44/11/10 (29 مايو 2023)
القائمة الرئيسية

 

عدد زوار الشبكة
copy html code
احصائيات الزوار
Flag Counter
شبكة التقوى الاسلاميه

البحث في الموقع

الأيام الأخيرة للإمام زين العابدين (ع)
المناسبات الدينية

الأيام الأخيرة للإمام زين العابدين (ع)

ذكر جملة من المؤرخين (1) ان الوليد بن عبد الملك ( ت 96 هـ ) قد دسّ سماً للإمام زين العابدين (ع) ، وقيل ان هشام بن عبد الملك ( ت 125 هـ ) سمه (2) . ولأن شهادته (ع) كانت أيام ملك الوليد الممتدة من سنة 86 وحتى سنة 96 للهجرة ، فانه يحتمل ان الوليد قد أوعز الى أخيه هشام بسمه في المدينة في شهر محرم الحرام سنة 95 للهجرة . ولا يوجد من بين المصادر التاريخية تأريخاً دقيقاً يبين وقت إطعام السم . إلا انه من المؤكد انه قد حصل في شهر محرم الحرام . والسم لا يدع للمرء فرصة العيش إلا فترة زمنية قصيرة .

ولنعش تلك الأيام الأخيرة من حياة الإمام السجاد (ع) بين الوريقات القادمة .

ــــــــــــ

(1) ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 120 . وابن الصباغ في الفصول المهمة . والشبراوي في الإتحاف ص 52 .

(2) دلائل الإمامة لابن جرير الطبري ص 80 . ومناقب ابن شهر اشوب ج 2 ص 269 . وتاريخ القرماني ص 111 .

وصايا السجاد (ع) لأهل بيته

وكان من عادة آل البيت (ع) إذا علموا بدنو الأجل وقرب الوفادة على الله تعالى أوصلوا أهليهم بحسن طاعة الله تعالى وحسن التعامل مع الناس . وكان الإمام السابق يوصي الإمام اللاحق بوصايا الإمامة والحكمة .

ومن ذلك ان مجموعة من أصحاب الإمام زين العابدين (ع) دخلت عليه أيام مرضه لعيادته ، فقالوا له : كيف أصبحت يا ابن رسول الله فدتك أنفسنا . قال (ع) : ( في عافية والله المحمود على ذلك ) . ثم قال لهم : ( كيف أصبحتم جميعاً ) . قالوا : أصبحنا لك والله يا ابن رسول الله محبين وادين . قال (ع) : ( من أحبنا الله تعالى أدخله الله ظلاً ظليلاً يوم لا ظل إلا ظله ، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا بالجنة ، ومن أحبنا لغرض دنياً أتاه رزقه من حيث لا يحتسب ) (1) .

ومما أوصى به ولده : ( إذا أصابتكم مصيبة أو نزلت بكم فاقة فليتوضأ الرجل ويحسن وضوءه ويصلي أربع ركعات أو ركعتين ، وبعد الفراغ يقول : يا موضع كل شكوى ، يا سامع كل نجوى ، يا شافي كل بلاء ، ويا عالم كل خفية ، ويا كاشف ما يشاء . يا نجي

ـــــــــــ

(1) الفصول المهمة لابن الصباغ ص 218 .

موسى ، ومصطفى محمد ، يا خليل إبراهيم ، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته ، وضعفت قوته ، وقلّت حيلته ، دعاء الغريب الغريق الفقير الذي لا يجد لكشف ما فيه إلا أنت . يا أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من من الظالمين ) . ثم قال (ع) : ( من أصابه البلاء ودعا بهذا الدعاء أصابه الفرج من الله تعالى ) (1) .

وقال (ع) : ( يا بنيّ أخذ بيدي جدي وقال : يا بنّي أفعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فإن كان أهله فقد أصبت موضعه . وإن لم يكن أهله كنت أهله . وإن شتمك رجل وتحول الى يسارك وأعتذر إليك ، فأقبل منه ) (2) . و( جالسوا أهل الدين والمعرفة ، فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم ، فإن أبيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروآت ... ) (3) .

وقال (ع) لبعض ولده : ( ان الله تعالى رضيني لك و لم يرضك لي ، وأوصاك بي ولم يوصني بك ، فعليك بالبر تحفة يسيرة ) (4) . و( ... اعلم أن خير الآباء للابناء من لم تدعه المودّة إلى التفريط فيه ، وخير الأنباء للآباء من لم يدعه التقصير الى العقوق له ) (5) .

ـــــــــــ

(1) كشف الغمة للأربلي ص 165 .

(2) مشكاة الأنوار ص 65 .

(3) رجال الكشي ص 419 .

(4) تحف العقول ص 67 .

(5) العقد الفريد ج3 ص 89 .

وقال (ع) : ( يا بني خمسة لا تصاحبهم ولا توافقهم ولا تحادثهم . إياك ومصاحبة الكذاب فانه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب . وإياك ومصاحبة الفاسق فانه بائعك بأكلة أو أقل منها . وإياك ومصاحبة البخيل فانه يخذلك فيما تكون إليه أحوج . وإياك ومصاحبة الأحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك . وإياك ومصاحبة قاطع رحمه ، فاني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع (1) . قال تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمّهُمْ وَأَعْمَى‏ أَبْصَارَهُمْ ) (2) . وقال الله تعالى : ( وَالّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ ) (3) . وقال الله تعالى : ( الّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) (4) . ) (5) .

ـــــــــــ

(1) كشف الغمة ص 200 .

(2) سورة محمد : الآية 22 ـ 23 .

(3) سورة الرعد : الآية 25 .

(4) سورة البقرة : الآية 27 .

(5) الوافي ج3 ص 105 .

ثم قال (ع) : ( أحبكم الى الله أحسنكم عملاً ، وأعظمكم عند الله عملاً أسعاكم لعياله ، وأكرمكم عند الله أتقاكم لله تعالى ) (1) .

وقال (ع) : ( يا بنّي اصبر على النوائب ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعتك له ) (2) . ( وإياك ومعادات الرجال فانها لن تعدمك مكر حليم أو مفاجأة لئيم ) (3) .

وصايا السجاد (ع) لإبنه الباقر (ع)

وفي أيام مرضه (ع) أيضاً جمع أولاده محمداً والحسن وعبد الله وزيداً والحسين وأوصى بالإمامة إلى أبنه محمد بن علي (ع) ، وكناه الباقر . وجعل أمرهم إليه (ع) . وقال له :

( يا بنّي : العقل رائد الروح ، والعلم رائد العقل ، والعقل ترجمان العلم . واعلم ان العلم أبقى ، واللسان أكثر هذراً . وان صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين بهما إصلاح شأن المعائش : ملء مكيالٍ

ـــــــــــ

(1) تحف العقول ص 67 .

(2) حلية الأولياء ج 3 ص 138 . والبيان والتبيين للجاحظ ج 2 ص 59 .

(3) بحار الأنوار ج 17 ص 160 الطبعة القديمة .

ثلثاه فطنة وثلثه تغافل . لأن الإنسان لا يتغافل عن شيء قد عرفه ففطن له (1) .

واعلم ان الساعات تذهب عمرك وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى . وإياك والأمل الطويل ، فكم من مؤمّل أملاً لا يبلغه ، وجامع مال لا يأكله ، ومانع ما سوف يتركه . ولعله من باطل جمعه ، ومن حق منعه أصابه حراماً وورثه واحتمل أصره وباء بوزره . ذلك هو الخسران المبين ) (2) .

وقال (ع) لأبنه الباقر (ع) أيضاً : ( أوصيك بما أوصاني به أبي (ع) : أصبر على الحق وإن كان مراً ) (3) . و( أفعل الخير إلى كل من طلبه منك ) (4) . ( يا بنّي اني جعلتك خليفتي من بعدي لا يدعي فيما بيني وبينك أحد إلا قلّده الله يوم القيامة طوقاً من النار ، فاحمد الله على ذلك واشكره . يا بنّي اشكر لمن انعم عليك ، فانه لا تزول نعمة إذا شكرت ، ولا بقاء لها إذا كفرت . والشاكر بشكره اسعد منه

ـــــــــــ

(1) قال الجاحظ : لم يجعل (ع) لغير الفطنة نصيباً من الخير ، ولا حظاً من الصلاح لأن الانسان لا يتغافل عن شيء الا وقد عرفه وفطن . قال الطائي : ليس الغبي بسيد في قومه ، لكن سيد قومه المتغابي .

(2) كفاية الأثر للخزاز القمي ص 319 .

(3) مجموعة ورام ص14 .

(4) روضة الكافي ملحقة بتحف العقول ص 191 حديث 141 .

بالنعمة التي وجب عليه بها الشكر ) ثم تلا قوله تعالى : ( وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنّكُمْ ... ) (1) .

وفي رواية أخرى ، أنه (ع) قال :

( إياك يا بنّي أن تصاحب الأحمق أو تخالطه ، واهجره ولا تحادثه ، فان الأحمق هجنه عبن (2) غائباً كان أو حاضراً . إن تكلم فضحه حمقه ، وإن سكت قصر فقره عنه ، وإن عمل أفسد ، وإن استرعى أضاع . لا علمه من نفسه يغنيه ، ولا علم غيره ينفعه ، ولا يطيع ناصحه ، ولا يستريح مقارنه . تودّ أمه لو أنها ثكلته ، وأسرته فقدته ، وجاره بعد داره ، وجليسه الوحدة من مجالسته . إن كان أصغر من في المجلس أغنى من فوقه ، وإن كان أكبر أفسدهم من دونه ) (3) .

وبقي الزهري يزور الإمام زين العابدين (ع) أيام مرضه ، فعندما زاره في تلك الأيام أكرمه الإمام (ع) فقدم إليه طبق فيه هندباء وقال له : ( كل منه انه الهندباء ، وما من ورقة إلا وعليها قطرة من ماء الجنة وفيه شفاء من كل داء ) . وجيء إليه بدهن البنفسج ، فقال (ع) : ( فضله على الادهان كفضل الإسلام على الأديان ) . ثم

ـــــــــــ

(1) سورة إبراهيم : الآية 7 . أمالي الطوسي ص 319 . وكفاية الأثر للخزاز القمي ص 319 .

(2) الهجنة : القبيح وما يعيبه الانسان . والعبن : ( بتشديد النون ) الغليظ الخشن .

(3) ناسخ التواريخ .

دخل عليه أبو جعفر الباقر (ع) ، فجعل (ع) يسّاره طويلاً ، فسمع الزهري قول زين العابدين (ع) لابنه : عليك بحسن الخلق .

قال الزهري : فوقع في نفسي انه نعى نفسه . فقلت له يا ابن رسول الله (ص) : إن وقع من أمر الله ما لا بد لنا منه ، فإلى من نختلف بعدك . قال عليه السلام : ( يا أبا عبد الله الى ابني هذا . وأشار الى محمد الباقر (ع) . فانه وصيي ووارثي وعيبة علمي . هو معدن العلم وباقره ) .

قلت : يا ابن رسول الله ما معنى ( باقر العلم ) ؟ قال (ع) : ( سوف يختلف إليه خلّص شيعتي ، فيبقر العلم عليهم بقراً ) .

قلت له : هلا أوصيت إلى أكبر ولدك ؟ قال (ع) : ( يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالكبر والصغر . هكذا عهد إلينا رسول الله (ص) ، وهكذا وجدناه مكتوباً في اللوح والصحيفة ) .

قلت : يا ابن رسول الله كم عهد إليكم نبيكم أن يكون الأوصياء بعده ؟ قال عليه السالم : ( وجدنا في الصحيفة واللوح اثنى عشر اسماً مكتوبة إمامتهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم . يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهدي عليه السلام ) (1) .

وقال (ع) للباقر (ع) : ( أني حججت على ناقتي هذه عشرين حجة لم اقرعها بسوط . فاذا نفقت فادفنها ، لا يأكل لحمها السباع .

ــــــــــ

(1) كفاية الأثر ص 319 .

فان رسول الله (ص) قال : ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلاّ جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله ) . فلما نفقت دفنها . أبو جعفر الباقر (ع) (1) .

ثم ضمّه إلى صدره (ع) وقال : ( يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة ، وان أباه أوصاه به ، وهو : يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله ) (2) . ثم أخرج سفطاً وصندوقاً ، وأمر أبا جعفر الباقر (ع) بحمله إليه . وكان فيه سلاح رسول الله (ص) ودرعه ، وألواح موسى عليه السلام وعصاه ... (3) .

وقال لأبي جعفر (ع) : ( يا بني اذا مت فلا يلي غسلي غيرك ، فإن الإمام لا يلي غسله إلا إمام مثله يكون بعده ) (4) .

ــــــــــــ

(1) ثواب الأعمال ص 29 . والمحاسن للبرقي ج 2 ص 635 .

(2) بحار الأنوار ج 11 ص 44 عن الكافي .

(3) بصائر الدرجات ص 46 ـ 48 .

(4) الخرائج ص 20 .

المصدر

http://www.alhassanain.com

 

translate this site
chose your language
click trans
  
الوقت الآن
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
استبيان الأعضاء
مارأيك بالشبكة بعد التطوير؟







يجب تسجيل الدخول للتصويت.
آخر تواجد للأعضاء
الحكمة 1 يوم
مشرف عام 69 أسابيع
المشرف العام 227 أسابيع
السيد كرار 539 أسابيع
Erronryoscito 638 أسابيع
benaelmo 638 أسابيع
vitrya 638 أسابيع
baenals 638 أسابيع
walcfaus 638 أسابيع
jaggche 638 أسابيع

الزيارات غير المكررة: 27,458,218 وقت التحميل: 0.01 ثانية