذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يريد أن يتعرف على الأشياء كما هي- اعتقادنا أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) في إحاطته بالعلم والمعرفة لا يدانيه أحد وكذلك الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) -  فقد أوجب الله على الإنسان أن يكون عابداً ليصل إلى معرفته، ودعاه إلى البحث للتعرف عليه وإدراك أنه هو المنعم الحقيقي، وبالتالي الانصياع لأوامره والطاعة له.

عجز العقل البشري عن التعرف على أسرار العبادات

بيد أن عقل الإنسان حتى بعد أن يتعرف على الله يبقى على فطرته يريد أن يتعرف على أسرار الأشياء، وبوضوح بعض المفردات لن يرتوي ولن يصل إلى درجة الاطمئنان، إلا بالوصول إلى مرتبة عالية من العلم أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى  {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (الأنعام:75)  

غير أن عقولنا قد تتعرف على أسرار بعض الأشياء، فالصلاة نُدرك بعض أسرارها، وليس كل الأسرار والحكم المترتبة على تشريعها، مع أن الله تعالى قد أبان بعض أسرارها {إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} فالصلاة تجعل الإنسان سائراً في صراط عبودية الله، و تعطيه ثواباً جزيلاً؛ لأنّه يخضع فيها لله ويُعبّر عن عبوديته له، وهناك الكثير من المفردات في الصلاة التي نصليها لا نعرف أسرارها، كعدد الصلوات- خمس صلوات كتبهن الله في اليوم والليلة – فلا نعرف لماذا جعل الله الصلاة بهذه الأعداد المحددة ؟ - الصبح ركعتان، الظهر أربع، العصر، المغرب ثلاث والعشاء أربع - ومهما بلغ بنا الفكر، وحاولنا أن نتعرف على أسرار هذه الأعداد، لن نعرف ذلك، وأمره تعالى لنا بالحج من هذا القبيل {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران:97) فمع وجود منافع وحكم ومصالح مترتبة على الحج في قوله تعالى {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ*لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ} (الحج:27-28) لكن الكثير من المفردات لن نعرف أسرارها؛ أي أننا نتعرف على بعض الحكم والمصالح ولن نستطيع أن نُدرك كُنه العلل والأسرار التي رتّب الله عليها أحكام هذه الفريضة.

أسرار الأمر بالحج

أشار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبة رائعة في نهج البلاغة بأنّ إيجاب الحج و حضّ الناس عليه لتعبد العقل فالحق تعالى يُريد أن يعبد الإنسان في مناحٍ متعددةٍ، فهناك عبادة للجسد؛ أن تخضع بجسدك لله ، وهناك عبادة للنفس أن تكون نفسك خاضعة لعبادته تعالى، وهناك عبادة للعقل، وهو من أعظم ما أودع في الإنسان ، العقل الطاقة الهائلة والخلاقة والعظيمة، وبه يتعرف الإنسان على الأشياء، فهذه القدرة الهائلة والكبيرة للإنسان يُريد الله تعالى أن تكون عابدة له، وعبادة العقل لله لن تتم إلا بالوصول إلى رتبة كمالية، ففي أصول الكافي روايات تشير إلى أنّه تعالى يُريد من عقل الإنسان أن يكون عابداً له، و أن ذلك هو المحقق لكماله، وعبادة العقل تحتاج إلى المعرفة، ولن تتم العبادة للعقل دون المعرفة التراتبية؛ أولاً البناء على الأُسس الموصلة إلى المعرفة ومن ثمّ الإيمان بأن العقل لن يستطيع إدراك كُنه الأشياء، {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة:111) ففي البدء لابد أن يكون لك دليل حجة على ما تؤمن به، وبعد أن تتم لديك الحجة ويثبت إليك الحق بالبرهان، فلا تحتاج إلى دليل للعقائد والأمور الغيبية الواردة في الشريعة. هذه مرتبة أخرى مترتبة على الأولى تسمى المعرفة التراتبية:

الأولى : أن يقيم الإنسان الأدلة والبراهين على وجود الله وعلى وجوب طاعته والانصياع لأوامره، وبعد ذلك يُؤمن أن عقله محدود، لا يمكنه إدراك أسرار كل مفردة من المفردات التي عبّد الله تعالى الإنسان بها، قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ويقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ((أي ليعرفوه)) كيف تعبد رباً لا تعرفه ؟!.

الثانية : بعد أن تتعرف على الله يمكن أن تتعرف على بعض المفردات العبادية التي عبّدك بها، غير أن بعضها الآخر لا يمكن معرفته؛ كالعبودية للعقل - أن يكون عقلك عابداً لله كما يكون جسدك خاضعاً له – وهكذا نفسك خاضعة وعابدة له تعالى، فالعبودية للعقل من الحكم والمصالح المترتبة على حج البيت؛ أي أنّ الله تعالى يريد من الإنسان أن يجعل عقله كنفسه وجسده وأفكاره خاضعة، وعابدة له تعالى، ( وذلك هو التسليم بالمصطلح الشرعي ) أن تسلّم بحقانية الأشياء التي لا يدركها عقلك {فَلَمَّا أَسْلَمَا} فإبراهيم وإسماعيل ( عليهم السلام ) أسلما لله، - فكيف يُؤمن من له ولدٌ وحيد جاءه بعد فترة من الزمن {لما بلغ من الكبر عتيا} بأن ذبحه هو المصلحة؛ إنه التعبد العقلي الله تعالى، وقد رفع الله هذا الابتلاء عن إبراهيم ( عليه السلام )  قال {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (الصافات:107) لكنه انصياع لأمر الله، ولم يعترض على ذلك.

translate this site
chose your language
click trans
  
الوقت الآن
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
استبيان الأعضاء
مارأيك بالشبكة بعد التطوير؟







يجب تسجيل الدخول للتصويت.
آخر تواجد للأعضاء
الحكمة 1 يوم
مشرف عام 69 أسابيع
المشرف العام 227 أسابيع
السيد كرار 539 أسابيع
Erronryoscito 638 أسابيع
benaelmo 638 أسابيع
vitrya 638 أسابيع
baenals 638 أسابيع
walcfaus 638 أسابيع
jaggche 638 أسابيع

الزيارات غير المكررة: 27,458,421 وقت التحميل: 0.01 ثانية